مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
غيرتي تقتلني وتشعل مضجعي!
2014/08/17 20:16
رامي - العراق
غيرتي تقتلني وتشعل مضجعي! العنوان
أزواج و زوجات, غيرة الزوج,

بسم الله الرحمن الرحيم إخواني الأعزاء في موقع إسلام أون لاين, أنا رجل متزوج حديثا منذ 9 أشهر من بنت عمي كانت تربطنا علاقة حب قديمة قبل الزواج، وبعد أن تزوجتها ولله الحمد انتابني شعور بالغيرة قاتل سبب لي جملة من المشاكل والخلافات مع زوجتي وصلت إلى ضرب زوجتي ضربا مبرحا من قبَلي.


فمثلا عندما نخرج أقول لها لا تضعي ’’مكياج’’ ولا تتزيني كي لا يراك أحد هؤلاء الشباب الذين يبحثون عن الفتيات وهم من ذوي الخلق السيئ، ويظل بالي طوال وقت خروجنا من البيت مشغولا بمسألة واحدة وهي هل شاهد أحد زوجتي أم لا؟ هل تعرض لها أم لا؟ وماذا كان رد فعل زوجتي تجاه ذلك، وأحيانا تصل بي العصبية إلى ضرب زوجتي وأحيانا أراقب هاتفها وأراقب تحركاتها.


أنا لا أقول إنني لا أثق بزوجتي، على العكس أنا أثق بها ولكن الغيرة قتلتني و’’أيقظت’’ (أقضت) مضجعي حتى إنني في الآونة الأخيرة قمت بمراجعة طبيب القلب حيث انتابني ألم قوي من وراء عصبيتي الزائدة تجاه زوجتي ونفسي والبيت وتجاه كل شيء. أرجوكم جزاكم الله الخير، جدوا لي حلا فإن حياتي أصبحت جحيما لا يطاق.
والسلام عليكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
05/03/2009 التاريخ
اسم الخبير:ليلى أحمد الأحدب

الحل

أهلا وسهلا بك وعافاك الله من أمراض القلب والعصبية وكل داء وشر..

غيرة الرجل على زوجه هي غيرة محمودة اللهم إلا إذا تجاوزت حدها المقبول, والغيرة المعتدلة هي ما كانت في محلها وفي حدود الاعتدال, أما ما جاوز الحد وكان ظنا باطلا لا أساس له إلا وسوسة الشيطان فهو من الغيرة المكروهة التي تحدّث عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله : ’’مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ الله ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا الله عَزَّ وَجَلَّ فَالغَيْرَةُ في الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الَّتِي يَبْغَضُهَا الله فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَةٍ’’ أي في غير سبب.

فالمطلوب هو الاعتدال في الغيرة, وهو أن لا يتغافل عن الأمور التي تخشى غوائلها, ولا يبالغ في إساءة الظن وتجسس البواطن, فقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن التجسس على سائر المسلمين فكيف الزوجة؟!.

والرجل مأمور بحسن العشرة مع زوجته فقد قال الله سبحانه: {وعاشروهن بالمعروف} ومن حسن العشرة ترك التجسس على الزوجة وتتبع عثراتها وسوء الظن بها, فقد أخرج البخاري من حديث جابر رضي الله عنه: ’’نهى النبي عليه الصلاة والسلام أن يطرق الرجل أهله ليلا’’، وفي رواية مسلم إضافة: ’’يتخونهم أو يلتمس عثراتهم’’ والتخون هو الظن بوقوع الخيانة منها.

لكن مع ذلك يجب على زوجتك أن تراعي مشاعرك ولا تحاول إثارة غيرتك بينما تخفف أنت منها, فلا داعي لخروجها والمكياج على وجهها اللهم إلا ما هو متعارف عليه في بيئة النساء وضمن حدود الاحتشام, كالكحل في العين مثلا بدون إسراف, أما إذا كانت خارجة لزيارة أهلها ومحارمها, فيمكنها أخذ أدوات الزينة معها واستخدامها في بيت أهلها, فهذا ليس من المحرمات.

لذلك نصيحتي لك أن تضع إطارا واسعا لحركاتها ولا تراقبها في كل صغيرة وكبيرة, فإن وجدت أن غيرتك تتجاوز المعقول والمقبول, بدون أي سبب منها، وخاصة مع قولك بأن غيرتك تجاوزت كل حد وأقضت مضجعك, فغالبا أنت بحاجة إلى مراجعة خبير نفسي لمعرفة سبب الغيرة والعصبية عندك؛ فقد تكون دلالة حب تملك كبير أو زعزعة ثقة بالنفس أو فقدان للأمن في الطفولة, وهذا يحتاج خبيرا نفسيا مجتهدا لاستخراج ما اختزنه عقلك الباطن.

قد يغني عن ذلك القراءة في كتب إدارة الذات وضبط الغضب وتذكر أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ووصيته لأحد الصحابة ’’لا تغضب’’, وكيفية التصرف حال الغضب كالوضوء أو الجلوس إن كنت واقفا أو الاستلقاء إن كنت جالسا, إضافة إلى الاتفاق مع زوجتك على الحدود المقبولة لكل منكما, بدون لجوء إلى العنف أو الضرب فهذا عيب, لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ’’لا يضرب خياركم’’ فالرجل الشهم لا يضرب المرأة حتى لو كانت ناشزا, والناشز هي التي لا تلبي رغبات زوجها ولا تراعي شعوره, ولم تذكر ذلك عن زوجتك, فأرجو أن تراجع نفسك وتكون رسالتك لنا بداية لتصحيح مسيرتك الزوجية, لأنك إن بقيت على حالك قد تصبر زوجتك سنة وسنتين ولكن الخلاف قد يصل إلى حد الشقاق وينتهي زواجك بالطلاق, وهو خسارة لك ولها وقطع لرحمك وتدمير لأسرتك خاصة إذا وجد الأطفال.

لذلك راجع نفسك قبل مجيء الأولاد, وكل إنسان قادر على التغيير إذا اعترف بوجود المشكلة فيه ولم يرم عيوبه على الطرف الآخر, والله الموفق.
*إسلام اون لاين

استشر الان