بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
سُرّ كثير من أحباب وأنصار التيار الإسلامي عموماً وفي اليمن خصوصاً، لإعلان نشأة حزب اتحاد الرشاد الإسلامي السلفي – نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرشد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه- وما السرور والبهجة إلا لأنه الحزب ذو النكهة الإسلامية المفضلة، في عصر الربيع العربي.
بيد أن بعض المراقبين يرى أنّ كثيراً من رموز التيار السلفي غاب عن حفل تدشين إعلان الاتحاد، ولعلّه في تقديري، أنّ هذه الرموز سوف تلتحق بالحزب اليوم أو غداً، عاجلا أو آجلا، سيما مع اتضاح الرؤية واكتمال التأسيس والبناء، وانتهاء الحوارات والمشاورات .
ما نود التطرق إليه – نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرشد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه- هنا هو الحديث عن ما إذا كان اتحاد الرشاد الإسلامي حقا يحمل في جعبته جديداً نافعا للأمة وللساحة السياسية اليمنية، أو أنه زادت في السوق نسخة أخرى!!.
في واقع الحال تابعت وتابع الكثير من محبي هذا الحزب، ومحبي رموزه، شاشات التلفزة، وتسمرت كما تسمّر الكثيرون أمام قناة سهيل الفضائية التي أجرت ذلك الحوار الشيق والماتع مع شيخنا د. عقيل المقطري، رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، وحاولت جاهداً أن أجد جديداً ذي بال، فلم أجد فارقاً جوهرياً بين الاتحاد السلفي، وغيره من العاملين في الساحة من الأحزاب الإسلامية، إلا اللهم ما أشار إليه الدكتور/ عقيل من رؤى سيقدمها الحزب ضمن فعاليات الحوار الوطني، فيما يتعلق بصعدة والحوثيين، والجنوب والحراكيين، والجيش والهيكلة، وشكل النظام السياسي المستقبلي، هذه القضايا وغيرها لعلّ الحزب الاتحادي يقدم فيها رؤاه الجديدة والمتميزة، إلا أنّ الخط العام للحزب لا يكاد يخرج في نسخته المقروءة بين يدي العام والخاص عن خط غيره من الأحزاب الإسلامية العاملة في الساحة اليمنية .
ولعلّ الجديد في جعبة الحزب هو ما يمكن أن يُحدثه الحزب من عامل التوازن السياسي والفكري على الساحة اليمنية، بعد أن اكتسح الإخوان المسلمون الساحات وبات كثير من المراقبين يحسدون الإخوان في اليمن هذا الزخم، على بعض ملحوظات وتقديرات واستدراكات وتخرصات.
أعود فأؤكد أنه من خلال الحوار المشار إليه آنفاً وغيره، لم أجد ذلك الفارق أو البون الشاسع بين الإسلاميين، بل يكاد جلُّ الإسلاميين نسخة واحدة تقريباً، سيما بعد ما أحدثته ثورة الربيع العربي من تطور في الفكر والثقافة العربية والإسلامية على وجه أخص.
كنت أتوقع أن يصدر عن الدكتور عقيل ثمة رؤى اجتهادية جديدة فيما يتعلق بالمرأة والعمل السياسي، فوجدت تطابقاً شبه تام بين ما طرحه وما يطرحه جل الإسلاميين، وزاد من إعجابي ودهشتي ما طرحه فضيلة الدكتور عقيل حين أشار إلى أنّ الحزب لا يرى مانعاً من مشاركة المرأة في العمل السياسي بل ودخول المرأة المجالس الوزارية والنيابية، بل زاد فضيلته إلى معلوماتي أنّ بعض علماء التيار السلفي ومنذ وقت مبكر، أجاز مشاركة المرأة في المجالس النيابية والوزارية وغيرها من المناصب السياسية، وكنت أود أن يذكر فضيلته، ولو بعضا من هؤلاء العلماء المجيزين، لمزيد علم ومعرفة، ليس إلا.
