صرخة شعب منتهك الحقوق في أرضه المغتصبة
- سعود بن عبد الله المعيقلي
تُولِي الصِّين لِعلاقاتها الاقتصادية مع العالَم الإسلامي اهتمامًا كبيرًا؛ حيث تَربطها مع جميع دُوَله تقريبًا علاقاتٌ اقتصادية قوية، كما أنَّ جزءًا كبيرًا لا يُستهان به مِن صادرات الصين هي مِن نصيب العالم الإسلامي. فلماذا لا تُستغلُّ هذه العلاقات في الضَّغط على الصِّين مِن أجْل تَحْسين معاملة المسلمين هناك، وتعديل ظروفهم المعيشيَّة، ورَفْع القيود الصارمة التي تَفْرضها على تعليم الدين الإسلامي وممارسة شعائره؟! إنَّ هذه البلاد وشَعْبها الأبِيَّ العَريق لا يستحِقُّون هذا الجفاء والإهمالَ لهم ولقضِيَّتهم من إخوانهم المسلمين، بعد أن تبدَّل حالهم مِن بعد القوة ضعْفًا..
لقد بلغ القهْرُ مَدَاه حينما استحْدَث الاحتلال قبل عامين تقريبًا - قانونًا إلزاميًّا يُجْبِر فتيات المسلمين اللاَّتي بلَغْن من العمر ثمانيةَ عشرَ ربيعًا، على أنْ يَترُكْنَ بلادَهن، وينتقلْنَ للعمل في مَصانعه كعاملات، وأَنشأ لِجانًا خاصَّةً مُهِمَّتُها متابعةُ تنفيذ هذا القانون الجائر، حتى بلَغ عددُ الفتياتِ اللاَّتي طالَهنَّ ظلْمُ هذا القَرار حوالَي 50 ألفَ فتاة.
تعرَّض الكثير ممَّن أُرسلْنَ إلى العمل، لعمليات اغتصاب ودعارة، بينما فضَّل عدد غير قليل منهن الانتحار؛ حفاظًا على عِفَّتهن، أما العائلات التي ترفض إرسال بناتِها؛ فإنَّها تعتبر مخالِفةً للقانون، وتتعرَّض جرَّاء ذلك لشتَّى أنواع التعذيب والإذلال داخل سُجون تتأفَّف منها الحيوانات.
يَجري ذلك في بلاد خرج منها أو مِن حَولها مَنارات ومشاهير، كان لهم أثرٌ عظيم على الحضارة الإسلامية، مثل: البخاري، ومسلم، والبيهقي، ومحمد بن موسى الخوارزمي، وأبي الريحان البيروني، وأبي الليث السَّمَرقندي، ومحمد بن الحسين الفارابي المشهور بابن نبَاته، والإمام الزاهد المحدِّث عبدالله بن المبارك، والفُضيل بن عياض، والإمام المحدِّث سفيان الثوري، وآخَرين ممن خُلِّدت أسماؤهم في الذاكرة الإسلامية.
إننا نتكلَّم عن جرح لا يزال ينْزف، وعن إعدامات يوميَّة لشباب في مُقتبَل العمر بدون جُرم، وعن تطهير عِرقي لم يَشهد التاريخُ له مثيلاً، وعن مسلسل طويل من إذلالٍ لشيوخ كبار لا يجدون حيلةً للدفع عن أنفسهم إلا عبَراتٍ تَسيل على وَجناتهم، وعن قهْر لطاعنات في السِّن حَنَى الدَّهرُ ظهورَهن، وعن حفلات تعذيب وحْشي في زنازينَ يكاد الموت أن يكون أغْلى أماني قَاطِنِيها، وعن اختطافات واغتصاباتٍ لفَتَيات مسْلِمات عفيفات، لا يَجِدن سبيلاً إلا الانتحار؛ حتى لا يَحملْنَ العار.
إنها تُركستان الشرقية، تلك الأرض التي خَرج منها ’’آلُ عثمان’’ حكَّام الدَّولة العثمانية التي استطاعت أن توسِّع رُقْعة الإسلام على حساب أوربا، كما استطاعت أن تَحمي الأقطار الإسلامية مِن الغَزو الصليبِي والاستعمار الأوربي مدَّةً تزيد على أربعة قرون، ومِن قَبْلها وفي العصر العباسي الثاني، كان التركستانيون الشرقيون أيضًا عصَبَ دول كان لها دور كبير في التاريخ الإسلامي، كالدولة الطُّولونية والإخشيديَّة والسَّلجوقية والخوارِزْمية.
وهكذا وخلال القرون العشرة التي تلَتْ ظهور العنصر التركستاني في تاريخ الإسلام، كان للتركستانيين الشَّرقيين أَيَادٍ بيضاءُ في الدِّفاع عن حياض الأمة الإسلامية، وإنقاذها من الانهيار، ووَقْف الزَّحف الصليبِي.
كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان في عهد الخليفة الرَّاشد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ على يد الصَّحابي الحَكَم بن عَمْرو الغِفاري ـ رضي الله عنه ـ إلاَّ أنَّ مرحلة الفتْحِ الحقيقةَ كانت على يد القائد الباسل قُتيبة بن مسلم الباهلي في الفترة من 86 - 94 هـ.
ومنذ ذلك الوقت تحوَّل أهْلُها تدريجيًّا إلى الإسلام إثْرَ الاتِّصال الحضاري مع المسلمين، إلى أنْ أسْلَم ما يُقارب المليون نسمة تحت قيادة ’’ستوف بغراخان’’، زعيم الإمبراطورية ’’القارا خانية’’ عام 323 هـ.
لقد كان لِحرْص الخلفاء الراشدين والخلفاء مِن بعدهم من بني أمية وبني العباس، على إشراك أهل البلاد المفتوحة في إدارة شؤون بلادهم، ومعاملتهم معاملةً حسنةً، أبلَغُ الأثر في دخول شعب تركستان الشرقية إلى الإسلام أفواجًا.
بدأ بُروز العنصر التركستاني في التاريخ الإسلامي مع تولِّي الخليفة العباسي ’’المعتصم’’، فاتح عَمورِيَّة، الخلافةَ، والذي كانت أمُّه تركستانيةً وتُدعى ’’ماردة’’، وقد كان مَعْظم حرس ’’المعتصم’’ وجيشه من تركستان الشرقية.
تتكوَّن كلمة تُرْكِسْتان من كلمتين: ’’تُرك’’ و’’ستان’’، وتَعْني: أرْضَ التُّرك، تَبلغ مساحتها حوالي 1،6 مليون كيلو متر مربع، مُحتلَّةً بذلك المركزَ التاسعَ عشَرَ بين دول العالم من حيثُ المساحةُ، وتُعادل مساحَتُها ثلاثةَ أضعافِ مساحة فرنسا، وتشكِّل خُمس المساحة الإجمالية للصِّين، عاصمتها هي ’’أورومتتشي’’.
يَحدُّها من الشمال الغَرْبي كلٌّ من طَاجِيكِسْتان وقرغيزستان وكازاخستان، ومن الشمال الشرقي جمهوريةُ مَنْغوليا، ومن الشَّرقِ مقاطعتا فانسُوَا وتشينغهاي الصينيَّتَين، ومن الجنوب الغربي الهند وأفغانستان.
تضمُّ أرض تركستان الشرقية بين جَنباتها ما يَشهد لها بتاريخ ضارب في القِدَم؛ ففيها صحراء ’’تكلمكات’’ والتي تُعرف بالمَهْد الذَّهبي للحضارة الإنسانية، و’’طريق الحرير’’، الذي كان يَربط قارة آسيا بقارة أوربَّا، كما أنها تضمُّ العديد والعديد من الآثار القديمة لحضارات لم تُكتشف بعد.
تَشتهر تُركستان الشرقية بثَرواتها النِّفْطية والمعدنية المتنوعة، فيبلغ احتياطِيُّها من النفط حوالي 8 مليار طن، يُصدَّر منه سنويًّا ما يقارب خمسة الملايين طن، دُون أن يَستفيد منه السُّكان الأصليُّون شيئًا، كما يُستخرج منها 118 نوعًا من المعادن من أصْل 148 نوعًا تُنتجها الصين، ويوجد بها نصف احتياطِيِّ الصين من الفحم، ويُستخرج منها كذلك 360 كيلو جرام من الذهب سنويًّا، وبها أيضًا ستة مناجم تَحوي أجود أنواع اليورانيوم.
يَبلغ عدد سكان تركستان الشرقية حوالي 10 ملايين نسمة، معظمهم من قبائل ’’الأويغور’’، وهم شعوب تركية تتركَّز بشكل عام في تركستان الشرقية، وتشكِّل واحدةً من عشرة قوميات عِرْقية تَدِين بالإسلام في جمهورية الصين الشعبية، والأويغور كلمة تَعني: الاتِّحاد والتضامن.
كانت قبائل ’’الأويغور’’ تعيش فيما يُعرف اليوم باسم منغوليا، وشكَّلت مع قبائل ’’الجوك تركيين’’ أقوى وأكبرَ القبائل التُّركية التي تَعيش في آسيا الوسطى.
عاش الأويغور في حُكمٍ اتحادي عُرف باسم ’’الروران’’ من 460م حتى 565م، بعدَ ذلك مَرُّوا بمرحلة ضعف، حكَمهم خلالها ’’الهون البيض’’، ومن بعدهم ’’الجوك تركيين’’.
