هويدي 18-9-2000
عائد لتوي من آسيا الوسطى، مشحونا بخليط من مشاعر الحزن والغضب والحسرة، من جراء ممارسات بعض العرب المنسوبين الى العمل الاسلامي، التي هدمت بأكثر مما بنت، واضرت بأكثر مما نفعت، حتى غدت ابتلاء من نوع جديد، لا أعرف كيف يمكن ان نوقف تداعياته المفجعة.
وهي مفارقة لا ريب، ان يخرج مسلمو آسيا الوسطى من براثن الشيوعية، ليجدوا انفسهم واقعين في براثن أولئك النفر من المسلمين الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا بما يفعلون.
شهدت في «بشكبيك» عاصمة جمهورية قرغيزستان مؤتمرا دعيت اليه من قبل لجنة مسلمي آسيا بالكويت، حضره المفتون والخطباء والائمة في جمهوريات آسيا الوسطى، التي نصفها بانها اسلامية، بينما يفضل قادتها ونخبتها الا تذكر بهذه الصفة، واتيح لي خلال ذلك المؤتمر ان التقي، واستمع الى ما يقوله العاملون في مجال الدعوة والاغاثة الاسلامية، وكنت قد سمعت الكثير من اقرانهم في زيارات سابقة لروسيا واذربيجان وطاجكستان، ووجدت ان ما يحدث هناك من جانب بعض الناشطين المنسوبين الى عدد من التجمعات الاسلامية في بلادنا لا ينبغي ان نسكت عليه، وانما يتعين التنبيه اليه والتحذير من مخاطره، وذلك اضعف الايمان، هذا اذا لم نستطع ان نوقف تلك الممارسات عند حدها ونجنب الناس شرورها ومفاسدها.
وقبل ان اعرض ما عندي فيما سمعت ورأيت ألفت النظر الى امرين هما:
- انني احذر من التهويل في دور العرب وتأثيرهم في الاحداث الجارية سواء داخل روسيا الاتحادية أو جمهورية آسيا الوسطى، وهو التهويل الذي دأبت عليه الأبواق الاعلامية الروسية والأجهزة السياسية والأمنية في الجمهوريات الأخرى، وتتبنى تلك الأبواق والأجهزة خطابا يزعم ان المسلمين القادمين من الخارج هم المسؤولون عن الاضطرابات الحاصلة في المنطقة بأسرها، من احداث الشيشان الى مشكلات طاجكستان واوزبكستان، ويتجاهل ذلك الخطاب ان المشكلات والسياسات الداخلية هي المسؤولة عن تلك الاضطرابات، وان المشاركة العربية في الصراعات الدائرة اما انها هامشية كما هو الحاصل في الشيشان، أو انها منعدمة تماما كما هو الحاصل في طاجكستان، واوزبكستان.
ان ما اتحدث عنه لا علاقة له بالصراعات المسلحة والمواجهات الحاصلة في انحاء الاتحاد السوفياتي السابق، وانما كلامي ينصب حصرا على الافكار التي يبثها أولئك الناشطون الاسلاميون الذين أعنيهم، أي عن دورهم في المجال الثقافي والاجتماعي، وليس عن أي دور لهم في الصراع السياسي بمختلف تجلياته.
- الأمر الثاني انني احذر ايضا من التعميم، فليست كل المنظمات والتجمعات الاسلامية الخيرية أو الاغاثية، ضالعة فيما اعتبره تخريبا فكريا يمارسه البعض، لأن هناك منظمات ولجانا تؤدي دورا جليلا ومشرفا في خدمة المجتمعات الاسلامية هناك، وهي تتبنى موقفا فكريا واعيا جديرا بالتنويه والاحترام، لكن المشكلة ان هناك منظمات أخرى تتخذ مواقف سلبية وتتبنى افكارا شاذة، تشوه الاسلام وتفرق بين المسلمين، وعلى قلة تلك المنظمات، فإن ممارساتها تلفت الانظار لأنها مثل البقع التي تصيب الثوب، وتكون أول ما يلفت النظر فيه وأول ما يذكر عنه.
