هويدي 13-5-2003
حل الدور علي إيران بسرعة ـ سمه تحرشا إن شئت ـ بعد اغتصاب العراق, وابتزاز سوريا. إذ ارتفعت أصوات في واشنطن خلال الاسبوع الأخير, قائلة ان غزو العراق كان استفتاحا فقط, وبمثابة نهاية بداية الحرب ضد الإرهاب, وإن ساحة المعركة الحقيقية والكبري في تلك الحرب هي إيران, التي لابديل عن اسقاط نظامها وتركيعها, حتي تسوي أرض المنطقة جيدا, وتتم عملية إعادة تشكيلها حسب الأصول!
(1)
ليس صحيحا ان الهدف من الحرب هو تغيير النظام العراقي, وإنما تغيير منطقة الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل, بهذه العبارة أزاح الستار عن الحقيقة مبكرا الكاتب الأمريكي روبرت نوفاك, في برنامج تليفزيوني بثته محطة سي.ان.ان في بداية شهر مارس الماضي انتقد فيه موقف الادارة الأمريكية, وهو ما أزعج الدوائر الاسرائيلية في حينه, وعبرت عن ذلك صحيفة ها آرتس التي نشرت في3/5 تقريرا حول الموضوع.
حدث ذلك قبل بدء الحرب, ولكن اللغة تغيرت بعدما كسبت الولايات المتحدة الجولة, وأسقطت نظام بغداد, ولم يعد الجهر بالحقيقة مغامرة ولا باعثا علي القلق, فنشرت صحيفة ها آرتس ذاتها في4/15 مقالة لموشيه ايرنز( وزير الدفاع الأسبق) قال فيها صراحة أن دول محور الشر الثلاث التي أعلن الرئيس الأمريكي انه يستهدفها في حربه علي الارهاب هي في الحقيقة دول معادية لإسرائيل, وهذا ينطبق مباشرة علي العراق, وإيران, أما كوريا الشمالية ـ الدولة الثالثة ـ فهي الطرف الذي يمد أعداء إسرائيل بالصواريخ.
بعد الفراغ النسبي من العراق اتجهت الأبصار الاسرائيلية علي الفور صوب سوريا وإيران, وقال رئيس الوزراء ارييل شارون إن بلاده لاتستطيع ان تطمئن في حين تعرف أن لدي سوريا ترسانة ضخمة من السلاح الكيماوي وتملك قوة ارهابية خاضعة لها, وهي حزب الله, كما ان لاسرائيل أعداء آخرين مثل إيران, التي تدعو إلي إبادة اسرائيل, وجهودها للحصول علي أسلحة غير تقليدية معروفة, كما انها تقف وراء حزب الله يديعوت احرونوت(4/16).
لم يكن شارون وحده الذي عبر عن هذا الموقف, ولكن كلامه جاء صدي لمعزوفة كاملة تبنتها الطبقة السياسية في إسرائيل, التي عبرت عن ذات الموقف في كتابات وبرامج تليفزيونية وإذاعية بلا حصر, وظل محور الحديث هو أن الخريطة الجديدة للشرق الأوسط لا يمكن ان ترسم معالمها إلا بعد تطويع سوريا وإيران, ومن ثم تأمين إسرائيل من كل الجبهات المحيطة بها.
بعد أيام قليلة من التعامل الأمريكي مع الملف السوري علي النحو الذي يعرفه الجميع, نشرت نيويورك تايمز في5/8 الحالي أن الادارة الأمريكية تمارس ضغوطا علي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدانة طهران في انتهاك معاهدة حظر الأسلحة النووية, إزاء ذلك فقد طلبت واشنطن من الوكالة الدولية ان تضع نظام تفتيش صارما للبرنامج النووي الايراني, ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي لم تنشر اسمه, ان واشنطن قررت تصعيد ضغوطها في هذا الشأن, بعد تلقيها معلومات أثارت دهشتها عن مدي تقدم البرنامج النووي الإيراني, وذلك اثر زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي لمنشأة نتانز النووية( وسط إيران), وقال المسئول الأمريكي: الأمر لايقتصر فقط علي أن إيران تسرع برنامجها النووي, ولكننا تلقينا أخيرا معلومات جديدة أقلقتنا بخصوص ذلك البرنامج, ثم إن هناك إصرارا من جانب الإسرائيليين يدعونا لان نهتم بتلك المشكلة علي نحو أكثر جدية(!).
