عمل أهل المدينة بين مصطلحات مالك وآراء الأصوليين
اسم الباحث أحمد محمد نور سيف بن هلال
الجامعة جامعة الملك عبد العزيز
الكلية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
اسم المشرف الدكتور / محمد مصطفى الأعظمي
المناقشون ..........
التاريخ 1391-1392 هـ
المقدمة الحمد لله المتفضل المنان ، الباعث محمدا منقذا من مضلات الفتن ونزعات الشيطان ، وهاديا إلى أقوم سبيل بأوضح برهان. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، صلاة وسلاما دائمون ما أستنار العالم بشرعة الديان.
وبعد :
فإن اختيار بحث من البحوث لكتابة رسالة فيه ، قد يصادف أحيانا سهولة ويسر، ولكن نادرا ما يتيسر ذلك فيه، ومن يمر بتجربة كهذه يتخيل ذلك القلق النفسي الذي ينتابه عند الاختيار. هل هذا البحث جدير بالكتابة ؟ وهل سيضمن السير والاستمرار فيه ؟ وهل ، وهل .. ؟
فإذا ما لاح له بحث ما ، ورأى قوة تدفعه إليه ، وارتياحا نفسيا نحوه، بدأ يسير نحوه متفحصا متوجسا.
وقد يكون الموضوع ذا جذور بعيدة فى النفس ، قد عرض لها يوما من الأيام وربما لاحقها عالقا باللاشعور ، ليطفو إذا ما أوجدت المناسبة له مجالا فى الظهور.
وعمل أهل المدينة من تلك الموضوعات التي مرت بى فى الدراسة المنهجية بالكلية وغير المنهجية، وإذا ما عرض للذهن تخيل ذلك النقاش والجدل حوله. ما حقيقته ومدلوله؟ وما مبررات الاحتجاج به؟ وما الفرق بينه وبين الإجماع؟ وما علاقته بمصادر التشريع الإسلامي؟ فلا يخرج بصورة واضحة المعالم.
ورأيت فى هذا البحث وسيلة للوقوف عليه، والتعرف على حقيقته، ولكن ما علاقته بالقسم الذي أنتمى إليه؟ (قسم الكتاب والسنة) والبحث أصولى فقهي.
لكنه – مع ذلك – قوي الصلة بالحديث، فقد حفل الموطأ بقضاياه ولم يشمله ، ولئن كانت دراسته النظرية قد استقلت كتب الأصول بها، فإن دراسته العملية قد تناولتها كتب الحديث ، من شروح الموطأ وغيرها ، فهو على صلة ، لا تقل أهمية من صلته بالطرف الآخر .
وكانت حلول هذه القضية – كما تصورتها – تتمثل في عناصر رئيسية ، لابد من النظر إليها بعين الاعتبار وهي:
- موقف العلماء والأصوليين من "عمل أهل المدينة" وحجيته في كتب الأصول ، والكتب الأخرى التي تناولته.
- موقف مالك في الموطأ من العمل قضايا ومصطلحات. لأن هذه القضايا ، هى المادة التي يتكلم عنها العلماء والأصوليون بين مدافع ومعترض، فينبغى أن تكون قريبة من هذه الدراسة.
- موقفا لمعترضين على العمل ، والذين استهدفوا الطعن في حجيته، وتفنيد حججه، بين مجاوز ومعتدل.
- جمع قضايا هذا الأصل من مظانها، وتصنيف مصطلحاتها واستخراج القضايا المعترض عليها، ثم اختيار عدد منها للدراسة للوصول إلى غايتين:
- موقف مالك وموقف الآخرين من تلك القضايا.
- دلالة المصطلحات التي وردت فيها.
الخاتمة استهدف البحث " عمل أهل المدينة " فى ناحيتين:
مفهومه – أنواعه – مراتبه- حجية كل مرتبة.
مصطلحاته؛ أنواعها ، مدلولاتها.
ويمكن ايجاز تلك النتائج فيما يلى:
أولا) العمل وصلته بمصطلح مالك "الامر المجتمع عليه"
إن ظهور العمل ومصطلحاته المختلفة في الفقه المدني قبل مالك ثم أبرز مالك هذا الأصل فى قضاياه ومصطلحاته المختلفة تدل على أن الاعتماد بهذا الأصل ، والاحتجاج به، كان مأخذا معتبرا عندهم في الاستدلال من قديم.
