جمال سلطان
بشكل حضاري ورائع تمت أمس عملية ’’نقل السلطة’’ ـ إن صح التعبير ـ في حزب النور إلى قيادة جديدة، برئيس حزب جديد خلفًا للدكتور عماد عبد الغفور وهيئة عليا جديدة، ونتمنى كل التوفيق للدكتور يونس مخيون في مهمته الثقيلة فعلًا، لأنه سيخوض خلال أسابيع مواجهات من العيار الثقيل سواء الترتيب للانتخابات البرلمانية الأخطر في تاريخ مصر واختيار المرشحين وترتيب القوائم والنظر في أفكار التحالف مع بعض الأحزاب من عدمه، والتي تحتاج إلى حساب سياسي دقيق، أو من خلال إعادة ترتيب البيت ـ بيت النور ـ من داخله وهي ربما كانت المهمة الأسهل، نظرًا للالتزام الأخلاقي الذي يتميز به أبناء التيار الإسلامي بشكل عام، وما زال حزب النور، رغم الانشقاق الكبير عنه ومولد حزب الوطن، يمثل القوة الشعبية الثانية بعد الحرية والعدالة، غير أنه سيحتاج إلى البرهنة على ذلك من خلال الصندوق، لأن الانتخابات وحدها هي التي تحدد أحجام القوى السياسية وليس الشعارات أو الدعاوى الإعلامية، وما زلت عند قناعتي بأن حزب النور حتى لو دخل الانتخابات وحده، وبدون أي تحالفات، فإنه يملك القدرة على أن يحقق مردودًا جيدًا وستكون له حصة معتبرة وكبيرة في البرلمان المقبل.
غير أن ما ترشح من أخبار عن حوارات وجس نبض بين حزب الوطن، المولود الأحدث في الحالة السلفية، وبين حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية يبعث ـ ديمقراطيًاـ بإنذار شديد اللهجة إلى الجميع، لأن التحالف الذي يجمع الوطن والبناء والتنمية وتيار أبو إسماعيل، يمكن أن يحقق المفاجأة الكبرى في الانتخابات المقبلة إذا تم، وربما كان موقع الحزب الأول في الانتخابات ـ حينها ـ غير مضمون للحرية والعدالة، لأن الوطن يملك حضورًا كبيرًا في مناطق ثقل انتخابي مهمة مثل الجيزة ومحافظات أخرى بالدلتا، كما أن البناء والتنمية يملك حضورًا شعبيًا كبيرًا في محافظات الصعيد وله فيها قبول واسع، إضافة إلى القبول الشعبي الكبير للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، فلو افترضنا أن حدث تحالف انتخابي بين هؤلاء الثلاثة، فالمؤكد أننا سنكون أمام قوة برلمانية كبيرة، إذا نجحت في اختراق الكتل العشائرية والعائلية في الصعيد والدلتا فستحقق المفاجأة.
ولكن الأمور ما زالت رمالًا متحركة، والكل يجس النبض مع الكل، والأسابيع المقبلة ستحمل مفاجآت بكل تأكيد، والمؤكد أن صعوبة المعركة وخطورتها ستجعل كل الأحزاب تفكر في مسألة التحالفات الانتخابية، لأن المنفرد سيتعرض لمخاطر حقيقية، حتى لو كان الحرية والعدالة، والمؤكد أن البناء الفكري والمنهجي للأحزاب الإسلامية سيكون صاحب كلمة الحسم في التحالفات المنتظرة، ومن ثم يمكن التأكيد على أن دائرة البناء والتنمية والوطن والنور وتيار أبو إسماعيل والإصلاح والأصالة هي الأقرب للتحالف فيما بينها أو بعض منها مع البعض الآخر، ودائرة حزب الوسط ومصر القوية والعدل هي الأقرب للتحالف فيما بينها، ودائرة حزب المؤتمر وحزب الوفد والمصريين الأحرار هي الأقرب للتحالف فيما بينها، ودائرة التيار الشعبي والتجمع والجبهة الشعبية ومجمل فصائل اليسار أقرب إلى التحالف، وحزب الدستور ربما كان الوحيد الذي لا تستطيع أن تحدد وجهته لتردده السياسي، كما أن المتاعب التي يعانيها الآن من صراع الأجيال داخله تهدد فرصه في الانتخابات المقبلة بكل تأكيد.