ولعل ما حدث في اذربيجان يقرب الفكرة التي اعبر عنها، فقد طردت من هناك خلال الاسابيع الأخيرة مجموعتان من اخواننا هؤلاء، لأنهم أساءوا التصرف وبدأوا يشيعون الفتنة في العاصمة باكو (للعلم: اذربيجان هي الجمهورية الوحيدة ذات الاغلبية الشيعية الاثني عشرية، بينما كافة جمهوريات آسيا الوسطى ذات أغلبية سنية)، ورغم ان في اذربيجان منظمات اسلامية لها موقفها الايجابي ونشاطها الذي يستقبل بالحفاوة، الا ان طرد المجموعتين المتطرفتين أصبح حديث الجميع، حتى طغى على دور تلك المنظمات ، وبدا كأن كل النشاط الاسلامي أصبح في قفص الاتهام.
القضية ان مجتمعات تلك البلاد ظلت طيلة سبعة عقود تقريبا تعيش في ظل نظام شيوعي، حاول جاهدا ان يستأصل الدين وان يلقن الجميع دروسا في الالحاد، ولذلك فغاية المراد في هذه المرحلة، ولمدة عشر سنوات على الأقل، ان يتم وصل الناس بدينهم من خلال تعريفهم بأركانه ومبادئه الأولية واخلاقه دون أية دخول في تفاصيل، ودون التحيز الى مذهب دون آخر، واذا كان لا بد من الدخول في مسألة المذاهب، فالثابت ان منطقة القوقاز تنتمي تقليديا الى المذهب الشافعي، بينما بقية جمهوريات آسيا الوسطى التي تعرف تاريخيا ببلاد ما وراء النهر أو تركستان فيسود فيها المذهب الحنفي، لذلك فإن محاولة الدعوة الى الحنبلية أو المالكية من شأنها أن تؤدي الى البلبلة والتشتيت.
ورغم ان المطلوب لا يتجاوز تلك الحدود، الا ان بعض العرب الذين توافدوا على تلك البلاد بعد استقلالها حملوا معهم الكثير من الأمراض والأفكار الموجودة في محيطنا الاسلامي، حتى تلك التي لا تجد رواجا أو قبولا، وحاولوا الترويج لها في تلك التربة البكر أو الخام، فقد نقلوا اليهم صراع السلفية على المتصوفة (رغم ان الطرق الصوفية كان لها دورها التاريخي في الحفاظ على الاسلام وفي الدفاع عن الاقطار ضد الغزاة الروس). واثاروا خلافات السنة والشيعة وجددوا الاتهامات المتبادلة بينهما، وشغلوا البعض بأمور المظاهر، وجاء نفر من حزب التحرير داعين الى اقامة الخلافة الاسلامية، وتحدث البعض عن حرمة الدخان والتصوير والغناء، ودعا آخرون الى الاستنجاء بالحصى، وليس بالماء ولا حتى بالحجارة. الخ.
وكان من المفارقات المثيرة للدهشة ان الذين اهتموا بتحريم السجائر لم يلتفتوا ولم يعنوا بمسألة انتشار ادمان المسكرات، وهؤلاء انفسهم اعطوا أولوية لتقصير الثياب وتطويلها على انتشار الفساد الاخلاقي والدعارة.
كانت نتيجة تلك الجهود ان دبت الفرقة بين المسلمين، وانشغلوا بمسائل أقل أهمية عن أمور أخرى أخطر وأكثر جسامة، وتوترت العلاقة بين بعض المسلمين المحليين وبين المسؤولين في الدولة أو الادارات الدينية، الأمر الذي جعل من الممارسات التي اشرنا اليها سحبا من رصيد استقرار تلك المجتمعات وليس اضافة.
