كثر الجدل في السنوات الأخيرة بين المثقفين العرب حول اي الصيغ السياسية هي أفضل لأنتشال المجتمعات العربية من ركود الأنظمة الحالية الى مسار التقدم والأمن الحقيقين . فهناك فئة من هؤلاء المثقفين ترى أن الأخذ بالديمقراطية الغربية فلسفة وآلية هو الخيار الأمثل وان اي بديل آخر سيكون فيه درجة أو أخرى من درجات الأستبداد الذي عانت منه امتنا العربية وكان سببا في تخلفها عن ركب الحضارة المعاصرة . ونحن نتفق مع هؤلاء الأخوة على ان الأنظمة السياسية الحالية لم تعد قادرة ، بصيغتها الحالية على تحقيق الأمن او التنمية ، كما واننا نتفق معهم على أن البشرية ابدعت كثير من الآليات التي يمكن الأستفادة منها في التأسيس لنهضتنا ومن هذه الآليات الديموقراطية المعاصرة ونحن لانشعر بحرج في الأخذ من الغير عملا بقول رسولنا الكريم ’’ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو احق بها’’ .
وبالتالي فاننا نؤيد هؤلاء الأخوة في مطالبتهم بتشكيل الأحزاب وبالأنتخابات وبتداول السلطة وبغيرها من مظاهر الديمقراطية المعاصرة . ولكننا ، وهنا بيت القصيد، نختلف معهم في الحدود التي تمارس فيها هذه الديموقراطية ونتائج ذلك على استقرار وازدهار مجتمعاتنا . فالكل يعلم ان الديموقراطية المعاصرة هي جزء من النظام الليبرالي الغربي الذي تطور منذ فترة طويلة نتيجة للصراع الذي دار بين الكنيسة والعلم والذي نتج عنه انفصال الحياة عن الدين وعن القيم وعن العقائد . هذا الأنفصال نتج عنه مجتمع ليست له مرجعية اخلاقية تحدد له المسار الصحيح حيث اصبح كل ما يرغب فيه الفرد هو مقبول ومنطقي واي قيد يفرضة الدين او تعلمه الأسرة او تغرسه المدرسة هو تدخل في حرية الفرد وتقييدا لها .
اذن فنحن نريد الحرية ولكننا نريد الحرية المقيدة بقيم وهذه القيم لايمكن ان تأتي من الأنسان وحده لأن القيم التي تبناها الأنسان الغربي في ظل الليبرالية هي قيم نسبية لا تستقر على حال لأنها ظلت تتحول وتتبدل مع اهواء الأنسان ورغباته وها هي المجتمعات الغربية تعيش اليوم في ظل انفلات قيمي كما اعتقد ويعتقد الكثيرون في المجتمعات الغربية واول ضحية لهذه القيم النسبية هي الأسرة اللبنة الأولى في المجتمع التي تحولت الى فسيفساء ولم تعد منسجمة مع الفطرة السوية. فغياب القيم الصحيحة افرز في المجتمعات الغربية اليوم اشكال والوان من الأسر فهناك اسرة مكونة من رجل وامرأة متزوجين وهناك اسرة مكونة من رجل وامرأة غير متزوجين ولكن لديهما ابناء سفاح اي غير شرعيين ، وهناك اسرة من رجل ورجل واسرة من امرأة وامراة والأبناء هم اما تم تبنيهم أو انتاجهم عن طريق التلقيح الصناعي وهكذا ضاعت الأنساب وضعف النسل ولا نعلم مانوع الأسرة التي ستنتجها الليبرالية الغربية بقيمها المبتذلة في السنوات القادمة .
وهذه القيم النسبية هي التي جعلت هوليوود تنتج افلاما تغرس الجريمة وتقنن الرذيلة وتفرخ اجيالا من الشباب الذي لاهم لها الا الرقص والغنا والجريمة حتى اصبحنا نرى اطفال يقتلون بعضهم البعض في المدارس الأبتدائية وبنات يحملن في عمر مبكر مما يدفعهن الى الأجهاض او الهروب من بيوتهم ليصبحن عالة على المجتمع ورأينا مجرمين يطاردهم القانون ويقتلهم في الشوارع كالكلاب المسعوره. هذه القيم هي نفسها كذلك التي جعلت مدير مؤسسة انرون يختلس مئات الملاين من اموال المساهمين لأنه استطاع ان يتحايل على اجهزة الرقابة الخارجية ويزور السجلات علما انه غنيا بكل المعايير . وهذه هي القيم التي ادت الى ارتفاع معدلات الطلاق والأمراض الجنسية وتزايد اعداد الأبناء غير الشرعين الذين تزيد نسبتهم على 45% من المواليد الجدد في الولايات المتحدة وتشير الدراسات الأجتماعية الى ان هؤلاء الأبناء هم قنابل موقوتة ولديهم ميل للجريمة لأن المجتمع اجرم في حقهم .
