مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
وسقط صنم الليبرالية (3/3)
.وهو مذهب اخترعه ملاحدة أوربا، في عصر انتشار اللادينية، بعد الثورة على الكنسية النصرانية المشركة، ويزعم مخترعوه أن قطب رحاه هو الحرية، إياها يعبدون، ولها يركع ويسجدون، وعجبا لأمر هذه الحريّة الزائفة، التي يطالب بها من يطلقون على أنفسهم (الليبراليّون) في كل مكان من العالم...’’

الليبرالية والمرأة :

هذه شهادة واحد من مفكري الغرب وتحديدا أمريكا في بيان عوار الليبرالية في واحد من أخطر الميادين التي يصول فيه الليبراليون ويجولون ، وهو مجال المرأة :

حيث أوضح المؤلف الأميركي المناهض للحركات النسائية ’’غاري نيلر’’ الذي ألف كتاب (لعنة العام1920)، أن المجتمع الأميركي لم يجن من مشاركة المرأة سوى ’’تآكل القيم الأخلاقية والاجتماعية’’ .

وبدا معجباً بثقافة السعوديين تجاه المرأة، واصفاً الرجل السعودي في حوار مع ’’الحياة’’ بـ «آخر الرجال وقوفاً في العالم». وأضاف: «في الحالة السعودية الأنظمة الدينية والاجتماعية، إضافة إلى الحقوق المدنية، تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في أوروبا وأميركا، فالصفات الأخلاقية والدينية للسعوديين أكثر اتساقاً وأفضل من حال مؤسسي الولايات المتحدة.

وطالب نيلر في رسالة وجهها إلى من سماهم «إخوانه في السعودية» برفض كل الأصوات المطالبة بفتح المجال أمام المرأة للتصويت والمشاركة السياسية، محذراً من «لعنة مقبلة تشبه تلك التي أصابت الولايات المتحدة، حينما أتيحت الفرصة للمرأة الأميركية لإسماع صوتها والمشاركة في التصويت.

ويبرر نيلر رأيه المخالف للعقلية الغربية بشكل عام بـ ’’النتائج المدمرة التي طالت المجتمع الأميركي بعد عام 1920، وهو العام الذي نالت فيه المرأة الأميركية حقها الوطني في التصويت’’. واستطرد معدداً الآثار المترتبة على توسيع المشاركة النسائية، اقتصادياً، ارتفعت التكاليف الحكومية بشكل متسارع، بشكل صار يهدد الاقتصاد الأميركي، مستدلاً بدراسة أجراها قسم القانون في جامعة شيكاغو في هذا الجانب بعنوان ’’كيف أثر انتخاب المرأة بشكل متسارع في حجم ونطاق الحكومة ؟’’.

ويضيف : ’’أما اجتماعياً، فإن ثلاثة أرباع حالات الطلاق المنظورة في المحاكم الأميركية، تقدمها نساء بشكل يهدد الأمن المالي والتماسك الاجتماعي للأسر’’ .

ويتساءل نيلر متعجباً عن «شكل الفضيلة والأخلاق وضبط النفس والأمومة لدى النساء بعد حصولهن على حق المشاركة السياسية والمساواة في التعليم والتوظيف، بدلاً من الاهتمام بالمظهر والملابس؟.

وحول خوفه من تبعات دعواته لسحب الحقوق من المرأة بعد إصدار كتاب «لعنة العام 1920»، قال: «لسوء الحظ، زوجتي وأسرتي رفضوني، ولم يعد لي أن أدعي انتمائي إلى الديانة المسيحية في ظل المسيحية التقليدية، كما أن عائلتي تخلت عن الثوابت التي نشأت عليها، التي كانت في غاية الأهمية لنا، وانتقلت إلى العالم الآخر المليء بالمتعة’’ .

وقال: «لا يوجد تشابه بين المجتمعين السعودي والأميركي... لكن هل أنتم مستعدون للتعامل مع الإحصاءات الأميركية، إذ إن نسبة الطلاق تصل إلى 53 في المئة، وعدد البيوت الزوجية التقليدية نحو 50 في المئة’’.

ويواصل نيلر هجومه على الوضع الذي وصلت إليه حال المجتمع الأميركي بعد إعطاء المرأة حقها في التصويت، مشيراً إلى قضية الإجهاض التي بلغت أرقامها نحو 3500 حالة إجهاض يومياً في أميركا وحدها، مرجعاً ذلك أيضاً إلى الحقوق ’’أو اللعنة’’ التي أعطيت للمرأة. واختار أن يصف الحرية للمرأة الأميركية بـ المدمرة، إذ دمرت الأسرة الأميركية والأخلاق وعدداً لا يحصى من الأرواح (في إشارة إلى موضوع الإجهاض) ، فضلاً عن زعزعة الاستقرار المالي وغياب احترام القيم وقدسية الزواج، والخلط بين الحقوق الشرعية السياسية للرجل والمرأة.