بل قال فضيلته إنما الخلاف بين الإسلاميين في مسألة الولاية العظمى هل تتولاها المرأة أولا ؟! في إشارة واضحة كما فُهم لي أن لا خلاف في أروقة التيار السلفي الوليد تنظيمياً العريق فكرياً، حول مسألة دخول المرأة المجالس النيابية والتشريعية والوزارية، سيما وأن الدكتور وفقه الله ذكر أن هذا يعد من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
هنا دعوت الله لبعض شيوخنا ممن أفنوا عمراً غير قصير في الذود والمنافحة والعراك الفكري عن الرأي القديم المشتهر القائل بأنه لا يجوز دخول المرأة المجالس النيابية والوزارية.
وظني – وبعض الظن إثم - أنه كان كثير من رموز التيار السلفي ينحون نحو هذا المنحى ، كما كان البعض يرى عدم جواز الانتخابات مطلقاً، وبالتالي تم تصحيح هذه المفاهيم الشائعة بين عوام الناس وكاتب هذه الأسطر واحد منهم، وبان أن السلفيين في الطبعة الأخيرة ليسوا ضد ترشح المرأة، ناخبة ومرشحة وأنّ من زعم هذا فالوقت أو المعترك السياسي، كفيلان بتصحيح هذا الاجتهاد، كما صحح الوقت القول بجواز الانتخابات وجواز العمل السياسي الرشيد بمختلف ضروبه وأنواعه وألوانه.
وبالتالي فإنّ ظهور حزب اتحاد الرشاد الإسلامي في هذه الآونة، أعتقد أنّه يعد إضافة إيجابية رائعة للساحة السياسية اليمنية، سيما والراشدون من الاتجاه السلفي –وهم كثير- ليس في اليمن فقط بل في كل البلدان العربية التي تفيأت نسائم الربيع العربي كانوا هم في مقدمة الثوار الأحرار.
هذه المقدمة اليسيرة أود أن أصل من خلالها إلى حقيقة أخرى وهي أنّ الإسلاميين لا يوجد بتاتاً فيهم ولا بينهم خلافات جذرية أو أساسية، وأن يوم اجتماع كلمتهم ووحدة صفهم، غير بعيد ، وأنّ الأحداث كفيلة باتحادهم .
بيد أني أحسب أن قرار وحدة الإسلاميين مرهون -والحق يقال- بقرار من بعض زوايا نجد والحجاز وشبه الجزيرة العربية بالدرجة الأولى، كما أعتقد أنّ خلافات الإسلاميين إن وجدت، سوف تزول بنسبة 99،99% بقرار من هاتيك الزوايا المباركة، نظراً للتبعية الفكرية والثقافية وقل الاقتصادية أو قدّم هذه الأخيرة ، فالأئمة من قريش .
كما أنّ قرار وحدة الإسلاميين مرهون فيما أحسب إلى حد ما بوحدة الإسلاميين في فلسطين، وبوادر اتحاد حماس وبعض الفصائل الإسلامية في غزة ماثلة للعيان، وهي وإن تعرقلت في هذه الأثناء لسبب أو لآخر، فستجد الأيام سبيلها نحو هذه الوحدة المنشودة.
وبالتالي فأعتقد أنّ ظهور اتحاد الرشاد السلفي في اليمن خطوة إيجابية أخرى جديدة نحو هذا الهدف الذي ليس على الله بعزيز .
مسألة هامة أخرى في هذا السياق: وهي أن ظهور الإسلاميين بأحزابهم ومنظماتهم وقضهم وقضيضهم في موسم الربيع العربي يؤكد ربما حقيقة غائبة عن الكثيرين، وهي أنه ليس صحيحاً أنّ الإسلاميين هم من سيوحدون الأمة، كما يدّعي البعض منهم، فقد طال هذا الأمل طويلاً على مدى عقود مضت ولم يتحقق، بل زادت الجماعات الإسلامية نفسها انقساماً وتمزقاً، بل الصحيح أنّ الأمة هي من ستوحّد الإسلاميين والأمة هي من ستؤلف بين عمائمهم ومنابرهم واتجاهاتهم، وها نحن نرى في مصر الإسلاميين بسلفيّهم وإخوانيّهم تحت قبة واحدة ، بعد ثورة فبراير المباركة وزوال الفرعون.
