القرضاوى : كتابات سيد قطب توجهت ناحية التكفير وخرجت عن إجماع أهل السنة
-محمد خيال
قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين «إن من يعتقد أن منهج سيد قطب هو منهج جماعة الإخوان المسلمين فهو مخطئ لأن الإخوان هجروا أفكار قطب، ويسيرون الآن على منهج حسن البنا».
وأكد القرضاوى فى لقائه مع ضياء رشوان الباحث فى شئون الحركات الإسلامية ببرنامج منابر ومدافع على فضائية الفراعين مساء أمس الجمعة أنه يختلف مع ما انتهى اليه سيد قطب من مفاهيم وأفكار، مشيرا إلى اختلاف تلك الأفكار مع ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة وما قامت عليه دعوة جماعة الإخوان المسلمين، وأضاف «إن المنهج والفكر الذى انفرد به سيد قطب لا يتحمل الإخوان مسئوليته، خاصة أنه لم يتتلمذ فى مدرسة الإخوان».
وتابع: «لا أظن أن قطب ينتمى لمدرسة أو فكر حسن البنا المرشد الأول ومؤسس جماعة الإخوان بل كان معجبا فقط بشخصيته، التى مكنته من بناء تنظيم كبيرا واسع الانتشار، لكنه لم ينقل عنه مثلما نقل عن أبوالأعلى المودودى وأبوالحسن الندوى».
واختلف القرضاوى مع ما طرحه د. محمد عزت أمين تنظيم الإخوان فى ان العيب لم يكن فى فكر سيد قطب وإنما فيمن قرأ كتبه، ولم يتدبرها بهدوء وتركيز، وبالتالى وصل إلى نتيجة انه يكفر المجتمع.
وأكد أنه وصل إلى هذه النتيجه،بعد احتكامه إلى نصوص واضحه لا تحتمل التأويل، مشيرا إلى ان الذى يتأمل هذه النصوص يتأكد ان كتابات قطب تتوجه ناحية التكفير العام للمجتمع.
وأوضح القرضاوى ان الإخوان القريبين من قطب يعرفون ذلك جيدا، مشيرا إلى رواية قالها له الدكتور محمد عبدالله المهدى والذى كان معتقلا عام 1965 وأكد له، ان قطب قال لرفاقه ان الكتب التى كتبها قبل دخول المعتقل مثل الطبعة الأولى من «معالم على الطريق»، وىمعركة الاسلام والرأسمالية»، لا تمثل مذهبه وأن ما يدعو اليه ويعتنقه فى تلك الاونة هى الكتب الأخيرة له مثل الأجزاء الأخيرة من كتاب «فى ظلال القرآن»، وانه مثل الشافعى «كان له مذهبين قديم وحديث، ولكنه اختلف عن الشافعى فى تغييره للأصول والشافعى غير الفروع».
وحمل القرضاوى قطب بعض المسئولية عن ظهور التيار التكفيرى، مشيرا إلى ان المرحلة الفكرية الأخيرة لقطب (مرحلة الصدام والرفض) والتى كفر فيها المجتمع كانت تمثل خروجه عن أهل السنة والجماعة على وجها ما، حيث ان السائد عندهم هو الاقتصاد فى إصدار فتاوى التكفير.
وأوضح انهم كانو لا يفتون بالكفر الا فى حالة وجود قواطع نهائية منها ان يكون الإنسان مرق من الدين تماما، وهو ما خالفه قطب وبعد فيه عن الصراط السوى لأهل السنة والجماعة حيث كان يكفر المجتمع بشكل عام ويرى ان الدولة بعدت عن الإسلام ومكنت الشيوعيين واللادينيين من الحكم والإعلام والتشريع والتوجيه.
وأشار إلى أن قطب كان قريبا من رجال الثورة عندما قامت وكانوا يريدون ان يجعلوه أمينا لهيئة التحرير ولكنه اختلف معهم فى الرؤى وابتعد عنهم وهو ما جعلوه يتجه فى النهاية إلى الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
وأكد القرضاوى ان قطب لو كانت اتيحت له الفرصة فى الخروج من السجن ومناقشة الناس لكان تراجع عن كثير من أفكاره وأحكامه مثل أخاه محمد قطب
*