مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
مرحبـا بهـم في منتـدي العالـم الثـالث
هويدي 27-11-2001

لا تسعدنا بحال‏,‏ تلك التقارير التي تلقيناها من العواصم الغربية في الآونة الأخيرة‏,‏ مشيرة الي أن بعض الدول الكبري بصدد الانتساب إلي العالم الثالث‏,‏ وأنها استوفت أوراق اعتمادها باتخاذ خطوات فعالة علي صعيد الاعتداء علي الحريات المدنية وتقنين القمع‏,‏ وقد كان آخر ما يخطر علي بال المرء‏,‏ أن تلجأ تلك البلدان التي مابرحت تعيرنا به‏,‏ وتتباهي أمامنا بأنها قلاع الحرية والديمقراطية‏,‏ إلي أساليب من ذلك القبيل‏,‏ تأثرا بصدمة الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ الأمر الذي يعني ـ عند الحد الأدني ـ أنها ليست محصنة ضد رياح البطش‏,‏ وأن استعدادها لافتراس الآخر لا حدود له‏,‏ وأن ما تطنطن به دفاعا عن حقوق الانسان ليس آخر كلام‏!‏

‏[1]‏
لم أصدق عيني حيث قرأت ذات صباح‏,‏ أن أحد زعماء الأحزاب في الدنمارك‏,‏ طالب أثناء الانتخابات التي جرت هناك في الأسبوع الماضي‏,‏ ببيع الفتيات الدنماركيات المسلمات أو المقيمات بصفة غير شرعية في البلاد إلي إحدي دول أمريكا اللاتينية‏,‏ ثم بإقامة معسكرات اعتقال يوضع فيها المهاجرون المسلمون‏,‏ تمهيدا لتطهير البلاد منهم‏,‏ وطردهم إلي خارج حدودها‏!‏
هذا الكلام قيل في بلد ديمقراطي محترم‏,‏ وسمعه كثيرون من السياسيين والمثقفين‏,‏ لكنه لم يثر حفيظة أحد منهم‏,‏ بل بدا أن ثمة قبولا عاما له‏,‏ بدليل أن اليمين الدنماركي الذي يتبني أمثال تلك المقولات‏,‏ حقق فوزا كبيرا في الانتخابات‏,‏ وتولي السلطة بناء علي ذلك‏,‏ وهي التي تمنعت عليه طيلة سبعين عاما‏.‏
لم أصدق أيضا تلك التقارير التي تحدثت عن التفهم الأمريكي لعمليات القتل والتعذيب الوحشية‏,‏ التي ارتكبتها قوات التحالف الشمالي في مزار شريف وكابول وقندوز‏,‏ كما أنني لم أصدق التصريحات الأمريكية التي حبذت التخلص من المقاتلين الأجانب في صفوف طالبان‏,‏ والتي لا تعني سوي الاجهاز عليهم بأي وسيلة‏,‏ ذلك أن المرء لا يستطيع أن يكتم دهشته إزاء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد‏,‏ وإعلانه صراحة رفض قبول أسري من عناصر القاعدة‏,‏ وهي التصريحات التي كانت تعبيرا عن موقف أمريكي حال دون توقيع الاتفاق بين قوات طالبان المحاصرة في المدينة‏,‏ وبين قيادة التحالف الشمالي‏.‏
هذا الكلام لو صدر عن مسئول في حكومة بوروندي أو زائير‏,‏ لاستهجنه العالم المتحضر‏,‏ ولأدانته مختلف المنظمات الدولية المختصة بحقوق الإنسان‏,‏ باعتباره يمثل انتهاكا للقانون الدولي ولميثاق جنيف الخاص بمعاملة سجناء الحرب‏,‏ الصادر في سنة‏1949‏ م‏,‏ ذلك أن مباديء القانون الدولي تحرم قتل الأشخاص الذين يقعون في الأسر‏,‏ وقد حوكم رئيس وزراء اليابان ووزير الخارجية وحملا بالمسئولية الجنائية بعد الحرب العالمية الأولي‏,‏ لأنهما أخفقا في منع أو معاقبة الجرائم التي ارتكبتها القوات اليابانية ضد أسري الحرب‏,‏ واعتمد المبدأ نفسه في محاكمة رئيس وزراء رواندا السابق كامباندا‏,‏ حيث حمل بالمسئولية عن الجرائم التي ارتكبت في البلاد سنة‏1994.‏

