هويدي 30-9-2002
بهدف تحسين الصورة الاميركية في العالم العربي والاسلامي ينطلق خلال أيام وفد اميركي يضم بعضا من عناصر النخبة في زيارة لثماني عواصم عربية واسلامية، مبتدئين بالقاهرة فيما أعلم، وهذه الجولة تتم في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية التي تتحرك في خطوط مستقلة وان كانت موازية للاتصالات الجارية بين الحكومات، ولذلك يفترض ان يكون أعضاء الوفد اكثر حرية في التعبير عن أنفسهم وعن سياسات بلادهم، الأمر الذي يمكنهم من مد الجسور وفتح خطوط الاتصال مع المثقفين والنخب في العالم العربي والاسلامي بمختلف اتجاهاتهم.
ومن الواضح ان هذه الدبلوماسية الشعبية اكتسبت أهمية خاصة بعد احداث 11 سبتمبر، التي استصحبت فتح ملفات متعددة في المقدمة منها ملف موقف المسلمين من الغرب، وتحديدا علاقة العرب والمسلمين بالولايات المتحدة، خصوصا بعدما تبين من بعض استطلاعات الرأي ان تلك العلاقة يشوبها قدر غير قليل من الالتباس وسوء الفهم، وان رأي قطاعات واسعة من العرب والمسلمين في السياسات الاميركية أكثر سلبية مما توقعت واشنطن، التي فوجئت فيما يبدو بهذه الحقيقة.
ليست جديدة فكرة الدبلوماسية الشعبية في السياسة الاميركية، إذ رغم اننا لم نسمع عن وجود لجنة بهذا الاسم إلا بعد هجمات 11 سبتمبر، إلا انني فوجئت بانها شكلت ولها وجود قانوني منذ أصدر الرئيس هاري ترومان قرارا بانشائها عام 1948، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والدخول في معترك الحرب الباردة، التي طويت صفحته قبل أكثر من عشر سنوات.
مما نشر حول الموضوع بدا ان الدبلوماسية الشعبية تراجعت في السياسة الاميركية خلال العقد الأخير، الذي كان بمثابة عقد الاسترخاء في الحركة السياسية الاميركية، بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد واشنطن بصدارة القرار في الساحة الدولية، إذ في حين تنفق الولايات المتحدة 25 مليار دولار على الدبلوماسية التقليدية، و30 مليار دولار اضافية على الاستخبارات، فان مليار دولار فقط تنفق على توصيل المعلومات وتوجيه الجمهور العالمي وغير ذلك من انشطة التبادل الثقافي.
هذه الصورة بصدد التغيير الآن، في ظل ادراك الادارة الاميركية انها بحاجة لأن تبذل جهدا أكبر لكسب الرأي العام الخارجي، خاصة في الاقطار العربية والاسلامية، لكن السؤال الصعب في هذا الصدد هو: كيف؟
الرد الاميركي الذي لمسناه تمثل في تكثيف الاتصالات والمطبوعات، والتوسع في البث الاذاعي الذي اريد به جذب الشباب، ومخاطبة النخب في كل قطر بشتى الطرق، وأخيرا جاءت خطوة إرسال بعض الوفود التي تضم ناشطين سياسيين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وآخرين من المثقفين أو الدبلوماسيين المتقاعدين، الذين يفترض انهم على صلة بالمنطقة، ويعرفون شعوبها وبعض مثقفيها على الأقل، وهو جهد طيب لا ريب فيه، لكنه كان يمكن أن يحقق مراده ويؤتي ثماره لو لم يكن مرتبطا بالحالة الاميركية، ذلك ان تلك الحالة في الادراك العربي لها وضع خاص. لماذا؟
أرجو ألا أكون بحاجة للتنبيه الى ان الصورة المراد تحسينها لدى المواطن العربي ليست هي صورة الشعب أو المجتمع الاميركي، وإنما هي بالدرجة الأولى صورة السياسة الاميركية. والخلط بين الاثنتين خطأ جسيم، وجسامته سوف تتضاعف اذا كان متعمدا، وأريد به تصوير مشكلة العالم العربي أو الاسلامي مع الولايات المتحدة وكأنها أزمة علاقة مع الشعب الاميركي، الذي لم يقل أحد في بلادنا ان لنا معركة معه، وعلى العكس تماما مما يردده بعض الساسة الاميركيين.. فلا نحن نحسده على ما يتمتع به من حرية أو رفاهية، وما تمنى أكثرنا أن نتمثله أو نستنسخ نموذج حياته
والأمر كذلك فينبغي ان يكون واضحا من البداية ان هدف الجولة المرتقبة هو تحسين صورة السياسة الاميركية، التي قلت ان لها وضعا خاصا في الادراك العربي، ورغم ان تلك الخصوصية كانت تحسب لصالح السياسة الاميركية قبل نصف قرن، إلا انها انقلبت الى النقيض تماما بعد ذلك، واصبحت تحسب عليها وليس لها.