[email protected]
*المصريون
بشكل حضاري ورائع تمت أمس عملية ’’نقل السلطة’’ ـ إن صح التعبير ـ في حزب النور إلى قيادة جديدة، برئيس حزب جديد خلفًا للدكتور عماد عبد الغفور وهيئة عليا جديدة، ونتمنى كل التوفيق للدكتور يونس مخيون في مهمته الثقيلة فعلًا، لأنه سيخوض خلال أسابيع مواجهات من العيار الثقيل سواء الترتيب للانتخابات البرلمانية الأخطر في تاريخ مصر واختيار المرشحين وترتيب القوائم والنظر في أفكار التحالف مع بعض الأحزاب من عدمه، والتي تحتاج إلى حساب سياسي دقيق، أو من خلال إعادة ترتيب البيت ـ بيت النور ـ من داخله وهي ربما كانت المهمة الأسهل، نظرًا للالتزام الأخلاقي الذي يتميز به أبناء التيار الإسلامي بشكل عام، وما زال حزب النور، رغم الانشقاق الكبير عنه ومولد حزب الوطن، يمثل القوة الشعبية الثانية بعد الحرية والعدالة، غير أنه سيحتاج إلى البرهنة على ذلك من خلال الصندوق، لأن الانتخابات وحدها هي التي تحدد أحجام القوى السياسية وليس الشعارات أو الدعاوى الإعلامية، وما زلت عند قناعتي بأن حزب النور حتى لو دخل الانتخابات وحده، وبدون أي تحالفات، فإنه يملك القدرة على أن يحقق مردودًا جيدًا وستكون له حصة معتبرة وكبيرة في البرلمان المقبل.
غير أن ما ترشح من أخبار عن حوارات وجس نبض بين حزب الوطن، المولود الأحدث في الحالة السلفية، وبين حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية يبعث ـ ديمقراطيًاـ بإنذار شديد اللهجة إلى الجميع، لأن التحالف الذي يجمع الوطن والبناء والتنمية وتيار أبو إسماعيل، يمكن أن يحقق المفاجأة الكبرى في الانتخابات المقبلة إذا تم، وربما كان موقع الحزب الأول في الانتخابات ـ حينها ـ غير مضمون للحرية والعدالة، لأن الوطن يملك حضورًا كبيرًا في مناطق ثقل انتخابي مهمة مثل الجيزة ومحافظات أخرى بالدلتا، كما أن البناء والتنمية يملك حضورًا شعبيًا كبيرًا في محافظات الصعيد وله فيها قبول واسع، إضافة إلى القبول الشعبي الكبير للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، فلو افترضنا أن حدث تحالف انتخابي بين هؤلاء الثلاثة، فالمؤكد أننا سنكون أمام قوة برلمانية كبيرة، إذا نجحت في اختراق الكتل العشائرية والعائلية في الصعيد والدلتا فستحقق المفاجأة.
ولكن الأمور ما زالت رمالًا متحركة، والكل يجس النبض مع الكل، والأسابيع المقبلة ستحمل مفاجآت بكل تأكيد، والمؤكد أن صعوبة المعركة وخطورتها ستجعل كل الأحزاب تفكر في مسألة التحالفات الانتخابية، لأن المنفرد سيتعرض لمخاطر حقيقية، حتى لو كان الحرية والعدالة، والمؤكد أن البناء الفكري والمنهجي للأحزاب الإسلامية سيكون صاحب كلمة الحسم في التحالفات المنتظرة، ومن ثم يمكن التأكيد على أن دائرة البناء والتنمية والوطن والنور وتيار أبو إسماعيل والإصلاح والأصالة هي الأقرب للتحالف فيما بينها أو بعض منها مع البعض الآخر، ودائرة حزب الوسط ومصر القوية والعدل هي الأقرب للتحالف فيما بينها، ودائرة حزب المؤتمر وحزب الوفد والمصريين الأحرار هي الأقرب للتحالف فيما بينها، ودائرة التيار الشعبي والتجمع والجبهة الشعبية ومجمل فصائل اليسار أقرب إلى التحالف، وحزب الدستور ربما كان الوحيد الذي لا تستطيع أن تحدد وجهته لتردده السياسي، كما أن المتاعب التي يعانيها الآن من صراع الأجيال داخله تهدد فرصه في الانتخابات المقبلة بكل تأكيد.
[email protected]
*المصريون