مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
إنهم يريدونه إسلاما معدلا‏!‏
هويدي 18-12-2001

في البداية لم آخذ علي محمل الجد التصريحات الأمريكية التي تحدثت عن حرب طويلة الأمد ضد الإرهاب‏,‏ قد تستمر عشرة أو عشرين عاما‏,‏ وكان ظني أن هدف الحرب هو تصفية الجماعات الإرهابية وتفكيك شبكاتها‏,‏ التي ذكرت مصادر الاستخبارات الغربية أنها مبثوثة في عدة أنحاء مختلفة من العالم‏,‏ غير أن التقارير التي تتابعت في وقت لاحق أقنعتني بأنني أخطأت التقدير‏,‏ وأن الجبهة التي قررت واشنطن أن تخوض حربها المفترضة عليها أوسع بكثير مما ظننت‏,‏ وحين أدركت ذلك‏,‏ اعتبرت خطئي هينا بالمقارنة لأن الأمريكيين ارتكبوا ما هو أفدح‏,‏ حيث أعلنوا حربهم علي الجبهة الغلط‏!‏

‏(1)‏
ألفت النظر ابتداء إلي أن التقارير الصحفية لم ترسم الصورة كاملة‏,‏ لكنها نقلت إلينا الجانب من الصورة الذي أمكن رصده والتقاط قسماته‏,‏ وبرغم محدوديته النسبية فإنه يظل كاشفا عن الكيفية التي فكر بها الأمريكيون في الأمر‏,‏ ففي يوم‏12/8‏ نشرت صحيفة ذي نيوز الباكستانية أنه وضعت في مطار كراتشي كاميرات فيديو مربوطة بمكتب التحقيقات الفيدرالي في الولايات المتحدة‏,‏ لكي تمكن السلطات الأمريكية من مراقبة الحركة في المطار‏,‏ والتعرف علي الأشخاص الذين تلاحقهم‏.‏
هذه الكاميرات نصبت في ممرات المطار وقاعات الإقلاع‏,‏ وبواسطة نظام خاص للأقمار الصناعية‏,‏ إن جميع صور الركاب تنقل مباشرة من كراتشي إلي الولايات المتحدة‏,‏ حيث يقارنها مكتب التحقيقات الفيدرالي‏(‏ إف‏.‏ بي‏.‏ آي‏)‏ مع بنوك المعلومات لديه خلال ثوان أو دقائق معدودة‏,‏ وفي ضوء تلك المقارنة يمكن أن يعد المسافر مشتبها فيه ويحتجز قبل صعود الطائرة‏,‏ وهو ما يسري بذات القدر علي القادمين‏,‏ بحيث يمكن أن يشك في أي قادم ويحتجز قبل مغادرته المطار‏.‏

قالت الصحيفة الباكستانية‏:‏ إن أشخاصا عدة أوقفوا في المطار بفضل ذلك النظام‏,‏ ومنهم مسافر كان قادما من توربات‏(‏ في الجنوب الغربي‏,‏ عند الحدود بين باكستان وإيران‏),‏ وبمجرد وصوله إلي كراتشي تم التحفظ عليه واقتيد في شاحنة صغيرة إلي مكان مجهول‏.‏
في هذا النموذج كشفت صحيفة ذي نيوز عن أمر لم يكن معلوما من قبل‏,‏ وذلك النظام الذي طبق في ميناء جوي يظن أن العناصر المطلوبة يمكن أن تمر به‏,‏ لا يستبعد تعميمه علي مطارات أخري‏,‏ وفي شائعات سمعتها عن وجود شيء من هذا القبيل علي الأقل في مطار صنعاء‏,‏ وميناء عدن‏,‏ وفي مطار مقديشيو بالصومال‏,‏ وهي مواقع يظن أنها تمثل معابر للمشتبه فيهم من جانب السلطات الأمريكية‏.‏