هذا إن سلمنا بالقول القائل أن ثورات الربيع العربي صنعتها الأمة كل الأمة، وليس فصيلاً سياسياً بعينه، بيد أني أميل جداً هذه المرة إلى الرواية الرسمية – لا الشعبية- التي تؤكد أن قادة ثورات الربيع العربي هم الإخوان والسلفيون، وهذا حق وصدق وهي المرة الوحيدة التي يصدق فيها النظام العربي وهو كذوب.
مسألة أخرى هامة أختم بها وهي: يبدوا أنّ من الأهمية بمكان في هذه الآونة والمنعطف الاستثنائي في تاريخ الأمة، وجود أحزاب إسلامية كثيرة، ومتعددة، ولا بأس ولا خوف من كثرتها الكاثرة، فلتسم بعض الأحزاب الإسلامية نفسها بأي التسميات شاءت، حزب البطيخ الإسلامي، حزب المُشبّك الإسلامي ، حزب الكبسة والمشكّل الإسلامي أو حزب الملوخيا الإسلامي...الخ لا ضير، فالمرحلة تقتضي مثل هذا القدر من التنوع والتعدد، لكن أرى ضرورة وجود تنسيق وتعاون بين الجميع ولو في حده الأدنى، خدمة للمشروع الإسلامي الكبير، وليعلم الإسلاميون أن قدرهم الشرعي والكوني هو الوحدة لا الفرقة.
وفق الله إخواننا في اتحاد الرشاد وسائر أمة الإسلام إلى ما فيه خير الإسلام ومصلحة المسلمين، كما أسأل الله تعالى لإخواننا في هذا الاتحاد السلفي المبارك أن ينهجوا نهج السلف الصالح في التأليف والتقريب والإخاء والسعي إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، وأن يكون هذا الاتحاد خيراً وبركة وأمناً وسلاماً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا والله تعالى من وراء القصد والحمد لله رب العالمين،
*مأرب برس
سُرّ كثير من أحباب وأنصار التيار الإسلامي عموماً وفي اليمن خصوصاً، لإعلان نشأة حزب اتحاد الرشاد الإسلامي السلفي – نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرشد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه- وما السرور والبهجة إلا لأنه الحزب ذو النكهة الإسلامية المفضلة، في عصر الربيع العربي.
بيد أن بعض المراقبين يرى أنّ كثيراً من رموز التيار السلفي غاب عن حفل تدشين إعلان الاتحاد، ولعلّه في تقديري، أنّ هذه الرموز سوف تلتحق بالحزب اليوم أو غداً، عاجلا أو آجلا، سيما مع اتضاح الرؤية واكتمال التأسيس والبناء، وانتهاء الحوارات والمشاورات .
ما نود التطرق إليه – نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرشد في القول والعمل، إنه ولي ذلك والقادر عليه- هنا هو الحديث عن ما إذا كان اتحاد الرشاد الإسلامي حقا يحمل في جعبته جديداً نافعا للأمة وللساحة السياسية اليمنية، أو أنه زادت في السوق نسخة أخرى!!.
في واقع الحال تابعت وتابع الكثير من محبي هذا الحزب، ومحبي رموزه، شاشات التلفزة، وتسمرت كما تسمّر الكثيرون أمام قناة سهيل الفضائية التي أجرت ذلك الحوار الشيق والماتع مع شيخنا د. عقيل المقطري، رئيس اللجنة التحضيرية للحزب، وحاولت جاهداً أن أجد جديداً ذي بال، فلم أجد فارقاً جوهرياً بين الاتحاد السلفي، وغيره من العاملين في الساحة من الأحزاب الإسلامية، إلا اللهم ما أشار إليه الدكتور/ عقيل من رؤى سيقدمها الحزب ضمن فعاليات الحوار الوطني، فيما يتعلق بصعدة والحوثيين، والجنوب والحراكيين، والجيش والهيكلة، وشكل النظام السياسي المستقبلي، هذه القضايا وغيرها لعلّ الحزب الاتحادي يقدم فيها رؤاه الجديدة والمتميزة، إلا أنّ الخط العام للحزب لا يكاد يخرج في نسخته المقروءة بين يدي العام والخاص عن خط غيره من الأحزاب الإسلامية العاملة في الساحة اليمنية .
