نبيل النشمي
طار الإعلام شرقا وغربا بما عُرف بقصة ’’ فتاة بحر أبو سكينة ’’ وتناسى الكثير قضايا وأحداث أعمق وأبلغ أثرا في حياة الأمة غير أن غرابة الحداثة وتوقيتها كان له الأثر في انتشار تفاصيلها ومتابعة أخبارها ولن نأتي بجديد في ذلك فالحادثة وتفاصيلها انتشرت واشتهرت بما يغني عن الإعادة وهي قصة من الغرابة بمكان ولكنها ستأخذ حقها من التداول والنقاش والأخذ والرد ثم ما هي إلا أيام وكانت - إعلاميا - نسيا منسيا لكنها على قلوب أهلها لن تنتهي ما بقيت لهم حياة ، هذا إن لم يتوارثوا آلامها وجراحاتها ، لذا أحببت هنا أن نقف عند دروسها وعبرها لنتعلم منها ولنجعها أول وآخر قصة من هذا النوع الغريب على ديننا وقيمنا وعاداتنا وأخلاقنا ومن تلكم العبر :
1- ضرورة التربية الإيمانية : عندما يكون القلب مستشعرا مراقبة الله تعالى والخوف منه معظما لأمره ونهيه وحدوده لن يتجرأ على المعصية بمثل هذه الجرأة والإصرار فجيلنا بحاجة إلى تكثف الجهود الرسمية وغير الرسمية لتعزيز هذا الأمر خاصة مع فتن كقطع الليل المظلم .
2- عاقبة العقوق : إذا كان الإحسان بالوالدين من أعظم البر فإن عقوقهما من أعظم الإثم وهو من الكبائر كما لا يخفى ولذا فإن عاقبته وخيمة في الدنيا قبل الآخرة وسيذوق العاق مرارة عقوقه عاجلا في الدنيا وقد ظهر في الفتاة بجلاء لمن كان له عقل فقد وقعت في منكرات متتابعة مثل سفرها دون إذن وليها وربما زواجها دون رضا والديها وإدخالها الحزن على أسرتها وبالأخص الوالدين ودخولها السجن ثم دار رعاية الفتيات والله أعلم أن سينتهي مصيرها .
3- عاقبة الظلم : مع اعترافنا بأن ما قامت به الفتاة خطأ ليس له مبرر مقنع إلا أن التذكير بظلم أولياء الأمور لمن تحتهم من النساء ( بنات أو أخوات ) لا بد منه وذلك لأن مبرر الفتاة التي اقتنعت به هو ظلم أهلها لها بحيث أرادوا تزويجها ممن لا ترغب به ولا تريده ورفضهم لزواجها ممن رغبت به دون مبرر شرعي ثم القيام بإيذائها نفسيا وبدنيا ( حسب قولها ) .
4- أثر وخطر الإعلام : يظهر أثر الإعلام في قصة الفتاة من ناحيتين الأولى : أن ما قامت به الفتاة يعتبر تصرفا غريبا وجديدا على ثقافة المجتمع ومخالف لعادات وأعراف البلد وهذا يدل على أثر المسلسلات التي تبني ثقافة الحب بين الجنسيين والعلاقات خارج الحدود والأعراف واستعداد الطرفين لفعل أي شيء لأجل الحب ولو دمر الأسرة بل المجتمع .الثانية : تناول الإعلام للقضية وتعاملها معها ونشرها والإشادة بها وتقديمها كنموذج صالح للإقتداء به مما يدعو ولو بطريقة غير مباشرة إلى تكرارها وقبولها بل والوقوف معها كما حصل .
5- مع الاعتذار لولي البنت لكن الحق يقال أن ما حصل ليس ببعيد أن يكون أثرا من آثار مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ’’إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إن لا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير. قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ... ثلاث مرات ’’ رواه الترمذى وقال: * حسن. فرفض الأب تزويج الشاب دون حجة شرعية رغم تقدمه لخطبتها ثلاث مرات وموافقة بل ورغبة البنت وحرصها على ذلك الشاب سبب فتنة وفسادا كبيرا وإنه لم نشعر .
