مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
اتفــــــــاق مســــــتحيل
هويدي 7-1-2003

لا نحتاج الي عراف او قاريء كف لكي نقول ان وقف إطلاق النار من جانب المقاومة الفلسطينية في الوقت الراهن بات من المستحيلات‏.‏
لان ذلك الوقف أن كان بالمجان فهو يفقد المقاومة شرعيتها ويغدو بمثابةانتحار لها‏.‏ وان كان بمقابل اسرائيلي فهو إقرار بالفشل او الهزيمة‏.‏ وليس هناك عاقل بين قيادات المقاومة يقبل بالانتحار الطوعي‏,‏ كما أن غرور الغلاة المستكبرين في حكومة تل ابيب لن يسمح لهم بالاعتراف بفشل الحل العسكري‏.‏

‏(1)‏
فكرة وقف إطلاق النار‏,‏ التي هي عنوان مهذب لوقف العمليات الاستشهادية‏,‏ تداولتها أقلام كثيرة بمناسبة الاجتماعات التي دعت اليها القاهرة‏,‏ وبدأت بحركة فتح وحماس‏,‏ ثم توالت بعد ذلك مع بقية الفصائل الفلسطينية‏,‏ وفي المقدمة منها الجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية‏.‏وحسب معلوماتي فان الفكرة لم تطرحها مصر‏,‏ التي استهدفت بالاجتماعات محاولة التوصل الي توافق فلسطيني في مواجهة التحديات المحتملة في المرحلة القادمة‏,‏ خصوصا في حالة غزو العراق وترجيح قيام الحكومة الاسرائيلية بتوجيه ضربة موجعة يراد لها ان تكون قاضية لما تبقي من الصمود الفلسطيني‏.‏
أغلب الظن ان أجواء المحادثات هي التي استدعت الفكرة‏,‏ خصوصا ان التصريحات الرسمية لم تغلق الباب دون مناقشتها‏.‏ من ذلك مثلا قول وزير الخارجية السيد أحمد ماهر ان وقف الانتفاضة ليس مطروحا للبحث‏,‏ وإنما المطروح هو استمرار المقاومة بالطريقة التي تحقق أهداف الشعب الفلسطيني‏,‏ حيث هناك وقت للمقاومة المسلحة‏,‏ ووقت آخر للمقاومة غير المسلحة‏(‏ الاهرام‏12/31)‏ ـ من ذلك ايضا قول السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركةحماس أن موضوع الحوار في القاهرة هو كيف ندير المقاومة‏,‏ لا كيف نوقفهاـ‏(‏ القدس العربي‏12/28).‏

ولا يستبعد ان يكون للضغوط الامريكية والاوروبيةالتي ما برحت تلح علي وقف العمليات الاستشهادية أثرها في تسليط الأضواء بدرجة اكبر علي المسألة‏.‏ كما ان الجدل الذي أثارته تصريحات السيد محمود عباس‏(‏ ابو مازن‏)‏ أمين سراللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير‏,‏ والتي انتقد فيها ما اسماه عسكرة الانتفاضة اعطي دفعة لفكرة الوقف‏,‏ خصوصا أنه لم يكن الوحيد بين قيادات السلطة الذي تبني تلك الدعوة‏.‏
الي عهد قريب جدا‏,‏ كانت الاتصالات المصرية مفتوحة ومستمرة مع قيادة السلطة الفلسطينية دون غيرها‏.‏ ولكن العام المنصرم شهد تطورات وتحولات استدعت توسيع دائرة الحوار وإدخال فصائل المقاومةعلي الخط‏.‏ من هذه العوامل أن السلطة حوصرت وشلت حركتها تقريبا‏,‏ وان فصائل المقاومة اصبحت هي الحقيقة الفاعلة علي الارض‏.‏ الأمر الذي أدي إلي تغيير موازين القوي في الساحة الفلسطينية‏.‏

