هلمند.....خنجر طالبان في صدر الناتو
كتب مهنا الحبيل
بتاريخ 14 - 7 - 2009
كانت نتيجة عملية جس النبض التي اعد لها منذ زمن من أضلاع قوات الاحتلال الرئيسية في أفغانستان الممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا فاجعة في العرف الاستراتيجي والعسكري للمعركة ، ومع أن واشنطن ولندن كانتا مستعدتان لقبول نتيجة هذه الحرب الخاطفة على معقل طالبان تهيئة لحرب المحورين الكبرى بعد عدة أشهر لكن حجم الخسائر وسلسلة المصائد النوعية والكمية التي حققتها حركة طالبان حتى الآن قلبت المشهد دراماتيكيا على الحلف القلق للغاية من نتائج عكسية لحربه الخاطفة وحربه القادمة .
وكان اضطرار رئيس أركان الجيش البريطاني الاعتراف بصعوبة المعركة مؤشرا مهما رغم أنها اعتبرت خاطفة وهيئ لها إعلاميا كذلك ، حتّى يتم تغطية العمليات بسرعة ونتيجة إعلامية تستخدم للإعداد للدعم السياسي المفترض لحكومتي واشنطن ولندن مع تطلع كبير لمشاركة إيران في العدوان المركزي نهاية الشتاء القادم ، فقد تعرض الجنود البريطانيون الذين شاركوا بحسب تصريح قائد الأركان في ظروف غير مهيئة لوجبات ثقيلة في ارض هلمند خلفت أبرزها 40 قتيلا في يوم واحد من قوات الحلفاء وسبقها عملية سقط فيها عشرون جنديا في مصائد نفذتها طالبان أذهلت قوات التحالف وجسدت الصدمة على وجوههم في تعبيرات تعكس مجددا قوات طالبان الضاربة على أرضها وإتقانها لتقنيات حرب العصابات في أنموذج بدء يتصدر تاريخ هذه الحروب عالمياً ، ومع الإقرار بقدرات طالبان لهذه النوعية من الحروب رغم قلة عتادها الا أن الجزء الرئيس في شخصية المقاتل الطالباني كانت في عقيدة الاطمئنان الإيماني والولاء لزعامته الممثلة بالملا عمر التي تهيمن على روح هذا المقاتل صاحب التاريخ الحافل في قبر إمبراطوريات الاستعمار .
ومنذ رصدنا المبكر للحملة الإعلامية التي صاحبت خنجر هلمند ومتابعة تنقلات وزحف جيش الحلفاء في داخلها مما اشعر الإعلام الغربي بأنه في صدد انتصار لم يتوقعه على طالبان ، الا إننا كنا ندرك بسبب معرفة سياسة الحرب التي استعد لها الملا عمر وأعاد تنظيم أركان المقاومة قبيل عمليات الخنجر استعدادا لها بان هذا الاندفاع للحلفاء وللقوات الحكومية التابعة كان يخبئ ورائه مفاجئة مروعة للحلف الأطلسي وحلفائه الأسيويين في إيران وباكستان الرسمية .
هل سيتغير الموقف من حرب الشتاء
ورغم أن نتائج حملة الخنجر الخاطفة ترتد حاليا في صدر الناتو مخلّفة أعداد متزايدة من قتلى جنوده على بيداء هلمند ، الا أن التراجع عن حلم أوباما بكسب معركة طالبان بعد تحييد كل المواقع طمعا بان فوزه برأس الملا عمر سيضمن له سياسة جديدة لادراة الهيمنة الأمريكية لا يزال مستبعداً ، بسبب أنّ كل حديث أوباما وتركيزاته في قضية استردادا موقع السيطرة الاستراتيجية للعسكرية الأمريكية قبل وبعد فوزه بالرئاسة كانت تقدم الانتصار على الملا عمر ورجاله قاعدة لإعادة الرحى الأمريكية والتحرك الجديد لتوجيه العالم في ميدان قواعد الحرب الاستراتيجية التي خسرتها واشنطن في زمن متقارب أمام المقاومة العراقية والأفغانية .