في ظل هذه الأجواء لم يعد السؤال عن حدود السيادة واردا‏,‏ إذ منذ أعلنت واشنطن حربها الكونية ضد الإرهاب‏(‏ الذي يهدد مصالحها فقط‏),‏ وحذرت الجميع من أن الذين لن يقفوا معها فإنهم سيعتبرون منضمين إلي معسكر الإرهاب‏,‏ عندئذ أصبح السماح بدخول أي شخص مطلوب أمريكيا إلي أي بلد في العالم‏,‏ بمثابة إيواء للإرهاب يعرض المتصدي له لما لا يتمناه أو يحمد عقباه‏!‏

‏(2)‏
لأن باكستان بلد مفتوح نسبيا‏,‏ فقد تسربت إلي الصحافة أنباء أخري عن دور قررت الولايات المتحدة أن تمارسه للرقابة علي التعليم الديني‏,‏ بحيث تشمل تلك الرقابة الأساتذة والطلاب ومناهج التعليم ونوعية الكتب التي تدرس للطلاب‏,‏ وواضح من ذلك الدور أن واشنطن قررت أن تدس أنفها وتتدخل في صلب العملية التعليمية‏,‏ خصوصا في الشق المتعلق بالثقافة الإسلامية وتشكيل الإدراك الديني‏.‏

علي مدي يومي‏9‏ و‏10‏ من شهر ديسمبر الحالي نشرت بعض الصحف العربية معلومات في هذا الصدد من أهمها ما يلي‏:‏
‏*‏ أن السلطات الباكستانية ستقيم بواسطة أموال أمريكية بنك معلومات حول طلاب المدارس القرآنية‏(‏ التي تخرج فيها شباب طالبان‏)‏ يعمل علي تأمين معلومات أساسية عن كل طالب ومدرس ملتحق بها‏.‏

‏*‏ ستدفع الولايات المتحدة مبلغا إجماليا بقيمة‏100‏ مليون دولار إلي باكستان لإطلاق برنامج رقابة علي تلك المدارس التي يقدر عددها بسبعة آلاف مدرسة‏,‏ تضم الآن ما بين ثلاثة أرباع المليون ومليون طالب‏.‏

‏*‏ ستكون من أهداف البرنامج الذي تشرف عليه وزارتا الداخلية والشئون الدينية الرقابة علي منشورات تلك المدارس ودور النشر التابعة لها‏,‏ ويقضي البرنامج بتشكيل خلية خاصة من أجهزة الاستخبارات الباكستانية تدرب أشخاصا للتسلل إلي المدارس ورصد كل ما يجري في داخلها‏.‏

‏*‏ من المتفق عليه أيضا أن يوجه جزء من المبلغ المقدم من الولايات المتحدة إلي إدخال مواد دراسية جديدة في تلك المدارس التي لم تكن تدرس سوي القرآن الكريم‏,‏ وسيكون علي المدرسين أن يوافقوا علي الخضوع لدورات تدريبية لمتابعة البرامج الجديدة‏,‏ والذين يرفضون ذلك سيفصلون من وظائفهم‏.‏
وعلي نحو تدريجي سيتم إدماج المدارس القرآنية مع المدارس الأخري‏(‏ المدنية‏),‏ وإخضاعها بالتالي للإشراف الرسمي المباشر‏,‏ وسيصدر في هذا الصدد قانون يسجل كل مدرسة لدي الجهات الرسمية‏,‏ وتقضي شروط تسجيل المدرسة بأن تقوم بإغلاق جميع مصادر التمويل الخاصة بها المحلية والأجنبية‏,‏ إذ المعروف أن المدارس القانونية كانت تعتمد علي تبرعات الخيرين‏,‏ وانها تتكفل بإعاشة تلاميذها‏,‏ الأمر الذي جذب إليها أعدادا كبيرة من الفقراء‏,‏ الذين لا تتوافر لهم فرص التعليم في المدارس الحكومية‏.‏