من العوامل ايضا ان الضغوط الامريكية والاسرائيلية لإقصاء الرئيس عرفات لم تتوقف‏,‏ حتي لم يعد من اليسير تجاهلها‏.‏ وقد أدركت بعض عناصر السلطة ذلك‏,‏ فأخذت المسألة علي محمل الجد‏,‏ وبدأت في التحضير ـ والترشيح ايضا ـ لمرحلة ما بعد عرفات وهو ما كانت له أصداؤه في بعض العواصم العربية‏,‏ وذلك تحول اخر لم يكن ممكنا تجاهله‏.‏ الي جانب هذا وذاك فان اقتراب الموعد المفترض لتوجيه ضربة عسكرية امريكية للعراق‏,‏ الذي تتمناه اسرائيل وتستعجله لأسباب ليست خافية‏,‏ من شأنه ان يضيف متغيرا جديدا في المعادلة كان من الضروري التحسب له‏.‏ وإذ راهن البعض علي احتمال فوز حزب العمل في الانتخابات الاسرائيلية المقرر إجراؤها في نهاية الشهر الحالي‏.‏ الا ان ذلك الاحتمال لم يعد قائما في ظل التأييد واسع النطاق الذي يحظي به شارون والليكود وتجمع عليه استطلاعات الرأي العام الاسرائيلي‏,‏ ناهيك عن ان التجربة اثبتت أن مثل هذه المراهنة أصبحت عقيمة ولا طائل من ورائها‏.‏
ولان ما يجري في الارض المحتلة ليس شأنا فلسطينيا فحسب‏,‏ ولكنه ايضا أمر وثيق الصلة بحسابات الامن القومي المصري‏,‏ فقد كان من الضروري تطوير الموقف المصري بما يتجاوب مع المتغيرات التي طرأت علي المعادلة‏.‏ من ثم فإلي جانب خط الاتصال المفتوح بين القاهرة والمقاطعة حيث توجد قيادة السلطة في رام الله‏,‏ جري مد خطين آخرين القاهرة ودمشق‏,‏حيث توجد قيادات فصائل المقاومة‏.‏ وقبل ان تجري مشاورات بلورة الموقف مع تلك الفصائل‏,‏ تدخلت القاهرة في شهر اكتوبر الماضي لفض الاشتباك الذي وقع في غزة بين عناصر منظمتي فتح وحماس‏,‏ حيت قتل أحد المنسوبين الي حركة حماس ضابط شرطة‏(‏ العقيد راجح ابو لحية‏)‏ اخذا بثأر شقيق له قتلته الشرطة أثناء مظاهرة احتجاجية قام بها طلاب الجامعة الاسلامية في غزة‏,‏وكان العقيد ابو لحية هو من امر بإطلاق النار علي الطلاب‏.‏

النجاح الذي تحقق آنذاك مهد الطريق لتوسيع نطاق التشاور حول أمور أخري‏,‏ولأجل ذلك دعي السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الي القاهرة في زيارتين لم يعلن عنهما لأسباب أمنية‏,‏ وهو الذي تعرض لثلاث محاولات اغتيال من جانب اسرائيل‏,‏ إحداها في عمان‏,‏ الثانية والثالثة في قطر‏.‏ وفي حدود علمي فان بعض الافكار التي تم تداولها في تلك المشاورات ناقشها مسئول رفيع المستوي مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون‏,‏ وكانت استجابته سلبية لها‏.‏

‏(2)‏
مشاورات القاهرة لم تكن الوحيدة بين فصائل المقاومة الفلسطينية‏,‏ وإنما كانت هناك مشاورات أخري موازية في غزة ودمشق‏.‏وكان توافق الفصائل الاربع المقاتلة علي الارض‏(‏ فتح وحماس والجهاد والجبهة الشعبية‏)‏ قد انعقد حول اربع نقاط هي‏:‏
‏*‏ إن الانتفاضة ينبغي ان تستمر‏,‏ باعتبارها خيارا وحيدا بعدما فشلت جميع جهود الحل السلمي‏,‏ وألغت الحكومة الاسرائيلية كل الاتفاقات التي وقعت بين الطرفين‏.‏