ويؤكد أن الأمهات من النساء لسن أبداً عاطلات»، وأن المشكلة تكمن في «عدم رؤية ما يؤدي إليه هذا الطريق وتبعات إعطاء المرأة حقها وحريتها في مشاركة الرجل.

يذكر أن غاري نيلر حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم من جامعة تكساس للتقنية، وبدأ تناوله لقضايا الحركة النسائية في عام 1994، مصدراً كتابه الأول ’’لعنة العام 1920’’، الذي يعد الأول من نوعه في مجال درس الحركات النسائية، مبيناً أن سبب توجهه لهذا المجال هو: «تدمير هذه الحركة للأرواح والعائلات والمجتمعات والدين.

وقد أشار في رسالة بعث بها إلى ملك السعودية إلى التبعات التي أعقبت إعطاء المرأة حقوقها السياسية في العام 1920، إذ ضرب الفساد الأخلاقي المجتمع الأميركي، والتخلي عن القيم الأخلاقية والمدنية، وانتشار الإباحية والطلاق والإجهاض، حتى أصبحت أميركا - بحسب وصف نيلر -: «الشيطان الأكبر»، الذي لا يمكنه العودة إلى أخلاق الآباء المؤسسين والتوبة قبل إدراك هذه الحقيقة، مبدياً قلقه حول الوضع الحالي للمجتمع الأميركي، ومعيداً تقديره وامتنانه للالتزام السعودي الراسخ والثابت بالثوابت الدينية والأخلاقية، وراجياً ألا يؤثر «الغباء والحماقة والعمى الأميركي» على هذا الالتزام»، ومختتماً بقوله: «سامحنا، لأننا لا نعرف ما نقوم به، وندين الذين هم أكثر صلاحاً منا’’ ().

كما جاءت اللبرالية الجنسية فألغت كل القيود ، فنجد الصحافة الغربية والأمريكية بالذات مليئة بارتكاب كثير من المحرمات ، فلم يعد الأب يتورع من نكاح ابنته نكاح مدنيا، غير كنسي، ولم تعد الأخت تنظر إلى أخيها من منظور التحريم، ولا تنظر الأم إلى ولدها في ممارسة الجنس بمنظار الإنجيل المُحَرِم ... وفي أمريكا منتديات يهودية مهمتها نقض الثوابت في ممارسة الجنس .

تنص القوانين الأوربية جمعاء ، أن الفتاة إذا بلغت ستة عشر عاما ، فمن حقها أن تتصرف في نفسها كما تشاء ، وتهب نفسَها لمن تريد ، كم من أبٍ مسلمٍ في بريطانيا دخل السجن ، لأنه منع عشيق ابنته دخول داره لممارسة الفحشاء ، فشكته الابنة إلى الشرطة ، فحُوكِم ونال الجزاء القانوني .

والسؤال الآن للذي يدعو لتحرير المرأة من قيد (الأصولية) الإسلامية، كيف يحارب الوصاية الفكرية وهو يخلصها من القيد ويرميها بوحل التغريب، كي تكون مسخاً للمرأة الغربية في طريقة التفكير وأسلوب الحياة، ولك أن تعجب عندما شنوا حملة فكرية شعواء على الشيخ الهلالي مفتي أستراليا على خلفية تصريحه (اللحم المكشوف) عن النساء العاريات، لأن هذا تعدٍّ على الآخر لكنهم صمتوا صمت القبور على تصريح أحد وزراء الثقافة العرب ضد الحجاب واعتبروه رأياً يدخل في حرية التعبير’’.

الليبرالية وحقوق الإنسان :

إذا كانت اللبيرالية الأولى نقلة نوعية — بالنسبة لأوربا — في قضية حقوق الإنسان، فإن الليبرالية الجديدة انتكاسة حقيقية لحقوق الإنسان، تحت سمع وبصر العالم، ليس الإنسان الغربي فحسب، بل الإنسان الشرقي والشمالي والجنوبي: تستخدم فيها القوة العسكرية لفرض الهيمنة والأفكار والتقاليد، في عصر ما يسمى بالعولمة، فلم تعد للحريات الإنسانية مكانا، إلا الحريات التي تمليها القوة الكبرى (أمريكا) بسيطرتها المحكمة على مراكز الأرض، برا وبحرا، من خلال قواعدها البرية، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وأساطيلها البحرية، متمثلة في حاملات الطائرات، التي تجوب بحار العالم، كقواعد عسكرية متنقلة، فكل من يخرج عن إرادة هذه القوة الكبرى فهو خارج عن القانون ( إرهابي)، فالقاعدة : ’’إما أن تكون معنا، أو ضدنا’’..

ولايملك العالم أمام هذه القوة الهائلة إلا الخنوع والرضوخ لإرادتها، وتنفيذ كل ما يطلب منها، وإلا كان مصيرها التأديب باسم النظام الدولي متمثلا في:

- هيئة الأمم المتحدة..

