مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
تغيير المقررات أم السياسات؟
14-1-2003

هل يؤدي تغيير المناهج إلي سد منافذ التطرف والإرهاب؟ ـ هذا سؤال للاستدراك وليس للاستفهام‏,‏ بمعني انه من قبيل الأسئلة التي تطرح بعد ان تشهر الاجابة‏,‏ وتثار الشكوك حول صحتها‏,‏ الأمر الذي يحرك الدعوة إلي مراجعتها وتصويبها‏,‏ ذلك أن العمل جار الآن بهمة لتعديل المناهج الدراسية في بعض الأقطار العربية‏,‏ لكني أجادل في ألا يمثل ذلك مدخلا صحيحا لحل الإشكال‏.‏

‏(1)‏
في بداية شهر يناير الحالي‏,‏ قدم أحد أعضاء مجلس الأمن الكويتي‏,‏ الدكتور وليد طباطباني‏,‏ سؤالا إلي وزير التعليم حول طبيعة المهمة التي تقوم بها لجان فنية شكلت داخل الوزارة لمراجعة منهجي اللغة العربية والتربية الإسلامية‏,‏ وقيل في هذا الصدد إن عملية المراجعة ستشمل أمورا عدة بعضها يتعلق بفكرة أو مصطلح الجهاد الذي رشحت كلمة التضحية بديلا عنه وببعض العناوين الأخري التي شابها الالتباس واللغط‏,‏ وفي حوار صحفي لاحق ذكر وزير التعليم الكويتي الدكتور مساعد الهارون أن هناك خطة شاملة لتطوير المناهج العلمية والأدبية والدينية‏,‏ وذلك لتعزيز القيم الدينية السليمة التي يدعو إليها ديننا الإسلامي الحنيف‏,‏ مثل قيم التسامح ونبذ العنف واحترام الاديان السماوية والسلام الشرق الأوسط‏1/7.‏
الكلام ليس جديدا‏,‏ وربما كان الإعلان عنه هو الجديد‏,‏ لأن موضوع التعليم الديني بوجه أخص سلطت عليه الاضواء بقوة بعد أحداث‏11‏ سبتمبر‏,‏ وقد تابعنا جميعا ماجري في باكستان‏,‏ حين طلبت الولايات المتحدة وضع المدارس الدينية تحت الاشراف الحكومي حركة طالبان‏,‏ بقياداتها وكوادرها كانوا من خريجي تلك المدارس‏,‏ واسم الحركة منسوب إلي طلاب المدارس الدينية ولعل الجميع يذكرون تصريح الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي قال فيه أن بلاده كان يمكن ان تتعرض لقصف مماثل لما أصاب افغانستان‏,‏ اذا لم تضم المعاهد العلمية مدارس دينية مستقلة إلي مدارس الدولة وتخضع للاشراف الحكومي‏.‏

علي صعيد آخر‏,‏ فقد تداولت الأوساط السياسية معلومات عن مذكرة أمريكية قدمت إلي بعض الدول العربية‏,‏ طلبت إجراء تعديلات في مناهج التربية الدينية‏,‏ مع اقتراح تقليص ساعات تدريس تلك المناهج‏,‏ وليست بعيدة عن ذات المسار تلك الندوة التي عقدت في واشنطون خلال شهر أكتوبر الماضي‏,‏ وحضرها نفر من الاكاديميين والخبراء ذوي الأصول العربية‏,‏ والتي ناقشت موضوع الثقافة الدينية الشائعة في العالم العربي والإسلامي‏,‏ وخصصت وقتا للبحث في امكانية العثور علي مصطلح بديل للجهاد‏,‏ الذي أصبح مجرد اشهاره مصدرا للقلق والتوتر لدي بعض الأوساط الغربية‏,‏ ناهيك عن الدوائر الإسرائيلية‏,‏ وجميعهم يريدون التخلص منه بأي شكل‏!‏
وسواء كانت عملية تعديل المناهج الدراسية الجارية في الكويت وفي الدول الخليجية الأخري ايضا تأتي في ذلك السياق‏,‏ أم أن إجراءها له سياق آخر يستجيب لمتطلبات التطور الطبيعي المنشود في العملية التعليمية‏,‏ وكان تزامنه مع اجواء المطالبات الأمريكية في هذا الصدد مجرد مصادفة‏,‏ فالقدر الثابت أن هناك تعديلات وتنقيحات للمناهج‏,‏ تعددت دوافعها ربما‏,‏ لكنها تستهدف من بين ما تستهدفه تجفيف منابع ومظان التطرف والإرهاب‏.‏