تتابعت تلك الاكتشافات الأمريكية بعد إسقاط النظام العراقي, وعقب التعامل الأمريكي مع الملف السوري, الأمر الذي يعطي انطباعا قويا بأننا بصدد اجندة تنفذ, وليس بازاء مصادفات أفرزتها الأحداث, كما أن المسألة ليست مقصورة علي تطوير البرنامج النووي الإيراني أو تخصيب اليورانيوم, وإنما الملف الإيراني كله هو الهدف, وما مسألة البرنامج النووي سوي ذريعة للاصطياد و جر الشكل كما يقال.
(2)
في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها علي وكالة الطاقة الذرية في فيينا بالنمسا, شهدت واشنطن مصادفة أخري من النوع المريب, فقد دعت واحدة من أهم منظمات اليمين الأمريكي المتطرف( مؤسسة أمريكان انتربرايز) إلي عقد مؤتمر تحت عنوان مستقبل إيران كان ذلك في السادس من شهر مايو الحالي( لاتنس أن نيويورك تايمز نشرت خبر الضغوط الأمريكية في الثامن من الشهر ذاته), شارك في المؤتمر مجموعة من الكتاب والسياسيين الأمريكيين والإيرانيين المقيمين بالولايات المتحدة, وكانت الفكرة المحورية التي دارت من حولها المناقشات هي أن التحول الديمقراطي في إيران يحتاج إلي دفعة من الخارج, وفي هذا الصدد ذكر مايكل لادين خبير السياسة الخارجية بالمؤسسة ان النظام الإيراني مثله مثل النظام السوفيتي مستعد للانهيار, ولكن ذلك الانهيار يتطلب عونا وضغوطا مستمرة من الخارج.
السيناتور الجمهوري سام برونباك عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي, وموري اميتي المدير السابق للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية( ايباك) كانا من بين أبرز المتحدثين في المؤتمر, ويستحق كلامهما الذي لخصه تقرير بثه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية( كير) قراءة متأنية.
في بداية حديثه دعا السيناتور برونباك الحكومة الأمريكية للتحالف مع الشعب الإيراني, وقال ان ايران تمثل خطرا علي الولايات المتحدة لعدة أسباب, علي رأسها سعيها إلي الاستفادة من سقوط صدام حسين, وبسط نفوذها داخل العراق, وقال: رغم ان إيران لم تكن هي التي حررت الشعب العراقي, ولكن هذا لن يوقف محاولتهم للاستفادة( من الموقف) ثم أضاف أن إيران هي اكبر مساند للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط, وأنها تسعي إلي نشر الثورة الإسلامية وإلي بسط نفوذها علي بلدان أخري كالعراق وأفغانستان.
ذكر برونباك أنه يقود مساعي لحشد معارضة أعضاء الكونجرس لإيران وتأكيد دعمهم لبعض المبعدين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة, وأشار إلي مشروع قرار قدمه في الثاني عشر من مارس الماضي ينتقد سجل الحريات في إيران ويطالب الحكومة الأمريكية بعدم إضفاء الشرعية علي النظام الإيراني.
قال أيضا انه يخطط لتقديم ملحق لقانون الاعتمادات المالية بمجلس الشيوخ يسمي قانون ديمقراطية إيران يقر بأن سياسة أمريكا هي دعم الديمقراطية في إيران, وسوف يقدم الملحق في حالة تمريره دعما ماليا لقنوات تليفزيون وإذاعة تنطلق من الولايات المتحدة للحديث إلي الشعب الإيراني عن الديمقراطية, أضاف صاحبنا انه سوف يقدم قريبا مشروع قانون مؤسسة تدعي مؤسسة الديمقراطية في إيران تعمل علي توفير منح للإيرانيين الأمريكيين, ولمحطات الاذاعة والتليفزيون الأمريكية الموجهة إلي إيران لمساعدة الشعب الإيراني علي استرداد بلدهم.
أما موري اميتي, فقد أعرب عن اعتقاده بأن النظام الإيراني لن يتغير اذا ما ترك أمر التغيير للتفاعلات الداخلية, لذلك فانه يتعين علي الحكومة الأمريكية أن تضع هدف تغييره ضمن أولوياتها, وقال ان السيناتور سام برونباك يحتاج إلي الدعم والمساندة وان فرص تمرير المشاريع التي يقدمها كبيرة, وكشف الرجل عن وجود منظمة جديدة تجمع مجموعة من السياسيين والكتاب الأمريكيين الراغبين في الضغط علي الادارة الأمريكية لاتخاذ موقف اكثر تشددا ضد حكومة إيران, وتدعي( التحالف من أجل الديمقراطية في إيرانCDI).
