د. محمد عمارة
19إبريل 2012
فى الفضاء الأمريكى لم تقف أيديولوجية المسيحية الصهيونية -الساعية إلى صهينة المسيحية وتهويد فلسطين - عند القساوسة واللاهوتيين وإنما سيطرت على الساسة وصُناع القرار وكثيرين من الرؤساء الذين حكموا أمريكا، الذين اتخذوها أيديولوجية تغلّف بها الإمبريالية الأمريكية الطامعة فى استعمار الشرق والحلول محل الإمبراطوريات الاستعمارية الأوربية فى هذا الاستعمار تغلف بها مطامعها فى الهيمنة على الشرق ونهب ثرواته.
وفى هذا الإطار طالب الرئيس الأمريكى ’’جون آدمز’’ (1735-1826م) سنة 1818م باستعادة اليهود إلى فلسطين وإقامة حكومة يهودية مستقلة فيها، وبعد قرن من هذا التاريخ أعلن الرئيس الأمريكى ’’ويلسون’’ (1856-1924م) فى 1918م التزام أمريكا بتنفيذ ’’وعد بلفور’’، ثم صادقت أمريكا رسميًا على هذا الوعد 1922 ، وقرر الكونجرس الأمريكى ’’منح اليهود الفرصة التى حُرموا منها لإعادة إقامة حياة يهودية وثقافية؛ خاصة فى الأرض اليهودية القديمة’’ .. وفى إدارة الرئيس الأمريكى ’’روزفلت’’ (1858-1919م) أصبح اليهود - الذين يشكلون أقل من 3% من سكان أمريكا - يسيطرون على 15% من المناصب القيادية القابضة على المواقع الحساسة فى أمريكا ! ، وفى سنة 1947 كان الضغط الأمريكى وراء تحقيق الأغلبية التى أصدرت قرار الأمم المتحدة 181 لسنة 1947م بتقسيم فلسطين، وإعطاء اليهود الذين لم يكونوا يملِكون يومئذ سوى 6% من أرض فلسطين، تم إعطاؤهم 54% من أرض فلسطين، ثم توالت الأحداث، فكان الرئيس الأمريكى ’’ترومان ’’ (1884-1972م) أول مَن اعترف بقيام ’’إسرائيل’’ سنة 1948م، وكان التأييد الأمريكى بالمال والسلاح والفيتو والدعم والحماية لإسرائيل فى ابتلاع كل فلسطين، بل ما وراء فِلَسطين !
ولقد جاهر كثير من الرؤساء الأمريكيين الذين دعموا العدوان الصهيونى فى أرض فلسطين بإيمانهم بالأيديولوجية المسيحية الصهيوينية، فأعلن الرئيس الأمريكى ’’جونسون’’ (1908-1973م) سنة 1968م فى إحدى المنظمات اليهودية الأمريكية : ’’إن لأكثركم، إن لم يكن لجميعكم، روابط عميقة مع أرض وشعب إسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة إلىَّ؛ ذلك لأن إيمانى المسيحى انطلق من إيمانكم، إن القصص التوراتية محبوكة فى ذكريات طفولتى’’، كما أعلن الرئيس الأمريكى ’’كارتر’’ فى خطاب أول مايو سنة 1978م : ’’إن العودة إلى أرض التوراة التى أُخرج منها اليهود منذ مئات السنين، وإن إقامة الأمة الإسرائيلية فى أرضها، هو تحقيق لنبوءة توراتية، وهى تشكل جوهر هذه النبوة’’، وأعلن الرئيس ’’ريجان’’ (1911-2004م) سنة 1984م: ’’إننى أعود إلى النبوءات القديمة المذكورة فى العهد القديم وإلى المؤشرات حول معركة هرمجدّون، وأتساءل بينى وبين نفسى: ما إذا كنا الجيل الذى سيرى تحقق ذلك؟، .. إن هذه النبوءات تصف لنا بالتأكيد ما نمر به الآن’’!
تلك هى الأيديولوجية المسيحية الصهيونية، التى سيطرت على صانع القرار الأمريكى، فهل يعى صانع القرار العربى شيئًا من ذلك ؟!، وهل نظل نشكو من الصهيونية اليهودية إلى المسيحية الصهيونية، وكأن شعارنا: ’’أشكو منك إليك’’؟!