‏*‏ إن المقاومة لا تستطيع أن توقف اشتباكها المسلح وخصوصا العمليات الاستشهادية الا فيما وراء الخط الاخضر‏(‏ في العمق الاسرائيلي‏),‏ ولا تستطيع بأي حال ان توقف عملياتها في الأراضي المحتلة في عام‏67,‏ ليس فقط لان هذا حقها المشروع طبقا لميثاق الأمم المتحدة‏,‏ ولكن ايضا لانها إن فعلت ذلك ستلغي مبرر وجودها‏,‏ وسيظهر هناك آخرون يواصلون مسيرة المقاومة المسلحة‏.‏
‏*‏ إن قبول فصائل المقاومة بذلك الايقاف في داخل اسرائيل مشروط بتوقف الجيش الاسرائيلي عن شن غاراته ومواصلة اجتياحه لمدن وقري الضفة والقطاع وقبوله بالبدء في الانسحاب من تلك الأراضي الي ما وراء حدود سبتمبر عام‏2000.‏ في هذه الحالة فان حركة حماس والجهاد لن تقفا ضد مساعي إقامة الدولة الفلسطينية علي الاراضي التي احتلت في عام‏67.‏ وكانت منظمة فتح وحدها هي التي أيدت تلك الخطوة‏.‏

الاعتراض الاكبر علي ذلك التصور يأتي من جانب اسرائيل‏.‏ التي رفض رئيس وزرائها في الاتصالات التمهيدية أن يقدم تعهدا بوقف الغارات او ترتيب الانسحاب‏,‏ وغاية ما قاله ان الفصائل التي ستتفق علي وقف عملياتها لن تستهدف القوات الاسرئيلية عناصرها‏,‏ ويمكن ان نعد بعدم المساس بهم‏.‏ وهو منطق انتهازي وخبيث‏,‏ أراد به مجرد تأمين الأفراد مع استمرار استباحة الأرض ومواصلة قهر الشعب الفلسطيني‏.‏
تقدير خالد مشعل أن شارون اتخذ هذا الموقف لأنه لايزال يعول علي الحل العسكري‏,‏ فضلا عن أن معطيات الوضع العربي الراهن لا تشكل ضغطا عليه يضطره لان يدفع ثمن لقاء وقف العمليات الاستشهادية‏.‏ ثم انه يتصور أن أسرائيل ستكون في وضع افضل وأقوي ـ وسيكون العرب والفلسطينيون في وضع اضعف ـ اذاما نجحت الضربة الأمريكية للعراق‏.‏ ومراهنته علي ذلك الاحتمال تدفعه الي مزيد من التشدد في موقفه‏,‏ وليس إلي مراجعة الموقف وتقديم مقابل للفلسطينيين‏.‏ يعززذلك التشدد ثقته في تأييد الإدارة الامريكية له واطمئنانه الي أن ملف القضية في البيت الابيض بأيد صهيونية أمينة‏,‏ سواء بسبب قوة التيار الموالي لاسرائيل في فريق الرئيس بوش‏,‏ او لان الملف سلم مؤخرا الي رجل من غلاةالمتعصبين لاسرائيل‏,‏ هو ايليوت ابرامز‏,‏ الذي اصبح المستشار الخاص للرئيس الامريكي لشئون الشرق الاوسط‏.‏

‏(3)‏
هذا الانسداد البادي في الافق اصاب البعض بالاحباط‏,‏ ودفعهم الي تأييد وجهةالنظر الداعية الي محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه‏,‏ عن طريق الوقف غير المشروط للعمليات الاستشهادية ويدعم هؤلاء موقفهم بالحجج التالية‏:‏
‏*‏ إن ميزان القوة العسكري والسياسي هو في مصلحة اسرائيل بامتياز‏.‏

