د.محمد معافى المهدلي
بُهر العالم من أقصاه إلى أقصاه بحجم الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ، من جهة الكم الهائل لهذه الوثائق التي تختزنها دوائر الاستخبارات الاستعمارية الدولية ، ثم من جهة كون هذه الوثائق لم تُبق ولم تذر شيئاً من الأسرار سواء السياسية أو العسكرية إلا ونشرتها وعلى رؤوس الأشهاد .
بيد أنّي والحق يقال لم أُبهر بكل ما سبق ، وإنما بهرت بقدرة الأنظمة العربية على الخداع والتضليل لشعوبها ، ففي الوقت الذي ترفع فيه الأنظمة العربية ما يسمى ب ’’ الأمن الوطني’’ و ’’ السيادة الوطنية ’’ ..الخ ، وتعتبرهما خطا أحمر ، ودوما ما تتغنى بهما ، اتضح أن هذه الشعارات ليست إلا مجرد أكذوبة عربية بامتياز، لحماية الاستبداد والفساد السلطوي ، تستخدم هذه الشعارات في أوقات النزاع والصراع ضد الخصوم الوطنيين ، ليس إلا.
وبات هذا المصطلح لا يعدوا أن يكون وسيلة من وسائل ابتزاز الشعب العربي وخداعه وتضليله ، حيث تقمع كل حركة وطنية سلمية راشدة باسم ’’ الحفاظ على الأمن الوطني’’ و’’الحفاظ على المكتسبات’’ ، فيما يُذبح في واقع الحال الأمن الوطني والمكتسبات الوطنية من الوريد إلى الوريد على أيدي الدول الاستعمارية الكبرى ، وقوى الهيمنة والغطرسة والاستكبار الدولي، إلى درجة أنّ بعض المواطنين في بعض الدول – اليمن على سبيل المثال - رفعوا برقيات مناشدة لإيقاف طائرات التجسس الأجنبية التي تجوب سماء محافظاتهم في مأرب وشبوه ، فيما لم يفتأ النظام في صنعاء وبلا خجل يتحدث عما يسمى بالسيادة الوطنية والحفاظ على الأمن والسكينة الاجتماعية..!!.
لقد كشفت وثائق ويكيليكس سوأة النظام العربي على الآخِر ، من خلال مئات الآلاف من الوثائق التي نشرت عن التنسيق الأمني والاستخباري للأنظمة العربية ضد شعوبها ، وكشفت مدى حجم النهب والفساد العربي ، الذي لا نظير له في العالم ، كما كشفت هذه الوثائق عن الخداع الدولي لما يسمى بمكافحة الإرهاب كشعار يستخدم ذريعة لكشف كل شيء وكل سر عربي ، بل باتت الجيوش العربية نفسها بل كثير من القادة العسكريين العرب لا يعرفون شيئا عن أوطانهم ، ولا عن جيوشهم ، وعليهم الرجوع إلى الدوائر الغربية الاستخبارية والمصادر الأجنبية لمعرفة حقائق الأمور وخفاياها وأسرارها ، لأنّ هذه الدوائر الغربية تملك ما لا يملكه أي جيش عربي ، فلها الحق أن تدخل أي منشأة عربية أو أي وزارة أو مؤسسة أو شركة أو قصر أو أي دُبر عربي ، أو حتى سراويل الزعامات العربية بحثاً عن الإرهاب ، كالذي وقع قبل احتلال العراق من البحث والتحري عن أسلحة الدمار الشامل ، وحين تأكد تماماً خلو العراق من هذه الأسلحة ، احتل العراق ونهبت كل خيراته وأبيد أكثر من مليوني نسمه من أبنائه ونسائه وشيوخه ، وهجّر نحوا من أربعة ملايين من شعب العراق عن أرضهم وبلادهم ، وليمارَس على العراق أبشع أنواع الإرهاب الذي لم تعرف له الدنيا مثيلاً.
هذه الحرية المطلقة التي يمنحها القادة العرب للأجهزة الاستخبارية الاستعمارية تُحرم منها كل الحركات الوطنية الراشدة ولا يسمح لها حتى بالتنفس أو الأنين!!. بالطبع حفاظاً على الأمن الوطني ونعوذ بالله من سوء الظن .
أزعم أنه أسهمت وسائل الإعلام العربية المستأجَرة لجر المستعمر إلى أوطاننا بنفس القدر الذي أسهم فيه بعض الأغبياء والحمقى والطائشون من الشباب المخترق أمنيا ، لتمكين المستعمر من اللعب بهذه الورقة الزائفة ألا وهي ورقة الإرهاب ضد الوطن الإسلامي وضد الحرمات والمقدسات .
إنني أدعوا إلى استراتيجية عربية لمكافحة الاستبداد أولاً والظلم والقهر ومصادرة الحريات والعقول والأموال والثروات ، فهذا هو الإرهاب الحقيقي ، قبل أي إرهاب آخر ، لأنّ هذا النوع من الإرهاب هو الأكبر والأوسع والأفدح خسائر ومقدرات ، وما الإرهاب أو التطرف الديني ، إن وجد ، إلا ثمرة من ثماره الخبيثه .