‏(2)‏
استأذن هنا في إيراد ثلاث ملاحظات هي‏:‏
‏*‏ انني أتمني ألا نستدرج إلي جدل عقيم أشبه باللغو حول ما اذا كنا يجب أن نطور المناهج أم لا‏,‏ فالمبدأ محسوم لصالح المواكبة والتطوير لاريب‏,‏ ولكن ما يعنينا في الأمر هو سياق التطوير وجدواه ومقاصده‏.‏
‏*‏ ان الذين يضغطون من الخارج مطالبين بتعديل مناهج التربية الدينية وتنقيتها من مظان التطرف والإرهاب يركزون علي العرب والمسلمين وحدهم‏,‏ لكن أحدا لم يشر بكلمة إلي التعاليم المليئة بالحقد التي تنشرها مدارس اليشيفا والكوليل الدينية في إسرائيل والضفة الغربية وخارجهما ـ وهذه الملاحظة ليست من عندي لكني استقيتها من مقالة كتبتها السيدة هيلينا كوبان‏,‏ الكاتبة البريطانية المتخصصة في شئون الشرق الأوسط الحياة اللندنية‏2002/7/31‏ ـ كذلك لم يتطرق أحد إلي أن التربية الدينية الإسرائيلية تنطلق من الادعاء بأن الله يامر أطفال إسرائيل بإبادة أي شعب غير يهودي يعيش علي الارض المقدسة‏,‏ وهذه ملاحظة سجلها داعية حقوق الانسان الإسرائيلي الشهير إسرائيل شاحاك في دراسة نشرتها مجلة دراسات فلسطينية الصادرة بالفرنسية في باريس عدد‏29/‏ خريف‏1988.‏

‏*‏ ان ثمة اتجاهين في الإدارة الأمريكية بخصوص التعامل مع الإسلام والمسلمين‏,‏ أحدهما يعبر عن أحترام الإسلام والاشادة برسالته‏,‏ وحضارته‏,‏ ويري أن تصحيح بعض المفاهيم المنسوبة إليه هو المطلوب‏,‏ وينحاز الرئيس بوش إلي ذلك الاتجاه‏,‏ وقد عبر عنه في مناسبات مختلفة‏,‏ ولكن هناك اتجاها آخر يقوده الاصوليون المحافظون يري أن الإسلام ذاته دين شرير‏,‏ وان العدو الحقيقي للولايات المتحدة والغرب ليس الإرهاب‏,‏ ولكنه الإسلام المقاتل‏.‏
وقد كتب اليوت كوهين أحد مستشاري وزارة الدفاع مقالة بهذا المعني في صحيفة وول ستريت جورنال‏,‏ كما أن ممثلي ذلك التيار انتقدوا موقف الرئيس بوش حتي أن أحدهم اسمه وليام لند من عناصر المحافظين الاحرار كتب مقالة قال فيها أن كلام بوش عن التصالح مع الإسلام والمسلمين‏,‏ أشبه بالاحتفاء الأمريكي بعقيدة الشينتو اليابانية‏,‏ بعد هجمات اليابانيين علي الاسطول الأمريكي في بيرل هاربور ابان الحرب العالمية الثانية‏,‏ أما القس بات روبرتسون فقد ذكر في برنامج تليفزيوني أن عدم انتقاد الرئيس بوش للإسلام يسبب الكثير من الذعر بين قواعده الجماهيرية‏(‏ هيرالد تريبون ـ‏2002/12/2.‏