‏[2]‏
إن قواعد القانون الدولي تعرض للمساءلة الجنائية‏,‏ كل المسئولين الأمريكيين والانجليز الذين حرضوا علي التخلص من الأسري‏,‏ أو علموا بالمذابح التي ارتكبت بحقهم وتقاعسوا عن ايقافها في حين كان ذلك بمقدورهم‏,‏ لكن تلك القواعد لا تطبق إلا علي المهزومين والضعفاء فقط‏,‏ أما الدول الكبري الأعضاء في مجلس الأمن‏,‏ والذين ينصبون أنفسهم أوصياء علي الشرعية الدولية‏,‏ فهم فوق القانون وفوق الحساب‏!‏
لقد أعلن قادة قوات التحالف الشمالي‏,‏ أنهم سوف يسمحون لقوات طالبان المحاصرة بالخروج لكنهم سيقتلون كل الكلاب العرب والشيشان والباكستانيين الذين يحاربون معهم ـ‏(‏ الحياة اللندنية‏11/21)‏ ـ وهو كلام استقبل بصمت في بعض العواصم الأوروبية‏,‏ وبارتياح في عواصم أخري‏,‏ وكانت واشنطن ولندن من تلك العواصم الأخيرة للأسف‏,‏ وذهبت هباء تحذيرات مفوضة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة‏,‏ ماري روبنسون‏,‏ واحتجاجات بعض الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان‏,‏ لسببين جوهريين‏,‏ أولهما أن المذابح تمت تحت رعاية الولايات المتحدة‏,‏ وثانيهما إن دم المسلمين رخيص وأرواحهم لا بواكي لها‏!‏
ثمة لغة ومعايير جديدة‏,‏ برزت في ظل الانقلاب الكوني الذي أعقب صدمة الحادي عشر من سبتمبر‏,‏ وجاء بيانه الأول من واشنطن معلنا علي الملأ أنه‏:‏ من ليس معنا فهو مع الإرهاب‏,‏ وليس هناك موقف ثالث‏,‏ وفي أعقاب ذلك البيان‏,‏ قررت واشنطن أن تتولي بنفسها إجراء الفرز وتحديد الأخيار والأشرار في العالم‏,‏ فأصدرت أوامرها بإلقاء القبض علي أناس يعيشون في مختلف أنحاء العالم‏,‏ وكان لهم ما أرادوا‏,‏ وقررت تجميد أموال آخرين‏,‏ أشخاص وجمعيات وشركات‏,‏ وكلهم من أبناء الدول العربية والإسلامية‏,‏ وفي بعض الأقطار أرسلت رجالها كي يراقبوا الداخلين والخارجين من المطارات والموانيء‏,‏ وتم لهم أيضا ما أرادوا‏,‏ وطلبت من الجامعات الأوروبية أن توافيها بأسماء وملفات الدارسين العرب والمسلمين فيها‏,‏ ولم يتأخر أحد في الاستجابة للطلب‏,‏ ولم يقف الأمر عند ذلك الحد‏..‏ لأن الذي حدث في الداخل كان شيئا غير مسبوق‏.‏

‏[3]‏
يتحدث البعض في الولايات المتحدة عن زحف كابوس الفاشية علي البلاد‏,‏ وعودة المكارثية بأجوائها القمعية ومشاعر الخوف التي أشاعتها بين الناس بين عامي‏46‏ و‏52,‏ وحتي لا يظن أحد أن الكلام فيه شيء من المبالغة‏,‏ فإنني ألفت النظر إلي أن الكلام عن احتمالات الفاشية في الولايات المتحدة‏,‏ كان موضوع مقالة كتبها القس المعمداني كرستن هو لمجرين‏,‏ كان عنوانها‏:‏ كابوس الفاشية خطر حقيقي علي أمريكا بأكثر