*المصريون
19إبريل 2012
فى الفضاء الأمريكى لم تقف أيديولوجية المسيحية الصهيونية -الساعية إلى صهينة المسيحية وتهويد فلسطين - عند القساوسة واللاهوتيين وإنما سيطرت على الساسة وصُناع القرار وكثيرين من الرؤساء الذين حكموا أمريكا، الذين اتخذوها أيديولوجية تغلّف بها الإمبريالية الأمريكية الطامعة فى استعمار الشرق والحلول محل الإمبراطوريات الاستعمارية الأوربية فى هذا الاستعمار تغلف بها مطامعها فى الهيمنة على الشرق ونهب ثرواته.
وفى هذا الإطار طالب الرئيس الأمريكى ’’جون آدمز’’ (1735-1826م) سنة 1818م باستعادة اليهود إلى فلسطين وإقامة حكومة يهودية مستقلة فيها، وبعد قرن من هذا التاريخ أعلن الرئيس الأمريكى ’’ويلسون’’ (1856-1924م) فى 1918م التزام أمريكا بتنفيذ ’’وعد بلفور’’، ثم صادقت أمريكا رسميًا على هذا الوعد 1922 ، وقرر الكونجرس الأمريكى ’’منح اليهود الفرصة التى حُرموا منها لإعادة إقامة حياة يهودية وثقافية؛ خاصة فى الأرض اليهودية القديمة’’ .. وفى إدارة الرئيس الأمريكى ’’روزفلت’’ (1858-1919م) أصبح اليهود - الذين يشكلون أقل من 3% من سكان أمريكا - يسيطرون على 15% من المناصب القيادية القابضة على المواقع الحساسة فى أمريكا ! ، وفى سنة 1947 كان الضغط الأمريكى وراء تحقيق الأغلبية التى أصدرت قرار الأمم المتحدة 181 لسنة 1947م بتقسيم فلسطين، وإعطاء اليهود الذين لم يكونوا يملِكون يومئذ سوى 6% من أرض فلسطين، تم إعطاؤهم 54% من أرض فلسطين، ثم توالت الأحداث، فكان الرئيس الأمريكى ’’ترومان ’’ (1884-1972م) أول مَن اعترف بقيام ’’إسرائيل’’ سنة 1948م، وكان التأييد الأمريكى بالمال والسلاح والفيتو والدعم والحماية لإسرائيل فى ابتلاع كل فلسطين، بل ما وراء فِلَسطين !
ولقد جاهر كثير من الرؤساء الأمريكيين الذين دعموا العدوان الصهيونى فى أرض فلسطين بإيمانهم بالأيديولوجية المسيحية الصهيوينية، فأعلن الرئيس الأمريكى ’’جونسون’’ (1908-1973م) سنة 1968م فى إحدى المنظمات اليهودية الأمريكية : ’’إن لأكثركم، إن لم يكن لجميعكم، روابط عميقة مع أرض وشعب إسرائيل، كما هو الأمر بالنسبة إلىَّ؛ ذلك لأن إيمانى المسيحى انطلق من إيمانكم، إن القصص التوراتية محبوكة فى ذكريات طفولتى’’، كما أعلن الرئيس الأمريكى ’’كارتر’’ فى خطاب أول مايو سنة 1978م : ’’إن العودة إلى أرض التوراة التى أُخرج منها اليهود منذ مئات السنين، وإن إقامة الأمة الإسرائيلية فى أرضها، هو تحقيق لنبوءة توراتية، وهى تشكل جوهر هذه النبوة’’، وأعلن الرئيس ’’ريجان’’ (1911-2004م) سنة 1984م: ’’إننى أعود إلى النبوءات القديمة المذكورة فى العهد القديم وإلى المؤشرات حول معركة هرمجدّون، وأتساءل بينى وبين نفسى: ما إذا كنا الجيل الذى سيرى تحقق ذلك؟، .. إن هذه النبوءات تصف لنا بالتأكيد ما نمر به الآن’’!
تلك هى الأيديولوجية المسيحية الصهيونية، التى سيطرت على صانع القرار الأمريكى، فهل يعى صانع القرار العربى شيئًا من ذلك ؟!، وهل نظل نشكو من الصهيونية اليهودية إلى المسيحية الصهيونية، وكأن شعارنا: ’’أشكو منك إليك’’؟!
*المصريون