‏(3)‏
فكرة تعديل المناهج وتنقيحها تستحق المناقشة علي مستويين من حيث منهجه‏,‏ ومن حيث مبدئه كمدخل لعلاج مشكلة التطرف والإرهاب‏.‏
في المنهج لنا أن نتساءل‏:‏ أيهما أجدي‏,‏ أن يتم التنقيح عن طريق اسقاط المصطلحات واستبعاد العناوين والموضوعات من المقررات الدراسية‏,‏ أم يكون بالابقاء علي المصطلحات والعناوين كما هي‏,‏ إذا كان لها اصلها الشرعي‏,‏ والعمل علي وضعها في إطارها السليم الذي ينفي عنها التشوه والمسخ؟

سأخذ مصطلح الجهاد الذي اصبح يؤرق الجميع ويستفزهم‏,‏ وأقول إن أمامنا احد طريقين أحدهما أن يلغي المصطلح ويختفي من المقررات الدراسية‏,‏ ويستعاض عنه بمصطلح آخر‏,‏ مثل التضحية أو الحرب المقدسة أو الفداء‏,‏ وفي هذه الحالة فان مثل هذه المحاولات سوف تستفز الضمير الديني‏,‏ حيث لن يستستغ المتدينون اسقاط مصطلح يمثل في الخطاب الشرعي عنوانا جليلا له مكانته المحتفي بها في القرآن‏,‏ في حين تصفه الأحاديث النبوية بأنه ذورة سنام الإسلام‏.‏
وفي الوقت ذاته فان أولئك المتدينين لن يعدموا وسيلة لتتبع المصطلح في مظانه‏,‏ الأخري‏,‏ أعني أنهم سيلقون بما تعلموه في الكتب المدرسية جانبا‏,‏ وسيبحثون عن كتب آخري تراثية أو معاصرة‏,‏ لاشباع رغبتهم في المعرفة‏,‏ وهو مسلك لن يستبعد احتمال الوقوع في محظور التفسيرات أو الاجتهادات المغلوطة‏,‏ التي أريد تجنبها من البداية‏,‏ في الوقت نفسه فان عملية الاستبعاد ستتحول إلي نقطة لصالح منظري التطرف والإرهاب‏,‏ الذين يخاصمون المجتمع ويطعنون في صدق التزام انظمته بالإسلام ووفائها له‏,‏ باعتبار ان خطوة من ذلك القبيل ستفسر بحسبانها انتقاصا من الدين وتحللا من تعاليمه وتكاليفه‏.‏

الطريق الثاني يستبعد الحذف‏,‏ لكنه يبقي علي المصطلح ويركز علي مضمونة الحقيقي في الكتاب والسنة‏,‏ حيث الجهاد في مفهومه الشرعي واللغوي هو بذل الجهد والطاقة‏,‏ وله مجالات ودرجات‏,‏ أوصلها ابن القيم الجوزية إلي أربع مراتب هي جهاد النفس‏,‏ وجهاد الشيطان‏,‏ وجهاد الكفار والمنافقين‏,‏ وجهاد أرباب الظلم والبدع‏,‏ وفي كل مجال درجات عدة‏,‏ مجموعها في المجالات الأربعة‏13‏ درجة‏,‏ يمثل القتال واحدة منها فقط‏,‏ الأمر الذي يعني أن هناك‏12‏ بابا آخر للجهاد كلها بالطرق السلمية‏.‏
من أسف أن المقام لايتسع للتفصيل في الموضوع‏,‏ لكنني أشير بسرعة واختصار إلي أن القرآن استخدم مصطلح الجهاد في التصدي بالبيان الالهي وجاهدهم به جهادا كبيرا أي بالقرآن كما استخدمه في بذل المال وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ـ وفي الأحاديث النبوية أن المجاهد من جاهد نفسه في دين الله‏,‏ وأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر‏,‏ وحين جاء رجل إلي النبي عليه الصلاة والسلام يستأذنه في الجهاد فانه سأله‏:‏ أحي والداك؟ ـ قال نعم‏:‏ قال‏:‏ ففيهما فجاهد‏.‏