وليس ادل على اخفاق الليبرالية من المد المتزايد للمسيحين الجدد في المجتمعات الغربية والذين كان لهم دورا رئيسا في انتخاب بوش الأبن لفترتين متتاليتين . وهذه القيم هي نفسها التي جعلت جورج بوش وتوني بلير وغيرهم من زعماء الغرب يقفوا مع اسرائيل منذ ـاسيسها وضربهم عرض الحائط بكل الحقوق التي سطرتها المنظمات الدولية للشعب الفلسطيني ، كما وان هذه القيم النسبية هي التي جعلت الغرب يؤمن بحرية الفرد لديه ولكنه يحرم منها الأفغاني والعراقي والفلسطيني طالم ان حريات هؤلاء تتعارض مع اهوائه ومصالحه .
ولاننسى كذلك الى ان هذه القيم الليبرالية مضافا اليها حقدا صليبيا تاريخيا هو الذي دفع بالصحيفة الدانماركية الى نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم وانا بدوري ادعوا القاريء في هذا المقام الى مقارنة هذا الموقف المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم بالقيمة التي يتعلمها المسلمون من قرآنهم المنزل عن احترام الأنبياء والرسل في قوله تعالى ’’ آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله .....’’ . وبالمناسبة لاينبغي ان نننسى الليبرالي سلمان رشدي وآياته الشيطانية التي سفه فيها بالقرآن الكريم والليبرالي الآخر وهو الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون الذي استقبل سلمان رشدي في البيت الأبيض وهو نفسه الذي شجع على قيام المستعمرات الأسرائلية في الأراض الفلسطينية .
ونستطيع ان نسترسل في الأمثلة ولكننا نكتفي بما ذكر للتأكيد على اننا لانريد ليبرالية متفسخة كحصان طروادة تهدم حصوننا من الداخل بل اننا نطالب بالحرية التي تضبط بقيم ربانية تهذب نزواتنا واهوائنا وتحفظنا من انفسنا مصداقا لقوله تعالى ’’ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير’’ . هذه القيم الربانية لاتتغير مع اهواء الناس ورغباتهم ولكنها ثابتة كثبوت الجبال الرواسي يسعد الأنسان بالقرب منها ويشقى بابتعاده عنها وصدق ربنا سبحانه وتعالى بقوله ’’ فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ’’ .
فالشورى التي نعتقد فيها ونسعى لتحقيقها يمكن اعتبارها صورة للديموقراطية المنضبطة بالثوابت الشرعية وهذا يعني بأختصار انه عندما يوجد نص من كتاب او سنة نبوية في قضية ما فليس هناك مجال لمشرع ان يتجاوز هذا النص وعندما لايوجد ذلك النص فباب الأجتهاد مفتوح وبضوابطه طبعا . فعلى سبيل المثال هناك احكام واضحة كتحريم الخمر والزنا والربا والقمار وبالتالي لايمكن ان يأتي ممثل من ممثلي الشعب المنتخبين وويقدم مثلا مشروعا لقيام نادي للقمار مثلا أو يقوم بتأسيس ملهى ليلي او مرقصا كما هو حاصل اليوم في كثير من مجتمعاتنا لأن ذلك يتعارض بصراحة مع منظومة القيم الأسلامية التي تؤكد على ضرورة حفظ المال والنفس والدين والعقل والنسل . ولاشك ان تأصيل هذه القيم في المجتمع يحتاج وقتا وتدرجا وهذا لااعتراض عليه طالما ان الرؤيا واضحة والأهداف جلية .