لقد ظلت صورة الولايات المتحدة في الادراك العربي والاسلامي أنقى وأصفى من صور غيرها من الدول الكبرى، خصوصا ان الدول العربية لم تتعرض لأي احتلال اميركي، ثم ان الولايات المتحدة لم يكن لها وجود إبان الحروب الصليبية، الأمر الذي أخرجها من زمرة الذين جرحوا الذاكرة الاسلامية ولطخوها بالدماء، لكن منذ نشأت اسرائيل وحملتها واشنطن على أكتافها طول الوقت فان الولايات المتحدة انتقلت في الادراك العربي من مربع الإيجاب الى مربع السلب، وهو ما نما بمضي الوقت، وبفعل الممارسات الاميركية التي ذهبت الى حد تكريس الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عنه، وبلغت في ذلك مدى عميقا من مشاعر الاستياء والمرارة لدى المواطن العربي إزاء السياسة الاميركية، لذلك قلت ان واشنطن أصبح لها وضع خاص في الادراك العربي، يميزها عن أي بلد غربي آخر.
ما هي احتمالات نجاح الوفود الأميركية في مهمتها؟
اذا أردنا أن نتصارح، فلا مفر من التنبيه الى ان ما بيننا وبين السياسة الاميركية هو ملف قضية فلسطين، وطالما أصرت الادارة الاميركية على تجاهل ذلك الملف، والتصرف بانحياز كامل لصالح الطرف الاسرائيلي، سواء لأسباب انتخابية داخلية أو لأي أسباب أخرى، فان فرصة تحسين الصورة الاميركية لدى الرأي العام العربي والاسلامي ستكون ضعيفة للغاية، ان لم تكن منعدمة تماما.
واذا جاز لي أن أذهب الى أبعد في المصارحة، فإنني أقول سلبية المشاعر العربية والاسلامية ليست راجعة الى التباس في الفهم من جانبنا، بقدر ما هي راجعة الى قبح الصورة عندهم، ولذلك فاذا كان مطلوبا بذل أي جهد لتحسين الصورة على الجانب العربي أو الاسلامي، فالذي لاشك فيه ان عشرة أضعاف ذلك الجهد مطلوب بذله على الجانب الاميركي لتصحيح الأصل.
بسبب من ذلك فإنني ازعم ان وفود تحسين الصورة لن تجن شيئا يذكر من جراء جولاتها، التي هي في حقيقة الأمر من قبيل تضييع الوقت والجهد والمال، ولو ان تلك الوفود بقيت في واشنطن لم تغادرها، بينما صدرت عن واشنطن أية اشارة إيجابية في الموضوع الفلسطيني لتغيرت الصورة الاميركية 180 درجة، على نحو قد يدهش له الاميركيون أنفسهم، بل لعلي لا أبالغ اذا قلت ان الاميركيين يمكنهم ان يحسنوا صورتهم ويرفعوا أسهمهم في بلادنا لو انهم كفوا عن رعاية العدوان الاسرائيلي وتبريره، لو انهم التزموا الصمت فقط وامتنعوا عن التصويت حين يعرض أمر ذلك العدوان وفظائعه على مجلس الأمن.
