أبجديات فقه الحوار الإسلامي
محمد السلواني
بقدر ما يكون الحوار إيجابياً يكون متميزاً في حياة الفرد وحياة الجماعة، وبقدر ما يكون سلبياً يكون هداماً لكيان الفرد وكيان الجماعة[1]، ولكي يكون الحوار إيجابياً لا بد من تأطيره بآداب وضوابط وتحديد العوائق التي تؤدي إلى سلبية الحوار وانعدامه.
بعض الآداب العامة للحوار:
ما يمكن التأكيد عليه هنا أن التأدب بآداب الإسلام العامة والخاصة يعطي حواراً إيجابياً، ومن بين هذه الآداب العامة:
إخلاص النية: تعدُّ النية أصلاً أساسياً في جلِّ العبادات والمعاملات، وبها تتميز العبادة عن العادة، ولهذا يجب على كل متحاور «أن يخلص النية في جداله وحواره، ويكون قصده في ذلك التقرب إلى الله - تعالى - وطلب مرضاته؛ في امتثال أمره فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحــق وإزهــاق الباطــل، فلا يقصد المباهاة وطلب الجاه والرياء»[2].
التقوى: وهي فضيلة أراد بها القرآن إحكام ما بين الإنسان والخلق، وإحكام ما بين الإنسان وخالقه، ولذلك تدور هذه الكلمة ومشتقاتها في أكثر آيات القرآن ذات الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية، والمراد أن يتقي الإنسان ما يغضب ربه وما فيه ضرر لنفسه أو ضرر لغيره[3]، وبهذا يكون الحوار مؤطراً بحصانة التقوى.
الصبر: لأن «عمدة الأمر في استخراج الغوامض وإثارة المعاني هو الصبر على التأمل والتفكير»[4]، ولولا الصبر لانهارت نفس الإنسان من البلايا التي تنزل عليه، ولأصبح عاجزاً عن السير في ركب الحياة، وأصبح في حالة لا يتقيد فيها بالقيم الأخلاقية، فضلاً عن أنه يصبح عنصرَ شرٍّ لا نفع منه[5]، منعزلاً عن المجتمع ومنفعلاً مع مكوناته، ولا يفتح باب الحوار.
السماحة والتخلي عن التعصب: أي: تخلي كِلا الفريقين اللذَيْن تصدَّيا للمحاورة الجدلية حول موضوع معين؛ عن التعصب لوجهة نظر كل واحد منهما، وإعلان كل واحد منهما الاستعداد التام للبحث عن الحقيقة والأخذ بها عند ظهورهـا؛ سـواء كانـــت وجهــة نظــره السـابقة أو وجهة نظر من يحاوره أو وجهة نظر أخرى.
وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى الأخذ بهذه القاعدة، إذ علَّم الرسول # أن يقول للمشركين في مجادلته إياهم: {وَإنَّا أَوْ إيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [سبأ: ٤٢]، وفي هذه الآية غاية التخلي عن التعصب لأمر سابق، وكمال الرغبة بنشدان الحقيقة أنَّى كانت[6]. والسماحة وعدم التعصب لا يعنيان بالضرورة الانهزام؛ بل هما أوج القوة الفكرية وسمو التربية الروحية. كما أن لكل موضوع ضوابط يتبين بها مدى تسامح المتحاورين أو تعصبهم، أضف إلى ذلك أن السماحة لا تعني بالضرورة التخلي والاستسلام ونهج ما يرتضيه الآخر وإن كان في ذلك مخالفة للنقل الصحيح والعقل الراجح، ولكن المقصود عدم اضطرار الآخر إلى مطابقة تفكيره بتفكيرك.
حسن الظن: فـالأصـل البـراءة؛ فـلا ظـنة ولا تهمـة ولا ريبة، ولا مزايدة على الإخلاص لله؛ فإن جميع الفصائل المتحاورة لديهم الحرص على الإخلاص، ولكن الاختلاف في وسائل تحقيق المصلحة[7]، وبحسن الظن تتوفر أرضية صالحة للحوار لا ضغينة فيها ولا أحكام مسبقة.