- صندق النقد الدولي..

- البنك الدولي..

- منظمة التجارة العالمية..

- كذلك باسم مكافحة الإرهاب، والقضاء على محور الشر.

ولعل هذه النتيجة السلبية القاتمة لم تكن مفاجأة، لمن تتبع سير الفكرة وعرف أسباب نشأتها، ومن الذي تولى توجيهها، ورسم حدودها وخطتها، فما كانت إلا شعارا أجوف المضمون، لم يكن يراد لذاته، بل لغيره..

نعم كان هناك مخلصون للفكرة، ونادوا بصدق وإيمان تام، لكن لم يكن منهم إلا التقرير والتصوير، أما التوجيه وتولي دفة السير فكانت لغيرهم، ممن اقتنص الفرصة ليضرب ضربته في تحقيق أهدافه الخاصة، فركب موجة الليبرالية، ودعا إليها، وهو يعلم سلفا أنها ضارة غير نافعة، وأن نفعها بالنسبة للشعوب محدودة جدا، بل لا تقارن بمضارها، وفائدتها قاصرة على ذوي الأهداف الفاسدة الشريرة، وهم اليهود!!!…..

وقد حاول النموذج الرأسمالي الصناعي أثناء القرن العشرين التغلغل في الدول النامية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وخاصة أن التنمية الاجتماعية والسياسية تم تعريفها بالمنظور الاقتصادي الغربي المتمثل في نظرية التقدم المادي، ولكن العديد من البلدان النامية قاومت الليبرالية لارتباطها بالنظم الاستعمارية من جهة ولقوة الثقافة السياسية التقليدية في الدول حديثة الاستقلال التي تناصر الجماعية وليس الفردية؛ ولذلك كانت تربة خصبة لنمو الاشتراكية والقومية أكثر من الليبرالية الغربية.

شهادات مفكري وعلماء الغرب علي فشل الليبرالية :

لم تكن الليبرالية محل إجماع بين المفكرين الغربيين، فقد رفضها هوبز، وعظم من شأن سلطة الدولة، حتى أولئك الذين تبنوا الفكرة — وهم الأكثرية — اضطربوا في تحديد نطاقها ورسم حدودها، بعد إذ لمسوا كثيرا من الخلل في التطبيق:

فالحرية المطلقة التي تدعو إليها الليبرالية تتعارض مع قيم أخرى، كالعدالة والمساواة، بل وحريات الآخرين، لذا فقد حاول جون ستيوارت ميل أن يجد معادلة توفق بين الليبرالية والديمقراطية، فلم يسمح بتقييد حرية فرد ما، إلا لمنع ضرر واضح يلحق بالآخرين، نتيجة تصرف هذا الفرد، وقد ميز جون ميل بين الحيز الخاص والحيز العام، فأعطى الفرد حرية مطلقة في الحيز الأول، وسمح للدولة بأن تتدخل فقط فيما يتعلق بالحيز الثاني. فهذا التقييد للحرية بهذا التقسيم، يتنافى مع الحرية المطلقة والاستقلالية التامة، لكن الفكر الليبرالي أدرك أهمية هذا التقييد، وإلا فلن تكون الليبرالية حلا صحيحا، متلائما مع حاجات الفرد قبل حاجات الجماعة، فحرية الفرد لاتصح أن تكون سببا في شقاء الفرد الآخر، كما لاتصح أن تكون سببا في إلغاء حرية الفرد الآخر، فما من حرية مطلقة ينادى بها للفرد، إلا وفيها إلغاء لحرية فرد آخر، فهذا الشعار الجميل في مظهره، يحمل في تطبيقاته مشاكل كثيرة، شعر بها وعاشها دعاتها وشعوب أوربا، ولذا اضطروا، إلى قيد: عدم الإضرار بالآخر.. لكن هذا القيد غير محدد، ويختلف من شخص إلى آخر، ومن أمة إلى أخرى.

فالحرية جميلة، والقيد لابد منه، لكن الخلاف حول معنى ’’الحرية’’، وحد القيد المحدد للحرية.

وإذا كان الفكر الليبرالي يرى الحل الديمقراطي هو الأمثل والبديل المناسب للملكية القسرية، فإن التجربة الديمقراطية أثبتت أنها ليست إلا وجها جديدا للحكم الملكي الدكتاتوري، فالسلبيات التي كانت تنشأ عن الحكم الملكي عادت في ظل حكم الأغلبية، فما الذي يمنع الأغلبية أن تمارس طغيانها الخاص، كما مارس الحكم الملكي طغيانه الخاص؟.

والتجربة أثبتت أن رقابة المجتمع، في ظل الديمقراطية، لم تفد شيئا ذا بال، فالمشاكل متفاقمة، والتلاعب مستمر، وإذا ذهب وجه ديمقراطي منتخب بإسقاطه، لطغيانه، جاء وجه آخر، يمارس نفس الدور، في حلقة مفرغة، ودورة مستمرة لاتنتهي.

