مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
مجددا‏:‏ إلي متي نظل بلا ألســنة؟‏!‏
هويدي 19-2-2002

من عجائب زماننا ومفارقاته‏,‏ أن الشاذين جنسيا وجدوا ستة آلاف شخص في فرنسا وقعوا علي عريضة طالبت السلطات المصرية بالافراج عن زملائهم الذين أدانهم القضاء وحماية حرياتهم‏,‏ بينما لم يفكر المثقفون العرب في اعلان موقف يجتمع عليه نصف ذلك العدد‏,‏ في الدفاع عن حقوق الأمة وكرامتها‏,‏ التي أصبحت تداس صباح مساء تحت أقدام كل من هب ودب‏.‏ أما الأعجب من ذلك فإن المثقف الوحيد الذي رفع صوت الاحتجاج في بيان اشهره علي الملأ كان من أمريكا اللاتينية‏.‏ هو الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز‏,‏ الحاصل علي جائزة نوبل في الآداب‏!‏

‏(1)‏
بعد‏11‏ سبتمبر ازدادت الجرأة علينا واتسع نطاقها‏.‏ في السابق كان الذي يهاجم الاسلام والمسلمين نفر من المتعصبين إلي جانب الأبواق وثيقة الصلة بإسرائيل‏.‏ لكننا بعد ذلك التاريخ بدأنا نسمع أصواتا لبعض السياسيين وبعض كبار المثقفين المحترمين‏,‏ الذين انضموا إلي الحملة‏.‏ فهذه السيدة مارجريت ثاتشر‏,‏ رئيسة الوزراء البريطانية السابقة‏,‏ كتبت مقالا في صحيفة الجارديان‏(‏ عدد‏2/12)‏ انضمت فيه إلي جوقة المحذرين للغرب من الارهاب الاسلامي ووصف الناشطين الاسلاميين المصنفين في مربع الأصولية‏,‏ باعتبارهم نموذجا للبولشفية الجديدة‏,‏ في تعبير عن الاستسلام التام للمزاعم الإسرائيلية التي ما برحت تلح علي أن الاسلام وريث الشيوعية في تهديد الغرب‏.‏
وهذا وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت ينقل علي لسانه قوله إن الاسلام دين يطلب الله فيه من الشخص ارسال ابنه للموت من أجله‏,‏ وهو الكلام الذي رددته محطات البث الإذاعي المسيحية‏,‏ ووصفه المعهد العربي الأمريكي بأنه عدائي بعد اثارة صحيفة نيويورك ديلي نيوز للقضية في عدد‏2/1‏ الماضي‏.‏

وفي اطار التعبئة المضادة‏,‏ ومساندة حملة الرئيس بوش وفريقه‏,‏ فإن‏60‏ من أكبر المفكرين وأشهرهم في الولايات المتحدة اصدروا بيانا أعلنوا فيه أن الحرب التي نخوضها تمثل ضرورة أخلاقية وعادلة‏,‏ وأشاروا إلي أن الهدف من تلك الحرب هو القضاء علي ما سمي بالاسلام الراديكالي‏,‏ الذي تطوع المثقفون الأمريكيون بتعريفه باعتباره حركة تدعي أنها تنطق باسم الاسلام‏,‏ ولكنها تخون المبادئ الأساسية للاسلام وتتنكر لها‏,‏ وهي المبادئ التي تحرم قتل الأبرياء وغير المحاربين‏(‏ لاحظ أن هذا الوصف في المفهوم ينطبق علي الإسرائيليين‏!),‏ وهي ذات المبادئ التي تجعل الأمر بالعمل العسكري في يد السلطات الشرعية‏.‏
البيان جاء علي صورة رسالة من عشر صفحات‏,‏ عنوانها كما يلي‏:‏ ما الذي تحارب من أجله رسالة من أمريكا‏.‏ والموقعون عليه يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي‏,‏ من الاشتراكيين الديمقراطيين إلي المحافظين‏.‏