سلوك الحسنى: مصداقاً لقوله - تعالى -: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْـمُهْتَدِينَ} [النحل: ٥٢١]، ومن تأمل الآية الكريمة وجد أنها لا تكتفي بالأمر بالجدال بالطريقة الحسنة، بل أمرت بالتي هي أحسن، فإذا كان هناك طريقتان للحوار والمناقشة: إحداهما: حسنة، والأخرى: أحسن منها؛ وجب على المسلم أن يجادل بالتي هي أحسن؛ جذباً للقلوب وتقريباً للأنفس المتباعدة[8].
الهدوء: فإنه يستحسن أن يكون الحوار هادئاً لا ترتفع فيه الأصوات ولا تتعالى؛ لأن جوَّ المحاورة يتطلب الهدوء «والحوار الهادئ الذي يقابل الحسنة بالسيئة ويقلب الهياج إلى وداعة والغضب إلى سكينة والتبجح إلى حياء، على كلمة طيبة، ونبرة هادئة، وسيمة صائبة في وجه هائج غاضب متبجح مفلوت الزمام، ولو قوبل بمثل فعله لازداد هياجاً وغضباً وتبجحاً ومروداً وخلع حياءه نهائياً وأفلت زمامه وأخذته العزة بالإثم»[9].
ضوابط وتقنيات أثناء الحوار:
1- ضوابط أثناء الحوار:
الابتداء بنقاط الاتفاق: وذلك بالانطلاق من نقاط مشتركة تعدّ مبادئ لكل طرف من أطراف الحوار، والتي يظن أنها موجودة بين سائر البشر، إذ إن كـل «إنسـان ولو كان كافراً لا يعدم نقطة خير في قلبه يبدأ بها المسلم فيدخل إليها أو يدخل منها، ثم ينميها ويسير بها إلى هدفه الذي يريد»[10]، وتكون القاعدة التي يتأسس عليها الحوار.
معالجة الفكرة وَفْق الضوابط المعمول بها في إطارها واحترام التخصص: «فإذا كانت عقائدية عرضها على القرآن والصحيح من السنة، وإذا كانت فقهية عرضها على الأصول والضوابط الفقهية مع ضرورة الأخذ بمذهب قائلها ودليله من مصادره وليس من مصادر خصمه وأفواه الشانئين عليه»[11]، فإن كان في غير تلك المجالات نوقش في مجال تخصصه ووَفْق ضوابطه، فلكل علم رجاله، ولكل فن أهله، وإلا فالتجرؤ على جميع التخصصات من علامات التشتت الفكري الذي لا ينتج عنه إلا الصدام.
احترام حق البنوة والأبوة: يجب مراعاة حق الأبوة والأمومة والرحم، فلا يجوز مواجهة الآباء والأمهات بخشونة، ولا الإخوة والأخوات بغلظة؛ بدعوى أنهم عصاة أو مبتدعون أو منحرفون؛ فإن هذا لا يُسقِط حقهم في لين القول، وخاصة الأبوين، وحسبنا أن الله - تعالى - قال في حقهما: {وَإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: ٥١]، وليس هناك ذنب أعظم من الشرك[12]، كما أن احترام حق الأبوة قد يوجِّه الحوار إلى منحى إيجابي يفضي إلى نتائج لا تُتَصور.
قبول النتائج: قبول النتائج التي توصِل إليها الأدلة القاطعة أو الأدلة المرجِّحة إذا كان الموضوع فيه الدليل المرجح وإلا كانت المجادلة من العبث الذي لا يليق بالعقلاء أن يمارسوه[13].
كما أن قبول النتائج يوضح مدى حسن نية المتحاورين، وإلا فتحديد النتائج عند البداية ضرب من الجنون.