بأختصار اذن ان ما نقوله لهؤلاء الأخوة ان الحرية المنفلته التي تعيشها المجتمعات الغربية والتي بدأ بتصديرها الينا نتيجة لضعفنا على كل صعيد عاقبتها وخيمة على استقرار هذه المجتمعات وازدهارها وبالتالي فلا ينبغي لهؤلاء الأخوة ان يطلبوا منا دخول’’ جحر الضب’’ الذي دخله الغرب لأننا ان شاء الله لن ندخله وسنعض على قيمنا الأسلامية بالنواجذ لأن هذه القيم هي حبل النجاة الوحيد .ولن ننبهر بالزبد لأن الحق سبحانه وتعالى يقول ’’ أما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .......’’
المصدر : موقع دار السلام .
وبالتالي فاننا نؤيد هؤلاء الأخوة في مطالبتهم بتشكيل الأحزاب وبالأنتخابات وبتداول السلطة وبغيرها من مظاهر الديمقراطية المعاصرة . ولكننا ، وهنا بيت القصيد، نختلف معهم في الحدود التي تمارس فيها هذه الديموقراطية ونتائج ذلك على استقرار وازدهار مجتمعاتنا . فالكل يعلم ان الديموقراطية المعاصرة هي جزء من النظام الليبرالي الغربي الذي تطور منذ فترة طويلة نتيجة للصراع الذي دار بين الكنيسة والعلم والذي نتج عنه انفصال الحياة عن الدين وعن القيم وعن العقائد . هذا الأنفصال نتج عنه مجتمع ليست له مرجعية اخلاقية تحدد له المسار الصحيح حيث اصبح كل ما يرغب فيه الفرد هو مقبول ومنطقي واي قيد يفرضة الدين او تعلمه الأسرة او تغرسه المدرسة هو تدخل في حرية الفرد وتقييدا لها .
اذن فنحن نريد الحرية ولكننا نريد الحرية المقيدة بقيم وهذه القيم لايمكن ان تأتي من الأنسان وحده لأن القيم التي تبناها الأنسان الغربي في ظل الليبرالية هي قيم نسبية لا تستقر على حال لأنها ظلت تتحول وتتبدل مع اهواء الأنسان ورغباته وها هي المجتمعات الغربية تعيش اليوم في ظل انفلات قيمي كما اعتقد ويعتقد الكثيرون في المجتمعات الغربية واول ضحية لهذه القيم النسبية هي الأسرة اللبنة الأولى في المجتمع التي تحولت الى فسيفساء ولم تعد منسجمة مع الفطرة السوية. فغياب القيم الصحيحة افرز في المجتمعات الغربية اليوم اشكال والوان من الأسر فهناك اسرة مكونة من رجل وامرأة متزوجين وهناك اسرة مكونة من رجل وامرأة غير متزوجين ولكن لديهما ابناء سفاح اي غير شرعيين ، وهناك اسرة من رجل ورجل واسرة من امرأة وامراة والأبناء هم اما تم تبنيهم أو انتاجهم عن طريق التلقيح الصناعي وهكذا ضاعت الأنساب وضعف النسل ولا نعلم مانوع الأسرة التي ستنتجها الليبرالية الغربية بقيمها المبتذلة في السنوات القادمة .
وهذه القيم النسبية هي التي جعلت هوليوود تنتج افلاما تغرس الجريمة وتقنن الرذيلة وتفرخ اجيالا من الشباب الذي لاهم لها الا الرقص والغنا والجريمة حتى اصبحنا نرى اطفال يقتلون بعضهم البعض في المدارس الأبتدائية وبنات يحملن في عمر مبكر مما يدفعهن الى الأجهاض او الهروب من بيوتهم ليصبحن عالة على المجتمع ورأينا مجرمين يطاردهم القانون ويقتلهم في الشوارع كالكلاب المسعوره. هذه القيم هي نفسها كذلك التي جعلت مدير مؤسسة انرون يختلس مئات الملاين من اموال المساهمين لأنه استطاع ان يتحايل على اجهزة الرقابة الخارجية ويزور السجلات علما انه غنيا بكل المعايير . وهذه هي القيم التي ادت الى ارتفاع معدلات الطلاق والأمراض الجنسية وتزايد اعداد الأبناء غير الشرعين الذين تزيد نسبتهم على 45% من المواليد الجدد في الولايات المتحدة وتشير الدراسات الأجتماعية الى ان هؤلاء الأبناء هم قنابل موقوتة ولديهم ميل للجريمة لأن المجتمع اجرم في حقهم .