ولعلّ الجديد في جعبة الحزب هو ما يمكن أن يُحدثه الحزب من عامل التوازن السياسي والفكري على الساحة اليمنية، بعد أن اكتسح الإخوان المسلمون الساحات وبات كثير من المراقبين يحسدون الإخوان في اليمن هذا الزخم، على بعض ملحوظات وتقديرات واستدراكات وتخرصات.
أعود فأؤكد أنه من خلال الحوار المشار إليه آنفاً وغيره، لم أجد ذلك الفارق أو البون الشاسع بين الإسلاميين، بل يكاد جلُّ الإسلاميين نسخة واحدة تقريباً، سيما بعد ما أحدثته ثورة الربيع العربي من تطور في الفكر والثقافة العربية والإسلامية على وجه أخص.
كنت أتوقع أن يصدر عن الدكتور عقيل ثمة رؤى اجتهادية جديدة فيما يتعلق بالمرأة والعمل السياسي، فوجدت تطابقاً شبه تام بين ما طرحه وما يطرحه جل الإسلاميين، وزاد من إعجابي ودهشتي ما طرحه فضيلة الدكتور عقيل حين أشار إلى أنّ الحزب لا يرى مانعاً من مشاركة المرأة في العمل السياسي بل ودخول المرأة المجالس الوزارية والنيابية، بل زاد فضيلته إلى معلوماتي أنّ بعض علماء التيار السلفي ومنذ وقت مبكر، أجاز مشاركة المرأة في المجالس النيابية والوزارية وغيرها من المناصب السياسية، وكنت أود أن يذكر فضيلته، ولو بعضا من هؤلاء العلماء المجيزين، لمزيد علم ومعرفة، ليس إلا.
بل قال فضيلته إنما الخلاف بين الإسلاميين في مسألة الولاية العظمى هل تتولاها المرأة أولا ؟! في إشارة واضحة كما فُهم لي أن لا خلاف في أروقة التيار السلفي الوليد تنظيمياً العريق فكرياً، حول مسألة دخول المرأة المجالس النيابية والتشريعية والوزارية، سيما وأن الدكتور وفقه الله ذكر أن هذا يعد من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
هنا دعوت الله لبعض شيوخنا ممن أفنوا عمراً غير قصير في الذود والمنافحة والعراك الفكري عن الرأي القديم المشتهر القائل بأنه لا يجوز دخول المرأة المجالس النيابية والوزارية.
وظني – وبعض الظن إثم - أنه كان كثير من رموز التيار السلفي ينحون نحو هذا المنحى ، كما كان البعض يرى عدم جواز الانتخابات مطلقاً، وبالتالي تم تصحيح هذه المفاهيم الشائعة بين عوام الناس وكاتب هذه الأسطر واحد منهم، وبان أن السلفيين في الطبعة الأخيرة ليسوا ضد ترشح المرأة، ناخبة ومرشحة وأنّ من زعم هذا فالوقت أو المعترك السياسي، كفيلان بتصحيح هذا الاجتهاد، كما صحح الوقت القول بجواز الانتخابات وجواز العمل السياسي الرشيد بمختلف ضروبه وأنواعه وألوانه.
وبالتالي فإنّ ظهور حزب اتحاد الرشاد الإسلامي في هذه الآونة، أعتقد أنّه يعد إضافة إيجابية رائعة للساحة السياسية اليمنية، سيما والراشدون من الاتجاه السلفي –وهم كثير- ليس في اليمن فقط بل في كل البلدان العربية التي تفيأت نسائم الربيع العربي كانوا هم في مقدمة الثوار الأحرار.
هذه المقدمة اليسيرة أود أن أصل من خلالها إلى حقيقة أخرى وهي أنّ الإسلاميين لا يوجد بتاتاً فيهم ولا بينهم خلافات جذرية أو أساسية، وأن يوم اجتماع كلمتهم ووحدة صفهم، غير بعيد ، وأنّ الأحداث كفيلة باتحادهم .