‏(2)‏
ما الذي تريده الإدارة الأمريكية الآن؟
تتعدد الاجتهادات في رصد الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية‏,‏ لكن ما يهمنا في السياق الذي نحن بصدده ثلاثة أشياء هي‏:‏ التأييد المطلق للحملة التي تقودها الآن‏(‏ وأضع أكثر من خط تحت كلمة المطلق‏).‏ ثم تركيع العالم العربي والاسلامي‏,‏ وفي الوقت ذاته اعادة تشكيل العقل الاسلامي‏.‏ وكل واحدة من تلك المحطات تحتاج إلي وقفة‏.‏
‏*‏ فالتأييد المطلوب مفهوم منذ اللحظة الأولي‏,‏ حين رفع الرئيس الأمريكي شعار من ليس معنا فهو مع الارهاب‏,‏ ولذلك فلن أتحدث عن التأييد المطلوب من خارج الولايات المتحدة‏,‏ ليس فقط لأن كثيرين افاضوا فيه‏,‏ ولكن لأن هناك حملة مكارثية موازية داخل الولايات المتحدة ذاتها‏,‏ تستحق منا اهتماما ومتابعة‏.‏ فقد تحدث تقرير نشرته صحيفة القدس العربي‏(‏ عدد‏2/14)‏ عن أن أي نقد أو معارضة للحملة الأمريكية علي أفغانستان أصبح من المحرمات في المحافل العامة‏,‏ حيث أصبح الناس يضيقون بأي نقد لها‏.‏ فحين تساءلت محاضرة في جامعة سكرمينتو ذات مرة عن العلاقة بين الحرب ضد الارهاب وبين تقييد الحريات المدنية‏,‏ فإن الطلاب تصايحوا ضدها‏,‏ وتلقت الجامعة العديد من الرسائل التي اتهمت المحاضرة بعدم مراعاة الحساسيات والأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد‏.‏
الذي لايقل خطورة عن ذلك أن السيدة لين تشيني زوجة نائب الرئيس ديك تشيني أصبحت ترأس مؤسسة جديدة تقوم بمراقبة ما تسميه المشاعر التي تضع اللوم أولا علي أمريكا في الجامعات الأمريكية‏.‏ وقد قدمت هذه المؤسسة التي تطلق علي نفسها المجلس الأمريكي للأمناء وخريجي الجامعات‏,‏ أكثر من مائة حادثة عن تصاعد المشاعر التي تلوم أمريكا أولا‏,‏ وتتبني المؤسسة دعوة أساتذة الجامعات لتعريف الطلاب علي مهمة أمريكا الحضارية‏.‏

وقد اعتبر اكثر الاساتذة الذين وردت أسماؤهم في تقارير هذه المؤسسة أنها لاتختلف عن القائمة السوداء في العهد المكارثي‏.‏
أضاف التقرير إنه من نتائج تلك الموجة أن أساتذة الجامعات اصبحوا يمارسون نوعا من الرقابة الذاتية علي أقوالهم ومحاضراتهم‏,‏ وصاروا يتجنبون الخوض في موقفهم من الحملة التي يقودها البيت الأبيض باعتبارها من الموضوعات الحساسة التي ينبغي أن تطرح علي نحو لا يثير غضب الرأي العام أو المؤسسة‏.‏