غير أن هزيمة الخنجر وارتداده سوف تؤثر على الموقف السياسي والإعلامي لحلفائه خاصة بان الرأي العام البريطاني ينتظر بفارغ الصبر محاولة براون الإجابة على الأسئلة التاريخية لأسباب توريط بلير للتاج البريطاني في العدوان على العراق 2003 عن طريق لجنة التحقيق التي شكلّها مؤخراً ، وعليه فان هذه الوضعية من تململ المقاتل البريطاني في افغانساتن وفي القواعد العسكرية وهو يستقبل هذا الكم من جثامين الجنود ستنعكس تلقائيا على قدراته ومعنوياته المتصدعة مما قد يخلق جوا مناهضا لحرب الشتاء الأفغانية في بريطانيا .
إيران المنشغلة في أرضها وفي العراق
وهذه النتائج المباشرة في هلمند تأتي في وقت يعيش فيها احد حلفاء حرب أفغانستان الرئيسيين والذي سيعتمد عليه بالدخول إلى النسيج الاجتماعي الأفغاني لمساندة الناتو في حربه القادمة وهو إيران حالة قلق وخشية من فقدان توازن في الداخل الإيراني فضلا عن ضياع مكاسب الهيمنة على العراق وعمليته السياسية وفرض قوى طهران من جديد لملء الساحة بعد انسحاب الأمريكيين من مناطق المواجهة المدنية ، إذاً كل المؤشرات تدل على أن الخنجر قد انقلب في يد الملا عمر وجنوده الذين سددوا للتحالف ضربة موجعة عكست اتجاه الريح لأحلامهم ، وان بقيت كل الأطراف الرئيسية دوليا وإقليما مصرة على أن توحدها ضد طالبان لا يزال محور التشكيل الرئيسي في تفاهماتها وأمام ذلك فان إقدامهم لمواجهة الملا عمر وحركته في الحرب الكبرى قد تقود إلى التغيير بالفعل... لكنه ولربما هذه المرة يكون... قرار التغيير الإسلامي .
المصريون
كتب مهنا الحبيل
بتاريخ 14 - 7 - 2009
كانت نتيجة عملية جس النبض التي اعد لها منذ زمن من أضلاع قوات الاحتلال الرئيسية في أفغانستان الممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا فاجعة في العرف الاستراتيجي والعسكري للمعركة ، ومع أن واشنطن ولندن كانتا مستعدتان لقبول نتيجة هذه الحرب الخاطفة على معقل طالبان تهيئة لحرب المحورين الكبرى بعد عدة أشهر لكن حجم الخسائر وسلسلة المصائد النوعية والكمية التي حققتها حركة طالبان حتى الآن قلبت المشهد دراماتيكيا على الحلف القلق للغاية من نتائج عكسية لحربه الخاطفة وحربه القادمة .
وكان اضطرار رئيس أركان الجيش البريطاني الاعتراف بصعوبة المعركة مؤشرا مهما رغم أنها اعتبرت خاطفة وهيئ لها إعلاميا كذلك ، حتّى يتم تغطية العمليات بسرعة ونتيجة إعلامية تستخدم للإعداد للدعم السياسي المفترض لحكومتي واشنطن ولندن مع تطلع كبير لمشاركة إيران في العدوان المركزي نهاية الشتاء القادم ، فقد تعرض الجنود البريطانيون الذين شاركوا بحسب تصريح قائد الأركان في ظروف غير مهيئة لوجبات ثقيلة في ارض هلمند خلفت أبرزها 40 قتيلا في يوم واحد من قوات الحلفاء وسبقها عملية سقط فيها عشرون جنديا في مصائد نفذتها طالبان أذهلت قوات التحالف وجسدت الصدمة على وجوههم في تعبيرات تعكس مجددا قوات طالبان الضاربة على أرضها وإتقانها لتقنيات حرب العصابات في أنموذج بدء يتصدر تاريخ هذه الحروب عالمياً ، ومع الإقرار بقدرات طالبان لهذه النوعية من الحروب رغم قلة عتادها الا أن الجزء الرئيس في شخصية المقاتل الطالباني كانت في عقيدة الاطمئنان الإيماني والولاء لزعامته الممثلة بالملا عمر التي تهيمن على روح هذا المقاتل صاحب التاريخ الحافل في قبر إمبراطوريات الاستعمار .