أخيرا : دعوة أوجهها للخيرين وذوي الإحساس بخطورة دخول مثل هذه العادات على مجتمعاتنا من الشخصيات المؤثرة والقريبة من الأسرة أن يقوموا بما يجمع الشمل ويصلح الحال {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } [النساء: 35]
والله المستعان وعليه التكلان
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
*لجينيات
طار الإعلام شرقا وغربا بما عُرف بقصة ’’ فتاة بحر أبو سكينة ’’ وتناسى الكثير قضايا وأحداث أعمق وأبلغ أثرا في حياة الأمة غير أن غرابة الحداثة وتوقيتها كان له الأثر في انتشار تفاصيلها ومتابعة أخبارها ولن نأتي بجديد في ذلك فالحادثة وتفاصيلها انتشرت واشتهرت بما يغني عن الإعادة وهي قصة من الغرابة بمكان ولكنها ستأخذ حقها من التداول والنقاش والأخذ والرد ثم ما هي إلا أيام وكانت - إعلاميا - نسيا منسيا لكنها على قلوب أهلها لن تنتهي ما بقيت لهم حياة ، هذا إن لم يتوارثوا آلامها وجراحاتها ، لذا أحببت هنا أن نقف عند دروسها وعبرها لنتعلم منها ولنجعها أول وآخر قصة من هذا النوع الغريب على ديننا وقيمنا وعاداتنا وأخلاقنا ومن تلكم العبر :
1- ضرورة التربية الإيمانية : عندما يكون القلب مستشعرا مراقبة الله تعالى والخوف منه معظما لأمره ونهيه وحدوده لن يتجرأ على المعصية بمثل هذه الجرأة والإصرار فجيلنا بحاجة إلى تكثف الجهود الرسمية وغير الرسمية لتعزيز هذا الأمر خاصة مع فتن كقطع الليل المظلم .
2- عاقبة العقوق : إذا كان الإحسان بالوالدين من أعظم البر فإن عقوقهما من أعظم الإثم وهو من الكبائر كما لا يخفى ولذا فإن عاقبته وخيمة في الدنيا قبل الآخرة وسيذوق العاق مرارة عقوقه عاجلا في الدنيا وقد ظهر في الفتاة بجلاء لمن كان له عقل فقد وقعت في منكرات متتابعة مثل سفرها دون إذن وليها وربما زواجها دون رضا والديها وإدخالها الحزن على أسرتها وبالأخص الوالدين ودخولها السجن ثم دار رعاية الفتيات والله أعلم أن سينتهي مصيرها .
3- عاقبة الظلم : مع اعترافنا بأن ما قامت به الفتاة خطأ ليس له مبرر مقنع إلا أن التذكير بظلم أولياء الأمور لمن تحتهم من النساء ( بنات أو أخوات ) لا بد منه وذلك لأن مبرر الفتاة التي اقتنعت به هو ظلم أهلها لها بحيث أرادوا تزويجها ممن لا ترغب به ولا تريده ورفضهم لزواجها ممن رغبت به دون مبرر شرعي ثم القيام بإيذائها نفسيا وبدنيا ( حسب قولها ) .
4- أثر وخطر الإعلام : يظهر أثر الإعلام في قصة الفتاة من ناحيتين الأولى : أن ما قامت به الفتاة يعتبر تصرفا غريبا وجديدا على ثقافة المجتمع ومخالف لعادات وأعراف البلد وهذا يدل على أثر المسلسلات التي تبني ثقافة الحب بين الجنسيين والعلاقات خارج الحدود والأعراف واستعداد الطرفين لفعل أي شيء لأجل الحب ولو دمر الأسرة بل المجتمع .الثانية : تناول الإعلام للقضية وتعاملها معها ونشرها والإشادة بها وتقديمها كنموذج صالح للإقتداء به مما يدعو ولو بطريقة غير مباشرة إلى تكرارها وقبولها بل والوقوف معها كما حصل .
5- مع الاعتذار لولي البنت لكن الحق يقال أن ما حصل ليس ببعيد أن يكون أثرا من آثار مخالفة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ’’إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إن لا تفعلوه تكن فتنة فى الأرض وفساد كبير. قالوا: يا رسول الله وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ... ثلاث مرات ’’ رواه الترمذى وقال: * حسن. فرفض الأب تزويج الشاب دون حجة شرعية رغم تقدمه لخطبتها ثلاث مرات وموافقة بل ورغبة البنت وحرصها على ذلك الشاب سبب فتنة وفسادا كبيرا وإنه لم نشعر .
أخيرا : دعوة أوجهها للخيرين وذوي الإحساس بخطورة دخول مثل هذه العادات على مجتمعاتنا من الشخصيات المؤثرة والقريبة من الأسرة أن يقوموا بما يجمع الشمل ويصلح الحال {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } [النساء: 35]
والله المستعان وعليه التكلان
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
*لجينيات