‏(3)‏
‏*‏ التركيع الذي أعنيه ليس مقصودا به الانصياع لما تريده واشنطن وحدها‏,‏ ولكن أيضا الامتثال لما تريده اسرائيل أيضا‏,‏ كما أن المسألة لم تعد مجرد تصنيف في مربع الأصدقاء أو الأعداء‏,‏ وإنما باسم مكافحة الارهاب فإن الادارة الامريكية خولت لنفسها حق تقسيم العالم إلي أخيار وأشرار‏,‏ وترتيب الأشرار حسب الهوي الأمريكي‏,‏ فالعراق هي الشيطان تارة‏,‏ وإيران هي الشيطان الأكبر تارة أخري‏,‏ ثم هناك بؤر شيطانية في اليمن والصومال‏.‏ وببساطة يتحدثون عن تطبيق النموذج الأفعاني في البلاد الشريرة‏,‏ الذي يقوم علي القصف الجوي والاجتياح العسكري‏,‏ ثم الاتيان بحكومات طيعة ومضمونة الولاء للولايات المتحدة‏,‏ من ذلك النوع سابق الإعداد والتجهيز‏.‏
ليس ذلك فحسب‏,‏ وإنما أعطت الولايات المتحدة لنفسها الحق في أن تلقي القبض علي من تشاء من البشر‏,‏ في أي مكان بالعالم‏,‏ لمجرد الاشتباه‏,‏ ودون أي دليل‏.‏ كما أن لها الحق في أن تصادر أموال من تشاء في كل بنوك الكرة الأرضية‏,‏ وتراقب حسابات من تشاء في أي دولة أخري‏.‏ وهي في ذلك مفترضة أن مشيئتها نافذة وكلامها لايرد‏,‏ وقراراتها غير قابلة للنقض أو الإبرام‏!‏
نموذج التركيع أوضح ما يكون في فلسطين‏,‏ حيث خولت الحكومة الإسرائيلية لنفسها ـ بعد الموافقة الأمريكية ـ الحق في أن تحيي وتميت‏,‏ فتدرج أناسا بذواتهم في قوائمها السوداء‏,‏ وتطلب تسليمهم‏,‏ وإذا لم يستجب للطلب فإنها تتولي عملية الاقتحام والخطف والاغتيال‏,‏ ذلك فضلا عن تدمير البيوت وتجريف الزراعات واجراءات خنق المجتمع الفلسطيني وتقويض سلطته الوطنية‏,‏ وارتهان قياداته‏,‏ وفي المقدمة منهم الرئيس ياسر عرفات‏.‏

‏(4)‏
‏*‏ الذين خولوا لأنفسهم حق تغيير الأنظمة لم يترددوا في محاولة إعادة تشكيل العقول‏,‏ في تعبير يضيف الغطرسة إلي الاستقواء‏,‏ ويؤكد أن الإدارة الأمريكية مصرة علي أن تطلب من الآخرين وحدهم أن يغيروا‏.‏ أما السياسة الأمريكية فهي منزهة‏,‏ ولا شيء فيها قابل للمراجعة أو التغيير‏.‏
يركزون علي التعليم في البلاد العربية والاسلامية‏,‏ والتعليم الديني بوجه أخص‏,‏ ويطالبون بأمرين‏,‏ أولهما مراجعة مناهج التعليم الديني وتنقيتها مما يتصورون أنه يؤثر بالسلب علي علاقة المسلمين بغيرهم‏,‏ أو يحرضهم ضد اسرائيل‏,‏ أو يستحثهم علي الجهاد‏.‏ أما ثانيهما فهو تأميم كل المدارس الدينية والمساجد التي رعاها المجتمع منذ قرون‏,‏ بحيث يتم اخضاعها للاشراف الحكومي‏.‏ وهي المطالب التي بدأ تنفيذها علنا في باكستان واليمن‏,‏ ودون اعلان في دول اخري‏.‏

أشرت في حديث سابق إلي مذكرة بهذا الخصوص قدمتها السفارة الأمريكية إلي إحدي الدول العربية‏,‏ تضمنت اقتراحات محددة في المراجعة المطلوبة‏,‏ وصلت إلي درجة تحديد ساعات تدريس مواد الثقافة الاسلامية في المدارس والمعاهد الدينية‏.‏ لكني شممت رائحة التهديد والغطرسة في رسالة وجهها الكاتب الأمريكي توماس فريدمان إلي وزير الشئون الاسلامية في إحدي الدول العربية‏,‏ ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز في‏1/12‏ الماضي‏,‏ وفيها يحذر من أن المدارس الدينية في بلده‏,‏ تعلم الطلاب أن غير المسلمين أقل شأنا من المسلمين‏,‏ وينبغي عليهم الدخول في الاسلام أو مواجهتهم‏.‏ وبعد أن يدعوه إلي اعادة النظر في هذه المناهج‏,‏ ويطالب بتفسير الاسلام بصورة تساعد علي نشر التسامح الديني والسلام‏(‏ مع اسرائيل بطبيعة الحال‏),‏ فإنه استخدم لغة التهديد قائلا إنكم إذا لم تفعلوا ذلك فسوف نعتبر بلدكم مصدرا لأموال وعقيدة أولئك الذين نشن عليهم الحرب الحالية‏,‏ تماما مثلما نظرنا إلي الاتحاد السوفيتي أيام الحرب الباردة‏!‏
باختصار فإن السيد فريدمان‏,‏ الذي يعد أحد المعبرين عن قوي الضغط الصاعدة في الادارة الأمريكية‏,‏ يريد أن يبلغ الدولة المعنية‏,‏ والجيران بالمرة‏,‏ بأنه إذا لم يتم تغيير مناهج التعليم علي النحو الذي تريده الولايات المتحدة‏,‏ فإن العصاة سيعتبرون مارقين وأعداء‏,‏ تماما كما كان الاتحاد السوفيتي في ظل الشيوعية‏.‏