والعبارات التي استخدمتها تمثل وصفا رقيقا لممارسات أولئك النفر من السلفية واقرانهم من التحريريين، لأن الواقع اسوأ بكثير واشد مرارة، وقد لا أبالغ اذا قلت ان هؤلاء لم يجيئوا الى تلك الاقطار للدفاع عن الاسلام بحال، وانما هم جاءوا لكي يروجوا لافكارهم التي عفا عليها الزمن، وأعرض عنها كثيرون في العالم العربي، حتى كاد بعضها ينقرض (حزب التحرير مثلا) ولذلك فإنهم سارعوا الى البحث عن فرصتهم في المجتمعات ضعيفة الصلة بالاسلام مثل المسلمين المهاجرين الى أوروبا واميركا ومسلمي الدول التي كانت تحت الشيوعية، ولست أخفي أنني كلما رأيت وسمعت نتائج أفعالهم واضرارها أصبحت اتساءل: من يا ترى سلطهم على الاسلام والمسلمين؟! تزداد حسرة المرء حين يلاحظ ان عمليات التبشير بالمسيحية وبمختلف النحل والملل ماضية على قدم وساق، حتى علمت ان المبشرين النصارى اقاموا في قرغيزستان التي لا يزيد سكانها على خمسة ملايين نسمة 168مركزا تبشيريا، وان 80 ألفا من المسلمين تم تنصيرهم خلال السنوات الأخيرة.
انهم يضيفون انصارا من المسلمين منتهزين غفلتهم وهشاشة صلتهم بالاسلام بينما يعمل اخواننا هؤلاء على تفتيت المسلمين وتآكلهم من الداخل، الأمر الذي يقدم عونا كبيرا للمبشرين، الذين لم ينشغلوا باعادة الملحدين الى حظيرة المسيحية ، وانما اعطوا الأولولية لاخراج المسلمين من عقيدتهم وادخالهم في المسيحية.
نقلت هذه الانطباعات الى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حين زرته في بيته بعد العودة من قرغيزيا، وبينما نحن جالسون جاءه مندوب احدى دور النشر بنسخ من كتاب جديد له بعنوان «اعداء الحل الاسلامي»، وحين وقع بصره على غلاف الكتاب قال: لقد فاتني أن أضم هؤلاء الذين نتحدث عنهم الى قائمة الاعداء الذين اشرت اليهم في الكتاب، وأعدك بأن اكتب عنهم فصلا في الطبعة التالية!
عائد لتوي من آسيا الوسطى، مشحونا بخليط من مشاعر الحزن والغضب والحسرة، من جراء ممارسات بعض العرب المنسوبين الى العمل الاسلامي، التي هدمت بأكثر مما بنت، واضرت بأكثر مما نفعت، حتى غدت ابتلاء من نوع جديد، لا أعرف كيف يمكن ان نوقف تداعياته المفجعة.
وهي مفارقة لا ريب، ان يخرج مسلمو آسيا الوسطى من براثن الشيوعية، ليجدوا انفسهم واقعين في براثن أولئك النفر من المسلمين الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا بما يفعلون.
شهدت في «بشكبيك» عاصمة جمهورية قرغيزستان مؤتمرا دعيت اليه من قبل لجنة مسلمي آسيا بالكويت، حضره المفتون والخطباء والائمة في جمهوريات آسيا الوسطى، التي نصفها بانها اسلامية، بينما يفضل قادتها ونخبتها الا تذكر بهذه الصفة، واتيح لي خلال ذلك المؤتمر ان التقي، واستمع الى ما يقوله العاملون في مجال الدعوة والاغاثة الاسلامية، وكنت قد سمعت الكثير من اقرانهم في زيارات سابقة لروسيا واذربيجان وطاجكستان، ووجدت ان ما يحدث هناك من جانب بعض الناشطين المنسوبين الى عدد من التجمعات الاسلامية في بلادنا لا ينبغي ان نسكت عليه، وانما يتعين التنبيه اليه والتحذير من مخاطره، وذلك اضعف الايمان، هذا اذا لم نستطع ان نوقف تلك الممارسات عند حدها ونجنب الناس شرورها ومفاسدها.
