د.محمد العبدة | 09-08-2011 02:24
* الأحلام الكبيرة
هل هو غريب أم هو ممنوع أن يحلم الإنسان في سورية وفي غيرها من البلدان بواقع جديد ، فيه الحرية والكرامة الإنسانية فيه التقدم العلمي والتضامن الاجتماعي وإقامة العدل ، هل يستكثر على الإنسان في هذه المنطقة أن يحلم بأهداف كبيرة ، بتغيير يصلح ما أفسده النظام السوري خلال عقود من السنين هل من الخيال أن يحلم هذا الإنسان بمحاسبة الحاكم على أخطائه (كما في بعض الدول) وأن يكون الشرطي والجندي في خدمة الأمة والدولة (كما في بعض الدول) ولا يكون شوكة في حلق المواطن وعدوا له . ما المانع أن تكون الحرية السياسية بكل معانيها مكفولة للجميع ، ولماذا يجب أن يعيش المواطن تحت إرهاب الأمن في كل لحظة من حياته . بل لماذا لا يرتفع سقف المطالب بعد نجاح الثورات إلى أقصى حد ، فهذه الشعوب التي ضحت وخرجت للشارع تاركة أعمالها تستحق أن تعيش عيشة كريمة تظهر فيها كل معاني الإنسانية .
بعض الناس الذين عاشوا حياة مديدة تحت قهر الاستبداد يفكرون بطريقة أخرى ، أحدهم ذو نظرة سوداوية يعتبر هذه المطالب وهذه الأحلام من قبيل الخيالات ، وقد رسخ في ذهنه أنه حتى لو نجحت الثورات فإن الاستبداد سيعود، وكأن هذه الشعوب لا يصلح لها الحرية لأنها لم تتعود عليها ولم تمارسها ، وهو يتخذ ما يجري في تونس ومصر من قلاقل وتجاذبات سياسة بين الأحزاب، وبين مطالب الشباب اتجاه الحكومة ، يتخذ ذلك دليل على رؤيته التشاؤمية ، والذي يسميها واقعية ، إن اقصى ما يتمناه هذا الواقعي هو (المستبد العادل) كما كان يتمنى الشيخ محمد عبده في عصره هذا منطق مرفوض لان الثورات نفسها دليل على ان هذه الشعوب تعي معنى الحرية وتطالب بها. نعم ، قد تتعرض الثورات لثورات مضادة او لانتهازية ترقيعية وزراعة اعضاء ،ولكن الذي يحميها من ذلك هو التفات من قام بها وآزرها الى المرحلة التالية بعد نجاحها .
التطلعات الكبيرة مشروعة ولو كان تحقيقها يحتاج الى وقت وجهد ، والانسان بفطرته التي خلق عليها هو حر ومسؤول وستكون اماله واسعة ، وعندما تتاح له الحرية يكون اقدر على تحقيق الغايات الكبرى ،ثم الا يستحق هذا الوطن ان يحلم المواطن ببنائه من جديد ، هذا الوطن الذي عاش فيه كبار العلماء والأدباء والزعماء ، وكان موئل البطولات قديما وحديثا ، وقد شاهدنا بطولات الشباب في الثمانينات والآن يسجل الشعب السوري والشباب خاصة أعظم البطولات والإنتصارات على الإستبداد والظلم ، نتحدث عن الوطن من زاوية الحب الطبيعي حيث نشأ الإنسان وترعرع ودرس وتعلم وصادق وآخى ، الوطن الذي هو جزء في بلاد الشام التي باركها الله سبحانه وتعالى وورد فيها الأحاديث الصحيحة ، هذه البلاد التي تتصدى دائما لأعداء الإسلام في الخارج والداخل ، ليتخذ الله من أهلها شهداء ويمن عليهم بالتمكين .