وقد شعر بهذه المشكلة كبار الليبراليين والقانونيين: ’’فقد أدرك ملّ أن مشكلة تسلط الملوك وإن حلت تاريخيا بتجريدهم من صلاحياتهم أو بقطع رؤوسهم، تعود وتظهر بشكل طغيان الأكثرية أو من يمثلها في النظام الديمقراطي، والحل الدستوري (عبر القوانين وإصلاح المؤسسات، وإنشاء المحاكم العليا، وتعدد الأكثريات من خلال النسق التعاقبي للانتخابات إلخ..) لايحل المشكلة كليا، حتى لو تأكدنا أن الديمقراطية دستورية، يبقى، في نهاية المطاف، الدستور وتقرير أحكامه في يد الأكثرية.

وقد أدرك توماس جيفرسون (1743-1826) هذه الحقيقة قبل ملّ، وتوكفيل، وتوماس جرين (1836-1882)، وكونستانت وغيرهم، ممن أدركوا طبيعة هذه المشكلة وأبعادها، ففي نص القانون الذي يحمي حرية العبادة (كتبه جيفرسون عام1779، وصدقه المجلس الاشتراعي لولاية فرجينيا في العام 1786) ورد في الفقرة الأخيرة ما معناه:

- نحن ندرك في هذا المجلس، الذي انتخبه الشعب لاشتراع القوانين، أن لاسلطة لنا على المجالس اللاحقة، التي سوف تنتخب بعدنا، ويكون لها صلاحية قانونية، ولانستطيع أن نجعل هذا القانون الذي اشترعناه اليوم غير قابل للنقض في المستقبل، وإن نحن فعلنا ذلك فلا يكون هذا صفة قانونية ملزمة، ولكننا نعلن أن كل من ينقض هذا القانون، أو يلغيه، أو يحد منه، إنما ينتهك حقوقا للإنسان طبيعية.

وقول جيفرسون هذا يشير بوضوح إلى أنه أدرك أن الضمانة لاتكون في النهاية إلا بوعي المواطنين وبحكمتهم وأخلاقيتهم، ولم يجد جيفرسون في يده حيلة سوى العودة إلى مفهوم حقوق الإنسان الطبيعية’’ . فهذه شهادة الليبراليين بعجز هذه المجالس النيابية الديمقراطية الليبرالية عن حفظ حقوق الإنسان الطبيعية، لو فرضنا أنها في إحدى الدورات ضمنت هذه الحقوق، إلا أنه لا ضمان في دوامها.

لم يصدُق كاتب غربي في كشف حقيقة المذهب (اللبرالي) كما صدَق الكتاب الأمريكي (RASSEL JACOBY) إذ وصفه قائلا: (إنه ليس فقط مفتقدا تراثا كلاسيكيا واضحا، بل مختلطا أيضا بالغموض والفضيحة، ثم نقل كلمة في غاية الدقة، عبر بها أحد كبار مؤرخي فرنســـا عن هذا المذهب: (لقد كنا غير محظوظين، بشكل استثنائي، في اختيار هذا الشعار، ومن الصعب أن تجد شعارا آخر أكثر ابتذالا وأقل لياقة منه بالتأكيد، ليس ثمة شعار يمكن أن يكون نابيا وبلا دلالة مثله،..شعار ذو أصل حديث مبتذل، لا علاقة له بأصل كلاسيكي.. شعار بلا مستدعيات أدبية أو تاريخية.. شعار مجرد تماما من أي صدى ديني أو أخلاقي.. شعار يمكن أن يعني التفكك وفق أهواء كل فرد.. وكل مواطن يحمل في قلبه مصالح وطنه، لابد أن يأسف لسوء اختيار هذا الشعار الذي لا يلائم جمهورية عظيمة على الإطلاق).

THE END OF UTOPIA NEW YORK 1999 P45 يقول الخبير الفرنسي بشؤون الإسلام السياسي أوليفيه روا : عندما يكون على الغرب الاختيار بين العلمانية والديمقراطية، فهو يختار العلمانية دائماً، وعندما تكون العلمانية في كفة والديمقراطية في كفة كما في الجزائر وتركيا فالغرب يختار دائماً العلمانية لا الديمقراطية، الغرب يفضل قيام نظام تسلطي دكتاتوري على وصول الإسلاميين إلى السلطة ..

* تحدث أدوارد ما نسفليد و جاك سنايدر عن فوز جبهة الإنقاذ الجزائرية، وحزب الرفاة في تركيا وضرورة (ضربهما) يقولان : في كلتا الحالتين، كان لا بد من أنتهاك المسار الديمقراطي، وذلك لإيقاف ما أسفرت عنه العملية الديمقراطية نفسها، فقد عبر كثير من المراقبين والحكومات عن ارتياحهما لهذا، مبررين ذلك بأنه من الأفضل وجود حكومة فاشية نستطيع التعامل معها، بدلاً من حكومة إسلامية لا نستطيع التعامل معها !