أشار تقرير كير إلي أن للمنظمة حديثة العهد موقعا إلكترونيا, يضم قائمة بأسماء المساندين لها, ومن بينهم كبار صقور المحافظين مثل جيمس وولسي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية, وجاك كامب المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام1996, ومايكل لاين وجاشوا ميروفيك الخبيرين بمركز أبحاث أمريكا انتربرايز, وفرانك جافني رئيس مركز سياسيات الامن الذي عمل في عام1986 وخلال حكومة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان كمساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسات الامن الدولي.
(3)
نهاية البداية, كان عنوان المقالة الرئيسية التي نشرتها ويكلي ستاندارد( عدد5/12) لرئيس تحريرها ويليام كريستول, والمجلة ممولة من البليونير اليهودي المعروف روبرت ميردوخ, اما وليام كريستول فله أكثر من صفة, أهمها انه رئيس مجموعة القرن الأمريكي الجديد التي تتزعم الدعوة إلي هيمنة الولايات المتحدة علي مقدرات العالم, وقيادتها له, ومنذ نشأتها في عام1997 وهي تتبني فكرة إسقاط النظام العراقي, وهي التي جمعت ملايين الدولارات لتحقيق ذلك الهدف, وفي سبيل ذلك فانها عملت علي تأسيس المؤتمر الوطني العراقي برئاسة أحمد جلبي, كما أنها اشتركت في تأسيس لجنة تحرير العراق, وللعلم فان مجموعة القرن الأمريكي الجديدة هذه تضم اضافة إلي رئيسها ويليام كريستول: ديك تشيني نائب الرئيس بوش, ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع ومنظر المجموعة, وريتشارد بيرل أحد أهم مستشاري وزير الدفاع وآخرين, وكل هؤلاء إما من اليهود أو المسيحيين الإنجيليين المتصهينين.
ويليام كريستول الذي يصنف باعتباره واحدا من أهم الكتاب المعبرين عن وجهة نظر المحافظين المتطرفين( الصقور) اعتبر في مقالته سالفة الذكر أن النصر في العراق هو بداية نهاية الحرب الكبري ضد الإرهاب, وإذ أدعي أن الشرق الأوسط والعالم الإسلامي هو قلب المشكلة فانه اعتبر كوريا الشمالية خطرا مؤكدا, لكن مشكلتها يمكن احتواؤها, واكبر خطر تمثله هو نشرها للأسلحة الفتاكة للإرهابيين والدول الإرهابية, وهؤلاء جميعا في الشرق الأوسط.
بالنسبة لإيران ذكر كريستول أن تحرير العراق كان أكبر المعارك التمهيدية لرسم مستقبل الشرق الأوسط, ولكن المعركة الكبري القادمة ستكون من اجل إيران( تمني ألا تكون معركة عسكرية) وعبر الرجل عن اعتقاده بأن إيران تمثل خطرا علي مستقبل العراق كماتريده الولايات المتحدة, وقال إن علي الولايات المتحدة دعم أصدقائها وحلفائها في العراق لمواجهة الضغوط الإيرانية, كما دعا إلي نقل المعركة إلي إيران نفسها, وقال ينبغي علينا أيضا ان ننقل المعركة إلي إيران مستخدمين أدوات تتراوح بين الدبلوماسية الشعبية والعمليات السرية.
وذكر في هذا السياق أن الضغط علي إيران يمثل أولوية قبل الضغط علي دول أخري في الشرق الأوسط, وقال ان إيران هي نقطة التحول في الحرب ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل وفي الحرب ضد الإرهاب, وفي مساعي إعادة تشكيل الشرق الأوسط وقال لو ذهبت إيران سوف يتبعها بسهولة اكبر تغييرات ايجابية مساندة للغرب ومعادية للإرهاب في المنطقة, وسوف تتحسن جدا فرص التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وهذا بيت القصيد!
(4)
ليس خافيا أن الشهية انفتحت لتغيير النظام في إيران بعد إسقاط النظامين في كابول وبغداد, وبعد النجاح الذي تحقق في تغيير هيكل السلطة الفلسطينية والتقليص النسبي لدور الرئيس عرفات, ولم يكن ذلك مشجعا للقوي الأصولية والصهيونية في الولايات المتحدة فضلا عن إسرائيل فحسب, ولكنه أيضا بدا مشجعا لانصار الملكية في ايران, الذين كثفوا من هجومهم الإعلامي والدعائي, واصبح لديهم هذا العام7 محطات للبث التليفزيوني الموجه إلي الداخل, في حين لم يكن لهم طيلة السنين التي خلت سوي محطتين فقط.
لكن الأمر ليس سهلا من ناحية, كما أن المواجهة التي ينشدها هؤلاء وهؤلاء مع إيران, ـ التي يريدون لها ان تكرر التجربة مع أفغانستان والعراق ـ ليست مدرجة ضمن الأولويات الأمريكية, علي الأقل حتي نهاية العام القادم.