مما نتصور‏,‏ وهذا المعني ردده كاتب مرموق مثل ويليام سافاير في مقالة أخري بعنوان‏:‏ تحذير اليمين من مراكمة المزيد من الصلاحيات الديكتاتورية‏,‏ وفي السياق بدأ بعض المعلقين يتحدثون عن الرئاسة الامبراطورية التي يحاول الرئيس بوش ممارستها‏,‏ وكان المؤرخ آرثر شيليسنجر قد صك هذا المصطلح في عام‏73‏ لوصف محاولات الرئيس نيكسون توسيع صلاحياته‏,‏ وتمكينه من تحدي السلطة التشريعية‏.‏
من أهم الخطوات التي تم اتخاذها بالولايات المتحدة في أعقاب‏11‏ سبتمبر ما يلي‏:‏
‏*‏ إعلان الطواريء‏:‏ وإصدار قانون يسمح بإلقاء القبض علي أي إنسان من الاعراق الأخري بطبيعة الحال‏,‏ واحتجازه لمدد طويلة غير محددة‏,‏ دون توجيه اتهام أو مواجهته بأدلة احتجازه‏,‏ وبمقتضي ذلك القانون‏,‏ تم احتجاز‏1200‏ شخص‏,‏ لم تعرف أسماؤهم‏,‏ ولا التهم الموجهة إليهم‏,‏ وحين وجه سبعة من أعضاء الكونجرس رسالة إلي جون اشكروفت‏(‏ المدعي العام‏)‏ طلبوا فيها معلومات عن المعتقلين‏,‏ فإنه لم يرد عليهم‏,‏ وحين بعثت إليه المجموعة ذاتها بخطاب متابعة ثان‏,‏ فإنه تجاهلهم أيضا‏,‏ ورفض أن يقدم عن المعتقلين أي معلومات‏.‏
‏*‏ صدر أمر لمكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق مع أكثر من خمسة آلاف شخص‏,‏ تتراوح أعمارهم بين‏18‏ و‏35‏ سنة‏,‏ وغالبيتهم من أصحاب البشرة السمراء شرق الأوسطيين والمسلمين‏,‏ كما يقول أحد الصحفيين‏,‏ وهو نوع من الاستهداف العرقي الصريح المخالف للقانون والدستور‏.‏
‏*‏ صدر أمر رئاسي بتشكيل محكمة عسكرية تقوم بمحاكمة المتهمين بأعمال إرهابية‏,‏ بدلا من المحاكم المدنية العادية‏,‏ وهي خطوة غير مسبوقة لم تحدث منذ‏50‏ سنة‏,‏ وستعتمد تلك المحاكم علي حفنة من الضباط‏,‏ يتولون حفظ المعلومات والإشراف علي التحقيقات‏,‏ وسيكون بوسع المحكمة في هذه الحالة الانتقال الي خارج البلاد‏,‏ أي أنها ستعمل في داخل الولايات المتحدة وخارجها‏.‏
‏*‏ خولت السلطات الأمنية‏,‏ فضلا عن حرية التفتيش والاحتجاز‏,‏ حق التنصت علي الهواتف والبريد الالكتروني للأفراد الذين يشك فيهم‏,‏ كما أنها أجازت التنصت علي مكالمات المحامين مع موكليهم الموقوفين‏,‏ بمن فيهم أولئك الذين أوقفوا بدون أن توجه إليهم تهمة بارتكاب أية جناية كلما كان ذلك ضروريا لمنع الإرهاب‏.‏

‏[4]‏
نشرت الفايننشيال تايمز‏(‏ عدد‏10/30)‏ تقريرا تحدثت فيه عن المعاملة السيئة التي يلقاها العرب المحتجزون في الولايات المتحدة‏,‏ ونقلت عن بيان لمنظمة العفو الدولية قوله‏:‏ إن المحتجزين لم يسمح لهم بالاتصال بمحاميهم‏,‏ وهو الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي للجميع‏,‏ ثم أن هؤلاء ـ في مركز نيويورك الرئيسي ـ قدم إليهم طعام مما يحرمه عليهم دينهم‏(‏ لحم خنزير‏),‏ كما تم احتجازهم داخل زنزانات باردة‏,‏ لم تتوافر لهم فيها أغطية كافية‏,‏ فضلا عن إخضاعهم للتفتيش الذاتي مرتين في اليوم الواحد‏,‏ مع تقييد أيديهم وأرجلهم بالأغلال‏.‏