التسول في السياسة
لا يصلح في السياسة مبدأ التسول ، فالذين بحت حناجرهم وهم يتسولون الطائفة هم مخطئون ، فليس هكذا يكون الخطاب . الخطاب هو : اما انا تكونوا مع الشعب السوري في مطالبه المشروعة العادلة وهي مطالب الجميع وليس لتكوين معين ، واما ان تكونوا مع النظام اي مع الظلم والقهر والفساد. هي معركة بين الحق والباطل بين العدل والظلم بين الانسانية والتوحش الذي يمارسه اوباش من النظام مطالب الشعب يجب ان يؤيدها كل الاحرار وكل الشرفاء من كل مكون من مكونات المجتمع السوري، ولا عذر لأحد في السكوت عن هذه الدكتاتورية .
احد الاخوة المعارضين يتحدث عن (عقد اجتماعي) ولا ادري عن اي عقد يتحدث، القضية ببساطة ان هناك طوائف سكنت في هذه المنطقة وعاشت مع الاكثرية التي تتميز بالعدل والرحمة والتسامح، القضية ان هناك مواطنون يتساوون في الحقوق السياية ، من اين جاء هذا العقد وكأن،( مونتسيكو) يتحدث من باريس او (هوبز) من بريطانيا الاسلام بتشريعاته وعدله هو الذي منع المذابح المذهبية أو الدينية كما وقع في اوروبا بين الطوائف المسيحية في القرن الثامن عشر،فهل يقدر الناس هذا التسامح وهذا العدل طيلة مئات السنين؟
هل هي ثورة شباب
نعم هي ثورة شباب ولكن كل الشعب يحيط بهذه الثورة وكل الشعب هو الذي يخرج برجاله ونسائه واطفاله . وهنا يجب ان نعلم وان نتذكر شيئا مهما، يجب الا نظلم الذين عارضوا هذا الظلم طيلة السنوات السابقة ، وبعضهم طيلة عقود، يجب الا ننسى المعارضين من العلماء والدعاة والمفكرين الذين سقوا التربة بمعارضتهم وكتاباتهم . صحيح ان الثورة فاجأت الجميع ، وصحيح ان الكل يشعر بالفضل والسبق لكل الابطال الذين يخرجون الى الشوارع في كل يوم ، وللشعب الذي توهج وعيه بشكل غير مسبوق ولكن لا ننسى الذين واجهوا الة البطش في الداخل والخارج طيلة عقود من السنين
* الأحلام الكبيرة
هل هو غريب أم هو ممنوع أن يحلم الإنسان في سورية وفي غيرها من البلدان بواقع جديد ، فيه الحرية والكرامة الإنسانية فيه التقدم العلمي والتضامن الاجتماعي وإقامة العدل ، هل يستكثر على الإنسان في هذه المنطقة أن يحلم بأهداف كبيرة ، بتغيير يصلح ما أفسده النظام السوري خلال عقود من السنين هل من الخيال أن يحلم هذا الإنسان بمحاسبة الحاكم على أخطائه (كما في بعض الدول) وأن يكون الشرطي والجندي في خدمة الأمة والدولة (كما في بعض الدول) ولا يكون شوكة في حلق المواطن وعدوا له . ما المانع أن تكون الحرية السياسية بكل معانيها مكفولة للجميع ، ولماذا يجب أن يعيش المواطن تحت إرهاب الأمن في كل لحظة من حياته . بل لماذا لا يرتفع سقف المطالب بعد نجاح الثورات إلى أقصى حد ، فهذه الشعوب التي ضحت وخرجت للشارع تاركة أعمالها تستحق أن تعيش عيشة كريمة تظهر فيها كل معاني الإنسانية .
بعض الناس الذين عاشوا حياة مديدة تحت قهر الاستبداد يفكرون بطريقة أخرى ، أحدهم ذو نظرة سوداوية يعتبر هذه المطالب وهذه الأحلام من قبيل الخيالات ، وقد رسخ في ذهنه أنه حتى لو نجحت الثورات فإن الاستبداد سيعود، وكأن هذه الشعوب لا يصلح لها الحرية لأنها لم تتعود عليها ولم تمارسها ، وهو يتخذ ما يجري في تونس ومصر من قلاقل وتجاذبات سياسة بين الأحزاب، وبين مطالب الشباب اتجاه الحكومة ، يتخذ ذلك دليل على رؤيته التشاؤمية ، والذي يسميها واقعية ، إن اقصى ما يتمناه هذا الواقعي هو (المستبد العادل) كما كان يتمنى الشيخ محمد عبده في عصره هذا منطق مرفوض لان الثورات نفسها دليل على ان هذه الشعوب تعي معنى الحرية وتطالب بها. نعم ، قد تتعرض الثورات لثورات مضادة او لانتهازية ترقيعية وزراعة اعضاء ،ولكن الذي يحميها من ذلك هو التفات من قام بها وآزرها الى المرحلة التالية بعد نجاحها .