تمكن ’’الأويغور’’ من إسقاط الإمبراطورية ’’الجوك تركية’’ في عام 744م بمساعدة قبائِلَ تركيَّة أخرى، وأسَّسوا إمبراطوريةً قويةً، امتدَّت من بحر قزوين غرْبًا حتى شمال شرق الصين والكوريتين شرقًا.
استمرت إمبراطورية ’’الأويغور’’ ـ والتي كانت عاصمتها ’’أور دو بالق’’ ـ حتى عام 840م، ثم مرَّت بسلسلةِ مَجاعات حادَّة وحُروب أهلية، أدَّت إلى استيلاء القيرغيز على أراضيها؛ مما دَفع الأويغور إلى ترْك مملكتهم والهجرة إلى ’’تركستان الشرقية’’.
وهناك أسَّس الأويغور دولةً سُميت ’’القارا خانات’’، والتي يُسمَّى حاكمها ’’قارا خان’’، ومنهم القارا خان ’’ستوف بغراخان’’، الذي أشرنا إليه مسبقًا في هذا المقال.
استمرَّت هذه الدولة حتى عام 1209م، عندما أطاح بها ’’جنكيز خان’’.
* تركستان الشرقية والاحتلال الصيني:
بعد أن ضَعف أمر المسلمين في تركستان الشرقية، استولى عليها الصينيُّون عام 1760م، وقَتلَت القوَّاتُ الصينية حِينَها أكثرَ مِن مليون مسلم، واتَّبعَتْ تلك القوات الغازية ما يسمَّى اليوم بسياسة ’’تَصْيِين تركستان الشرقية’’؛ حيث قامت بإرسال أعدادٍ هائلة من الصينيِّين إليها.
قامت على إثْرِ ذلك ثوراتٌ عنيفة متوالية، لم تَهْدأ طوال مائة عام، كان منها ثورة ’’جنقخ’’ 1825م، والتي استمرَّت سنتين، وثورة ’’يعقوب بك’’ والتي بدأت عام 1855م واستمرت طويلاً، وسُجِّلت أحداثُها في كتاب من 330 جزءًا، تمكَّن المسلمون بعدها من الاستقلال بتركستان الشرقية عام 1865م.
لكنَّ تلك الدولة لم تَجِد تأييدًا ولا اعترافًا من العالَم، فاستطاعت الصين احتلالها مرةً أخرى عام 1875م بعْدَ أن قَتلت مئات الألوف من المسلمين.
تعرَّضَت تركستان الشرقية لأربع حملات صينية شَرِسة منذ عام 1860؛ مرَّتين في عهد أُسْرة المانشو، ومرَّةً في عهد الصين الوطنيَّة، ومرةً في عهد الصين الشيوعية.
وقد أدَّتْ هذه الحملات إلى إبادة الكثير من المسلمين من سُكَّان تركستان الشرقية، وإلى هجرة الكثير منهم إلى المناطق المجاورة.
توالَت الثَّورات التركستانية ضد الصينيين؛ فقامت ثورةٌ عنيفة في عام 1931م، اعتصم خلالَها المسلمون في المرتفَعات، ولما عَجز الصينيُّون عن إخمادها، استعانوا بالجيش الرُّوسي، ولكنَّ المسلمين انتصروا عليهم مجتَمِعين؛ ممَّا دفع الصين إلى الرُّضوخ للأمر الواقع.
وعلى إثْر ذلك، أَعلن ’’الأويغور’’ قيام ’’الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية’’ في 21 رجب 1352 هـ، الموافق 12 نوفمبر 1933م، وتمَّ اختيار ’’خوجانياز’’ رئيسًا للدَّولة، و’’ثابت داملا’’ رئيسًا للوزراء.
لم تَلبث هذه الحكومة طويلاً؛ فقد استطاع الجيش الصيني ـ الروسي أن يُطِيح بها بعد استشهاد خوجانياز، وأعْدم جميع أعضائها إضافةً إلى عشرة آلاف مسلم في 6 جمادى الثانية 1356هـ الموافق 15 أغسطس 1937م.
قامت ثورة أخرى بقيادة عالم الدين ’’علي خان’’ في عام 1944م، وأَعْلن استقلال البلاد، إلا أنها ما لبثت أن أُخمدت، ثم حصَلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذَّاتي عام 1946م، وتمَّ تعْيينُ ’’مسعود صبري’’ رئيسًا للحكومة.
بعد قيام الصين الشعبية عام 1949م، قام الشيوعيون باجتياح وحشي لتركستان الشرقية، وبعد قِتال عنيف استمرَّ عشرين يومًا، سقطت بأيديهم، كان عدد المساجد بها في ذلك الوقت يزيد على ألْفَي مسجد.