ذلك نموذج واحد فقط لعناوين عديدة شوهتها التأويلات‏,‏ وصرفها المتعالمون عن مقاصدها‏,‏ ولا أري سبيلا لغسل الادمغة من الادران التي احاطت بها إلا بشاعة الفهم الصحيح لها من خلال جهد دعوي وتعليمي وإعلامي جاد‏,‏ تنهض به مختلف الأطراف المعنية‏,‏ أما اسلوب الحذف والاستبدال‏,‏ فانه يوهم باصلاح الخلل في حين انه يرحله‏,‏ وهو بمثابة دفن للرءوس في الرمال يتجاهل الخطر ولايعالجه‏.‏
ومايسري علي الجهاد ينطبق بذات القدر علي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر‏,‏ والنظر إلي غير المسلمين‏,‏ والموقف من الجماعات والمجتمعات المغايرة‏,‏ وغير ذلك من المسائل التي التبست علي كثيرين وأسيء فيها التفسير والتأويل‏.‏

‏(4)‏
هذا عن المنهج أما المبدأ فبدوره يحتاج إلي مراجعة‏,‏ وهو ما أشرت إليه في البداية‏,‏ حيث عبرت عن شكي في ان يكون تغيير مناهج التعليم هو المدخل الصحيح لمعالجة ظاهرة التطرف والإرهاب‏,‏ وحجتي في ذلك أن الناس لايولدون متطرفين‏,‏ ولايصبحون كذلك لانهم قرأوا مايشجعهم علي ذلك في الكتب‏,‏ التي هي في متناول الجميع منذ عشرات‏,‏ وبعضها منذ مئات‏,‏ السنين‏,‏ وهو مايثير لدي الباحث سؤالا مهما هو‏:‏ لماذا يميل البعض إلي التعلق بالتأويلات والاجتهادات المتطرفة أو تلك التي تسوغ الإرهاب في ظرف دون آخر‏,‏ وفي بلد دون آخر؟
اجابتي المباشرة عن السؤال تتلخص في كلمتين‏:‏ الأولي أن هناك ظروفا واجواء تستخلص من الناس أسوأ مافيهم‏,‏ وظروفا أخري تستخلص من الناس انفسهم أسوأ ما فيهم‏,‏ ولا أمل في هذا الصدد من تكرار الدعوة إلي الأهمية البالغة لقراءة الأفكار في ضوء الظروف التاريخية التي احاطت بها وأفرزتها‏,‏ أما الكلمة الثانية فهي أن القيم والتعاليم يمكن ان توظف لاجل الخير كما يمكن ان توظف لنقيض ذلك تماما‏,‏ ومن الخطأ البين أن نلقي بمسئولية تخلفنا أوشيوع التعصب أو الإرهاب والتطرف بين بعض شبابنا علي التعاليم وحدها‏,‏ فنعمد إلي الحذف والاضافة فيها‏,‏ متجاهلين الظروف التي أحاطت بهذا السلوك أو ذاك‏.‏

في القرن التاسع ـ عشر كان الاعتقاد الشائع بين المثقفين الأوروبيين أن الكاثوليكية والديمقراطية لايجتمعان‏,‏ أغلب الظن لأن محاكم التفتيش الأوروبية خرجت من عباءة الكنيسة في القرن الذي سبقه‏,‏ وتبين لاحقا خطأ ذلك الاعتقاد لان الديمقراطية الغربية التي تعايشت لاحقا مع الكاثوليكية علي النحو الذي يلمسه الجميع‏,‏ وفي اوائل القرن الماضي العشرين أشاع بعض الاقتصاديين ان النجاح الذي حققته دول شمال أوروبا راجع إلي الدور المؤثر للاخلاق البروتستانية‏,‏ في حين تنبأوا بأن الجنوب الكاثوليكي سيظل فقيرا‏,‏ لكن ما أن انتصف القرن حتي تبين خطأ ذلك الادعاء‏,‏ حيث نمت إيطاليا وفرنسا ـ في الجنوب ـ بوتيرة أوسع من أوروبا البروتستانية‏,‏ وفي السنوات الأخيرة أرجع بعض الباحثين الازدهار الذي عاشت في ظله دول جنوب شرق آسيا‏,‏ إلي كون الكونفرشية تساعد علي الحيوية الاقتصادية‏,‏ لكن الازمات التي واجهتها بعض تلك الدول دعت زعماء تلك الدول إلي القول بأن القيم الآسيوية تنطوي علي خصائص سلبية‏.‏
بوسعنا والأمر كذلك أن نضيف ان المجتمعات الإسلامية التي تعاني من التخلف وربما التعصب الآن هي ذاتها التي عاشت في ظل نهضة عظيمة في طور سابق كان التسامح من أبرز سماتها‏,‏ الأمر الذي يبريء ساحة التعاليم من المسئولية عن الأوضاع البائسة التي يعيش في ظلها العالم العربي الإسلامي‏.‏