شعور المتحاورين أن نتيجة حوارهم تنتظرها الأمة[14]، وأن أولي الأمر سيضعون نتائج الحوار موضوع التنفيذ؛ فإن هذا الإحساس من أكبر العوامل الدافعة للمتحاورين إلى إجادة موضوع حوارهم، وبذل قصارى جهدهم لإنجاحه والتعمق فيه غوصاً وراء اللآلئ الحقيقية من الآراء السديدة والتجارب المفيدة[15]. وهذا عكس ظن المتحاورَيْن أن حواراتهما مجرد خطابات شخصية دون إدخال طرف ثالث مستفيد.
وبذلك تكون الخطابات حبراً على ورق أو قولاً متناثراً في الهواء.
تحديد نقاط الاتفاق في نهاية كل حوار: «فنتواصى جميعاً بالعمل بها ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، فيما هو من مسائل الاجتهاد، ومن ثم فلا يحاول بعضنا أن يؤثر في بعض ليكون نسخة منه؛ لأن هذا فيه من التدخل في شؤون الغير»[16]، كما يمكن الاستفادة من نقاط الاتفاق في الحوارات الأخرى، ولكي تكون محط بداية كذلك.
2- الضوابط التقنية:
تحديد المصطلحات: وعدم الوقوع في تلبيس المصطلحات وتحميلها ما لا تطيق ولا تحتمل وخصوصاً تلك التي تعدّ «مفاهيم يلزم تحديدها وتوضيحها؛ لما يترتب عليها من آثار بالغة الخطورة في الحكم على الآخرين وتقويمهم وتكييف العلاقة بهم، وذلك مثل: مفاهيم الإيمان والإسلام والكفر والشرك والنفاق والجاهلية ونحوها»[17].
اجتناب الغريب: وهو المحتمِلُ من غير قرينة كلامَ السفهاء «لأن الغريب يكون غير واضح وغير موصل، والمحتمل من غير قرينة كذلك[18]، كما أن الكلام الغريب يغير اتجاه موضوع الحوار إلى البحث عن معانٍ لتلك المصطلحات الغريبة ومنه يضيع الوقت.
اجتناب الإطالة والاختصار في غير محلها: إذ الإطالة تجر الأخطاء وتجلب الملل، والاختصار في غير محله يحول دون المراد وذلك بنقص جوانبه وحيثياته؛ لذا نجد العلماء اشترطوا في الكلام ما يأمنه ويوجهه، يقول الماوردي: واعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ولا يهوى من النقص إلا بعد أن يستوفيها، وهي أربعة:
الشرط الأول: أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه؛ إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر.
الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه ويتوخى به إصابة فرصته.
الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته.
الشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به.
فهذه أربعة شروط متى أخلَّ المتكلم بشرط منها فقد أوهن فضيلة باقيها[19].
ضبط النقل: والأمانة في ذلك، والحذر من النقل على لسان الأعداء، والمحاولة قدر المستطاع في نقل أفكار الآخرين من مصادرها الأصلية ونقل ما عليه إجماعهم في الصدد، وعدم نقل الرأي الشاذ لديهم، كما أن من الضروري نقل ما صحَّ عند الآخر وعدم نقل ما ضعفه[20].
وضبط النقل يبين مدى حرص الضابط في تحري الحقيقة وأنه سينقل ما توصل إليه الحوار كما هو؛ دون زيادة أو نقصان أو تحريف.
بعض عوائق الحوار:
لقد عَرَفَتْ عدةُ حوارات التوقفَ والفشلَ وعدمَ الاستمرارية نتيجة عدة أسباب، غير أن أغلب تجمد الحوارات وفشلها في بعض الأحيان مرجعه في المقام الأول إلى عدم التقيد بأدب الحوار ومضامينه في المخاطبة والمجادلة أسلوباً وممارسة»[21]. في حين نجد عوائق أخرى تحول دون الحوار أو استمراره، نحو:
سوء الظن: وهو من العوائق التي تحول دون وقوع الحوار، فإذا كان حسن الظن يسمح بتحقيق أرضية للحوار والمساواة بين المتحاورين فــإن ســوء الظن مرض ينتشر في النفـوس الضعيفة وقد نهى الإسلام عنه بقــوله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَـحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: ٢١]؛ لما يجلبه من ويلات وحروب.