يقول مراد هوفمان : إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل ، حتى مع عبدة الشيطان ، ولكنه لا يظهر أي تسامح مع المسلمين، فكل شيئ مسموح إلا أن تكون مسلمًا !؟ ثم يأتينا من يقول أنا ليبرالي مُسلم !

* يقول محمد أركون : على الرغم من أني أحد الباحثين المسلمين المعتنقين للمنهج العلمي والنقد الراديكالي للظاهرة الدينية، إلا أنهم — أي الفرنسيين - يستمرون في النظر إليّ وكأني مسلم تقليدي! فالمسلم في نظرهم —أي مسلم- شخص مرفوض ومرمي في دائرة عقائده الغريبة ودينه الخالص وجهاده المقدس وقمعه للمرأة وجهله بحقوق الإنسان وقيم الديموقراطية ومعارضته الأزلية والجوهرية للعلمنة، هذا هو المسلم ولا يمكنه أن يكون إلا هكذا! والمثقف الموصوف بالمسلم يشار إليه دائماً بضمير الغائب: فهو الأجنبي المزعج الذي لا يمكن تمثله أو هضمه في المجتمعات الأوروبية لأنه يستعصي على كل تحديث أو حداثة !

كذلك فإن أحدًا لا يصدق أمريكا حتى الأمريكيين والأوروبيين بل والمتعاطفين مع النموذج الأمريكي بين المثقفين العرب؛ فالمفكر الأمريكي (فوكوياما) صاحب نظرية’’نهاية التاريخ’’ التي بشر فيها بسيادة الليبرالية الغربية يري أن دعوة أمريكا إلى الديمقراطية تفتقر إلى المصداقية، والصحفي البريطاني (روبرت فيسك) يقول الشيء نفسه مع إضافة أن أمريكا تدعم الطائفية وتمنع الديمقراطية في العراق؛ بل ويقول: إن الغرب نفسه هو الذي منع التطور الديمقراطي في المنطقة؛ فبريطانيا مثلاً هي التي منعت بالقوة التطور الديمقراطي في مصر في الثلاثينيات من القرن الماضي. والدكتور (عبد المنعم سعيد) وهو مفكر مصري وصحفي بالأهرام ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وهو بالمناسبة مع النموذج الأمريكي وضد المقاومة ومع التطبيع.. الخ اكتشف أخيرًا أن الاستثناء الأمريكي بخصوص الديمقراطية قد انتهي، وأن المدينة المضيئة على التل قد أصبحت معتمة!! وأن هناك أيديولوجية شوفينية بدأت تترعرع في أمريكا ذاتها.

الليبرالية في بلادنا العربية:

تعتبر الحملة الفرنسية علي مصر بداية تاريخ الليبرالية فيها بل وفي بلاد الإسلام ، حيث بدا الأمر بهزيمة عسكرية أعقبها هزيمة نفسية خطيرة جراء ما شاهده المصريون من تقدم وازدهار في جميع الميادين ، تعمد الفرنسيون إظهاره أثناء الحملة .

وظهرت الليبرالية في كثير من الصور منها السياسية والتشريعية حتى الأخلاقية منها عن طريق سلوك الفرنسيات المرافقات للحملة سواء فى ملبسهم ومسلكهم .

ولم تكد تخرج الحملة الفرنسية من مصر حتى أثرت تأثيرا نفسيا سلبيا في نفوس الكثير من المصريين ، أعقبه ميل للخضوع والخنوع والتقليد .

ولم تمضي إلا سنوات قليلة حني ظهرت الطلائع الليبرالية فى أمة الإسلام ،أمثال رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي ثم أعقبهم جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وتلاميذهم الذين تربوا علي أيديهم .

ثم كانت فترة الاستعمار الإنجليزي التي استمر فيها المد الليبرالي، وتحت إشراف ذلك المستعمر، وضع الليبراليون أيديهم على كل منافذ التأثير، وقد تعاقبت على حكم مصر حكومات تنتمي إلى أحزاب سياسية، وكان أكثرها يحمل المبادئ الليبرالية في السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع، كحزب الوفد الضليع في علمانيته الذي أسسه سعد زغلول والذي تفرعت منه أو انشقت عنه أحزاب علمانية، تؤمن كلها بالمبادئ الليبرالية على اختلافٍ بينها في الوسائل، وفي المدة من (أكتوبر 1922م) وحتى قيام ثورة (يوليو 1952م) أي فيما يقرب من ثلاثين عاماً، قامت في مصر إحدى وأربعون وزارة، كان الوفديون الليبراليون أو المنشقون عن الوفديين (السعديين) يتناوبون فيها مع غيرهم من العلمانيين على كراسي رئاسة الوزراء، ولم يكن التنافس بين هذه الأحزاب في الغالب إلا بقدر إثبات قدرتها على إحداث التغيير في بيئة المجتمع المصري وفق معايير الغرب؛ فماذا كانت الحصيلة؟

* وضع دستور علماني لمصر عام (1923م) على يد حزب الأحرار الدستورين المتعاطفين مع الانجليز، وهو الدستور الذي ظل معمولاً به مدة المد الليبرالي، والذي نص صراحة على أن التشريع حق خالص للبرلمان، وهو ما يعني تنحية الشريعة، وظل ذلك تقليداً متبعاً بعد ذلك.

