بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة موقف السلفيين من الحوثيين
نبيل بن عبد المجيد النشَمي
[email protected]
ليس هناك مواقف واضح من الفتنة الحوثية من البداية مثل موقف السلفيين حتى قبل موقف الحكومة نفسها ، فموقفهم من البداية هو التعريف بل والتحذير من فكرها وانحرافها وخطرها على الأمة ، ومقاومتها من خلال الوسائل المتاحة بأيديهم .
ولذلك يعتبر السلفيون شريكا أساسيا مع الحكومة في معركتها ضد الحوثيين وإن لم يشاركوا في العمليات العسكرية إلا أنهم في الجانب الفكري والدعم المعنوي مثلوا جانبا مهما من خلال ما يقدمون من محاضرات وندوات وما يكتبون من مقالات بل وإصدار مؤلفات ولولا الضعف الإعلامي للعمل السلفي والتعامل الحذر من الحكومة معهم لظهرت سيطرت السلفيين على الشارع ولاستطاع السلفيون توفير دعم شعبي كبير ماديا ومعنويا للحكومة في معركتها ضد الحوثيين .
وهذا الموقف السلفي الواضح دفع البعض لاتخاذ موقف من السلفيين - على الأقل في هذه القضية – فهناك من فسر موقف السلفيين على أنه مجرد طاعة لولي الأمر وبالغ فقال أنهم أداة بيد الحاكم يستخدمها لمصالحه ، ومنهم من اتهمهم بأنهم لا يفقهون في السياسة ولا يعرفون ألاعيبها فانطلت عليهم اللعبة القائمة ، وأما الحوثيون والمتأثرون بهم والمستفيدون من فتنتهم فأعلنوا العداء للسلفيين وشنوا حملة هجوم واسعة ضدهم في وسائل مختلفة ومن مواقع مختلفة .
والحقيقة أن الموقف السلفي منبعث من فهم ورؤية خاصة بهم ، فالسلفيون وإن وافقوا الحاكم واتفقوا معه في خصومة الحوثية إلا أنهم يشعرون أنهم يحققون أهدافهم ويعملون بحسب فهمهم فمن أهدافهم محاربة البدع والفرق المنحرفة التي شوهت جمال الإسلام ، ومن أساسيات رسالتهم ومنهجهم تصفية الإسلام وتنقيته من الأفكار الدخيلة عليه ولو كانت باسم الإسلام ، ولذلك موقفهم من الحوثية قائم على أنها فرقة ضالة خارجة عن منهج أهل السنة والجماعة ومنحرفة عن الفكر الإسلامي الصحيح والذي يعني لهم ضرورة مقاومتها والتحذير منها فهذا جزء من فكرهم ورسالتهم كما ذكرنا وإن اتفقت رؤيتهم مع الحاكم فهم يستفيدون من هذه الفرصة مثلما أن الحاكم يستفيد من فرصة وقوفهم معه ومشاركتهم له في هذه المعركة .
لذلك الذي يحمل موقف السلفيين على أنه مجرد موافقة لولي الأمر أو أنهم أداة بيده ؛ إما جاهل بالسلفية والسلفيين أو مكابر أو متحامل أو مريد التشويه والتمويه على حقيقة الموقف السلفي من الحوثية وغيرها .
ولا يعني هذا - للواقعية – أن السلفيين لا يهتمون بقضية طاعة ولي الأمر ولكن المقصود أن لهم موقف ورؤية خاصة بهم وإن وافقت رؤية ولي الأمر فهو بالنسبة لهم نور على نور .
فإذا كانت الحوثية تعني للحكومة أنها عصابة تخريب وإرهاب وخارجين عن القانون ومرتهنون بعمالة خارجية فهي عند السلفيين تعني أكبر من ذلك فهي فتنة فكرية وبدعة عقدية وفرقة ضالة تطعن في ثوابت الأمة وتسيء إلى أئمتها من الصحابة والتابعين وغيرهم وتعمل على تغيير تركيبة المجمع اليمني الفكرية والاجتماعية وتعتبر مقاومتهم فكريا وعسكريا دينا يتقربون به إلى الله سبحانه وتعالى ودفاعا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من بعده .
قد يختلف معهم البعض في صواب هذا الرأي وخطئه لكنه هذا هو حقيقة موقفهم وأصل قناعتهم
فلا يعد إنصافا ولا واقعية موقف البعض من السلفيين ولمزهم بالتبعية العمياء للحاكم ونبزهم بعلماء السلطان أو نحو ذلك من العبارات التي يقصد بها القدح فيهم والتشهير بهم ، فهم أصحاب رؤية ولهم أهداف يسعون لتحقيقها والمنصف بدلا من أن يلمز بتهم لا تصح يناقش في الرؤية والأهداف نفسها إن كان واثقا من صحة موقفه وسلامة رأيه.
ومن الخطأ البين أن ينتظر البعض ولو من السلفيين أو يتوقع مكاسب سياسية أو مادية أو غيرها يسعى إليها السلفيون من تأييدهم للحكومة في معركتها مع الحوثيين وإن حصل شيء من ذلك فإنها ليست هدفهم ولا مقصودهم كما نفهم من أطروحتاهم وتأصيلهم للقضية .
بقي أن نقول أن الأيام أثبت صحة مواقف السلفيين ومن فتنة الحوثي على وجه الخصوص فلا داعي لإعلان موقف العداء منهم ومنابذة مواقفهم دون تأني وروية ولو من باب أنه رأي له نصيب من احتمال الصواب ونظر له وجهته وهذه قناعة أصحابه .