بدأ الشُّيوعيون منذ احتلالهم لها بارتكاب سلسلة من مَذابِحَ رهيبةٍ، يُقال: إنها طالت حوالَي مليون مسلم، أعقبها استقدام كُتَل بشرية ضخمة من المهاجرين الصينيين، في واحدة من أكبر عمليَّات احتلالٍ استيطانيٍّ يَشهدها التاريخ.
أَعلن الاحتلال الشيوعي أنَّ الإسلام خارج على القانون، وأَلغى المِلكيَّة الفردية، واسترَقَّ الشعْبَ المسلم، وأغلق على التُّركستانيِّين بلادَهم؛ فلا خروج ولا دخول.
وأَلغى المؤسَّساتِ الدينيةَ، وهدَم أبنيتَها، واتَّخذ مِن المساجد أنديةً لجنوده، وجعل اللغةَ الصينية هي اللغةَ الرَّسمية للبلاد، واستبدل بالقرآن الكريم تعاليمَ ’’ماوتسي تونج’’، وأرْغَمَ المسْلِمات على الزَّواج من البوذيِّين الصينيين، وغيَّر اسم البلاد إلى ’’شينجيانج’’، وتَعْني باللُّغة الصينية: المستعمَرة الجديدة.
حاول المسلمون ذاتَ مرة في عام 1966 أداءَ صلاةِ عيد الأضحى، فاعترضَتْهم القوات الصينية، وذبَحتهم عن بَكْرة أبيهم، وقامت إثْرَ ذلك ثورةٌ عارمة، وحرْبُ عصابات استُشهد خلالَ أحَدِ شهورها فقط حوالي 75 ألفَ شهيد.
وما هذا إلا مثالٌ مِن كثير من الأمثلة التي انتفض فيها هذا الشعْبُ الباسل على الاحتلال الشُّيوعي، وما حدث في العام الماضي ليس عنا ببعيد، فقد ثار التركستانيون احتجاجًا على مَقتل 150 عاملاً أويغوريًّا كانوا يحتجُّون على تأخير رَواتبهم، فما كان مِن القوَّات الشُّيوعية إلا أنْ تصدَّتْ لهؤلاء العُزَّل بالحديد والنار، فقَتلت في اليوم الأول فقط حوالي 400 مسلم.
وكنتيجة طبيعية لكل هذه المَجازِر وعمليات التَّهجير المنظَّم للمسلمين ’’الأويغور’’، وإحلال الصينيِّين مِن قومية ’’الهان’’ مكانَهم بأعداد غَفيرة، بدأ عدَدُ المسلمين بالتَّناقص، فأخذوا يتحوَّلون من أغلبية ساحقة إلى أقَلِّية في ديارهم، كما أنَّهم يتعرضون في ذات الوقت لعملية طمْسٍ لِهُويتهم الدينية والثقافية، حتى صار الكثير منهم ـ خاصةً صغار السِّن ـ لا يعرفون من الإسلام إلا اسمَه.
واستكمالاً لأَحْقادهم على الإسلام وأهله، وشفاءً لما في صُدورهم من غِل، قام الشُّيوعيون البوذِيُّون بتحويل أرْض تركستان الشرقية إلى مكان يُجْرون فيه تجارِبَهم النَّووية، ويَدفنون فيه نفاياتِهم النوويةَ، ويجرِّبون فيه شتَّى أنواع الأسلحة الذَّرِّية؛ ممَّا تسبَّب في ظهور تشوُّهات خَلْقية وأمْراض غريبة في بعض المناطق هناك.
تُولِي الصِّين لِعلاقاتها الاقتصادية مع العالَم الإسلامي اهتمامًا كبيرًا؛ حيث تَربطها مع جميع دُوَله تقريبًا علاقاتٌ اقتصادية قوية، كما أنَّ جزءًا كبيرًا لا يُستهان به مِن صادرات الصين هي مِن نصيب العالم الإسلامي.
فلماذا لا تُستغلُّ هذه العلاقات في الضَّغط على الصِّين مِن أجْل تَحْسين معاملة المسلمين هناك، وتعديل ظروفهم المعيشيَّة، ورَفْع القيود الصارمة التي تَفْرضها على تعليم الدين الإسلامي وممارسة شعائره؟!
إنَّ هذه البلاد وشَعْبها الأبِيَّ العَريق ـ وبَعْد هذا التَّاريخ المشرِّف مِن الدِّفاع عن الإسلام والمسلمين في شتَّى أقطار الأرض ـ لا يستحِقُّون هذا الجفاء والإهمالَ لهم ولقضِيَّتهم من إخوانهم المسلمين، بعد أن تبدَّل حالهم مِن بعد القوة ضعْفًا.
فيا وُلاة أمور المسلمين مِن علماء وحُكَّام، اعْلَموا بأنكم ستُسألون في قبوركم عمَّا قدَّمْتم لمسلمي تُركستان الشرقية، فماذا أعدَدْتم لإجابة السُّؤال؟!