‏*‏ إن رئيس الحكومة الاسرائيلية سوف ينتهز فرصة انشغال العالم بمتابعة ما يجري في العراق‏,‏ لكي يفترس الفلسطينيين ويحيل الارض المحتلة الي بركة من الدماء‏.‏
‏*‏ إن الوضع العربي العام أعجز من أن يقدم شيئا يساعد به الفلسطينيين علي الصمود او المقاومة‏.‏

‏*‏ إن الرأي العام العالمي مجمع علي استهجان العمليات الاستشهادية التي أصبحت ذريعة لاتهام المقاومة الفلسطينية بالارهاب‏,‏الامر الذي افقد القضية تعاطفا هي بحاجة ماسة اليه‏.‏
لقيت في إحدي الدول الخليجية قبل عدة ايام عددا من القياديين في حماس‏,‏ كان اثنان منهم قادمين للتو من أحد اجتماعات القاهرة‏,‏ وحيث تطرق الحديث الي حجج دعاة الوقف غير المشروط‏,‏ كان ردهم كما يلي‏:‏

‏*‏ من البداية تدرك المقاومة ان الاستقلال له ثمنه الباهظ وان الميزان العسكري لمصلحة اسرائيل‏,‏ والحاصل في فلسطين ليس استثناء‏.‏ ففي كل معارك التحرير كان الميزان العسكري في مصلحة القوة الغاصبة والمحتلة‏,‏ في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا‏.‏
ومع ذلك فان الطرف الأضعف عسكريا هو الذي حقق النصر في النهاية‏.‏ لان القدرة العسكرية لا تعني بالضرورة احتكار القوة‏.‏ وللفلسطينيين نقاط قوتهم المتزايدة التي لا ينبغي تجاهلها‏,‏ والتي سببت إزعاجا شديدا لإسرائيل‏,‏ وما الإلحاح المستمر علي وقف العمليات الاستشهادية إلا دليل علي انها سددت لها ضربات أوجعتها‏.‏ وإذا كان الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يدفع الثمن‏,‏ وهو لم يضق بذلك او يتبرم‏.‏ فلماذا يتطوع الآخرون ويطالبونهم بوقف الثمن الذي يسددونه من دمائهم وأرواح ابنائهم‏.‏

‏*‏ إذا انتهز شارون مسألة ضرب العراق وحاول ان يسدد ضربة للفلسطينيين‏,‏ فان ذلك لن يوجعهم كثيرا‏,‏ لانهم لن يخسروا اكثر مما خسروه‏,‏ وأي ضربة توجه اليهم لن تختلف عن سابقاتها في جنين وأخواتها الا في الدرجة‏,‏ أما النوع فسيظل واحدا‏.‏
‏*‏ فيما يخص الوضع العربي العام‏,‏ فليس فيه جديد بالنسبة للفلسطينيين‏,‏ والانتفاضتان الاولي‏(‏ في‏87)‏ والثانية في سنة ألفين‏,‏ قام بهما الفلسطينيون دون مساعدة او عون من احد‏,‏ وإنما هم الذين هبوا وهم الذين دفعوا الثمن باهظا وكاملا‏.‏

‏*‏ حكاية الرأي العام العالمي تحتاج الي ضبط وتحديد‏,‏ لان الذين يثيرون هذه النقطة يعولون علي كلام رؤساء الحكومات في اوروبا وأمريكا ويتجاهلون المظاهرات الحاشدة المؤيدة للفلسطينيين في العديد من عواصم أوروبا والولايات المتحدة الامريكية‏.‏ ثم ان هؤلاء الذين يثبتون أنظارهم علي العواصم العربية يتجاهلون مشاعر الشعب الفلسطيني الذي ضحي بالكثير‏,‏ واحتمل الكثير‏,‏ واصبحت تلك العمليات الاستشهادية هي الرئة التي يتنفس بها والامل الذي يتعلق به‏.‏ وغني عن البيان انه من وجهة نظر المقاومة فان الرأي العام الفلسطيني اهم عندهم وأولي بالرعاية من اي شيءآخر‏.‏