هو ليس سهلا لان إيران بلد السبعين مليون نسمة مختلف في حجمه وقدرته العسكرية وبنيانه العقيدي والمذهبي, الأمر الذي يجعله عصيا علي الاجتياح العسكري, ولست أشك في أن الأمريكيين يعرفون جيدا أن المغامرة بالدخول في مواجهة عسكرية مع بلد تحتل فيه المرجعية الشيعية موقعا مكينا ليست بالأمر البسيط. آية ذلك ان تجربة إسرائيل المرة مع العمليات الاستشهادية لابد ان تكون قد حذرت الأمريكيين من التورط في مواجهة مجتمع تعد ثقافة الاستشهاد عنوانا كبيرا له, فضلا عن أن المثل الأعلي للمتدينين من شبابه هو الامام الحسين رمز الشهادة وسيد الشهداء, ناهيك عن أن الاشتباك مع إيران يمكن ان يستنفر الحزام الشيعي في العالم العربي والإسلامي, الذي يضم أكثر من مائة مليون نسمة.
ومن حيث الملاءمة, فمن المستبعد أن يكون وضع الولايات المتحدة قلقا في أفغانستان, ولم يستقر بعد في العراق, ورغم ذلك تتورط في معركة جديدة مع إيران.
فضلا عن هذا وذاك, فالإشارات المتواترة القادمة من واشنطن تجمع علي أن الرئيس بوش دخل في أجواء التحضير لانتخاباته الرئاسية في شهر نوفمبر من العام القادم, وان اي جهد خارجي تبذله ادارته لن يتجاوز حدود الاتصالات الدبلوماسية, والضغوط السياسية, وهو غير مستعد للتورط في أية مواجهات عسكرية, وهذه الفكرة يبثها ويدافع عنها بقوة اثنان من أهم وأقرب مستشاري الرئيس الأمريكي هما كارل روف مستشاره الاول للشئون الداخلية وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي.
من أخبار واشنطن أن صقور البنتاجون فوجئوا بهذه الرسالة, حين أبلغوا برفض خططهم التي أعدوها لتوسيع حرب العراق, لكي تشمل عمليات تأديبية عبر الحدود.. وكان دوجلاس فايث وكيل وزارة الدفاع قد خط لشن غارات جوية علي سوريا, حسب وكالة يونيتد برس, بمباركة من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد, ومن تلك الاخبار أن اجتماعا عقد في البيت الابيض منتصف شهر أبريل الماضي, ضم رايس وروف ورامسفيلد ومستشار الامن القومي الاسرائيلي ايفريان هالفي, الذي حمل إلي واشنطن رغبة اسرائيل في أن تقوم الولايات المتحدة بـ الاعتناء بسوريا وإيران, تمسكت رايس تكرارا بقولها إنه لا مغامرات عسكرية اضافية خلال عهد جورج بوش في رئاسته الأولي.
تقول الرواية أن رامسفيلد أعترض علي ماقالته رايس, والتفت إلي روف مستفسرا عن رآيه, فكان رده أن الرئيس يوافق مع رايس, في الوقت ذاته فإن مستشارة الأمن القومي قالت لصحيفة واشنطون بوست أن وجهة نظر الرئيس هي أن كل مشكلة في الشرق الأوسط لايمكن حلها بالوسيلة ذاتهاإشارة إلي الحل العسكري في العراق, وعدم تطبيقه علي سوريا, إلا اذا كانت هناك ضرورة لذلك( الحياة اللندنية5/9).
اذا صح ذلك فمعناه ان المواجهة الحاسمة بين واشنطن وطهران التي تتلهف عليها إسرائيل وتنتظرها بفارغ الصبر, مؤجلة لمدة18 شهرا علي الاقل, وتلك فرصة لتعزيز الصمود والمقاومة من خلال تحقيق الوفاق الوطني وترتيب البيت الإيراني, الذي اصبح الصراع بين المحافظين والاصلاحيين نقطة ضعف أساسية فيه, ومن أسف أن ذلك الصراع مستمر ومتصاعد رغم ظلال الخطر المحدق الذي يهدد الجميع.. وليس من شك أن استمرار ذلك الصراع هو اكبر هدية يقدمها الطرفان للمتريصين والطامعين والذين يتمنون ان ينشغل كل منهما بالآخر ويضعفه, حتي تسقط إيران بين أيديهم في نهاية المطاف, لقمة سائغة بغير حرب!
كيف يمكن أن يكون هؤلاء من آيات الله ويغفلون عن هذا الدرس الثمين؟!