وليس ادل على اخفاق الليبرالية من المد المتزايد للمسيحين الجدد في المجتمعات الغربية والذين كان لهم دورا رئيسا في انتخاب بوش الأبن لفترتين متتاليتين . وهذه القيم هي نفسها التي جعلت جورج بوش وتوني بلير وغيرهم من زعماء الغرب يقفوا مع اسرائيل منذ ـاسيسها وضربهم عرض الحائط بكل الحقوق التي سطرتها المنظمات الدولية للشعب الفلسطيني ، كما وان هذه القيم النسبية هي التي جعلت الغرب يؤمن بحرية الفرد لديه ولكنه يحرم منها الأفغاني والعراقي والفلسطيني طالم ان حريات هؤلاء تتعارض مع اهوائه ومصالحه .
ولاننسى كذلك الى ان هذه القيم الليبرالية مضافا اليها حقدا صليبيا تاريخيا هو الذي دفع بالصحيفة الدانماركية الى نشر الرسوم المسيئة لرسولنا الكريم وانا بدوري ادعوا القاريء في هذا المقام الى مقارنة هذا الموقف المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم بالقيمة التي يتعلمها المسلمون من قرآنهم المنزل عن احترام الأنبياء والرسل في قوله تعالى ’’ آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله .....’’ . وبالمناسبة لاينبغي ان نننسى الليبرالي سلمان رشدي وآياته الشيطانية التي سفه فيها بالقرآن الكريم والليبرالي الآخر وهو الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون الذي استقبل سلمان رشدي في البيت الأبيض وهو نفسه الذي شجع على قيام المستعمرات الأسرائلية في الأراض الفلسطينية .
ونستطيع ان نسترسل في الأمثلة ولكننا نكتفي بما ذكر للتأكيد على اننا لانريد ليبرالية متفسخة كحصان طروادة تهدم حصوننا من الداخل بل اننا نطالب بالحرية التي تضبط بقيم ربانية تهذب نزواتنا واهوائنا وتحفظنا من انفسنا مصداقا لقوله تعالى ’’ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير’’ . هذه القيم الربانية لاتتغير مع اهواء الناس ورغباتهم ولكنها ثابتة كثبوت الجبال الرواسي يسعد الأنسان بالقرب منها ويشقى بابتعاده عنها وصدق ربنا سبحانه وتعالى بقوله ’’ فمن اتبع هداي فلا يضل ولايشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى ’’ .
فالشورى التي نعتقد فيها ونسعى لتحقيقها يمكن اعتبارها صورة للديموقراطية المنضبطة بالثوابت الشرعية وهذا يعني بأختصار انه عندما يوجد نص من كتاب او سنة نبوية في قضية ما فليس هناك مجال لمشرع ان يتجاوز هذا النص وعندما لايوجد ذلك النص فباب الأجتهاد مفتوح وبضوابطه طبعا . فعلى سبيل المثال هناك احكام واضحة كتحريم الخمر والزنا والربا والقمار وبالتالي لايمكن ان يأتي ممثل من ممثلي الشعب المنتخبين وويقدم مثلا مشروعا لقيام نادي للقمار مثلا أو يقوم بتأسيس ملهى ليلي او مرقصا كما هو حاصل اليوم في كثير من مجتمعاتنا لأن ذلك يتعارض بصراحة مع منظومة القيم الأسلامية التي تؤكد على ضرورة حفظ المال والنفس والدين والعقل والنسل . ولاشك ان تأصيل هذه القيم في المجتمع يحتاج وقتا وتدرجا وهذا لااعتراض عليه طالما ان الرؤيا واضحة والأهداف جلية .
بأختصار اذن ان ما نقوله لهؤلاء الأخوة ان الحرية المنفلته التي تعيشها المجتمعات الغربية والتي بدأ بتصديرها الينا نتيجة لضعفنا على كل صعيد عاقبتها وخيمة على استقرار هذه المجتمعات وازدهارها وبالتالي فلا ينبغي لهؤلاء الأخوة ان يطلبوا منا دخول’’ جحر الضب’’ الذي دخله الغرب لأننا ان شاء الله لن ندخله وسنعض على قيمنا الأسلامية بالنواجذ لأن هذه القيم هي حبل النجاة الوحيد .ولن ننبهر بالزبد لأن الحق سبحانه وتعالى يقول ’’ أما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .......’’
المصدر : موقع دار السلام .