وفق الله الجميع للرشاد وأعان على ما فيه خير البلاد والعباد وصرف عنا أهل الفسق والفساد
المدينة – ذي الحجة 1430 هـ
*الألوكة
حقيقة موقف السلفيين من الحوثيين
نبيل بن عبد المجيد النشَمي
[email protected]
ليس هناك مواقف واضح من الفتنة الحوثية من البداية مثل موقف السلفيين حتى قبل موقف الحكومة نفسها ، فموقفهم من البداية هو التعريف بل والتحذير من فكرها وانحرافها وخطرها على الأمة ، ومقاومتها من خلال الوسائل المتاحة بأيديهم .
ولذلك يعتبر السلفيون شريكا أساسيا مع الحكومة في معركتها ضد الحوثيين وإن لم يشاركوا في العمليات العسكرية إلا أنهم في الجانب الفكري والدعم المعنوي مثلوا جانبا مهما من خلال ما يقدمون من محاضرات وندوات وما يكتبون من مقالات بل وإصدار مؤلفات ولولا الضعف الإعلامي للعمل السلفي والتعامل الحذر من الحكومة معهم لظهرت سيطرت السلفيين على الشارع ولاستطاع السلفيون توفير دعم شعبي كبير ماديا ومعنويا للحكومة في معركتها ضد الحوثيين .
وهذا الموقف السلفي الواضح دفع البعض لاتخاذ موقف من السلفيين - على الأقل في هذه القضية – فهناك من فسر موقف السلفيين على أنه مجرد طاعة لولي الأمر وبالغ فقال أنهم أداة بيد الحاكم يستخدمها لمصالحه ، ومنهم من اتهمهم بأنهم لا يفقهون في السياسة ولا يعرفون ألاعيبها فانطلت عليهم اللعبة القائمة ، وأما الحوثيون والمتأثرون بهم والمستفيدون من فتنتهم فأعلنوا العداء للسلفيين وشنوا حملة هجوم واسعة ضدهم في وسائل مختلفة ومن مواقع مختلفة .
والحقيقة أن الموقف السلفي منبعث من فهم ورؤية خاصة بهم ، فالسلفيون وإن وافقوا الحاكم واتفقوا معه في خصومة الحوثية إلا أنهم يشعرون أنهم يحققون أهدافهم ويعملون بحسب فهمهم فمن أهدافهم محاربة البدع والفرق المنحرفة التي شوهت جمال الإسلام ، ومن أساسيات رسالتهم ومنهجهم تصفية الإسلام وتنقيته من الأفكار الدخيلة عليه ولو كانت باسم الإسلام ، ولذلك موقفهم من الحوثية قائم على أنها فرقة ضالة خارجة عن منهج أهل السنة والجماعة ومنحرفة عن الفكر الإسلامي الصحيح والذي يعني لهم ضرورة مقاومتها والتحذير منها فهذا جزء من فكرهم ورسالتهم كما ذكرنا وإن اتفقت رؤيتهم مع الحاكم فهم يستفيدون من هذه الفرصة مثلما أن الحاكم يستفيد من فرصة وقوفهم معه ومشاركتهم له في هذه المعركة .
لذلك الذي يحمل موقف السلفيين على أنه مجرد موافقة لولي الأمر أو أنهم أداة بيده ؛ إما جاهل بالسلفية والسلفيين أو مكابر أو متحامل أو مريد التشويه والتمويه على حقيقة الموقف السلفي من الحوثية وغيرها .
ولا يعني هذا - للواقعية – أن السلفيين لا يهتمون بقضية طاعة ولي الأمر ولكن المقصود أن لهم موقف ورؤية خاصة بهم وإن وافقت رؤية ولي الأمر فهو بالنسبة لهم نور على نور .
فإذا كانت الحوثية تعني للحكومة أنها عصابة تخريب وإرهاب وخارجين عن القانون ومرتهنون بعمالة خارجية فهي عند السلفيين تعني أكبر من ذلك فهي فتنة فكرية وبدعة عقدية وفرقة ضالة تطعن في ثوابت الأمة وتسيء إلى أئمتها من الصحابة والتابعين وغيرهم وتعمل على تغيير تركيبة المجمع اليمني الفكرية والاجتماعية وتعتبر مقاومتهم فكريا وعسكريا دينا يتقربون به إلى الله سبحانه وتعالى ودفاعا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة الهدى من بعده .
قد يختلف معهم البعض في صواب هذا الرأي وخطئه لكنه هذا هو حقيقة موقفهم وأصل قناعتهم
فلا يعد إنصافا ولا واقعية موقف البعض من السلفيين ولمزهم بالتبعية العمياء للحاكم ونبزهم بعلماء السلطان أو نحو ذلك من العبارات التي يقصد بها القدح فيهم والتشهير بهم ، فهم أصحاب رؤية ولهم أهداف يسعون لتحقيقها والمنصف بدلا من أن يلمز بتهم لا تصح يناقش في الرؤية والأهداف نفسها إن كان واثقا من صحة موقفه وسلامة رأيه.
ومن الخطأ البين أن ينتظر البعض ولو من السلفيين أو يتوقع مكاسب سياسية أو مادية أو غيرها يسعى إليها السلفيون من تأييدهم للحكومة في معركتها مع الحوثيين وإن حصل شيء من ذلك فإنها ليست هدفهم ولا مقصودهم كما نفهم من أطروحتاهم وتأصيلهم للقضية .
بقي أن نقول أن الأيام أثبت صحة مواقف السلفيين ومن فتنة الحوثي على وجه الخصوص فلا داعي لإعلان موقف العداء منهم ومنابذة مواقفهم دون تأني وروية ولو من باب أنه رأي له نصيب من احتمال الصواب ونظر له وجهته وهذه قناعة أصحابه .
وفق الله الجميع للرشاد وأعان على ما فيه خير البلاد والعباد وصرف عنا أهل الفسق والفساد
المدينة – ذي الحجة 1430 هـ
*الألوكة