حل الدور علي إيران بسرعة ـ سمه تحرشا إن شئت ـ بعد اغتصاب العراق, وابتزاز سوريا. إذ ارتفعت أصوات في واشنطن خلال الاسبوع الأخير, قائلة ان غزو العراق كان استفتاحا فقط, وبمثابة نهاية بداية الحرب ضد الإرهاب, وإن ساحة المعركة الحقيقية والكبري في تلك الحرب هي إيران, التي لابديل عن اسقاط نظامها وتركيعها, حتي تسوي أرض المنطقة جيدا, وتتم عملية إعادة تشكيلها حسب الأصول!
(1)
ليس صحيحا ان الهدف من الحرب هو تغيير النظام العراقي, وإنما تغيير منطقة الشرق الأوسط لمصلحة إسرائيل, بهذه العبارة أزاح الستار عن الحقيقة مبكرا الكاتب الأمريكي روبرت نوفاك, في برنامج تليفزيوني بثته محطة سي.ان.ان في بداية شهر مارس الماضي انتقد فيه موقف الادارة الأمريكية, وهو ما أزعج الدوائر الاسرائيلية في حينه, وعبرت عن ذلك صحيفة ها آرتس التي نشرت في3/5 تقريرا حول الموضوع.
حدث ذلك قبل بدء الحرب, ولكن اللغة تغيرت بعدما كسبت الولايات المتحدة الجولة, وأسقطت نظام بغداد, ولم يعد الجهر بالحقيقة مغامرة ولا باعثا علي القلق, فنشرت صحيفة ها آرتس ذاتها في4/15 مقالة لموشيه ايرنز( وزير الدفاع الأسبق) قال فيها صراحة أن دول محور الشر الثلاث التي أعلن الرئيس الأمريكي انه يستهدفها في حربه علي الارهاب هي في الحقيقة دول معادية لإسرائيل, وهذا ينطبق مباشرة علي العراق, وإيران, أما كوريا الشمالية ـ الدولة الثالثة ـ فهي الطرف الذي يمد أعداء إسرائيل بالصواريخ.
بعد الفراغ النسبي من العراق اتجهت الأبصار الاسرائيلية علي الفور صوب سوريا وإيران, وقال رئيس الوزراء ارييل شارون إن بلاده لاتستطيع ان تطمئن في حين تعرف أن لدي سوريا ترسانة ضخمة من السلاح الكيماوي وتملك قوة ارهابية خاضعة لها, وهي حزب الله, كما ان لاسرائيل أعداء آخرين مثل إيران, التي تدعو إلي إبادة اسرائيل, وجهودها للحصول علي أسلحة غير تقليدية معروفة, كما انها تقف وراء حزب الله يديعوت احرونوت(4/16).
لم يكن شارون وحده الذي عبر عن هذا الموقف, ولكن كلامه جاء صدي لمعزوفة كاملة تبنتها الطبقة السياسية في إسرائيل, التي عبرت عن ذات الموقف في كتابات وبرامج تليفزيونية وإذاعية بلا حصر, وظل محور الحديث هو أن الخريطة الجديدة للشرق الأوسط لا يمكن ان ترسم معالمها إلا بعد تطويع سوريا وإيران, ومن ثم تأمين إسرائيل من كل الجبهات المحيطة بها.
بعد أيام قليلة من التعامل الأمريكي مع الملف السوري علي النحو الذي يعرفه الجميع, نشرت نيويورك تايمز في5/8 الحالي أن الادارة الأمريكية تمارس ضغوطا علي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدانة طهران في انتهاك معاهدة حظر الأسلحة النووية, إزاء ذلك فقد طلبت واشنطن من الوكالة الدولية ان تضع نظام تفتيش صارما للبرنامج النووي الايراني, ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي لم تنشر اسمه, ان واشنطن قررت تصعيد ضغوطها في هذا الشأن, بعد تلقيها معلومات أثارت دهشتها عن مدي تقدم البرنامج النووي الإيراني, وذلك اثر زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي لمنشأة نتانز النووية( وسط إيران), وقال المسئول الأمريكي: الأمر لايقتصر فقط علي أن إيران تسرع برنامجها النووي, ولكننا تلقينا أخيرا معلومات جديدة أقلقتنا بخصوص ذلك البرنامج, ثم إن هناك إصرارا من جانب الإسرائيليين يدعونا لان نهتم بتلك المشكلة علي نحو أكثر جدية(!).