لقد استشهد كاتب إسرائيلي ببعض المعلومات التي ذكرتها توا لكي يدحض المقولة التي يروج لها البعض عن تعذر اجتماع الديمقراطية مع الإسلام‏,‏ وكان الكاتب شلومو افيزي استاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية ـ يعلق بما كتب علي نتائج الانتخابات التركية الأخيرة التي نجح فيها حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية‏,‏ وخلص في مقالته المنشورة بصحيفة لوس انجيليس تايمز عدد‏12/22‏ إلي أن المشكلة ليست في الإسلام ولكنها في غيبة الديمقراطية‏,‏ التي أن توفرت فان الإسلام سوف يتعايش معها‏,‏ كما تعايشت أوروبا مع الديمقراطية‏.‏
هذا المعني ردده أيضا فريد زكريا رئيس تحرير مجلة نيوزويك الأمريكية الذي كتب مقالة نشرتها مجلة السياسة الخارجية فورين بوليسي ـ عدد نوفمبر ديسمبر‏2002‏ الذي خلص فيها إلي تخطئة الباحثين والكتاب الغربيين الذين ذهبوا في تشهيرهم بالإسلام إلي حد اعتباره عدوا للتقدم‏,‏ ومن ثم استسهلوا اتهامه بالمسئولية عن تدهور الأوضاع في الدول الإسلامية‏,‏ متجاهلين مسئولية الخرائط السياسية والاداء السيء في العالم الإسلامي عن تدهور تلك الأوضاع‏.‏
وقال في هذا الصدد أن الذين يروجون لفكرة تعارض الإسلام مع الحداثة‏,‏ يقفون في ذات المربع الذي يقوده المتطرفون‏,‏ الذين يرفضون الحداثة والديمقراطية بحجة تعارضها مع الإسلام‏.‏

‏(5)‏
إننا اذا اردنا أن نتعامل بشكل جاد مع ملف التطرف والإرهاب‏,‏ يرقي إلي مسئولية التصدي للخطر الذي يمثله كل منهما‏,‏ فيتعين علينا ألا نلجأ إلي التبسيط الذي يتعامل مع المسألة من خلال الإجراءات‏.‏
فتشكل لجان تنظر التقارير‏,‏ وتقرر الحذف هنا والاضافة هناك‏,‏ وكأننا بصدد مشكلة يمكن حلها من خلال تعبئة الاستمارة الخاصة بها‏,‏ ذلك أننا إذا تتبعنا الجذور فسنجد أن المسألة أكبر من أن تعالج بالإجراءات‏,‏ وانما يتعين ان يكون التصدي لها علي نحو أكثر تركيبا‏,‏ ويتمثل في اصلاح السياسات‏,‏ التي هي بمثابة الريح التي تدفع الأشرعة في هذا الاتجاه أو ذاك‏.‏
أدري أن تغيير المقررات اسهل وأهون كثيرا من تغيير السياسات‏,‏ لكننا بازاء مشهد نتطلع فيه إلي الانفع والأجدي وليس الأسهل‏,‏ إن شئت فقل أن الفرق بين النهجين أقرب إلي الفرق بين الحل ووهم الحل‏.‏
أضافة تعليق