* في ظل الأحزاب الليبرالية، جرى (تأليف) أحكام مبدلة وضعية بدلاً من الأحكام الشرعية على يد (عبد الرزاق السنهوري)، وفريقه، وهي الأحكام والقوانين المحادة للشريعة والمتناقضة مع أحكامها ومقاصدها والتي أصبحت مصدراً تستمد منه معظم الدول العربية فيما بعد قوانينها، وقد أحلت تلك القوانين كثيراً من المحرمات وألغت مرجعية الشريعة بشكل عملي.

* انطلقت مؤامرة (لبرلة) أو (تحرير المرأة) من حجاب العفة والكرامة، على يد قاسم أمين (تنظيراً)، وهدى شعراوي وصفية زغلول (تطبيقاً) وانتشرت العدوى بعد ذلك إلى بلدان عربية عديدة حتى صارت بعض العربيات ينافس الأوروبيات في (الليبرالية) الاجتماعية والأخلاقية.

* أُرسيت قواعد التعامل الربوي لتُبنى عليها صروح الاقتصاد، على يد (طلعت حرب) الذي أقام اقتصاداً وطنياً حراً، وأنشأ بنك مصرو أقام المؤسسات والشركات ليؤكل الربا أضعافاً مضاعفة.

* أُصِّل «بطلان» الحكم الإسلامي على يد (علي عبد الرازق) الذي بلغت (اليبرالية الدينية) على يديه أن زعم أن المسلمين أحرار في أن يهجروا تحكيم الشريعة؛ لأن الإسلام دين لا دولة.

* جرت علمنة مناهج التعليم، على يد المستشار القس (دنلوب) المفوض الإنجليزي الذي كلف بوضع المعالم الرئيسة لمناهج التعليم المصرية؛ بحيث يُحَيَّد فيها الدين والتاريخ الإسلامي، وتهمش اللغة، وتستلهم المبادئ الغربية.

ثم تمضى القافلة حتي نصل الى ظهور فئة من الليبراليين أطلق عليهم (الليبراليون الجدد) الذين يتسمون بالتطرف في أفكارهم ، ومواقفهم السلبية من الإسلام ، وولائهم للسياسة الأميركية والإسرائيلية. من أبرز سماتهم أيضا تناقضهم المخيف والتراجيدي مع أبسط مفهومات الليبرالية، وهي الحرية والتعددية والاحتفال بالتنوع . كما أن الظاهرة (الليبرالية) الجديدة ذات طبيعة إقصائية وأحادية وموغلة في جلد الذات والتبرؤ من تاريخ الأمة وأمجادها ، والتشديد على أن الحداثة مرتبطة ارتباطا جوهريا بالتنكر للدين ، واستلهام التجربة الأوروبية في هذا السياق ، ومن ثم إعادة تأويل القرآن والسنة ليتمشيا مع مقتضيات الحداثة المنشودة ، بحيث يتم تبني المفهوم الغربي والطريقة الغربية والسياسات الغربية ، والدفاع عنها وتسويقها بشتى السبل .

ويمثل هذا الاتجاه في السعودية مثلا عبد الرحمن الراشد وعدد من زملائه في صحيفة الشرق الأوسط وقناة العربية وموقعها وكذلك موقع إيلاف الأوضح تطرفا والذي يرأسه عثمان العمير ، وكان رئيس تحرير سابقا للشرق الأوسط() .

وأنقل هنا مثلا علي تطرف هذه الفئة نقلا عن جريدة ’’ الرياض ’’: حيث رأى ’’الناشط’’ الليبرالي السعودي رائف بدوي أن على ’’محكمة العدل الدولية’’ أن تتدخل في المملكة العربية السعودية لوقف تجاوزات إحدى جهاتها الحكومية.

وقال بدوي في لقاء أجرته معه شبكة ’’سي إن إن’’ الأمريكية أن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي المنكر أقيمت من اجل أمر واحد هو ’’قمع الشعب السعودي’’، ورأى بضرورة تقديم رئيسها الشيخ إبراهيم الغيث إلى محكمة العدل الدولية بصفته مسئولا عن جرائم ضد الإنسانية.

وشن بدوي، خلال البرنامج الذي خصصته القناة للحديث عن الهيئة، هجوما قويا على أفرادها ، وقال إن ’’اغلبهم من أصحاب السوابق الأخلاقية’’.