ومنذ رصدنا المبكر للحملة الإعلامية التي صاحبت خنجر هلمند ومتابعة تنقلات وزحف جيش الحلفاء في داخلها مما اشعر الإعلام الغربي بأنه في صدد انتصار لم يتوقعه على طالبان ، الا إننا كنا ندرك بسبب معرفة سياسة الحرب التي استعد لها الملا عمر وأعاد تنظيم أركان المقاومة قبيل عمليات الخنجر استعدادا لها بان هذا الاندفاع للحلفاء وللقوات الحكومية التابعة كان يخبئ ورائه مفاجئة مروعة للحلف الأطلسي وحلفائه الأسيويين في إيران وباكستان الرسمية .
هل سيتغير الموقف من حرب الشتاء
ورغم أن نتائج حملة الخنجر الخاطفة ترتد حاليا في صدر الناتو مخلّفة أعداد متزايدة من قتلى جنوده على بيداء هلمند ، الا أن التراجع عن حلم أوباما بكسب معركة طالبان بعد تحييد كل المواقع طمعا بان فوزه برأس الملا عمر سيضمن له سياسة جديدة لادراة الهيمنة الأمريكية لا يزال مستبعداً ، بسبب أنّ كل حديث أوباما وتركيزاته في قضية استردادا موقع السيطرة الاستراتيجية للعسكرية الأمريكية قبل وبعد فوزه بالرئاسة كانت تقدم الانتصار على الملا عمر ورجاله قاعدة لإعادة الرحى الأمريكية والتحرك الجديد لتوجيه العالم في ميدان قواعد الحرب الاستراتيجية التي خسرتها واشنطن في زمن متقارب أمام المقاومة العراقية والأفغانية .
غير أن هزيمة الخنجر وارتداده سوف تؤثر على الموقف السياسي والإعلامي لحلفائه خاصة بان الرأي العام البريطاني ينتظر بفارغ الصبر محاولة براون الإجابة على الأسئلة التاريخية لأسباب توريط بلير للتاج البريطاني في العدوان على العراق 2003 عن طريق لجنة التحقيق التي شكلّها مؤخراً ، وعليه فان هذه الوضعية من تململ المقاتل البريطاني في افغانساتن وفي القواعد العسكرية وهو يستقبل هذا الكم من جثامين الجنود ستنعكس تلقائيا على قدراته ومعنوياته المتصدعة مما قد يخلق جوا مناهضا لحرب الشتاء الأفغانية في بريطانيا .
إيران المنشغلة في أرضها وفي العراق
وهذه النتائج المباشرة في هلمند تأتي في وقت يعيش فيها احد حلفاء حرب أفغانستان الرئيسيين والذي سيعتمد عليه بالدخول إلى النسيج الاجتماعي الأفغاني لمساندة الناتو في حربه القادمة وهو إيران حالة قلق وخشية من فقدان توازن في الداخل الإيراني فضلا عن ضياع مكاسب الهيمنة على العراق وعمليته السياسية وفرض قوى طهران من جديد لملء الساحة بعد انسحاب الأمريكيين من مناطق المواجهة المدنية ، إذاً كل المؤشرات تدل على أن الخنجر قد انقلب في يد الملا عمر وجنوده الذين سددوا للتحالف ضربة موجعة عكست اتجاه الريح لأحلامهم ، وان بقيت كل الأطراف الرئيسية دوليا وإقليما مصرة على أن توحدها ضد طالبان لا يزال محور التشكيل الرئيسي في تفاهماتها وأمام ذلك فان إقدامهم لمواجهة الملا عمر وحركته في الحرب الكبرى قد تقود إلى التغيير بالفعل... لكنه ولربما هذه المرة يكون... قرار التغيير الإسلامي .
المصريون