والله المستعان وعليه التكلان ، والحمد لله رب العالمين ،،
[email protected]
*مأرب برس
بُهر العالم من أقصاه إلى أقصاه بحجم الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ، من جهة الكم الهائل لهذه الوثائق التي تختزنها دوائر الاستخبارات الاستعمارية الدولية ، ثم من جهة كون هذه الوثائق لم تُبق ولم تذر شيئاً من الأسرار سواء السياسية أو العسكرية إلا ونشرتها وعلى رؤوس الأشهاد .
بيد أنّي والحق يقال لم أُبهر بكل ما سبق ، وإنما بهرت بقدرة الأنظمة العربية على الخداع والتضليل لشعوبها ، ففي الوقت الذي ترفع فيه الأنظمة العربية ما يسمى ب ’’ الأمن الوطني’’ و ’’ السيادة الوطنية ’’ ..الخ ، وتعتبرهما خطا أحمر ، ودوما ما تتغنى بهما ، اتضح أن هذه الشعارات ليست إلا مجرد أكذوبة عربية بامتياز، لحماية الاستبداد والفساد السلطوي ، تستخدم هذه الشعارات في أوقات النزاع والصراع ضد الخصوم الوطنيين ، ليس إلا.
وبات هذا المصطلح لا يعدوا أن يكون وسيلة من وسائل ابتزاز الشعب العربي وخداعه وتضليله ، حيث تقمع كل حركة وطنية سلمية راشدة باسم ’’ الحفاظ على الأمن الوطني’’ و’’الحفاظ على المكتسبات’’ ، فيما يُذبح في واقع الحال الأمن الوطني والمكتسبات الوطنية من الوريد إلى الوريد على أيدي الدول الاستعمارية الكبرى ، وقوى الهيمنة والغطرسة والاستكبار الدولي، إلى درجة أنّ بعض المواطنين في بعض الدول – اليمن على سبيل المثال - رفعوا برقيات مناشدة لإيقاف طائرات التجسس الأجنبية التي تجوب سماء محافظاتهم في مأرب وشبوه ، فيما لم يفتأ النظام في صنعاء وبلا خجل يتحدث عما يسمى بالسيادة الوطنية والحفاظ على الأمن والسكينة الاجتماعية..!!.
لقد كشفت وثائق ويكيليكس سوأة النظام العربي على الآخِر ، من خلال مئات الآلاف من الوثائق التي نشرت عن التنسيق الأمني والاستخباري للأنظمة العربية ضد شعوبها ، وكشفت مدى حجم النهب والفساد العربي ، الذي لا نظير له في العالم ، كما كشفت هذه الوثائق عن الخداع الدولي لما يسمى بمكافحة الإرهاب كشعار يستخدم ذريعة لكشف كل شيء وكل سر عربي ، بل باتت الجيوش العربية نفسها بل كثير من القادة العسكريين العرب لا يعرفون شيئا عن أوطانهم ، ولا عن جيوشهم ، وعليهم الرجوع إلى الدوائر الغربية الاستخبارية والمصادر الأجنبية لمعرفة حقائق الأمور وخفاياها وأسرارها ، لأنّ هذه الدوائر الغربية تملك ما لا يملكه أي جيش عربي ، فلها الحق أن تدخل أي منشأة عربية أو أي وزارة أو مؤسسة أو شركة أو قصر أو أي دُبر عربي ، أو حتى سراويل الزعامات العربية بحثاً عن الإرهاب ، كالذي وقع قبل احتلال العراق من البحث والتحري عن أسلحة الدمار الشامل ، وحين تأكد تماماً خلو العراق من هذه الأسلحة ، احتل العراق ونهبت كل خيراته وأبيد أكثر من مليوني نسمه من أبنائه ونسائه وشيوخه ، وهجّر نحوا من أربعة ملايين من شعب العراق عن أرضهم وبلادهم ، وليمارَس على العراق أبشع أنواع الإرهاب الذي لم تعرف له الدنيا مثيلاً.
هذه الحرية المطلقة التي يمنحها القادة العرب للأجهزة الاستخبارية الاستعمارية تُحرم منها كل الحركات الوطنية الراشدة ولا يسمح لها حتى بالتنفس أو الأنين!!. بالطبع حفاظاً على الأمن الوطني ونعوذ بالله من سوء الظن .
أزعم أنه أسهمت وسائل الإعلام العربية المستأجَرة لجر المستعمر إلى أوطاننا بنفس القدر الذي أسهم فيه بعض الأغبياء والحمقى والطائشون من الشباب المخترق أمنيا ، لتمكين المستعمر من اللعب بهذه الورقة الزائفة ألا وهي ورقة الإرهاب ضد الوطن الإسلامي وضد الحرمات والمقدسات .
إنني أدعوا إلى استراتيجية عربية لمكافحة الاستبداد أولاً والظلم والقهر ومصادرة الحريات والعقول والأموال والثروات ، فهذا هو الإرهاب الحقيقي ، قبل أي إرهاب آخر ، لأنّ هذا النوع من الإرهاب هو الأكبر والأوسع والأفدح خسائر ومقدرات ، وما الإرهاب أو التطرف الديني ، إن وجد ، إلا ثمرة من ثماره الخبيثه .
والله المستعان وعليه التكلان ، والحمد لله رب العالمين ،،
[email protected]
*مأرب برس