‏(5)‏
ليس عندي دفاع عن مناهج المدارس الدينية‏,‏ واذهب إلي أن بعضها يحتاج فعلا إلي مراجعة وتنقيح وتطوير‏,‏ ولكن ما يستفز المرء حقا أن يكون ذلك بأوامر أمريكية‏,‏ فضلا عن أن يعبر عنه بهذا الأسلوب المفتقد للياقة‏.‏ واذكر في الوقت ذاته بأن المدارس الدينية عبر تاريخها كانت معقلا للفكر المحافظ‏,‏ لا الارهابي ولا الثوري كما يتصور الأمريكيون‏,‏ الذين أدرجوها في قوائمهم السوداء‏,‏ لمجرد أن عناصر طالبان كان أكثرهم من بعضها‏,‏ اذكر أيضا بأن رموز وقادة المجموعات الارهابية ليسوا من خريجي تلك المدارس‏,‏ ولكنهم تخرجوا في الجامعات العادية‏(‏ المدنية‏)‏ ومن الكليات العملية‏,‏ فضلا عن أنهم من إفراز ظروف أخري سياسية واجتماعية تتجاهلها الولايات المتحدة‏.‏
الأهم من هذا كله وذاك‏,‏ أن قضية تشويه صورة الآخر التي تعتبرها الولايات المتحدة من أهداف الحرب ضد الارهاب‏,‏ هي مشكلة امريكية قبل أن تكون عربية او اسلامية‏.‏ أعني أنه إذا صح ما قاله فريدمان ومن لف لفه من أن بعض مناهج التدريس في بعض الدول العربية تعتبر غير المسلم أقل شأنا من المسلم‏,‏ وهو ما نعتبره مسلكا شاذا وغير مقبول‏,‏ فإن لنا أن نضاعف الشكوي عشرات المرات‏,‏ من الصورة المنحطة التي يقوم بها العربي والمسلم في مناهج التعليم وفي مختلف وسائل الاعلام الامريكية‏.‏

لا تحتاج تلك الصورة أي اثبات‏,‏ ومع ذلك فإنني أحيل من يريد أن يتأكد من ذلك إلي كتاب صدر حديثا في الولايات الأمريكية لباحث أمريكي كبير من أصل لبناني هو البروفيسور جاك شاهين‏,‏ الذي أمضي‏30‏ عاما في رصد النزعات العنصرية ضد العرب والمسلمين في الإعلام الأمريكي‏,‏ خاصة في التليفزيون والسينما‏.‏ الكتاب عنوانه‏:‏ العرب السيئون في السينما ـ كيف تشوه هوليوود أمة بأكملها؟ وفيه قام بتحليل‏900‏ فيلم‏,‏ انتج بعضها في سنة‏1917‏ أيام السينما الصامتة‏,‏ دأبت علي تحقير العرب والمسلمين والحط من شأنهم‏.‏
الأمر ذاته حاصل في مناهج التعليم‏.‏ ولمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت دراسات عدة حول الموضوع‏,‏ تابعت صورة العربي في الكتب الدراسية بالولايات المتحدة والدول الأوروبية‏.‏ وقبل أيام أطلعني الدكتور أشرف البيومي الاستاذ الجامعي المصري الذي قضي عدة سنوات في الولايات المتحدة‏,‏ علي بعض صفحات من كتاب منشور سنة‏77‏ م استعارته حفيدته الامريكية الجنسية من مكتبة مدرستها في واشنطن‏.‏ وفيه قصة لفتاة تدثرت بملاءة أو بطانية وهي تلعب‏,‏ فجاء صبي ليركلها بحذائه‏,‏ لكنه حين رأي وجهها اعتذر لها قائلا‏:‏ كنت أظنك عربية‏!.‏ وهو ما أغضب الحفيدة الصغيرة‏,‏ ودفعها إلي الاحتجاج لدي مديرة المدرسة‏.‏
هذه القصة مجرد نقطة في بحر الازدراء بالعرب وتحقيرهم في مناهج التعليم الأمريكية‏,‏ وهو الأمر الذي يدعونا إلي القول بأن الامريكيين هم آخر من يتكلم في مسألة تصحيح صورة الآخر علي أساس من القبول والاحترام‏.‏