نعم بوسع الوفود القادمة ان تلتقي ببعض المثقفين الذين يرتبوا للقائهم، وقد يوهمون بأنهم نجحوا في مهمتهم، وأوصلوا الرسالة المطلوبة الى «النخبة العربية»، ونحن لا ننكر ان بيننا أناس تعبوا أو هزموا، ولديهم استعداد كاف «للتجاوب» الكافي مع كل ما يطرحه الاميركيون وما جماعة كوبنهاجن، التي عادت للاطلال برأسها مؤخرا تحت اسم جديد هو «تجمع لويزيان» الا نموذج لهؤلاء الذين تتحدث إليهم، واذا لاحظت انهم حين اجتمعوا مع نظرائهم الاسرائيليين في اسطنبول مؤخرا فان لقاءهم احيط بالكتمان والسرية، فستعرف الى أي مدى أصبحوا مرفوضين من الرأي العام العربي ومنبوذين من مجتمعاتهم.
ان مخاطبة هذه النماذج لا تعني بأي حال ان الرسالة قد وصلت الى الرأي العام العربي، وإنما ستغدو نوعا من خداع النفس والاستسلام لوهم الانجاز.
ان تحسين الصورة الاميركية لا أمل فيه ولا جدوى منه اذا لم يبدأ من واشنطن ذاتها قبل أي عاصمة أخرى، أما تجاهل هذه الحقيقة والتوجه مباشرة الى القاهرة أو الرياض أو جاكرتا، فانه لن يكون سوى جولة سياحية لاعضاء اللجنة الاميركية يمكن ان تنجز أشياء كثيرة، ليس بينها الهدف المعلن.
بهدف تحسين الصورة الاميركية في العالم العربي والاسلامي ينطلق خلال أيام وفد اميركي يضم بعضا من عناصر النخبة في زيارة لثماني عواصم عربية واسلامية، مبتدئين بالقاهرة فيما أعلم، وهذه الجولة تتم في إطار ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية التي تتحرك في خطوط مستقلة وان كانت موازية للاتصالات الجارية بين الحكومات، ولذلك يفترض ان يكون أعضاء الوفد اكثر حرية في التعبير عن أنفسهم وعن سياسات بلادهم، الأمر الذي يمكنهم من مد الجسور وفتح خطوط الاتصال مع المثقفين والنخب في العالم العربي والاسلامي بمختلف اتجاهاتهم.
ومن الواضح ان هذه الدبلوماسية الشعبية اكتسبت أهمية خاصة بعد احداث 11 سبتمبر، التي استصحبت فتح ملفات متعددة في المقدمة منها ملف موقف المسلمين من الغرب، وتحديدا علاقة العرب والمسلمين بالولايات المتحدة، خصوصا بعدما تبين من بعض استطلاعات الرأي ان تلك العلاقة يشوبها قدر غير قليل من الالتباس وسوء الفهم، وان رأي قطاعات واسعة من العرب والمسلمين في السياسات الاميركية أكثر سلبية مما توقعت واشنطن، التي فوجئت فيما يبدو بهذه الحقيقة.
ليست جديدة فكرة الدبلوماسية الشعبية في السياسة الاميركية، إذ رغم اننا لم نسمع عن وجود لجنة بهذا الاسم إلا بعد هجمات 11 سبتمبر، إلا انني فوجئت بانها شكلت ولها وجود قانوني منذ أصدر الرئيس هاري ترومان قرارا بانشائها عام 1948، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والدخول في معترك الحرب الباردة، التي طويت صفحته قبل أكثر من عشر سنوات.