*العصر
- سعود بن عبد الله المعيقلي
تُولِي الصِّين لِعلاقاتها الاقتصادية مع العالَم الإسلامي اهتمامًا كبيرًا؛ حيث تَربطها مع جميع دُوَله تقريبًا علاقاتٌ اقتصادية قوية، كما أنَّ جزءًا كبيرًا لا يُستهان به مِن صادرات الصين هي مِن نصيب العالم الإسلامي. فلماذا لا تُستغلُّ هذه العلاقات في الضَّغط على الصِّين مِن أجْل تَحْسين معاملة المسلمين هناك، وتعديل ظروفهم المعيشيَّة، ورَفْع القيود الصارمة التي تَفْرضها على تعليم الدين الإسلامي وممارسة شعائره؟! إنَّ هذه البلاد وشَعْبها الأبِيَّ العَريق لا يستحِقُّون هذا الجفاء والإهمالَ لهم ولقضِيَّتهم من إخوانهم المسلمين، بعد أن تبدَّل حالهم مِن بعد القوة ضعْفًا..
لقد بلغ القهْرُ مَدَاه حينما استحْدَث الاحتلال قبل عامين تقريبًا - قانونًا إلزاميًّا يُجْبِر فتيات المسلمين اللاَّتي بلَغْن من العمر ثمانيةَ عشرَ ربيعًا، على أنْ يَترُكْنَ بلادَهن، وينتقلْنَ للعمل في مَصانعه كعاملات، وأَنشأ لِجانًا خاصَّةً مُهِمَّتُها متابعةُ تنفيذ هذا القانون الجائر، حتى بلَغ عددُ الفتياتِ اللاَّتي طالَهنَّ ظلْمُ هذا القَرار حوالَي 50 ألفَ فتاة.
تعرَّض الكثير ممَّن أُرسلْنَ إلى العمل، لعمليات اغتصاب ودعارة، بينما فضَّل عدد غير قليل منهن الانتحار؛ حفاظًا على عِفَّتهن، أما العائلات التي ترفض إرسال بناتِها؛ فإنَّها تعتبر مخالِفةً للقانون، وتتعرَّض جرَّاء ذلك لشتَّى أنواع التعذيب والإذلال داخل سُجون تتأفَّف منها الحيوانات.
يَجري ذلك في بلاد خرج منها أو مِن حَولها مَنارات ومشاهير، كان لهم أثرٌ عظيم على الحضارة الإسلامية، مثل: البخاري، ومسلم، والبيهقي، ومحمد بن موسى الخوارزمي، وأبي الريحان البيروني، وأبي الليث السَّمَرقندي، ومحمد بن الحسين الفارابي المشهور بابن نبَاته، والإمام الزاهد المحدِّث عبدالله بن المبارك، والفُضيل بن عياض، والإمام المحدِّث سفيان الثوري، وآخَرين ممن خُلِّدت أسماؤهم في الذاكرة الإسلامية.
إننا نتكلَّم عن جرح لا يزال ينْزف، وعن إعدامات يوميَّة لشباب في مُقتبَل العمر بدون جُرم، وعن تطهير عِرقي لم يَشهد التاريخُ له مثيلاً، وعن مسلسل طويل من إذلالٍ لشيوخ كبار لا يجدون حيلةً للدفع عن أنفسهم إلا عبَراتٍ تَسيل على وَجناتهم، وعن قهْر لطاعنات في السِّن حَنَى الدَّهرُ ظهورَهن، وعن حفلات تعذيب وحْشي في زنازينَ يكاد الموت أن يكون أغْلى أماني قَاطِنِيها، وعن اختطافات واغتصاباتٍ لفَتَيات مسْلِمات عفيفات، لا يَجِدن سبيلاً إلا الانتحار؛ حتى لا يَحملْنَ العار.
إنها تُركستان الشرقية، تلك الأرض التي خَرج منها ’’آلُ عثمان’’ حكَّام الدَّولة العثمانية التي استطاعت أن توسِّع رُقْعة الإسلام على حساب أوربا، كما استطاعت أن تَحمي الأقطار الإسلامية مِن الغَزو الصليبِي والاستعمار الأوربي مدَّةً تزيد على أربعة قرون، ومِن قَبْلها وفي العصر العباسي الثاني، كان التركستانيون الشرقيون أيضًا عصَبَ دول كان لها دور كبير في التاريخ الإسلامي، كالدولة الطُّولونية والإخشيديَّة والسَّلجوقية والخوارِزْمية.
وهكذا وخلال القرون العشرة التي تلَتْ ظهور العنصر التركستاني في تاريخ الإسلام، كان للتركستانيين الشَّرقيين أَيَادٍ بيضاءُ في الدِّفاع عن حياض الأمة الإسلامية، وإنقاذها من الانهيار، ووَقْف الزَّحف الصليبِي.