الحسد: وهو من أقبح الخصال التي تصيب الإنسان وتنكد له عيشته؛ فإن الحسود الذي يتمنى الشقاء والتعس لغيره يشقي نفسه أيضاً بهذا الحسد[22]؛ إذ يمنع عن نفسه فوائد الحوار والتواصل مع الآخر، ويجلب له الإثم وسوء العاقبة.
الكبرياء: «رذيلة من الرذائل الاجتماعية تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم»[23]، وبذلك يظهر الطرف المتحاور للطرف المتكبر أنه دون مستواه ولا يستحق أن ينزل إليه؛ إذ يعد ذلك نقصاً وعيباً، لكن الحقيقة أن عدم التواضع هو النقص والعيب، وأن صاحب الكبر مآله ما أخبر به الرسول # فيما رواه عنه حارثة بن وهب الخزاعي أن النبي # قال: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جَوَّاظ مستكبر»[24].
الغضب: وهو من العوائق التي تحول دون استمرار الحوار القائم، وهو كذلك محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها[25]، وهو من الرذائل الخُلقية التي إذا تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها أسوأ الأثر في حياتهم ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم[26].
استفزاز الآخر: واحتقاره بأسماء وألقاب تؤدي إلى انفعاله؛ بقصد وضعه في موقف حرج وإرباكه وتحويل انتباه الآخر الملاحِظ؛ من تتبع الحوار إلى الشماتة، وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ} [الحجرات: ١١].
[1] مجلة جامعة فيلادلفيا، مقال للدكتور مبارك سيف بن سعيد الهامشي، ص 174.
[2] المرجع السابق، ص 339.
[3] روح الدين الإسلامي، عفيف عبد الفتاح طبارة، ص 211.
[4] أصول الدين الإسلامي وآداب المحاجة في القرآن الكريم، محمد علي نوح قوجيل، ص 36.
[5] روح الدين الإسلامي ( مرجع سابق)، ص 213.
[6] مناهج الجدل في القرآن، د. عواض الألمعي، ص 431 - 432 .
[7] مجلة الجامعة الإسلامية، مقال د. أحمد يوسف سليمان، ص 72.
[8] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، د. يوسف القرضاوي، ص 212.
[9] في ظلال القرآن، سيد قطب 5/3122 .
[10] آداب الحوار والمناظرة، المستشار الدكتور علي جريشة، ص 80.
[11] كتاب مجلة: الكلمة، الحوار الإسلامي، مجموعة من الكتّاب، ص 57 - 58.
[12] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف (مرجع سابق)، ص 216.
[13] مناهج الجدل في القرآن، د عواض الألمعي، ص 436.
[14] هذا بالنسبة للحوارات التي يمكن اعتمادها من طرف أولي الأمر.
[15] مجلة الجامعة الإسلامية، ص 71.
[16] المرجع السابق، ص 71.
[17] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، مرجع سابق، ص 88.
[18] آداب الحوار والمناظرة، ص 70.
[19] أدب الدنيا والدين، لأبي الحسن الماوردي، ص 444.
[20] أسس الحوار الإسلامي - الإسلامي، صــادق محمــد الجبــران، كتــاب الكليــة، ص 93- 94.
[21] حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين رؤية إسلامية للحوار، عبد الله العليان، ص 97.
[22] روح الدين الإسلامي، مرجع سابق، ص 338.
[23] المرجع السابق، ص 227.
[24] صحيح البخاري، كتاب: الأدب، باب: الكبر، رقم 6071.
[25] آداب الحوار والمناظرة، مرجع سابق، ص 71.
[26] روح الدين الإسلامي، مرجع سابق، ص 237.
.البيان
محمد السلواني
بقدر ما يكون الحوار إيجابياً يكون متميزاً في حياة الفرد وحياة الجماعة، وبقدر ما يكون سلبياً يكون هداماً لكيان الفرد وكيان الجماعة[1]، ولكي يكون الحوار إيجابياً لا بد من تأطيره بآداب وضوابط وتحديد العوائق التي تؤدي إلى سلبية الحوار وانعدامه.