‏(3)‏
ليس دقيقا أن ذلك كله مقصور علي باكستان بسبب دور تلك المدارس في تفريخ الشباب الذين انضووا تحت لواء حركة طالبان‏,‏ لكن تلك سياسة عامة اتبعتها الولايات المتحدة في العديد من الدول الأخري‏,‏ ولها هدف واحد هو إحكام السيطرة علي منافذ الإدراك العام في العالم العربي والإسلامي‏.‏
إليك طائفة من الأخبار التي عكست ذلك التوجه‏,‏ ونشرتها الصحف خلال الأسبوعين الأخيرين‏.‏

‏*‏ في‏12/8‏ بدأ وفد أمريكي ضم عشرة مسئولين من وزارتي الخزانة والخارجية ومجلس الأمن القومي لقاءات في الرياض مع عدد من المسئولين السعوديين للتعرف علي الجهود التي تبذلها المملكة في التصدي للإرهاب‏.‏ ونشرت الحياة اللندنية تصريحا علي لسان مصدر سعودي قال فيه‏:‏ إن المملكة وافقت علي استقبال الوفد الأمريكي في إطار الحوار بين البلدين حول سبل مكافحة الإرهاب‏,‏ وأنها عرضت علي الوفد الإجراءات المتخذة في مراقبة أموال التبرعات التي تقدمها الجمعيات الخيرية السعودية للمسلمين أفرادا وجمعيات في الخارج‏(‏ عدد تلك الجمعيات‏231‏ جمعية تجمع تبرعات سنوية بما يعادل‏265‏ مليون دولار‏).‏
علي صعيد آخر ذكرت مصادر سعودية أن وزارة التربية والتعليم تجري الآن عملية مراجعة وتنقيح للكتب الدراسية التي تتعلق بالثقافة الإسلامية‏,‏ بهدف التثبت من توافقها مع التوجه العام الذي يهدف إلي التصدي لمختلف أشكال التطرف والإرهاب‏.‏

‏*‏ في‏12/6‏ ذكرت صحيفة القدس العربي أن وزير العدل والشئون الإسلامية بدولة الإمارات الشيخ محمد بن نخيرة الظاهري قال في محاضرة ألقاها بـمركز زايد للتنسيق والمتابعة‏:‏ إنه بعد حوادث‏11‏ سبتمبر اتخذت الوزارة إجراءات استهدفت توحيد الخطب في المساجد وفرض الرقابة عليها‏.‏ فقد بدأت الوزارة في توزيع خطب مكتوبة علي أئمة المساجد يجري إعدادها في إطار رؤية معينة تحددها جهة مسئولة في الدولة‏,‏ بحيث تتناول بشكل عام الأمور التي تهم الناس في عباداتهم ودنياهم‏.‏ في الوقت نفسه فإن الوزارة وضعت ضوابط وشكلت لجانا تمتحن كل شخص يود أن يلقي محاضرات بالمساجد‏,‏ وإذا ما ثبت نجاحه وأهليته لذلك‏,‏ تمنحه الوزارة بطاقة أو تصريحا ليؤدي تلك المهمة‏.‏ علي صعيد آخر فإن قيودا فرضت علي جمع التبرعات من الناس‏,‏ للتعرف علي مصادر التمويل‏,‏ والأوعية‏:‏ الجهات التي تتوجه إليها تلك التبرعات‏.‏

‏*‏ في‏12/14‏ نقلت صحيفة الشرق الأوسط علي لسان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قوله في لقاء له مع حشد من علماء البلاد‏:‏ إن قرار الحكومة إلغاء المعاهد العلمية‏(‏ الدينية‏)‏ التي كانت تتبع الحركة الإسلامية‏,‏ وإخضاعها لسيطرة وتوجيه الحكومة‏,‏ جنب اليمن ضربة أمريكية عقب هجمات‏11‏ سبتمبر‏.‏ وأضاف أنه سافر بنفسه إلي واشنطن لكي يوضح الصورة ويجنب اليمن ذلك الخطر‏.‏