كانت بداية وصول الإسلام إلى تركستان في عهد الخليفة الرَّاشد عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ على يد الصَّحابي الحَكَم بن عَمْرو الغِفاري ـ رضي الله عنه ـ إلاَّ أنَّ مرحلة الفتْحِ الحقيقةَ كانت على يد القائد الباسل قُتيبة بن مسلم الباهلي في الفترة من 86 - 94 هـ.
ومنذ ذلك الوقت تحوَّل أهْلُها تدريجيًّا إلى الإسلام إثْرَ الاتِّصال الحضاري مع المسلمين، إلى أنْ أسْلَم ما يُقارب المليون نسمة تحت قيادة ’’ستوف بغراخان’’، زعيم الإمبراطورية ’’القارا خانية’’ عام 323 هـ.
لقد كان لِحرْص الخلفاء الراشدين والخلفاء مِن بعدهم من بني أمية وبني العباس، على إشراك أهل البلاد المفتوحة في إدارة شؤون بلادهم، ومعاملتهم معاملةً حسنةً، أبلَغُ الأثر في دخول شعب تركستان الشرقية إلى الإسلام أفواجًا.
بدأ بُروز العنصر التركستاني في التاريخ الإسلامي مع تولِّي الخليفة العباسي ’’المعتصم’’، فاتح عَمورِيَّة، الخلافةَ، والذي كانت أمُّه تركستانيةً وتُدعى ’’ماردة’’، وقد كان مَعْظم حرس ’’المعتصم’’ وجيشه من تركستان الشرقية.
تتكوَّن كلمة تُرْكِسْتان من كلمتين: ’’تُرك’’ و’’ستان’’، وتَعْني: أرْضَ التُّرك، تَبلغ مساحتها حوالي 1،6 مليون كيلو متر مربع، مُحتلَّةً بذلك المركزَ التاسعَ عشَرَ بين دول العالم من حيثُ المساحةُ، وتُعادل مساحَتُها ثلاثةَ أضعافِ مساحة فرنسا، وتشكِّل خُمس المساحة الإجمالية للصِّين، عاصمتها هي ’’أورومتتشي’’.
يَحدُّها من الشمال الغَرْبي كلٌّ من طَاجِيكِسْتان وقرغيزستان وكازاخستان، ومن الشمال الشرقي جمهوريةُ مَنْغوليا، ومن الشَّرقِ مقاطعتا فانسُوَا وتشينغهاي الصينيَّتَين، ومن الجنوب الغربي الهند وأفغانستان.
تضمُّ أرض تركستان الشرقية بين جَنباتها ما يَشهد لها بتاريخ ضارب في القِدَم؛ ففيها صحراء ’’تكلمكات’’ والتي تُعرف بالمَهْد الذَّهبي للحضارة الإنسانية، و’’طريق الحرير’’، الذي كان يَربط قارة آسيا بقارة أوربَّا، كما أنها تضمُّ العديد والعديد من الآثار القديمة لحضارات لم تُكتشف بعد.
تَشتهر تُركستان الشرقية بثَرواتها النِّفْطية والمعدنية المتنوعة، فيبلغ احتياطِيُّها من النفط حوالي 8 مليار طن، يُصدَّر منه سنويًّا ما يقارب خمسة الملايين طن، دُون أن يَستفيد منه السُّكان الأصليُّون شيئًا، كما يُستخرج منها 118 نوعًا من المعادن من أصْل 148 نوعًا تُنتجها الصين، ويوجد بها نصف احتياطِيِّ الصين من الفحم، ويُستخرج منها كذلك 360 كيلو جرام من الذهب سنويًّا، وبها أيضًا ستة مناجم تَحوي أجود أنواع اليورانيوم.
يَبلغ عدد سكان تركستان الشرقية حوالي 10 ملايين نسمة، معظمهم من قبائل ’’الأويغور’’، وهم شعوب تركية تتركَّز بشكل عام في تركستان الشرقية، وتشكِّل واحدةً من عشرة قوميات عِرْقية تَدِين بالإسلام في جمهورية الصين الشعبية، والأويغور كلمة تَعني: الاتِّحاد والتضامن.
كانت قبائل ’’الأويغور’’ تعيش فيما يُعرف اليوم باسم منغوليا، وشكَّلت مع قبائل ’’الجوك تركيين’’ أقوى وأكبرَ القبائل التُّركية التي تَعيش في آسيا الوسطى.
عاش الأويغور في حُكمٍ اتحادي عُرف باسم ’’الروران’’ من 460م حتى 565م، بعدَ ذلك مَرُّوا بمرحلة ضعف، حكَمهم خلالها ’’الهون البيض’’، ومن بعدهم ’’الجوك تركيين’’.