بعض الآداب العامة للحوار:
ما يمكن التأكيد عليه هنا أن التأدب بآداب الإسلام العامة والخاصة يعطي حواراً إيجابياً، ومن بين هذه الآداب العامة:
إخلاص النية: تعدُّ النية أصلاً أساسياً في جلِّ العبادات والمعاملات، وبها تتميز العبادة عن العادة، ولهذا يجب على كل متحاور «أن يخلص النية في جداله وحواره، ويكون قصده في ذلك التقرب إلى الله - تعالى - وطلب مرضاته؛ في امتثال أمره فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الحــق وإزهــاق الباطــل، فلا يقصد المباهاة وطلب الجاه والرياء»[2].
التقوى: وهي فضيلة أراد بها القرآن إحكام ما بين الإنسان والخلق، وإحكام ما بين الإنسان وخالقه، ولذلك تدور هذه الكلمة ومشتقاتها في أكثر آيات القرآن ذات الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية، والمراد أن يتقي الإنسان ما يغضب ربه وما فيه ضرر لنفسه أو ضرر لغيره[3]، وبهذا يكون الحوار مؤطراً بحصانة التقوى.
الصبر: لأن «عمدة الأمر في استخراج الغوامض وإثارة المعاني هو الصبر على التأمل والتفكير»[4]، ولولا الصبر لانهارت نفس الإنسان من البلايا التي تنزل عليه، ولأصبح عاجزاً عن السير في ركب الحياة، وأصبح في حالة لا يتقيد فيها بالقيم الأخلاقية، فضلاً عن أنه يصبح عنصرَ شرٍّ لا نفع منه[5]، منعزلاً عن المجتمع ومنفعلاً مع مكوناته، ولا يفتح باب الحوار.
السماحة والتخلي عن التعصب: أي: تخلي كِلا الفريقين اللذَيْن تصدَّيا للمحاورة الجدلية حول موضوع معين؛ عن التعصب لوجهة نظر كل واحد منهما، وإعلان كل واحد منهما الاستعداد التام للبحث عن الحقيقة والأخذ بها عند ظهورهـا؛ سـواء كانـــت وجهــة نظــره السـابقة أو وجهة نظر من يحاوره أو وجهة نظر أخرى.
وقد أرشدنا القرآن الكريم إلى الأخذ بهذه القاعدة، إذ علَّم الرسول # أن يقول للمشركين في مجادلته إياهم: {وَإنَّا أَوْ إيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [سبأ: ٤٢]، وفي هذه الآية غاية التخلي عن التعصب لأمر سابق، وكمال الرغبة بنشدان الحقيقة أنَّى كانت[6]. والسماحة وعدم التعصب لا يعنيان بالضرورة الانهزام؛ بل هما أوج القوة الفكرية وسمو التربية الروحية. كما أن لكل موضوع ضوابط يتبين بها مدى تسامح المتحاورين أو تعصبهم، أضف إلى ذلك أن السماحة لا تعني بالضرورة التخلي والاستسلام ونهج ما يرتضيه الآخر وإن كان في ذلك مخالفة للنقل الصحيح والعقل الراجح، ولكن المقصود عدم اضطرار الآخر إلى مطابقة تفكيره بتفكيرك.
حسن الظن: فـالأصـل البـراءة؛ فـلا ظـنة ولا تهمـة ولا ريبة، ولا مزايدة على الإخلاص لله؛ فإن جميع الفصائل المتحاورة لديهم الحرص على الإخلاص، ولكن الاختلاف في وسائل تحقيق المصلحة[7]، وبحسن الظن تتوفر أرضية صالحة للحوار لا ضغينة فيها ولا أحكام مسبقة.