هذه الأوضاع اليائسة نددت بها المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية‏,‏ ووصفتها منظمة العفو الدولية بأنها تعد في نواح كثيرة‏,‏ أسوأ من الطريقة التي يعامل بها المدانون بارتكاب جرائم جنائية‏,‏ في حين أنهم مجرد محتجزين دون أي اتهام‏!‏
لكن ذلك كله في كفة‏,‏ والدعوة إلي استخدام التعذيب مع المحتجزين أو المتهمين في كفة أخري‏,‏ إذ بعدما أجاز مجلس الشيوخ قانون مكافحة الإرهاب بأغلبية‏98‏ صوتا مقابل صوت واحد‏,‏ بدأ الحديث عن استخدام وسائل الضغط والتعذيب بدعوي تحريك التحقيقات التي لم تتقدم في أكبر جريمة في تاريخ الولايات المتحدة‏,‏ كما ذكرت نيوزويك في عدد‏10/6,‏ حيث نشرت مقالا فاضحا ـ من الناحية التاريخية ـ كان عنوانه حان وقت التفكير في استخدام التعذيب‏.‏
كاتب المقال ـ جوناثان آلتر ـ استشهد بالإسرائيليين وما سماه أخلاقيات التعذيب عندهم‏(!),‏ وكيف أنهم اضطروا إلي إجازته في نهاية المطاف‏,‏ بعد إذن القاضي‏,‏ كما استشهد بأستاذ للقانون في جامعة هارفارد ـ اسمه ألن ديرشوفيتش ـ زعم أنه ظل معارضا لتعذيب المتهمين طيلة عشرين عاما‏,‏ لكنه رضخ نسبيا في نهاية المطاف‏,‏ وأقر بإمكانية التعذيب بعد موافقة القاضي‏,‏ إذا كان القيام به ضروريا لخدمة التحقيق‏,‏ وليس للحكم علي المتهم‏,‏ وخلص الكاتب في النهاية‏,‏ إلي أن بعض التعذيب قد ينجح ويحقق الهدف المراد منه‏,‏ ودلل علي ذلك باستعراض بعض الفوائد التي أسفر عنها التعذيب حينما أجرته عدة دول‏,‏ عربية وغير عربية‏,‏ ثم اختتم مقالته بما يلي‏:‏ إننا لا نستطيع جعل التعذيب الجسدي قانونيا‏,‏ فذلك يتنافي مع المباديء الأمريكية‏(‏ ؟‏!)‏ ولكننا عندما نتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان في العالم‏,‏ فلابد أن نفتح أعيننا علي بعض الإجراءات لمحاربة الإرهاب‏,‏ مثل موافقة المحكمة علي التعذيب النفسي خلال الاستجواب‏,‏ ثم أنه يجب أن نفكر في تحويل بعض المتهمين إلي حلفائنا الأقل حساسية‏,‏ حتي لو كان ذلك يبدو نفاقا‏(!).‏

‏[5]‏
لم تترك الولايات المتحدة شيئا مما كانت تأخذه علي دول العالم الثالث لم تفعله‏,‏ صحيح أن ثمة اختلافات كبيرة في أمور أخري‏,‏ ولكن في الشق الأمني الذي يمارس باسم مكافحة الإرهاب‏,‏ فإن أداء الإدارة الأمريكية لم يختلف عما عليه الحال في الانتهاكات التي يشهدها العالم الثالث إلا في الدرجة فقط‏.‏ أما النوع فقد بقي واحدا‏!‏
علق ويليام سافاير علي قرارات الحكومة الأمريكية قائلا‏:‏ في قراره سييء السمعة إعلان حالة الطواريء‏,‏ تجاهل بوش مباديء القانون والقواعد التي تحكم الأدلة‏,‏ والتي هي في صميم نظام العدالة الأمريكي‏,‏ لقد استولي علي سلطات عدة ليتجنب المحاكم‏,‏ وأنشأ محكمة عسكرية يتولاها مجموعة من الضباط بوسعهم محاكمة أي شخص لمجرد الزعم بأنهم أعضاء في منظمات إرهابية‏...‏ ولم تعد السلطة القضائية وهيئة المحلفين المستقلة حاجزا بين الحكومة والمتهم‏,‏ والسلطة التنفيذية هي الآن المحقق والمدعي والقاضي‏,‏ وهيئة المحلفين‏,‏ والسجان والجلاد‏.‏