تمكن ’’الأويغور’’ من إسقاط الإمبراطورية ’’الجوك تركية’’ في عام 744م بمساعدة قبائِلَ تركيَّة أخرى، وأسَّسوا إمبراطوريةً قويةً، امتدَّت من بحر قزوين غرْبًا حتى شمال شرق الصين والكوريتين شرقًا.
استمرت إمبراطورية ’’الأويغور’’ ـ والتي كانت عاصمتها ’’أور دو بالق’’ ـ حتى عام 840م، ثم مرَّت بسلسلةِ مَجاعات حادَّة وحُروب أهلية، أدَّت إلى استيلاء القيرغيز على أراضيها؛ مما دَفع الأويغور إلى ترْك مملكتهم والهجرة إلى ’’تركستان الشرقية’’.
وهناك أسَّس الأويغور دولةً سُميت ’’القارا خانات’’، والتي يُسمَّى حاكمها ’’قارا خان’’، ومنهم القارا خان ’’ستوف بغراخان’’، الذي أشرنا إليه مسبقًا في هذا المقال.
استمرَّت هذه الدولة حتى عام 1209م، عندما أطاح بها ’’جنكيز خان’’.
* تركستان الشرقية والاحتلال الصيني:
بعد أن ضَعف أمر المسلمين في تركستان الشرقية، استولى عليها الصينيُّون عام 1760م، وقَتلَت القوَّاتُ الصينية حِينَها أكثرَ مِن مليون مسلم، واتَّبعَتْ تلك القوات الغازية ما يسمَّى اليوم بسياسة ’’تَصْيِين تركستان الشرقية’’؛ حيث قامت بإرسال أعدادٍ هائلة من الصينيِّين إليها.
قامت على إثْرِ ذلك ثوراتٌ عنيفة متوالية، لم تَهْدأ طوال مائة عام، كان منها ثورة ’’جنقخ’’ 1825م، والتي استمرَّت سنتين، وثورة ’’يعقوب بك’’ والتي بدأت عام 1855م واستمرت طويلاً، وسُجِّلت أحداثُها في كتاب من 330 جزءًا، تمكَّن المسلمون بعدها من الاستقلال بتركستان الشرقية عام 1865م.
لكنَّ تلك الدولة لم تَجِد تأييدًا ولا اعترافًا من العالَم، فاستطاعت الصين احتلالها مرةً أخرى عام 1875م بعْدَ أن قَتلت مئات الألوف من المسلمين.
تعرَّضَت تركستان الشرقية لأربع حملات صينية شَرِسة منذ عام 1860؛ مرَّتين في عهد أُسْرة المانشو، ومرَّةً في عهد الصين الوطنيَّة، ومرةً في عهد الصين الشيوعية.
وقد أدَّتْ هذه الحملات إلى إبادة الكثير من المسلمين من سُكَّان تركستان الشرقية، وإلى هجرة الكثير منهم إلى المناطق المجاورة.
توالَت الثَّورات التركستانية ضد الصينيين؛ فقامت ثورةٌ عنيفة في عام 1931م، اعتصم خلالَها المسلمون في المرتفَعات، ولما عَجز الصينيُّون عن إخمادها، استعانوا بالجيش الرُّوسي، ولكنَّ المسلمين انتصروا عليهم مجتَمِعين؛ ممَّا دفع الصين إلى الرُّضوخ للأمر الواقع.
وعلى إثْر ذلك، أَعلن ’’الأويغور’’ قيام ’’الجمهورية الإسلامية في تركستان الشرقية’’ في 21 رجب 1352 هـ، الموافق 12 نوفمبر 1933م، وتمَّ اختيار ’’خوجانياز’’ رئيسًا للدَّولة، و’’ثابت داملا’’ رئيسًا للوزراء.
لم تَلبث هذه الحكومة طويلاً؛ فقد استطاع الجيش الصيني ـ الروسي أن يُطِيح بها بعد استشهاد خوجانياز، وأعْدم جميع أعضائها إضافةً إلى عشرة آلاف مسلم في 6 جمادى الثانية 1356هـ الموافق 15 أغسطس 1937م.
قامت ثورة أخرى بقيادة عالم الدين ’’علي خان’’ في عام 1944م، وأَعْلن استقلال البلاد، إلا أنها ما لبثت أن أُخمدت، ثم حصَلت تركستان الشرقية على الاستقلال الذَّاتي عام 1946م، وتمَّ تعْيينُ ’’مسعود صبري’’ رئيسًا للحكومة.
بعد قيام الصين الشعبية عام 1949م، قام الشيوعيون باجتياح وحشي لتركستان الشرقية، وبعد قِتال عنيف استمرَّ عشرين يومًا، سقطت بأيديهم، كان عدد المساجد بها في ذلك الوقت يزيد على ألْفَي مسجد.