وقبل ان اعرض ما عندي فيما سمعت ورأيت ألفت النظر الى امرين هما:
- انني احذر من التهويل في دور العرب وتأثيرهم في الاحداث الجارية سواء داخل روسيا الاتحادية أو جمهورية آسيا الوسطى، وهو التهويل الذي دأبت عليه الأبواق الاعلامية الروسية والأجهزة السياسية والأمنية في الجمهوريات الأخرى، وتتبنى تلك الأبواق والأجهزة خطابا يزعم ان المسلمين القادمين من الخارج هم المسؤولون عن الاضطرابات الحاصلة في المنطقة بأسرها، من احداث الشيشان الى مشكلات طاجكستان واوزبكستان، ويتجاهل ذلك الخطاب ان المشكلات والسياسات الداخلية هي المسؤولة عن تلك الاضطرابات، وان المشاركة العربية في الصراعات الدائرة اما انها هامشية كما هو الحاصل في الشيشان، أو انها منعدمة تماما كما هو الحاصل في طاجكستان، واوزبكستان.
ان ما اتحدث عنه لا علاقة له بالصراعات المسلحة والمواجهات الحاصلة في انحاء الاتحاد السوفياتي السابق، وانما كلامي ينصب حصرا على الافكار التي يبثها أولئك الناشطون الاسلاميون الذين أعنيهم، أي عن دورهم في المجال الثقافي والاجتماعي، وليس عن أي دور لهم في الصراع السياسي بمختلف تجلياته.
- الأمر الثاني انني احذر ايضا من التعميم، فليست كل المنظمات والتجمعات الاسلامية الخيرية أو الاغاثية، ضالعة فيما اعتبره تخريبا فكريا يمارسه البعض، لأن هناك منظمات ولجانا تؤدي دورا جليلا ومشرفا في خدمة المجتمعات الاسلامية هناك، وهي تتبنى موقفا فكريا واعيا جديرا بالتنويه والاحترام، لكن المشكلة ان هناك منظمات أخرى تتخذ مواقف سلبية وتتبنى افكارا شاذة، تشوه الاسلام وتفرق بين المسلمين، وعلى قلة تلك المنظمات، فإن ممارساتها تلفت الانظار لأنها مثل البقع التي تصيب الثوب، وتكون أول ما يلفت النظر فيه وأول ما يذكر عنه.
ولعل ما حدث في اذربيجان يقرب الفكرة التي اعبر عنها، فقد طردت من هناك خلال الاسابيع الأخيرة مجموعتان من اخواننا هؤلاء، لأنهم أساءوا التصرف وبدأوا يشيعون الفتنة في العاصمة باكو (للعلم: اذربيجان هي الجمهورية الوحيدة ذات الاغلبية الشيعية الاثني عشرية، بينما كافة جمهوريات آسيا الوسطى ذات أغلبية سنية)، ورغم ان في اذربيجان منظمات اسلامية لها موقفها الايجابي ونشاطها الذي يستقبل بالحفاوة، الا ان طرد المجموعتين المتطرفتين أصبح حديث الجميع، حتى طغى على دور تلك المنظمات ، وبدا كأن كل النشاط الاسلامي أصبح في قفص الاتهام.
القضية ان مجتمعات تلك البلاد ظلت طيلة سبعة عقود تقريبا تعيش في ظل نظام شيوعي، حاول جاهدا ان يستأصل الدين وان يلقن الجميع دروسا في الالحاد، ولذلك فغاية المراد في هذه المرحلة، ولمدة عشر سنوات على الأقل، ان يتم وصل الناس بدينهم من خلال تعريفهم بأركانه ومبادئه الأولية واخلاقه دون أية دخول في تفاصيل، ودون التحيز الى مذهب دون آخر، واذا كان لا بد من الدخول في مسألة المذاهب، فالثابت ان منطقة القوقاز تنتمي تقليديا الى المذهب الشافعي، بينما بقية جمهوريات آسيا الوسطى التي تعرف تاريخيا ببلاد ما وراء النهر أو تركستان فيسود فيها المذهب الحنفي، لذلك فإن محاولة الدعوة الى الحنبلية أو المالكية من شأنها أن تؤدي الى البلبلة والتشتيت.