‏*‏ في‏12/17‏ نشرت الشرق الأوسط أن البرلمان المغربي سينظر خلال أسابيع قليلة مشروع قانون المسطرة الجنائية الذي يقنن لأول مرة التنصت والتقاط المكالمات الهاتفية وتسجيلها‏,‏ ضمن إجراءات أخري منها رفع السن القانونية الجنائية إلي‏18‏ سنة عوضا عن‏16,‏ وفي وقت لاحق زار المبعوث الأمريكي إلي الشرق الأوسط العاصمة المغربية الرباط‏,‏ حيث ناقش مع المسئولين في الحكومة الإجراءات المفترض اتخاذها لمكافحة الإرهاب والتصدي للأصولية‏.‏

‏(4)‏
تلك مجرد نماذج لما يجري ترتيبه وما تسرب إلي الصحف‏,‏ وليس من شك في أن هناك آفاقا ومساحات أخري لم يسلط عليها الضوء بعد لسبب أو آخر‏,‏ ولأن العالم الإسلامي مترامي الأطراف فإننا لن نبالغ إذا قلنا إن عملية الترتيب تتجاوز الأقطار التي أشرنا إليها‏,‏ الأمر الذي يسوغ لنا أن نقول إن ما توافر لنا فضلا عن أنه يكشف عن طبيعة واتجاهات الريح التي هبت علينا عقب الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ فإنه أيضا يمثل الجزء الذي ظهر من جبل الثلج‏,‏ ونرجو ألا يكون ما خفي منه أعظم‏.‏
في التصريحات الغربية ما يساعدنا علي أن نفهم المراد بالضبط‏,‏ حيث لم يعد في الأمر سر‏.‏ ففي بداية الشهر الحالي نصح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الزعماء والمسئولين في الدول الإسلامية بأن يعملوا جاهدين علي أن يهيمن الإسلام العادي أو الرئيسي‏(‏ استخدم مصطلح
‏MainStream)‏
بحيث يخضع له جميع المسلمين في شتي أنحاء العالم‏,‏ وهو كلام لم يفت معلقا مثل الأستاذ جميل مطر‏,‏ فكتب في الحياة اللندنية‏(‏ عدد‏12/5)‏ متسائلا‏:‏ لنفترض أن قادة الإسلام العادي لم يفلحوا في قمع الإسلام غير العادي الذي لا يحظي برضا قادة الغرب‏,‏ فهل سيتدخل التحالف الغربي لفرض إرادته في كل مكان ينشط فيه ذلك الإسلام غير المرغوب فيه؟ وهل يمكن أن تعني تلك النصيحة أن تتجاوز الحملة الراهنة قضية الإرهاب‏,‏ وتنصرف إلي فرض إصلاح ديني من خارج الإسلام علي أمة المسلمين؟ أم أن قيادة الحملة سوف تستعين بقيادة إسلامية متفهمة لرغبات الغرب وتصوراته للإسلام العادي‏,‏ وتطلب منها تقديم لائحة بالمذاهب والفرق والجماعات غير العادية‏,‏ التي بمواصفات الإسلام المرغوب فيه‏,‏ وبعدها تتولي قيادة الحملة ملاحقة تلك الجماعات‏,‏ ومطالبة الدول المختلفة بالقضاء عليها‏,‏ وإنذارها بالعقاب إن لم تفعل ذلك‏.‏

الفكرة نفسها عبر عنها وزير الخارجية الأمريكي كولين باول في شهر نوفمبر الماضي‏,‏ في خطاب ألقاه بجامعة لويسفيل بولاية كنتاكي‏,‏ حيث أشار في عدة مواقع إلي تبلور رؤية أمريكية للمجتمعات الإسلامية تقوم علي أساس من قيم معينة‏,‏ تمس التكوين الثقافي والعقيدي والسياسي لتلك المجتمعات‏.‏
لسنا في حقيقة الأمر بصدد حملة ضد الإسلام‏,‏ لكننا بإزاء سعي حثيث لصياغة إسلام معدل إذا جاز التعبير ترضي عنه قوي الهيمنة الأمريكية والأوروربية‏,‏ ذلك أن الانتصار العسكري الساحق الذي حققته تلك القويفتح شهيتها للذهاب إلي ما هو أبعد أفقيا ورأسيا‏,‏ إذ كما قد يغريها ذلك بضرب أقطار أخري مثل الصومال أو العراق‏,‏ فإنه شجعها علي محاولة التدخل ـ الجراحي أحيانا ـ لصياغة إسلام يجنبها في نهاية المطاف احتمالات التعرض لهجوم كذلك الذي استهدف الولايات المتحدة‏,‏ أو هكذا يتمنون علي الأقل‏.‏