التطلعات الكبيرة مشروعة ولو كان تحقيقها يحتاج الى وقت وجهد ، والانسان بفطرته التي خلق عليها هو حر ومسؤول وستكون اماله واسعة ، وعندما تتاح له الحرية يكون اقدر على تحقيق الغايات الكبرى ،ثم الا يستحق هذا الوطن ان يحلم المواطن ببنائه من جديد ، هذا الوطن الذي عاش فيه كبار العلماء والأدباء والزعماء ، وكان موئل البطولات قديما وحديثا ، وقد شاهدنا بطولات الشباب في الثمانينات والآن يسجل الشعب السوري والشباب خاصة أعظم البطولات والإنتصارات على الإستبداد والظلم ، نتحدث عن الوطن من زاوية الحب الطبيعي حيث نشأ الإنسان وترعرع ودرس وتعلم وصادق وآخى ، الوطن الذي هو جزء في بلاد الشام التي باركها الله سبحانه وتعالى وورد فيها الأحاديث الصحيحة ، هذه البلاد التي تتصدى دائما لأعداء الإسلام في الخارج والداخل ، ليتخذ الله من أهلها شهداء ويمن عليهم بالتمكين .
التسول في السياسة
لا يصلح في السياسة مبدأ التسول ، فالذين بحت حناجرهم وهم يتسولون الطائفة هم مخطئون ، فليس هكذا يكون الخطاب . الخطاب هو : اما انا تكونوا مع الشعب السوري في مطالبه المشروعة العادلة وهي مطالب الجميع وليس لتكوين معين ، واما ان تكونوا مع النظام اي مع الظلم والقهر والفساد. هي معركة بين الحق والباطل بين العدل والظلم بين الانسانية والتوحش الذي يمارسه اوباش من النظام مطالب الشعب يجب ان يؤيدها كل الاحرار وكل الشرفاء من كل مكون من مكونات المجتمع السوري، ولا عذر لأحد في السكوت عن هذه الدكتاتورية .
احد الاخوة المعارضين يتحدث عن (عقد اجتماعي) ولا ادري عن اي عقد يتحدث، القضية ببساطة ان هناك طوائف سكنت في هذه المنطقة وعاشت مع الاكثرية التي تتميز بالعدل والرحمة والتسامح، القضية ان هناك مواطنون يتساوون في الحقوق السياية ، من اين جاء هذا العقد وكأن،( مونتسيكو) يتحدث من باريس او (هوبز) من بريطانيا الاسلام بتشريعاته وعدله هو الذي منع المذابح المذهبية أو الدينية كما وقع في اوروبا بين الطوائف المسيحية في القرن الثامن عشر،فهل يقدر الناس هذا التسامح وهذا العدل طيلة مئات السنين؟
هل هي ثورة شباب
نعم هي ثورة شباب ولكن كل الشعب يحيط بهذه الثورة وكل الشعب هو الذي يخرج برجاله ونسائه واطفاله . وهنا يجب ان نعلم وان نتذكر شيئا مهما، يجب الا نظلم الذين عارضوا هذا الظلم طيلة السنوات السابقة ، وبعضهم طيلة عقود، يجب الا ننسى المعارضين من العلماء والدعاة والمفكرين الذين سقوا التربة بمعارضتهم وكتاباتهم . صحيح ان الثورة فاجأت الجميع ، وصحيح ان الكل يشعر بالفضل والسبق لكل الابطال الذين يخرجون الى الشوارع في كل يوم ، وللشعب الذي توهج وعيه بشكل غير مسبوق ولكن لا ننسى الذين واجهوا الة البطش في الداخل والخارج طيلة عقود من السنين