تتابعت تلك الاكتشافات الأمريكية بعد إسقاط النظام العراقي, وعقب التعامل الأمريكي مع الملف السوري, الأمر الذي يعطي انطباعا قويا بأننا بصدد اجندة تنفذ, وليس بازاء مصادفات أفرزتها الأحداث, كما أن المسألة ليست مقصورة علي تطوير البرنامج النووي الإيراني أو تخصيب اليورانيوم, وإنما الملف الإيراني كله هو الهدف, وما مسألة البرنامج النووي سوي ذريعة للاصطياد و جر الشكل كما يقال.
(2)
في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطها علي وكالة الطاقة الذرية في فيينا بالنمسا, شهدت واشنطن مصادفة أخري من النوع المريب, فقد دعت واحدة من أهم منظمات اليمين الأمريكي المتطرف( مؤسسة أمريكان انتربرايز) إلي عقد مؤتمر تحت عنوان مستقبل إيران كان ذلك في السادس من شهر مايو الحالي( لاتنس أن نيويورك تايمز نشرت خبر الضغوط الأمريكية في الثامن من الشهر ذاته), شارك في المؤتمر مجموعة من الكتاب والسياسيين الأمريكيين والإيرانيين المقيمين بالولايات المتحدة, وكانت الفكرة المحورية التي دارت من حولها المناقشات هي أن التحول الديمقراطي في إيران يحتاج إلي دفعة من الخارج, وفي هذا الصدد ذكر مايكل لادين خبير السياسة الخارجية بالمؤسسة ان النظام الإيراني مثله مثل النظام السوفيتي مستعد للانهيار, ولكن ذلك الانهيار يتطلب عونا وضغوطا مستمرة من الخارج.
السيناتور الجمهوري سام برونباك عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي, وموري اميتي المدير السابق للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية( ايباك) كانا من بين أبرز المتحدثين في المؤتمر, ويستحق كلامهما الذي لخصه تقرير بثه مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية( كير) قراءة متأنية.
في بداية حديثه دعا السيناتور برونباك الحكومة الأمريكية للتحالف مع الشعب الإيراني, وقال ان ايران تمثل خطرا علي الولايات المتحدة لعدة أسباب, علي رأسها سعيها إلي الاستفادة من سقوط صدام حسين, وبسط نفوذها داخل العراق, وقال: رغم ان إيران لم تكن هي التي حررت الشعب العراقي, ولكن هذا لن يوقف محاولتهم للاستفادة( من الموقف) ثم أضاف أن إيران هي اكبر مساند للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط, وأنها تسعي إلي نشر الثورة الإسلامية وإلي بسط نفوذها علي بلدان أخري كالعراق وأفغانستان.
ذكر برونباك أنه يقود مساعي لحشد معارضة أعضاء الكونجرس لإيران وتأكيد دعمهم لبعض المبعدين الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة, وأشار إلي مشروع قرار قدمه في الثاني عشر من مارس الماضي ينتقد سجل الحريات في إيران ويطالب الحكومة الأمريكية بعدم إضفاء الشرعية علي النظام الإيراني.
قال أيضا انه يخطط لتقديم ملحق لقانون الاعتمادات المالية بمجلس الشيوخ يسمي قانون ديمقراطية إيران يقر بأن سياسة أمريكا هي دعم الديمقراطية في إيران, وسوف يقدم الملحق في حالة تمريره دعما ماليا لقنوات تليفزيون وإذاعة تنطلق من الولايات المتحدة للحديث إلي الشعب الإيراني عن الديمقراطية, أضاف صاحبنا انه سوف يقدم قريبا مشروع قانون مؤسسة تدعي مؤسسة الديمقراطية في إيران تعمل علي توفير منح للإيرانيين الأمريكيين, ولمحطات الاذاعة والتليفزيون الأمريكية الموجهة إلي إيران لمساعدة الشعب الإيراني علي استرداد بلدهم.
أما موري اميتي, فقد أعرب عن اعتقاده بأن النظام الإيراني لن يتغير اذا ما ترك أمر التغيير للتفاعلات الداخلية, لذلك فانه يتعين علي الحكومة الأمريكية أن تضع هدف تغييره ضمن أولوياتها, وقال ان السيناتور سام برونباك يحتاج إلي الدعم والمساندة وان فرص تمرير المشاريع التي يقدمها كبيرة, وكشف الرجل عن وجود منظمة جديدة تجمع مجموعة من السياسيين والكتاب الأمريكيين الراغبين في الضغط علي الادارة الأمريكية لاتخاذ موقف اكثر تشددا ضد حكومة إيران, وتدعي( التحالف من أجل الديمقراطية في إيرانCDI).