‏(6)‏
وحده جابريل جارسيا ماركيز‏,‏ من بين المثقفين الشرفاء في العالم‏,‏ رفع صوته محتجا علي استمرار إذلال الشعب الفلسطيني والمذبحة الصهيونية له‏,‏ وقد صب احتجاجه ليس علي الوحشية الإسرائيلية فقط‏,‏ ولكن أيضا علي إنكار الدول العظمي وسلبية المثقفين الجبناء‏.‏ وقال إن هناك كثيرين يريدون أن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج أيضا‏,‏ لكنهم يخافون من الاتهام بمعاداة السامية‏,‏ وتساءل‏:‏ إلي متي نظل بلا ألسنة‏,‏ ثم قال إن هؤلاء بسكوتهم يبيعون أرواحهم في مواجهة ابتزاز رخيص لايمكن التصدي له بالاحتقار‏!‏
وهو يعلن عن توقيعه البيان بشكل منفرد‏,‏ عبر ماركيز عن حفاوته بالبطولة الفلسطينية‏,‏ واشمئزازه من المجازر الصهيونية اليومية‏,‏ وطالب بترشيح آرييل شارون لجائزة نوبل في القتل‏,‏ ثم قال‏:‏ إنني أخجل من ارتباط اسمي بجائزة نوبل‏,‏ التي حصل عليها مناحيم بيجين‏(‏ مناصفة مع الرئيس السادات‏)‏ واعتبرها مع اتفاقيات كامب ديفيد‏,‏ بمثابة رخصة دولية لقتل الفلسطينيين وإبادتهم‏.‏

كنت أتمني أن يتلقف المثقفون العرب بيان ماركيز‏,‏ وأن يجمعوا عليه توقيعات حملة جائزة نوبل‏,‏ وغيرهم من الرموز الشريفة المعبرة عن الضمير الانساني‏.‏ ولكن ذلك لم يحدث‏,‏ ومن قبل أيضا تمنيت أن يرفع المثقفون العرب صوتهم بالاحتجاج علي صور المهانة الأخري التي تتعرض لها الأمة العربية والاسلامية‏,‏ التي استبيحت بالكامل بعد‏11‏ سبتمبر‏,‏ لكن ذلك أيضا لم يحدث للأسف الشديد‏.‏
كان عنوان مقالي آنذاك أشبه بالتساؤل عن خيولنا التي لاتصهل‏,‏ وهو ما دفع قارئا مكسور الفؤاد إلي الاستدراك علي قائلا‏:‏ أنت تتساءل عن غياب صوت الخيول‏,‏ لكني واحد ممن هدهم اليأس‏,‏ حتي لم يعودوا يرون في الساحة أثرا لأي خيول‏!‏
أيا كان الأمر‏,‏ فقد خرجت علينا الصحف ذات صباح بأخبار عريضة الفرنسيين المدافعين عن كرامة الشاذين جنسيا‏,‏ ومازلنا ننتظر احتشادا من أي نوع يدافع عن كرامة الأمة العربية‏.‏
أضافة تعليق