بيد أني أحسب أن قرار وحدة الإسلاميين مرهون -والحق يقال- بقرار من بعض زوايا نجد والحجاز وشبه الجزيرة العربية بالدرجة الأولى، كما أعتقد أنّ خلافات الإسلاميين إن وجدت، سوف تزول بنسبة 99،99% بقرار من هاتيك الزوايا المباركة، نظراً للتبعية الفكرية والثقافية وقل الاقتصادية أو قدّم هذه الأخيرة ، فالأئمة من قريش .
كما أنّ قرار وحدة الإسلاميين مرهون فيما أحسب إلى حد ما بوحدة الإسلاميين في فلسطين، وبوادر اتحاد حماس وبعض الفصائل الإسلامية في غزة ماثلة للعيان، وهي وإن تعرقلت في هذه الأثناء لسبب أو لآخر، فستجد الأيام سبيلها نحو هذه الوحدة المنشودة.
وبالتالي فأعتقد أنّ ظهور اتحاد الرشاد السلفي في اليمن خطوة إيجابية أخرى جديدة نحو هذا الهدف الذي ليس على الله بعزيز .
مسألة هامة أخرى في هذا السياق: وهي أن ظهور الإسلاميين بأحزابهم ومنظماتهم وقضهم وقضيضهم في موسم الربيع العربي يؤكد ربما حقيقة غائبة عن الكثيرين، وهي أنه ليس صحيحاً أنّ الإسلاميين هم من سيوحدون الأمة، كما يدّعي البعض منهم، فقد طال هذا الأمل طويلاً على مدى عقود مضت ولم يتحقق، بل زادت الجماعات الإسلامية نفسها انقساماً وتمزقاً، بل الصحيح أنّ الأمة هي من ستوحّد الإسلاميين والأمة هي من ستؤلف بين عمائمهم ومنابرهم واتجاهاتهم، وها نحن نرى في مصر الإسلاميين بسلفيّهم وإخوانيّهم تحت قبة واحدة ، بعد ثورة فبراير المباركة وزوال الفرعون.
هذا إن سلمنا بالقول القائل أن ثورات الربيع العربي صنعتها الأمة كل الأمة، وليس فصيلاً سياسياً بعينه، بيد أني أميل جداً هذه المرة إلى الرواية الرسمية – لا الشعبية- التي تؤكد أن قادة ثورات الربيع العربي هم الإخوان والسلفيون، وهذا حق وصدق وهي المرة الوحيدة التي يصدق فيها النظام العربي وهو كذوب.
مسألة أخرى هامة أختم بها وهي: يبدوا أنّ من الأهمية بمكان في هذه الآونة والمنعطف الاستثنائي في تاريخ الأمة، وجود أحزاب إسلامية كثيرة، ومتعددة، ولا بأس ولا خوف من كثرتها الكاثرة، فلتسم بعض الأحزاب الإسلامية نفسها بأي التسميات شاءت، حزب البطيخ الإسلامي، حزب المُشبّك الإسلامي ، حزب الكبسة والمشكّل الإسلامي أو حزب الملوخيا الإسلامي...الخ لا ضير، فالمرحلة تقتضي مثل هذا القدر من التنوع والتعدد، لكن أرى ضرورة وجود تنسيق وتعاون بين الجميع ولو في حده الأدنى، خدمة للمشروع الإسلامي الكبير، وليعلم الإسلاميون أن قدرهم الشرعي والكوني هو الوحدة لا الفرقة.
وفق الله إخواننا في اتحاد الرشاد وسائر أمة الإسلام إلى ما فيه خير الإسلام ومصلحة المسلمين، كما أسأل الله تعالى لإخواننا في هذا الاتحاد السلفي المبارك أن ينهجوا نهج السلف الصالح في التأليف والتقريب والإخاء والسعي إلى وحدة الصف وجمع الكلمة، وأن يكون هذا الاتحاد خيراً وبركة وأمناً وسلاماً على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
هذا والله تعالى من وراء القصد والحمد لله رب العالمين،
*مأرب برس