مثالا آخر أكثر فجاجة هو مُحَمَّد أركون؟’’ وهو مُفَكِّر جزائري، ولد بمِنْطَقة القبائل الكبرى سنة 1928 م. قَضَى فترة التعليم الثانوي بوهران والعالي بالجزائر العاصمة، ثم أَتَمَّ تعليمه العالي بباريس حيث حَصَل سنة 1955 على شهادة التبريز في اللُّغة العربيَّة والأدب العربيّ، عمل مُدَرِّسًا بثانويَّات ستراسبورغ كما كان يُعْطِي دُروسًا بكُلِّيَة الآداب بنَفْسِ المدينة ما بين 1956 م، و 1959 م. ثم عمل أستاذًا مُساعِداً جامعة السُّوربون ما بين 1960 و 1969 .

جُلُّ مؤلفاته باللُّغة الفِرنسيَّة، وقد تُرْجِم البعض منها مؤخراً إلى العَربيَّة وكذلك بعض نصوص مُحاضراته التي نشرتها بعض المجلات العربيَّة.

عند أركون أهداف واضحة لمن يستقرئ أعماله ويصبر على التزوير والمراوغة واللعب بالكلمات في غير معانيها حتى يحصل على هدفه الكبير من كل مشروعه ، وسائله نقد الكُتاب الإسلاميين الذين ليست لهم صلة بالمدارس الغربية في الفكر، ويرى اعتبار المعرفة الإسلامية نموذجاً أسطورياً لابد أن يخضع للدراسة والنقاش ، ويرى المجاهرة باعتبار العلوم الإسلامية سياقـاً مـعـرفـيـاً أسطورياً يزعج المسلمين ويهز إيمانهم ، ولكن لابد - كما يرى - من بناء مفاهيم جديدة مستمدة من الاحتياجات الجديدة كما فعل السلف، ويرى أن هناك مناطق عديدة في الفكر الإسلامي لا تمس ولا يفكر فيها مثل مسألة عثمان - رضي الله عنه - وقضايا جمع القرآن، والتسليم بصحة أحاديث البخاري والموافقة على الأصول التي بناها الشافعي، ويرى أنه يضع أساساً للاجتهاد وعقلانية جديدة .

وهو يغالط كثيراً في معنى كلمة ’’أسطورة’’ ويقول : إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بـين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، لكن ما هي الكلمة التي يستخدمها أركون في تعبيره عن القرآن باللغة الفرنسية التي يكتب كل كتبه بها .

ويرى أن القرآن عمل أدبي لم يدرس كما يجب إلا من قِبَل ندرة أهمهم عنده ’’محمد أحمد خلف الله’’ عندما كتب عن القصص الفني في القرآن وقال إن القصة القرآنية مفتعلة.

وهو يرى أن الحديث هو جزء من التراث الذي يجب أن يخضع للدراسة النقدية الصارمة لكل الوثائق والمواد الموروثة كما يسميها .

يرى أركون أن القرآن والكتب السابقة تعاني من سياق واحد ، ويضع القرآن مع الأناجـيل في مستوى من الثبوت والدراسة واحد ، وبرى أهمية النقد والتجديد?13? .

والأمثلة علي جهالات وضلالات الليبراليين كثيرة فمن بلاد الشام يظهر معنا مثلا لايقل سفاهة وبذاءة عن سابقيه ’’إلهام منصور’’ هي امرأة لبنانية ، استهوتها حركة تحرير المرأة ، فخطت فيها خطوات كثيرة، ولكن كل هذا التحرير المزعوم الذي حدث في لبنان لم يُرضها ( كشف وجه ، بل كشف غيره ! ، واختلاط ، وسياسة ، وغناء ، وتمثيل ، ورقص ... الخ الخطوات). لهذا فقد ألفت -قبل سنوات- كتابًا بعنوان: ( تحرير المرأة في لبنان ) !! ولكن من قرأ الكتاب عرف الخطوة الأخيرة التي سيوصلها التدرج في التحرير المزعوم لا محالة ، ولو من البعض الجرئ .

قالت في هذا الكتاب ( ص 197 ) : ( الدين هو أول عائق خارجي في سبيل تحرير المرأة ) . ثم تتجرأ أكثر وتخطو خطوة شيطانية ( ص 211) لتقول : ( المشكلة الأساسية بالنسبة للدين الإسلامي هي مشكلة النصوص ، أي في كونها مُنزلة ، فهذا مما يجعل تحرير المرأة المسلمة أصعب بكثير من تحرير المرأة المسيحية ، وثورة المرأة المسلمة يجب أن تكون أعنف وأقوى من ثورة المرأة المسيحية ؛ لأنها ستقوم ضد النصوص ) ! ثم تجهر بخطوتها الأخيرة ( ص 340 ) قائلة : ( لا تُمارس المرأة اللبنانية حقوقها هذه ؛ لأنها محرومة من الحق الأساسي ، أي حق التحرر الجنسي ، والعلائقي ، الذي مازال وقفًا على الرجل ، وحقًا له وحده .. والمجتمع اللبناني الذي يحجب عن المرأة أي حق بإقامة علاقة جنسية خارج الزواج يُرغمها إما على الانحراف لإشباع حاجاتها بطرق وأساليب غير طبيعية ، وإما أن تلجأ إلى الكبت .. ، أو تلجأ لأساليب الجنس الشاذة ؛ كالسحاق ) () .