سلوك الحسنى: مصداقاً لقوله - تعالى -: {ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْـحِكْمَةِ وَالْـمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْـمُهْتَدِينَ} [النحل: ٥٢١]، ومن تأمل الآية الكريمة وجد أنها لا تكتفي بالأمر بالجدال بالطريقة الحسنة، بل أمرت بالتي هي أحسن، فإذا كان هناك طريقتان للحوار والمناقشة: إحداهما: حسنة، والأخرى: أحسن منها؛ وجب على المسلم أن يجادل بالتي هي أحسن؛ جذباً للقلوب وتقريباً للأنفس المتباعدة[8].
الهدوء: فإنه يستحسن أن يكون الحوار هادئاً لا ترتفع فيه الأصوات ولا تتعالى؛ لأن جوَّ المحاورة يتطلب الهدوء «والحوار الهادئ الذي يقابل الحسنة بالسيئة ويقلب الهياج إلى وداعة والغضب إلى سكينة والتبجح إلى حياء، على كلمة طيبة، ونبرة هادئة، وسيمة صائبة في وجه هائج غاضب متبجح مفلوت الزمام، ولو قوبل بمثل فعله لازداد هياجاً وغضباً وتبجحاً ومروداً وخلع حياءه نهائياً وأفلت زمامه وأخذته العزة بالإثم»[9].
ضوابط وتقنيات أثناء الحوار:
1- ضوابط أثناء الحوار:
الابتداء بنقاط الاتفاق: وذلك بالانطلاق من نقاط مشتركة تعدّ مبادئ لكل طرف من أطراف الحوار، والتي يظن أنها موجودة بين سائر البشر، إذ إن كـل «إنسـان ولو كان كافراً لا يعدم نقطة خير في قلبه يبدأ بها المسلم فيدخل إليها أو يدخل منها، ثم ينميها ويسير بها إلى هدفه الذي يريد»[10]، وتكون القاعدة التي يتأسس عليها الحوار.
معالجة الفكرة وَفْق الضوابط المعمول بها في إطارها واحترام التخصص: «فإذا كانت عقائدية عرضها على القرآن والصحيح من السنة، وإذا كانت فقهية عرضها على الأصول والضوابط الفقهية مع ضرورة الأخذ بمذهب قائلها ودليله من مصادره وليس من مصادر خصمه وأفواه الشانئين عليه»[11]، فإن كان في غير تلك المجالات نوقش في مجال تخصصه ووَفْق ضوابطه، فلكل علم رجاله، ولكل فن أهله، وإلا فالتجرؤ على جميع التخصصات من علامات التشتت الفكري الذي لا ينتج عنه إلا الصدام.
احترام حق البنوة والأبوة: يجب مراعاة حق الأبوة والأمومة والرحم، فلا يجوز مواجهة الآباء والأمهات بخشونة، ولا الإخوة والأخوات بغلظة؛ بدعوى أنهم عصاة أو مبتدعون أو منحرفون؛ فإن هذا لا يُسقِط حقهم في لين القول، وخاصة الأبوين، وحسبنا أن الله - تعالى - قال في حقهما: {وَإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: ٥١]، وليس هناك ذنب أعظم من الشرك[12]، كما أن احترام حق الأبوة قد يوجِّه الحوار إلى منحى إيجابي يفضي إلى نتائج لا تُتَصور.
قبول النتائج: قبول النتائج التي توصِل إليها الأدلة القاطعة أو الأدلة المرجِّحة إذا كان الموضوع فيه الدليل المرجح وإلا كانت المجادلة من العبث الذي لا يليق بالعقلاء أن يمارسوه[13].
كما أن قبول النتائج يوضح مدى حسن نية المتحاورين، وإلا فتحديد النتائج عند البداية ضرب من الجنون.
شعور المتحاورين أن نتيجة حوارهم تنتظرها الأمة[14]، وأن أولي الأمر سيضعون نتائج الحوار موضوع التنفيذ؛ فإن هذا الإحساس من أكبر العوامل الدافعة للمتحاورين إلى إجادة موضوع حوارهم، وبذل قصارى جهدهم لإنجاحه والتعمق فيه غوصاً وراء اللآلئ الحقيقية من الآراء السديدة والتجارب المفيدة[15]. وهذا عكس ظن المتحاورَيْن أن حواراتهما مجرد خطابات شخصية دون إدخال طرف ثالث مستفيد.