مما نشر حول الموضوع بدا ان الدبلوماسية الشعبية تراجعت في السياسة الاميركية خلال العقد الأخير، الذي كان بمثابة عقد الاسترخاء في الحركة السياسية الاميركية، بعد انتهاء الحرب الباردة وتفرد واشنطن بصدارة القرار في الساحة الدولية، إذ في حين تنفق الولايات المتحدة 25 مليار دولار على الدبلوماسية التقليدية، و30 مليار دولار اضافية على الاستخبارات، فان مليار دولار فقط تنفق على توصيل المعلومات وتوجيه الجمهور العالمي وغير ذلك من انشطة التبادل الثقافي.
هذه الصورة بصدد التغيير الآن، في ظل ادراك الادارة الاميركية انها بحاجة لأن تبذل جهدا أكبر لكسب الرأي العام الخارجي، خاصة في الاقطار العربية والاسلامية، لكن السؤال الصعب في هذا الصدد هو: كيف؟
الرد الاميركي الذي لمسناه تمثل في تكثيف الاتصالات والمطبوعات، والتوسع في البث الاذاعي الذي اريد به جذب الشباب، ومخاطبة النخب في كل قطر بشتى الطرق، وأخيرا جاءت خطوة إرسال بعض الوفود التي تضم ناشطين سياسيين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وآخرين من المثقفين أو الدبلوماسيين المتقاعدين، الذين يفترض انهم على صلة بالمنطقة، ويعرفون شعوبها وبعض مثقفيها على الأقل، وهو جهد طيب لا ريب فيه، لكنه كان يمكن أن يحقق مراده ويؤتي ثماره لو لم يكن مرتبطا بالحالة الاميركية، ذلك ان تلك الحالة في الادراك العربي لها وضع خاص. لماذا؟
أرجو ألا أكون بحاجة للتنبيه الى ان الصورة المراد تحسينها لدى المواطن العربي ليست هي صورة الشعب أو المجتمع الاميركي، وإنما هي بالدرجة الأولى صورة السياسة الاميركية. والخلط بين الاثنتين خطأ جسيم، وجسامته سوف تتضاعف اذا كان متعمدا، وأريد به تصوير مشكلة العالم العربي أو الاسلامي مع الولايات المتحدة وكأنها أزمة علاقة مع الشعب الاميركي، الذي لم يقل أحد في بلادنا ان لنا معركة معه، وعلى العكس تماما مما يردده بعض الساسة الاميركيين.. فلا نحن نحسده على ما يتمتع به من حرية أو رفاهية، وما تمنى أكثرنا أن نتمثله أو نستنسخ نموذج حياته
والأمر كذلك فينبغي ان يكون واضحا من البداية ان هدف الجولة المرتقبة هو تحسين صورة السياسة الاميركية، التي قلت ان لها وضعا خاصا في الادراك العربي، ورغم ان تلك الخصوصية كانت تحسب لصالح السياسة الاميركية قبل نصف قرن، إلا انها انقلبت الى النقيض تماما بعد ذلك، واصبحت تحسب عليها وليس لها.
لقد ظلت صورة الولايات المتحدة في الادراك العربي والاسلامي أنقى وأصفى من صور غيرها من الدول الكبرى، خصوصا ان الدول العربية لم تتعرض لأي احتلال اميركي، ثم ان الولايات المتحدة لم يكن لها وجود إبان الحروب الصليبية، الأمر الذي أخرجها من زمرة الذين جرحوا الذاكرة الاسلامية ولطخوها بالدماء، لكن منذ نشأت اسرائيل وحملتها واشنطن على أكتافها طول الوقت فان الولايات المتحدة انتقلت في الادراك العربي من مربع الإيجاب الى مربع السلب، وهو ما نما بمضي الوقت، وبفعل الممارسات الاميركية التي ذهبت الى حد تكريس الاحتلال الاسرائيلي والدفاع عنه، وبلغت في ذلك مدى عميقا من مشاعر الاستياء والمرارة لدى المواطن العربي إزاء السياسة الاميركية، لذلك قلت ان واشنطن أصبح لها وضع خاص في الادراك العربي، يميزها عن أي بلد غربي آخر.