الليبرالية والإسلام :

مفهوم الليبرالية، كما وضع له في الغرب، يصطدم بالدين الإسلامي، بل كافة الشرائع، في أصول لايستهان بها، كاستبدال الحكم الإلهي بالحكم البشري، فيما يسمى بالديمقراطية، وكذا الحرية المطلقة في الاعتقادات، بالتغيير والتبديل، وغير ذلك..

وهكذا نشأت الليبرالية في أوربا .. رد فعل عنيف مدمر على انتهاك بيّن لقيمة الإنسان باسم الدين والإقطاع والملكية، هذا الثالوث الذي حطم كرامة الإنسان الغربي، فلم يبق فيه مساحة لأدنى حرية.

وهو مذهب اخترعه ملاحدة أوربا، في عصر انتشار اللادينية، بعد الثورة على الكنسية النصرانية المشركة، ويزعم مخترعوه أن قطب رحاه هو الحرية، إياها يعبدون، ولها يركع ويسجدون، وعجبا لأمر هذه الحريّة الزائفة، التي يطالب بها من يطلقون على أنفسهم (الليبراليّون) في كل مكان من العالم.

فكأن هذا المذهب يقول للناس: كونوا عبيدا لأهوائكم، فإنه لا خالق لكم، أو إن خالقكم خلقكم عبثا لا ليأمركم وينهاكم، فكلّ يرى ما يرى، ويقول ما يقول، ويعتقد ما يعتقد، ويحل ما يحل، ويحرم ما يحرم، عيشوا أيها الناس في هرج ومرج، ازنوا، واسكروا، وامشوا عراة، وارقصوا.. إلخ، ولهذا قال - تعالى -(بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) فالحق هو العبودية للخالق، والأمر المريج هو (الليبرالية) بعينها.

*وغموضها يأتي من جهة اختلاف منظريها فيما بينهم، واضطرابهم غاية الاضطراب، وكل المؤمنين بها، مقلدون لثلاثة من فلاسفة أوربا في قرون التخلف، (هوبز)، (وهيجل)، (ولوك)، كلهم منقادون إلى هؤلاء الثلاثة. منقادون لهم:

كبهيمة عجماء قاد زمامها *** أعمى على عوج الطريق الجائر

لقد رأت أوربا عظم مدن الإسلام، فأصغر مدينة كانت تبلغ عشرة أضعاف العاصمة روما.

- وأوربا التي لم تعرف قرونا كتابا إلا الإنجيل، ولا قارئا إلا القسيس، تذهل للمكتبات الهائلة في مدن الإسلام، وهي تحوي كل الفنون، من الفلك إلى الأدب.

- وفي الوقت الذي كان فيه الأوربي لايستطيع القيام بصلاته إلا من خلال القسيس، يرى المسلم يعبد ربه بلا واسطة، في بيوت كثيرة.

- والشعب الأوربي الذي جله يعيش العبودية، يجد المسلمين أحرارا، يفعلون ما شاءوا.

- وبينما كانت الكنيسة تحرق وتعذب العلماء، كان لعلماء المسلمين المنزلة والقدر الكبير.

- وقد رأوا كيف يتعامل المسلمون بالعهود والمواثيق في السلم والحرب، عكس ما كانوا عليه.

وفي الوقت الذي كان الأوربي يعتقد أن القيصر من نسل الآلهة، وأن الله أعطاه حقا مطلقا في الحكم، يرى المسلمين وسلاطينهم تارة من العرب، وتارة من الترك، وهم بشر كسائر البشر.

- وبينما كان الغرب منغلقين، لايعرفون إلا أوربا، كان المسلمون يجوبون الأرض شرقا وغربا، حتى إنهم اكتشفوا أجزاء من شمال أوربا قبل أن تعرفها أوربا، هذا عدى العالم الشرقي برا وبحرا.

- أوربا التي كانت تتداوى بمركبات من الروث والبول وأشلاء الحشرات الميتة، تفاجأ بالعالم الإسلامي زاخرا بالمستشفيات والمعامل القائمة على المنهج التجريبي، والموسوعات الطبية.

مراجع للإستزادة :

- موسوعة لالاند..

- الموسوعة الفلسفية العربية..

- الموسوعة الميسرة..

- بروتوكولات حكماء صهيون..

- أحجار على رقعة الشطرنج..

- مقدمة في تطور الفكر الغربي والحداثة.
*القلم
أضافة تعليق