أشار تقرير كير إلي أن للمنظمة حديثة العهد موقعا إلكترونيا, يضم قائمة بأسماء المساندين لها, ومن بينهم كبار صقور المحافظين مثل جيمس وولسي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية, وجاك كامب المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام1996, ومايكل لاين وجاشوا ميروفيك الخبيرين بمركز أبحاث أمريكا انتربرايز, وفرانك جافني رئيس مركز سياسيات الامن الذي عمل في عام1986 وخلال حكومة الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان كمساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسات الامن الدولي.
(3)
نهاية البداية, كان عنوان المقالة الرئيسية التي نشرتها ويكلي ستاندارد( عدد5/12) لرئيس تحريرها ويليام كريستول, والمجلة ممولة من البليونير اليهودي المعروف روبرت ميردوخ, اما وليام كريستول فله أكثر من صفة, أهمها انه رئيس مجموعة القرن الأمريكي الجديد التي تتزعم الدعوة إلي هيمنة الولايات المتحدة علي مقدرات العالم, وقيادتها له, ومنذ نشأتها في عام1997 وهي تتبني فكرة إسقاط النظام العراقي, وهي التي جمعت ملايين الدولارات لتحقيق ذلك الهدف, وفي سبيل ذلك فانها عملت علي تأسيس المؤتمر الوطني العراقي برئاسة أحمد جلبي, كما أنها اشتركت في تأسيس لجنة تحرير العراق, وللعلم فان مجموعة القرن الأمريكي الجديدة هذه تضم اضافة إلي رئيسها ويليام كريستول: ديك تشيني نائب الرئيس بوش, ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع ومنظر المجموعة, وريتشارد بيرل أحد أهم مستشاري وزير الدفاع وآخرين, وكل هؤلاء إما من اليهود أو المسيحيين الإنجيليين المتصهينين.
ويليام كريستول الذي يصنف باعتباره واحدا من أهم الكتاب المعبرين عن وجهة نظر المحافظين المتطرفين( الصقور) اعتبر في مقالته سالفة الذكر أن النصر في العراق هو بداية نهاية الحرب الكبري ضد الإرهاب, وإذ أدعي أن الشرق الأوسط والعالم الإسلامي هو قلب المشكلة فانه اعتبر كوريا الشمالية خطرا مؤكدا, لكن مشكلتها يمكن احتواؤها, واكبر خطر تمثله هو نشرها للأسلحة الفتاكة للإرهابيين والدول الإرهابية, وهؤلاء جميعا في الشرق الأوسط.
بالنسبة لإيران ذكر كريستول أن تحرير العراق كان أكبر المعارك التمهيدية لرسم مستقبل الشرق الأوسط, ولكن المعركة الكبري القادمة ستكون من اجل إيران( تمني ألا تكون معركة عسكرية) وعبر الرجل عن اعتقاده بأن إيران تمثل خطرا علي مستقبل العراق كماتريده الولايات المتحدة, وقال إن علي الولايات المتحدة دعم أصدقائها وحلفائها في العراق لمواجهة الضغوط الإيرانية, كما دعا إلي نقل المعركة إلي إيران نفسها, وقال ينبغي علينا أيضا ان ننقل المعركة إلي إيران مستخدمين أدوات تتراوح بين الدبلوماسية الشعبية والعمليات السرية.
وذكر في هذا السياق أن الضغط علي إيران يمثل أولوية قبل الضغط علي دول أخري في الشرق الأوسط, وقال ان إيران هي نقطة التحول في الحرب ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل وفي الحرب ضد الإرهاب, وفي مساعي إعادة تشكيل الشرق الأوسط وقال لو ذهبت إيران سوف يتبعها بسهولة اكبر تغييرات ايجابية مساندة للغرب ومعادية للإرهاب في المنطقة, وسوف تتحسن جدا فرص التسوية الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وهذا بيت القصيد!
(4)
ليس خافيا أن الشهية انفتحت لتغيير النظام في إيران بعد إسقاط النظامين في كابول وبغداد, وبعد النجاح الذي تحقق في تغيير هيكل السلطة الفلسطينية والتقليص النسبي لدور الرئيس عرفات, ولم يكن ذلك مشجعا للقوي الأصولية والصهيونية في الولايات المتحدة فضلا عن إسرائيل فحسب, ولكنه أيضا بدا مشجعا لانصار الملكية في ايران, الذين كثفوا من هجومهم الإعلامي والدعائي, واصبح لديهم هذا العام7 محطات للبث التليفزيوني الموجه إلي الداخل, في حين لم يكن لهم طيلة السنين التي خلت سوي محطتين فقط.
لكن الأمر ليس سهلا من ناحية, كما أن المواجهة التي ينشدها هؤلاء وهؤلاء مع إيران, ـ التي يريدون لها ان تكرر التجربة مع أفغانستان والعراق ـ ليست مدرجة ضمن الأولويات الأمريكية, علي الأقل حتي نهاية العام القادم.