وبذلك تكون الخطابات حبراً على ورق أو قولاً متناثراً في الهواء.
تحديد نقاط الاتفاق في نهاية كل حوار: «فنتواصى جميعاً بالعمل بها ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، فيما هو من مسائل الاجتهاد، ومن ثم فلا يحاول بعضنا أن يؤثر في بعض ليكون نسخة منه؛ لأن هذا فيه من التدخل في شؤون الغير»[16]، كما يمكن الاستفادة من نقاط الاتفاق في الحوارات الأخرى، ولكي تكون محط بداية كذلك.
2- الضوابط التقنية:
تحديد المصطلحات: وعدم الوقوع في تلبيس المصطلحات وتحميلها ما لا تطيق ولا تحتمل وخصوصاً تلك التي تعدّ «مفاهيم يلزم تحديدها وتوضيحها؛ لما يترتب عليها من آثار بالغة الخطورة في الحكم على الآخرين وتقويمهم وتكييف العلاقة بهم، وذلك مثل: مفاهيم الإيمان والإسلام والكفر والشرك والنفاق والجاهلية ونحوها»[17].
اجتناب الغريب: وهو المحتمِلُ من غير قرينة كلامَ السفهاء «لأن الغريب يكون غير واضح وغير موصل، والمحتمل من غير قرينة كذلك[18]، كما أن الكلام الغريب يغير اتجاه موضوع الحوار إلى البحث عن معانٍ لتلك المصطلحات الغريبة ومنه يضيع الوقت.
اجتناب الإطالة والاختصار في غير محلها: إذ الإطالة تجر الأخطاء وتجلب الملل، والاختصار في غير محله يحول دون المراد وذلك بنقص جوانبه وحيثياته؛ لذا نجد العلماء اشترطوا في الكلام ما يأمنه ويوجهه، يقول الماوردي: واعلم أن للكلام شروطاً لا يسلم المتكلم من الزلل إلا بها ولا يهوى من النقص إلا بعد أن يستوفيها، وهي أربعة:
الشرط الأول: أن يكون الكلام لداعٍ يدعو إليه؛ إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر.
الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه ويتوخى به إصابة فرصته.
الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته.
الشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به.
فهذه أربعة شروط متى أخلَّ المتكلم بشرط منها فقد أوهن فضيلة باقيها[19].
ضبط النقل: والأمانة في ذلك، والحذر من النقل على لسان الأعداء، والمحاولة قدر المستطاع في نقل أفكار الآخرين من مصادرها الأصلية ونقل ما عليه إجماعهم في الصدد، وعدم نقل الرأي الشاذ لديهم، كما أن من الضروري نقل ما صحَّ عند الآخر وعدم نقل ما ضعفه[20].
وضبط النقل يبين مدى حرص الضابط في تحري الحقيقة وأنه سينقل ما توصل إليه الحوار كما هو؛ دون زيادة أو نقصان أو تحريف.
بعض عوائق الحوار:
لقد عَرَفَتْ عدةُ حوارات التوقفَ والفشلَ وعدمَ الاستمرارية نتيجة عدة أسباب، غير أن أغلب تجمد الحوارات وفشلها في بعض الأحيان مرجعه في المقام الأول إلى عدم التقيد بأدب الحوار ومضامينه في المخاطبة والمجادلة أسلوباً وممارسة»[21]. في حين نجد عوائق أخرى تحول دون الحوار أو استمراره، نحو:
سوء الظن: وهو من العوائق التي تحول دون وقوع الحوار، فإذا كان حسن الظن يسمح بتحقيق أرضية للحوار والمساواة بين المتحاورين فــإن ســوء الظن مرض ينتشر في النفـوس الضعيفة وقد نهى الإسلام عنه بقــوله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَـحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات: ٢١]؛ لما يجلبه من ويلات وحروب.