ورغم ان المطلوب لا يتجاوز تلك الحدود، الا ان بعض العرب الذين توافدوا على تلك البلاد بعد استقلالها حملوا معهم الكثير من الأمراض والأفكار الموجودة في محيطنا الاسلامي، حتى تلك التي لا تجد رواجا أو قبولا، وحاولوا الترويج لها في تلك التربة البكر أو الخام، فقد نقلوا اليهم صراع السلفية على المتصوفة (رغم ان الطرق الصوفية كان لها دورها التاريخي في الحفاظ على الاسلام وفي الدفاع عن الاقطار ضد الغزاة الروس). واثاروا خلافات السنة والشيعة وجددوا الاتهامات المتبادلة بينهما، وشغلوا البعض بأمور المظاهر، وجاء نفر من حزب التحرير داعين الى اقامة الخلافة الاسلامية، وتحدث البعض عن حرمة الدخان والتصوير والغناء، ودعا آخرون الى الاستنجاء بالحصى، وليس بالماء ولا حتى بالحجارة. الخ.
وكان من المفارقات المثيرة للدهشة ان الذين اهتموا بتحريم السجائر لم يلتفتوا ولم يعنوا بمسألة انتشار ادمان المسكرات، وهؤلاء انفسهم اعطوا أولوية لتقصير الثياب وتطويلها على انتشار الفساد الاخلاقي والدعارة.
كانت نتيجة تلك الجهود ان دبت الفرقة بين المسلمين، وانشغلوا بمسائل أقل أهمية عن أمور أخرى أخطر وأكثر جسامة، وتوترت العلاقة بين بعض المسلمين المحليين وبين المسؤولين في الدولة أو الادارات الدينية، الأمر الذي جعل من الممارسات التي اشرنا اليها سحبا من رصيد استقرار تلك المجتمعات وليس اضافة.
والعبارات التي استخدمتها تمثل وصفا رقيقا لممارسات أولئك النفر من السلفية واقرانهم من التحريريين، لأن الواقع اسوأ بكثير واشد مرارة، وقد لا أبالغ اذا قلت ان هؤلاء لم يجيئوا الى تلك الاقطار للدفاع عن الاسلام بحال، وانما هم جاءوا لكي يروجوا لافكارهم التي عفا عليها الزمن، وأعرض عنها كثيرون في العالم العربي، حتى كاد بعضها ينقرض (حزب التحرير مثلا) ولذلك فإنهم سارعوا الى البحث عن فرصتهم في المجتمعات ضعيفة الصلة بالاسلام مثل المسلمين المهاجرين الى أوروبا واميركا ومسلمي الدول التي كانت تحت الشيوعية، ولست أخفي أنني كلما رأيت وسمعت نتائج أفعالهم واضرارها أصبحت اتساءل: من يا ترى سلطهم على الاسلام والمسلمين؟! تزداد حسرة المرء حين يلاحظ ان عمليات التبشير بالمسيحية وبمختلف النحل والملل ماضية على قدم وساق، حتى علمت ان المبشرين النصارى اقاموا في قرغيزستان التي لا يزيد سكانها على خمسة ملايين نسمة 168مركزا تبشيريا، وان 80 ألفا من المسلمين تم تنصيرهم خلال السنوات الأخيرة.
انهم يضيفون انصارا من المسلمين منتهزين غفلتهم وهشاشة صلتهم بالاسلام بينما يعمل اخواننا هؤلاء على تفتيت المسلمين وتآكلهم من الداخل، الأمر الذي يقدم عونا كبيرا للمبشرين، الذين لم ينشغلوا باعادة الملحدين الى حظيرة المسيحية ، وانما اعطوا الأولولية لاخراج المسلمين من عقيدتهم وادخالهم في المسيحية.
نقلت هذه الانطباعات الى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حين زرته في بيته بعد العودة من قرغيزيا، وبينما نحن جالسون جاءه مندوب احدى دور النشر بنسخ من كتاب جديد له بعنوان «اعداء الحل الاسلامي»، وحين وقع بصره على غلاف الكتاب قال: لقد فاتني أن أضم هؤلاء الذين نتحدث عنهم الى قائمة الاعداء الذين اشرت اليهم في الكتاب، وأعدك بأن اكتب عنهم فصلا في الطبعة التالية!