‏(4)‏
تحفل الصحف العربية هذه الايام بالكتابات التي تتناول المصير الفلسطيني في ظل السيناريوهات المختلفة التي تلوح في الأفق‏.‏ وقد استرعي انتباهي في هذا الصدد مقال مهم كتبه الاستاذ محمد سيد احمد تحت عنوان خطاب مفتوح الي قوي الرفض‏(‏ الأهرام ـ‏1/2).‏ وقد استمد المقال أهميته من الافكار التي طرحها ومن وزن كاتبه‏.‏ ولاحظت انه استهل مقاله بالتساؤل التالي‏:‏ هل الهدف‏(‏ من العمليات الاستشهادية‏)‏ هو القضاء علي اسرائيل‏,‏ أم التوصل الي سلام معها ؟ـ وهل القضاء علي اسرائيل متاح للعرب في ظل النظام العولمي القائم؟
وفي ختام مقاله حدد الكاتب مجموعة من النقاط التي أعتبرها شروطا او معالم طريق لعدم الاستسلام الي اليأس أهمها‏:‏ وقف استخدام العنف ضد أهداف غير عسكرية‏,‏ شريطة ان تمتنع اسرائيل هي الاخري عن اللجوء اليه‏..‏ تستثني من القاعدة قوي المقاومة الفلسطينية التي تتصدي للاحتلال‏(‏ في اراضي‏67)‏ فان مقاومة الاحتلال بكل الطرق المتاحة‏,‏ بما في ذلك الكفاح المسلح‏,‏ حق تكفله الشرعية الدولية‏,‏ وينص عليه ميثاق الأمم المتحدة‏.‏

التساؤل الأول مشروع‏,‏ وتردده كتابات عديدة‏,‏ وهو يعبر عن التباس في مقاصد المقاومة ناشيء عن ضعف جهازها الاعلامي والتشويش الذي يحول دون توصيل صوتها الحقيقي الي الناس‏.‏ ذلك ان فكرة القضاء علي اسرائيل لم تعد واردة في استراتيجية المقاومة‏,‏ والسيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أعلن بوضوح في لقائه مع الصحفيين بالدوحة يوم‏12/27‏ أن حماس تؤيد الآن فكرة إقامة دولة فلسطينية علي الاراضي المحتلة عام‏67.‏ وهو الموقف الذي تقبل به فتح‏,‏ ولا تعترض عليه حركة الجهاد الاسلامي‏.‏
أما الهدف من العمليات العسكرية والاستشهادية‏,‏ ففضلا عن كونها من قبيل المقاومة المشروعة التي تعبر عن رفض الاحتلال‏,‏ فليس المراد بها إنزال هزيمة عسكرية بجيش العدو الاسرائيلي‏,‏ وإنما مقصود بها إلحاق الوجع به وايصاله الي نقطة اليأس من جدوي الضغوط العسكرية‏,‏ وإقناعه بان تلك الضغوط لن تدفع الشعب الفلسطيني الي الاستسلام‏.‏ وهذا الكلام ليس من عندي‏,‏ ولكني انقله مما كتبه الاستاذ منير شفيق احد ابرز منظري المقاومة في الساحة الفلسطينية‏(‏ الحياة اللندنية ـ‏12/29).‏

أما النقطة التي أثارها متعلقة بمطلب وشروط وقف استخدام العنف‏,‏ فرغم انني لا استريح لاستخدام كلمة العنف التي يرددها السياسيون الغربيون لتجنب الاعتراف بعنوان المقاومة‏,‏ فان هذا بالضبط ما تدعو اليه فصائل المقاومة الان‏.‏ وهذا بالدقة ما تصر القيادة الاسرائيلية علي رفضه‏,‏ الامر الذي لا يدع للمقاومة خيارا‏,‏ ويقنعها باستحالة وقف عملياتها‏,‏ واحسبه يقنع الاستاذ محمد سيد احمد بذات النتيجة‏.‏
أضافة تعليق