‏(5)‏
ذلك بالضبط هو الخطأ الأكبر الذي وقع فيه الأمريكيون ومن لف لفهم‏..‏ لماذا؟
أولا‏:‏ لأنهم ـ كأي مستكبر ـ تصوروا أن المسلمين وحدهم الذين ينبغي أن يتغيروا‏,‏ ولم يفكروا في النظر في المرآة لكي يروا ماذا فيهم بدوره ينبغي أن يراجع أو يتغير‏,‏ الأمر الذي يعبر عن عجز مدهش في التناول الموضوعي والجاد مع المشهد‏.‏

ثانيا‏:‏ لأنهم حصروا المشكلة في الدين وتجاهلوا الحاصل في الدنيا‏,‏ خصوصا عالم السياسة‏,‏ وبعض ذلك يتعلق بمظالم من جانبهم‏,‏ وبعضهم وثيق الصلة بمظالم عندنا‏,‏ وهذه وتلك تشكل الخلفية التي تشكل بؤر التطرف والإرهاب‏,‏ والتربة التي تنبت الشوك والمر‏,‏ وهذا التجاهل شجعهم علي التركيز علي التعاليم والمعتقدات وأعماهم عن إصلاح السياسات‏.‏

ثالثا‏:‏ لأننا إذا سلمنا بالحاجة إلي الإصلاح الديني‏,‏ فإن ذلك الإصلاح يفقد شرعيته إذا كان مفروضا من الخارج‏,‏ ثم إن ذلك الإصلاح لا يتم في فراغ‏,‏ لأنه وثيق الصلة بالتحولات الاجتماعية والسياسية في كل بلد‏,‏ وبالخصوصية الثقافية لكل بلد‏,‏ ثم إنه يتعذر تجهيزه وترويجه بأسلوب تيك أواي‏,‏ لأن الأفكار لا تصنع حسب الطلب‏,‏ وإنما أحيانا تستجيب لمقتضيات الواقع ولا يكتب لها الحياة والنمو إلا إذا خرجت من رحمه‏.‏

رابعا‏:‏ لأن ذلك الإسلام المعدل الذي يريدون لن يستطيع أن ينال من حاكمية المرجعية الأساسية المتمثلة في القرآن والسنة‏,‏ وإسقاط الجهاد مثلا من الكتب المدرسية أو التهوين من شأنه‏,‏ لن يطوي الصفحة أو يستأصل القيمة من الوجدان الإسلامي‏,‏ كما أن تأويل النصوص لغرض ما لن يحول دون أن يأتي لكي يؤلها في اتجاه معاكس‏.‏

خامسا‏:‏ لأن التجربة أثبتت أن سياسة تجفيف الينابيع أفقدت الثقة في القائمين عليها‏,‏ بأكثر مما قلصت مساحة التدين عند المتلقين لها‏,‏ كما أثبتت أن الناس حين يدركون حقيقة التجفيف الذي يصيب الينابيع‏,‏ فإنهم سرعان ما يتحولون إلي ينابيع أخري تشبع أرواحهم وتستجيب لأشواقهم‏.‏

سادسا‏:‏ لأن خبرات أربعة عقود من الاشتباك والكر والفر أثبتت أن علاج التطرف لا يكون إلا بتشجيع الاعتدال‏,‏ شريطة ألا يكون ذلك بمواصفات أمريكية‏!‏
اللهم إنا نسألك أن تلطف بنا فيما علمنا‏,‏ وأن تجنبنا شرور ما لم نعلم‏.‏
أضافة تعليق