بدأ الشُّيوعيون منذ احتلالهم لها بارتكاب سلسلة من مَذابِحَ رهيبةٍ، يُقال: إنها طالت حوالَي مليون مسلم، أعقبها استقدام كُتَل بشرية ضخمة من المهاجرين الصينيين، في واحدة من أكبر عمليَّات احتلالٍ استيطانيٍّ يَشهدها التاريخ.
أَعلن الاحتلال الشيوعي أنَّ الإسلام خارج على القانون، وأَلغى المِلكيَّة الفردية، واسترَقَّ الشعْبَ المسلم، وأغلق على التُّركستانيِّين بلادَهم؛ فلا خروج ولا دخول.
وأَلغى المؤسَّساتِ الدينيةَ، وهدَم أبنيتَها، واتَّخذ مِن المساجد أنديةً لجنوده، وجعل اللغةَ الصينية هي اللغةَ الرَّسمية للبلاد، واستبدل بالقرآن الكريم تعاليمَ ’’ماوتسي تونج’’، وأرْغَمَ المسْلِمات على الزَّواج من البوذيِّين الصينيين، وغيَّر اسم البلاد إلى ’’شينجيانج’’، وتَعْني باللُّغة الصينية: المستعمَرة الجديدة.
حاول المسلمون ذاتَ مرة في عام 1966 أداءَ صلاةِ عيد الأضحى، فاعترضَتْهم القوات الصينية، وذبَحتهم عن بَكْرة أبيهم، وقامت إثْرَ ذلك ثورةٌ عارمة، وحرْبُ عصابات استُشهد خلالَ أحَدِ شهورها فقط حوالي 75 ألفَ شهيد.
وما هذا إلا مثالٌ مِن كثير من الأمثلة التي انتفض فيها هذا الشعْبُ الباسل على الاحتلال الشُّيوعي، وما حدث في العام الماضي ليس عنا ببعيد، فقد ثار التركستانيون احتجاجًا على مَقتل 150 عاملاً أويغوريًّا كانوا يحتجُّون على تأخير رَواتبهم، فما كان مِن القوَّات الشُّيوعية إلا أنْ تصدَّتْ لهؤلاء العُزَّل بالحديد والنار، فقَتلت في اليوم الأول فقط حوالي 400 مسلم.
وكنتيجة طبيعية لكل هذه المَجازِر وعمليات التَّهجير المنظَّم للمسلمين ’’الأويغور’’، وإحلال الصينيِّين مِن قومية ’’الهان’’ مكانَهم بأعداد غَفيرة، بدأ عدَدُ المسلمين بالتَّناقص، فأخذوا يتحوَّلون من أغلبية ساحقة إلى أقَلِّية في ديارهم، كما أنَّهم يتعرضون في ذات الوقت لعملية طمْسٍ لِهُويتهم الدينية والثقافية، حتى صار الكثير منهم ـ خاصةً صغار السِّن ـ لا يعرفون من الإسلام إلا اسمَه.
واستكمالاً لأَحْقادهم على الإسلام وأهله، وشفاءً لما في صُدورهم من غِل، قام الشُّيوعيون البوذِيُّون بتحويل أرْض تركستان الشرقية إلى مكان يُجْرون فيه تجارِبَهم النَّووية، ويَدفنون فيه نفاياتِهم النوويةَ، ويجرِّبون فيه شتَّى أنواع الأسلحة الذَّرِّية؛ ممَّا تسبَّب في ظهور تشوُّهات خَلْقية وأمْراض غريبة في بعض المناطق هناك.
تُولِي الصِّين لِعلاقاتها الاقتصادية مع العالَم الإسلامي اهتمامًا كبيرًا؛ حيث تَربطها مع جميع دُوَله تقريبًا علاقاتٌ اقتصادية قوية، كما أنَّ جزءًا كبيرًا لا يُستهان به مِن صادرات الصين هي مِن نصيب العالم الإسلامي.
فلماذا لا تُستغلُّ هذه العلاقات في الضَّغط على الصِّين مِن أجْل تَحْسين معاملة المسلمين هناك، وتعديل ظروفهم المعيشيَّة، ورَفْع القيود الصارمة التي تَفْرضها على تعليم الدين الإسلامي وممارسة شعائره؟!
إنَّ هذه البلاد وشَعْبها الأبِيَّ العَريق ـ وبَعْد هذا التَّاريخ المشرِّف مِن الدِّفاع عن الإسلام والمسلمين في شتَّى أقطار الأرض ـ لا يستحِقُّون هذا الجفاء والإهمالَ لهم ولقضِيَّتهم من إخوانهم المسلمين، بعد أن تبدَّل حالهم مِن بعد القوة ضعْفًا.
فيا وُلاة أمور المسلمين مِن علماء وحُكَّام، اعْلَموا بأنكم ستُسألون في قبوركم عمَّا قدَّمْتم لمسلمي تُركستان الشرقية، فماذا أعدَدْتم لإجابة السُّؤال؟!
*العصر