لكن حقيقة هذا الاستدلال ودرجته عند المدنيين أو عند مالك، ليس من اليسير تحديدها بصورة منضبطة الحدود والعالم.
وكثيرا ما كان يطلق على عمل أهل المدينة (أجماع أهل المدينة) ويرجع ذلك إلى وجود المصطلح الذي يستعمله مالك (الأمر المجتمع عليه) ولم يستعمل مالك (الإجماع) مطلقة فى الموطأ ، وإنما كان يستعمل هذا المصطلح ، كما استعمل سعيد بن المسيب مصطلحا مشابها له (أجمع أهل المدينة) ونتيجة لوجود مدة الإجماع فى مصطلح مالك ، استنتج الكثير من ذلك لاستعمال استنتاجات ، كانت مثار الجدل والخلاف .
- ادعى البعض أن مالكا يرى أن عمل أهل المدينة هوالإجماع .
- وادعى البعض أن مالكا يرى أن عمل أهل المدينة إجماع كله.
- كما ادعى البعض الآخر ، أن مالكا لا يعرف حقيقة الإجماع الاصطلاحى وإنما الإجماع عنده ، هو إجماع أهل المدينة .
والذي يتبين من دراسة قضايا هذا المصطلح وقضايا المصطلحات الأخرى وآراء المنتقدين والعلماء والأصوليين في العمل ، أن الأصل الذي يحتج به مالك هو (العمل) الذي تناقله أهل المدينة ، أو ذهبوا إليه رأيا واستدلالا. وهذا العمل يدل إما على عدم وجود خلاف في القضية أو يعرف عن البعض خلاف فيها.
ففى الحالة الأولى : يستعمل مصطلحه (الأمر المجتمع عليه) أو (الأمر الذى لا اختلاف فيه).
وفى الحالة الثانية : يستعمل مصطلحات أخرى تدل على العمل فقط .
ووصف العمل بالإجماع أمر زائد على العمل ، أريد به التعبير عن اتفاق أو عدم معرفة خلاف ، ويحكي مالك ذلك حسبما وردت إليه من نصوص عن الصحابة والتابعين.
*موقع الفقه الإسلامي
اسم الباحث أحمد محمد نور سيف بن هلال
الجامعة جامعة الملك عبد العزيز
الكلية كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
اسم المشرف الدكتور / محمد مصطفى الأعظمي
المناقشون ..........
التاريخ 1391-1392 هـ
المقدمة الحمد لله المتفضل المنان ، الباعث محمدا منقذا من مضلات الفتن ونزعات الشيطان ، وهاديا إلى أقوم سبيل بأوضح برهان. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، صلاة وسلاما دائمون ما أستنار العالم بشرعة الديان.
وبعد :
فإن اختيار بحث من البحوث لكتابة رسالة فيه ، قد يصادف أحيانا سهولة ويسر، ولكن نادرا ما يتيسر ذلك فيه، ومن يمر بتجربة كهذه يتخيل ذلك القلق النفسي الذي ينتابه عند الاختيار. هل هذا البحث جدير بالكتابة ؟ وهل سيضمن السير والاستمرار فيه ؟ وهل ، وهل .. ؟
فإذا ما لاح له بحث ما ، ورأى قوة تدفعه إليه ، وارتياحا نفسيا نحوه، بدأ يسير نحوه متفحصا متوجسا.
وقد يكون الموضوع ذا جذور بعيدة فى النفس ، قد عرض لها يوما من الأيام وربما لاحقها عالقا باللاشعور ، ليطفو إذا ما أوجدت المناسبة له مجالا فى الظهور.
وعمل أهل المدينة من تلك الموضوعات التي مرت بى فى الدراسة المنهجية بالكلية وغير المنهجية، وإذا ما عرض للذهن تخيل ذلك النقاش والجدل حوله. ما حقيقته ومدلوله؟ وما مبررات الاحتجاج به؟ وما الفرق بينه وبين الإجماع؟ وما علاقته بمصادر التشريع الإسلامي؟ فلا يخرج بصورة واضحة المعالم.
ورأيت فى هذا البحث وسيلة للوقوف عليه، والتعرف على حقيقته، ولكن ما علاقته بالقسم الذي أنتمى إليه؟ (قسم الكتاب والسنة) والبحث أصولى فقهي.