في ذات الاتجاه‏,‏ كتبت داناميل بابنك في الواشنطن بوست‏(‏ عدد‏11/20)‏ قائلة‏:‏ إن هجمات سبتمبر الإرهابية والحرب في أفغانستان عجلت باندفاع إدارة بوش لتعزيز الصلاحيات الرئاسية‏,‏ معطية إياه سيطرة علي الحكومة تتجاوز تلك التي تمتع بها أي رئيس في مرحلة مابعد فضيحة ووترجيت‏,‏ وتنافس حتي تلك التي كانت لدي الرئيس روزفلت‏,‏ نتيجة لذلك‏,‏ ذكر تيم لينش مدير مشروع دراسات العدالة الجنائية في معهد كاتو‏,‏ إن السلطات التي يتمتع بها الرئيس بوش اليوم مدهشة‏,‏ ففرد واحد سيقرر هل توسع الحرب لتشمل العراق‏,‏ وفرد واحد سيقرر مدي الخصوصيات التي سيحتفظ بها المواطنون‏.‏

‏[6]‏
بريطانيا سارت علي ذات الدرب‏,‏ فقد بدأت بإعلان حالة الطواريء وأدخلت تعديلات علي قانون مكافحة الإرهاب‏,‏ وطلب وزير الداخلية ديفيد بلانكيت من مجلس العموم‏,‏ أن تعلق مؤقتا المادة الخامسة من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان‏,‏ التي تمنح الحرية لأي شخص‏,‏ وتمنع اعتقاله بدون محاكمة‏.‏
أخطر ما في التعديل الذي أضيف الي قانون مكافحة الإرهاب‏,‏ انه يسمح باعتقال المشتبه فيهم من الأشخاص الذين يشك في علاقتهم بالمنظمات الإرهابية لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد دون محاكمة‏,‏ وهؤلاء يودعون في سجون خاصة تحت حراسة مشددة‏,‏ ولسلطات الهجرة أن تراجع موقفهم كل ستة أشهر‏,‏ وإما أن توصي بإطلاقهم أو استمرار حبسهم لستة أشهر أخري‏.‏
حينما نوقش وزير الداخلية في الموضوع‏,‏ قال في ندوة تليفزيونية إنه لايمكن أن نعرض أمتنا للخطر‏,‏ مقابل افتراض حسن النية في الجميع‏,‏ والتمسك بالحريات المدنية‏,‏ وأضاف أن الإجراءات التي تم اعتمادها استثنائيا‏,‏ وستستخدم ضد مهاجرين من بلدان يمنع القانون الأوروبي إعادتهم إليها‏,‏ لأنها تطبق عقوبة الإعدام‏.‏
وفي تعليقه علي التعديل وعلي كلام الوزير‏,‏ قال جون وادهام مدير منظمة ليبرتي‏:‏ إن هذه الخطوة تمثل خرقا جوهريا لسيادة القانون‏,‏ ولحقوقنا وقيمنا البريطانية‏.‏
هذا الذي حدث في الولايات المتحدة وبريطانيا‏,‏ طبق بدرجة أو بأخري في ألمانيا‏,‏ وبسبيله إلي التطبيق في بقية الدول الأوروبية‏,‏ الأمر الذي يعكس ـ لأول مرة ـ هرولة غريبة باتجاه العالم الثالث في انتهاكات لحقوق الإنسان‏,‏ ويعكس في الوقت نفسه‏,‏ ذلك المفهوم الذي ساد في بعض الدوائر الأوروبية في القرن التاسع عشر القاضي بأن حقوق الإنسان هي ليست لكل من هب ودب في العالم‏,‏ وإنما هي في حقيقة الأمر للإنسان الأبيض وحده‏,‏ وهو ما أعلنه صراحة رئيس الوزراء الفرنسي جول فيري في عام‏1885.‏
مرحبا بالوافدين الجدد الي منتدي العالم الثالث‏!‏
أضافة تعليق