الحسد: وهو من أقبح الخصال التي تصيب الإنسان وتنكد له عيشته؛ فإن الحسود الذي يتمنى الشقاء والتعس لغيره يشقي نفسه أيضاً بهذا الحسد[22]؛ إذ يمنع عن نفسه فوائد الحوار والتواصل مع الآخر، ويجلب له الإثم وسوء العاقبة.
الكبرياء: «رذيلة من الرذائل الاجتماعية تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم»[23]، وبذلك يظهر الطرف المتحاور للطرف المتكبر أنه دون مستواه ولا يستحق أن ينزل إليه؛ إذ يعد ذلك نقصاً وعيباً، لكن الحقيقة أن عدم التواضع هو النقص والعيب، وأن صاحب الكبر مآله ما أخبر به الرسول # فيما رواه عنه حارثة بن وهب الخزاعي أن النبي # قال: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جَوَّاظ مستكبر»[24].
الغضب: وهو من العوائق التي تحول دون استمرار الحوار القائم، وهو كذلك محاولة إبطال دعوى الخصم قبل أن يقدم الدليل عليها[25]، وهو من الرذائل الخُلقية التي إذا تحكمت في نفوس الناس وتمكنت من مجتمعاتهم كان لها أسوأ الأثر في حياتهم ونتائج بشعة في تمزيق روابط المودة بينهم[26].
استفزاز الآخر: واحتقاره بأسماء وألقاب تؤدي إلى انفعاله؛ بقصد وضعه في موقف حرج وإرباكه وتحويل انتباه الآخر الملاحِظ؛ من تتبع الحوار إلى الشماتة، وقد نهى الإسلام عن هذا الأسلوب في قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِـمُونَ} [الحجرات: ١١].
[1] مجلة جامعة فيلادلفيا، مقال للدكتور مبارك سيف بن سعيد الهامشي، ص 174.
[2] المرجع السابق، ص 339.
[3] روح الدين الإسلامي، عفيف عبد الفتاح طبارة، ص 211.
[4] أصول الدين الإسلامي وآداب المحاجة في القرآن الكريم، محمد علي نوح قوجيل، ص 36.
[5] روح الدين الإسلامي ( مرجع سابق)، ص 213.
[6] مناهج الجدل في القرآن، د. عواض الألمعي، ص 431 - 432 .
[7] مجلة الجامعة الإسلامية، مقال د. أحمد يوسف سليمان، ص 72.
[8] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، د. يوسف القرضاوي، ص 212.
[9] في ظلال القرآن، سيد قطب 5/3122 .
[10] آداب الحوار والمناظرة، المستشار الدكتور علي جريشة، ص 80.
[11] كتاب مجلة: الكلمة، الحوار الإسلامي، مجموعة من الكتّاب، ص 57 - 58.
[12] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف (مرجع سابق)، ص 216.
[13] مناهج الجدل في القرآن، د عواض الألمعي، ص 436.
[14] هذا بالنسبة للحوارات التي يمكن اعتمادها من طرف أولي الأمر.
[15] مجلة الجامعة الإسلامية، ص 71.
[16] المرجع السابق، ص 71.
[17] الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، مرجع سابق، ص 88.
[18] آداب الحوار والمناظرة، ص 70.
[19] أدب الدنيا والدين، لأبي الحسن الماوردي، ص 444.
[20] أسس الحوار الإسلامي - الإسلامي، صــادق محمــد الجبــران، كتــاب الكليــة، ص 93- 94.
[21] حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين رؤية إسلامية للحوار، عبد الله العليان، ص 97.
[22] روح الدين الإسلامي، مرجع سابق، ص 338.
[23] المرجع السابق، ص 227.
[24] صحيح البخاري، كتاب: الأدب، باب: الكبر، رقم 6071.
[25] آداب الحوار والمناظرة، مرجع سابق، ص 71.
[26] روح الدين الإسلامي، مرجع سابق، ص 237.
.البيان