ما هي احتمالات نجاح الوفود الأميركية في مهمتها؟
اذا أردنا أن نتصارح، فلا مفر من التنبيه الى ان ما بيننا وبين السياسة الاميركية هو ملف قضية فلسطين، وطالما أصرت الادارة الاميركية على تجاهل ذلك الملف، والتصرف بانحياز كامل لصالح الطرف الاسرائيلي، سواء لأسباب انتخابية داخلية أو لأي أسباب أخرى، فان فرصة تحسين الصورة الاميركية لدى الرأي العام العربي والاسلامي ستكون ضعيفة للغاية، ان لم تكن منعدمة تماما.
واذا جاز لي أن أذهب الى أبعد في المصارحة، فإنني أقول سلبية المشاعر العربية والاسلامية ليست راجعة الى التباس في الفهم من جانبنا، بقدر ما هي راجعة الى قبح الصورة عندهم، ولذلك فاذا كان مطلوبا بذل أي جهد لتحسين الصورة على الجانب العربي أو الاسلامي، فالذي لاشك فيه ان عشرة أضعاف ذلك الجهد مطلوب بذله على الجانب الاميركي لتصحيح الأصل.
بسبب من ذلك فإنني ازعم ان وفود تحسين الصورة لن تجن شيئا يذكر من جراء جولاتها، التي هي في حقيقة الأمر من قبيل تضييع الوقت والجهد والمال، ولو ان تلك الوفود بقيت في واشنطن لم تغادرها، بينما صدرت عن واشنطن أية اشارة إيجابية في الموضوع الفلسطيني لتغيرت الصورة الاميركية 180 درجة، على نحو قد يدهش له الاميركيون أنفسهم، بل لعلي لا أبالغ اذا قلت ان الاميركيين يمكنهم ان يحسنوا صورتهم ويرفعوا أسهمهم في بلادنا لو انهم كفوا عن رعاية العدوان الاسرائيلي وتبريره، لو انهم التزموا الصمت فقط وامتنعوا عن التصويت حين يعرض أمر ذلك العدوان وفظائعه على مجلس الأمن.
نعم بوسع الوفود القادمة ان تلتقي ببعض المثقفين الذين يرتبوا للقائهم، وقد يوهمون بأنهم نجحوا في مهمتهم، وأوصلوا الرسالة المطلوبة الى «النخبة العربية»، ونحن لا ننكر ان بيننا أناس تعبوا أو هزموا، ولديهم استعداد كاف «للتجاوب» الكافي مع كل ما يطرحه الاميركيون وما جماعة كوبنهاجن، التي عادت للاطلال برأسها مؤخرا تحت اسم جديد هو «تجمع لويزيان» الا نموذج لهؤلاء الذين تتحدث إليهم، واذا لاحظت انهم حين اجتمعوا مع نظرائهم الاسرائيليين في اسطنبول مؤخرا فان لقاءهم احيط بالكتمان والسرية، فستعرف الى أي مدى أصبحوا مرفوضين من الرأي العام العربي ومنبوذين من مجتمعاتهم.
ان مخاطبة هذه النماذج لا تعني بأي حال ان الرسالة قد وصلت الى الرأي العام العربي، وإنما ستغدو نوعا من خداع النفس والاستسلام لوهم الانجاز.
ان تحسين الصورة الاميركية لا أمل فيه ولا جدوى منه اذا لم يبدأ من واشنطن ذاتها قبل أي عاصمة أخرى، أما تجاهل هذه الحقيقة والتوجه مباشرة الى القاهرة أو الرياض أو جاكرتا، فانه لن يكون سوى جولة سياحية لاعضاء اللجنة الاميركية يمكن ان تنجز أشياء كثيرة، ليس بينها الهدف المعلن.