في أرض الإسراء عَظُمَ البلاء ، وكثر الإبتلاء ، وانتشر الوباء ، تعمقت جراحاتهم فما شعر بهم أحد ، وعلت صرخاتهم فما سمع صوتهم أحد ، وكثرت آلامهم فما تحمل عنهم أحد ، إلا ما رحم ربي وعصم .
الطائفة المنصورة : لكن حسبهم أن الله تعالي معهم ، حسبهم أنهم علي الارض المباركة ، حسبهم أنهم يدافعون عن مقدسات المسلمين ، حسبهم أنهم الطائفة المنصورة ، والفئة المسرورة ، يوم تدور الدائرة ، ويوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
" فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [الانشقاق : ٣٤-٣٦]
نعم هم الطائفة المنصورة ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم وهم على ذلك ، صحيح مسلم
لا يضرهم من خذلهم : لا يضرهم من خذلهم ، ليس من عاداهم ، فالعدو معروف وظاهر ، ويمكن التعامل معه ، أما المتخاذلين المنتشرين في الطوق حول فلسطين ، والمخذلين الموزعين حول العالم ، هم كُثُر ، الله يعلمهم من حيث لاتعلمون ،
ويراهم من حيث لا ترون .
أهل فلسطين ، مجاهدي غزة ، من لم يهتم بهم فقد خذلهم ، من لم يشعر بآلامهم فقد خذلهم ، من لم يدعو لهم فقد خذلهم ، من لم يتعاون معهم فقد خذلهم ، من لم يدافع عنهم فقد خذلهم ، من لم يركن إليهم فقد خذلهم ، ومن لم ينحاز لهم فقد خذلهم ، أما من انحاز إلي الفئة المعتدية الباغية الفئة الكافرة الظالمة فقد خانهم ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
الواقع المرير وقلب الموازين : إنه واقع مرير في عالم ممتلئ بالظلم والخذلان، مجرد من الإنسانية، خال من العدل والقسط ، منزوع المروءة والشهامة ، وگأن الناس في غابة، القوي يأكل الضعيف، والمجرم يتهم الشريف، والغني يلتهم الفقير، الضحية أمسى جلاد، والجلاد أصبح ضحية، واختلط الحابل بالنابل.
بين الإبتلائين : الابتلاء إبان رحلة الإسراء كان عظيما ، حيث اضطهاد النبي من أقرب المقربين وعلى رأسهم أبو لهب وزوجته أم جميل ، والحصار حتى أكلوا أوراق الشجر ، وضعوا عليه وهو ساجد -صلى الله عليه وسلم - سلا الجزور ، ورموه كذلك بالحجارة في الطائف ، وغيرها من الابتلاءات ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، فها هم المجاهدون على أرض فلسطين ، تخلي عنهم الأقرباء والجيران ، بل منهم من تعاون مع العدو على خيانتهم والخلاص منهم ، حوصروا ليس ثلاث سنوات وإنما سبعة عشر سنة ، حتى لم يجدوا طعام ولا شراب ، تدمير ، تهجير ، كل يوم يستشهد منهم الأطفال والنساء والكبار علي مسمع ومرأي من عيون العالم ، العالم الذي قتل الإنسانية ، خاصة في البلاد الاسلامية ، ونشر الظلم في البرية عمدا متعمدا ، نفس الابتلاءات ، بل ربما اكثر و اعظم ، لكنهم صامدون كما صمد الأولون ، صابرون كما صبر السابقون ،
، للأسف المصلحجية يريدون أن يصرفوا المسلمين عن دماء إخوانهم الزكية التي تسيل في فلسطين الأبية!! وليس هم لهم سوى التربح ولو على حساب الشهداء ، المدافعين عن مقدساتهم ، و دينهم ، وعروبتهم ، وأمن قومهم !!
ولنبلونكم ( صنوف الابتلاء ) : إنه الإبتلاء للمجاهدين علي أرض الجهاد ، فوق ميادين الصراع ، إن الابتلاء سنة من سنن الله في الكون: قال ربنا "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" [البقرة:155-157].