هو ليس سهلا لان إيران بلد السبعين مليون نسمة مختلف في حجمه وقدرته العسكرية وبنيانه العقيدي والمذهبي, الأمر الذي يجعله عصيا علي الاجتياح العسكري, ولست أشك في أن الأمريكيين يعرفون جيدا أن المغامرة بالدخول في مواجهة عسكرية مع بلد تحتل فيه المرجعية الشيعية موقعا مكينا ليست بالأمر البسيط. آية ذلك ان تجربة إسرائيل المرة مع العمليات الاستشهادية لابد ان تكون قد حذرت الأمريكيين من التورط في مواجهة مجتمع تعد ثقافة الاستشهاد عنوانا كبيرا له, فضلا عن أن المثل الأعلي للمتدينين من شبابه هو الامام الحسين رمز الشهادة وسيد الشهداء, ناهيك عن أن الاشتباك مع إيران يمكن ان يستنفر الحزام الشيعي في العالم العربي والإسلامي, الذي يضم أكثر من مائة مليون نسمة.
ومن حيث الملاءمة, فمن المستبعد أن يكون وضع الولايات المتحدة قلقا في أفغانستان, ولم يستقر بعد في العراق, ورغم ذلك تتورط في معركة جديدة مع إيران.
فضلا عن هذا وذاك, فالإشارات المتواترة القادمة من واشنطن تجمع علي أن الرئيس بوش دخل في أجواء التحضير لانتخاباته الرئاسية في شهر نوفمبر من العام القادم, وان اي جهد خارجي تبذله ادارته لن يتجاوز حدود الاتصالات الدبلوماسية, والضغوط السياسية, وهو غير مستعد للتورط في أية مواجهات عسكرية, وهذه الفكرة يبثها ويدافع عنها بقوة اثنان من أهم وأقرب مستشاري الرئيس الأمريكي هما كارل روف مستشاره الاول للشئون الداخلية وكوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي.
من أخبار واشنطن أن صقور البنتاجون فوجئوا بهذه الرسالة, حين أبلغوا برفض خططهم التي أعدوها لتوسيع حرب العراق, لكي تشمل عمليات تأديبية عبر الحدود.. وكان دوجلاس فايث وكيل وزارة الدفاع قد خط لشن غارات جوية علي سوريا, حسب وكالة يونيتد برس, بمباركة من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد, ومن تلك الاخبار أن اجتماعا عقد في البيت الابيض منتصف شهر أبريل الماضي, ضم رايس وروف ورامسفيلد ومستشار الامن القومي الاسرائيلي ايفريان هالفي, الذي حمل إلي واشنطن رغبة اسرائيل في أن تقوم الولايات المتحدة بـ الاعتناء بسوريا وإيران, تمسكت رايس تكرارا بقولها إنه لا مغامرات عسكرية اضافية خلال عهد جورج بوش في رئاسته الأولي.
تقول الرواية أن رامسفيلد أعترض علي ماقالته رايس, والتفت إلي روف مستفسرا عن رآيه, فكان رده أن الرئيس يوافق مع رايس, في الوقت ذاته فإن مستشارة الأمن القومي قالت لصحيفة واشنطون بوست أن وجهة نظر الرئيس هي أن كل مشكلة في الشرق الأوسط لايمكن حلها بالوسيلة ذاتهاإشارة إلي الحل العسكري في العراق, وعدم تطبيقه علي سوريا, إلا اذا كانت هناك ضرورة لذلك( الحياة اللندنية5/9).
اذا صح ذلك فمعناه ان المواجهة الحاسمة بين واشنطن وطهران التي تتلهف عليها إسرائيل وتنتظرها بفارغ الصبر, مؤجلة لمدة18 شهرا علي الاقل, وتلك فرصة لتعزيز الصمود والمقاومة من خلال تحقيق الوفاق الوطني وترتيب البيت الإيراني, الذي اصبح الصراع بين المحافظين والاصلاحيين نقطة ضعف أساسية فيه, ومن أسف أن ذلك الصراع مستمر ومتصاعد رغم ظلال الخطر المحدق الذي يهدد الجميع.. وليس من شك أن استمرار ذلك الصراع هو اكبر هدية يقدمها الطرفان للمتريصين والطامعين والذين يتمنون ان ينشغل كل منهما بالآخر ويضعفه, حتي تسقط إيران بين أيديهم في نهاية المطاف, لقمة سائغة بغير حرب!
كيف يمكن أن يكون هؤلاء من آيات الله ويغفلون عن هذا الدرس الثمين؟!