لكنه – مع ذلك – قوي الصلة بالحديث، فقد حفل الموطأ بقضاياه ولم يشمله ، ولئن كانت دراسته النظرية قد استقلت كتب الأصول بها، فإن دراسته العملية قد تناولتها كتب الحديث ، من شروح الموطأ وغيرها ، فهو على صلة ، لا تقل أهمية من صلته بالطرف الآخر .
وكانت حلول هذه القضية – كما تصورتها – تتمثل في عناصر رئيسية ، لابد من النظر إليها بعين الاعتبار وهي:
- موقف العلماء والأصوليين من "عمل أهل المدينة" وحجيته في كتب الأصول ، والكتب الأخرى التي تناولته.
- موقف مالك في الموطأ من العمل قضايا ومصطلحات. لأن هذه القضايا ، هى المادة التي يتكلم عنها العلماء والأصوليون بين مدافع ومعترض، فينبغى أن تكون قريبة من هذه الدراسة.
- موقفا لمعترضين على العمل ، والذين استهدفوا الطعن في حجيته، وتفنيد حججه، بين مجاوز ومعتدل.
- جمع قضايا هذا الأصل من مظانها، وتصنيف مصطلحاتها واستخراج القضايا المعترض عليها، ثم اختيار عدد منها للدراسة للوصول إلى غايتين:
- موقف مالك وموقف الآخرين من تلك القضايا.
- دلالة المصطلحات التي وردت فيها.
الخاتمة استهدف البحث " عمل أهل المدينة " فى ناحيتين:
مفهومه – أنواعه – مراتبه- حجية كل مرتبة.
مصطلحاته؛ أنواعها ، مدلولاتها.
ويمكن ايجاز تلك النتائج فيما يلى:
أولا) العمل وصلته بمصطلح مالك "الامر المجتمع عليه"
إن ظهور العمل ومصطلحاته المختلفة في الفقه المدني قبل مالك ثم أبرز مالك هذا الأصل فى قضاياه ومصطلحاته المختلفة تدل على أن الاعتماد بهذا الأصل ، والاحتجاج به، كان مأخذا معتبرا عندهم في الاستدلال من قديم.
لكن حقيقة هذا الاستدلال ودرجته عند المدنيين أو عند مالك، ليس من اليسير تحديدها بصورة منضبطة الحدود والعالم.
وكثيرا ما كان يطلق على عمل أهل المدينة (أجماع أهل المدينة) ويرجع ذلك إلى وجود المصطلح الذي يستعمله مالك (الأمر المجتمع عليه) ولم يستعمل مالك (الإجماع) مطلقة فى الموطأ ، وإنما كان يستعمل هذا المصطلح ، كما استعمل سعيد بن المسيب مصطلحا مشابها له (أجمع أهل المدينة) ونتيجة لوجود مدة الإجماع فى مصطلح مالك ، استنتج الكثير من ذلك لاستعمال استنتاجات ، كانت مثار الجدل والخلاف .
- ادعى البعض أن مالكا يرى أن عمل أهل المدينة هوالإجماع .
- وادعى البعض أن مالكا يرى أن عمل أهل المدينة إجماع كله.
- كما ادعى البعض الآخر ، أن مالكا لا يعرف حقيقة الإجماع الاصطلاحى وإنما الإجماع عنده ، هو إجماع أهل المدينة .
والذي يتبين من دراسة قضايا هذا المصطلح وقضايا المصطلحات الأخرى وآراء المنتقدين والعلماء والأصوليين في العمل ، أن الأصل الذي يحتج به مالك هو (العمل) الذي تناقله أهل المدينة ، أو ذهبوا إليه رأيا واستدلالا. وهذا العمل يدل إما على عدم وجود خلاف في القضية أو يعرف عن البعض خلاف فيها.
ففى الحالة الأولى : يستعمل مصطلحه (الأمر المجتمع عليه) أو (الأمر الذى لا اختلاف فيه).
وفى الحالة الثانية : يستعمل مصطلحات أخرى تدل على العمل فقط .
ووصف العمل بالإجماع أمر زائد على العمل ، أريد به التعبير عن اتفاق أو عدم معرفة خلاف ، ويحكي مالك ذلك حسبما وردت إليه من نصوص عن الصحابة والتابعين.
*موقع الفقه الإسلامي