اشتد الابتلاء في أرض الإسراء ، حتى تربعت هذه الآية الكريمة على أرضهم ، وتحققت في دورهم وأولادهم وذويهم ، فمن أراد أن يعرف تفسير الآية ، أوشرحها شرحا مفصلا ، واقعا على الأرض ، ماثلا في الأرواح والأشخاص ، فلينظر إلى غزة العزة ، ليلتفت إلى فلسطين ،
أخبر الله في هذه الآية أنه سيبتلي عباده بصنوف الإبتلاء ، كيف ؟!
( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) : لقد سري الخوف هناك سريان النار في الهشيم ، لكن هذا الخوف ما زادهم إلا قوة وصلابة ، وما راعهم إلا شهامة وشجاعة ، وما ترك فيهم الا شموخ وإباء وصمود ،
( وَالْجُوعِ ): أي: بشيء يسير منهما، لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع كله ، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك، وهذا ما حدث في فلسطين جراء الحصار المضروب منذ سبعة عشر عام!! لاطعام هناك ولا شراب ، اضطروا لأكل أوراق الشجر ، وكأنهم يستنون بسنة المصطفى في كل شئ ،
،لقد بلغ الجوع منهم مبلغا عظيما ، لكنهم صابرون ، مرابطون ، عن مقدساتهم وأرضهم وعرضهم مدافعون !!
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ) : لا رواتب ، ولا مصانع ، كله توقف نتيجة الحرب الظالمة ، غير المتكافئة ، هذا كله حدث في غزة من المعتدين والمتآمرين والمحاصِرين!!
(وَالأنْفُسِ ): أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، بل أسر بكاملها، وعائلات تحت الأنقاض!! ما يقرب من ٣٠ ألف شهيد و أضعافهم من الجرحى والمصابين ، نقص الأنفس بطريقة متزايدة نتيجة العدوان الوحشي ، من الصهاينة وأذنابهم في كل مكان ،
( وَالثَّمَرَاتِ ) : أي: الحبوب، وثمار الزيتون، والأشجار كلها، والخضر، وهذا ما اجهز عليه الصهاينة واعوانهم في حرق الارض ومحو البلاد وقتل العباد !! فيما يسمى بالأرض المحروقة !! لكن شجر الغرقد خارج هذه الدائرة ، ضارب بجذوره في الأرض ، وها هو مع المقاومين ، يعاون المجاهدين ، يقول يامسلم ، ياعبد الله : هذا يهودي خلفي تعال فاقتله . كيف ؟!
نعم هي ابتلاءات ،
والناس أمام هذه الابتلاءات نوعين: الأول : جازعين خارج الميدان ايديهم مرتعشة، وقلوبهم منافقة، ومواقفهم مفعمة بالخذلان، والثاني : صابرين في ارض الميدان، فلسطين الوفية وغزة الأبية،
(الجازع ) حصلت له مصيبتين، فقد المحبوب، وفوات ما هو أعظم منها، وفقدان الأجر بعدم امتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط، قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه، لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى:
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) : أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
والثابتين الصابرين، في فلسطين وغير فلسطين هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الكبيرة، ثم وصفهم بقوله : " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ" وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
( أُولَئِكَ) : الموصوفون بالصبر المذكور
(عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) : أي: ثناء وتنويه بحالهم
(وَرَحْمَةٌ) : عظيمة، ومن رحمته إياهم، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر،
(وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) : الذين عرفوا الحق، وهو في هذا الموضع، علمهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.
لابد من الصبر : لله تعالي يقول في آخر سورة آل عمران: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] يا أهل الإيمان ، يا أهل الاقصي ، يا أهل فلسطين ، يا أهل غزة : اصبروا على النعماء، وصابروا على البأساء والضراء، ورابطوا في دار الأعداء، واتقوا رب الأرض والسماء؛ لعلكم تفلحون في دار البقاء، في جنة عرضها السموات والأرض، أُعِدَّت للمتقين.
أما الأمة فهي في سُبات ، الا مارحم رب الأرض والسموات ، اللهم يامجيب الدعوات ..
اللهم انصر جندك ، واهزم عدوك ، واكشف الكرب عن الأمة ، اللهم نصرك الذي وعدت يا ارحم الراحمين
الطائفة المنصورة : لكن حسبهم أن الله تعالي معهم ، حسبهم أنهم علي الارض المباركة ، حسبهم أنهم يدافعون عن مقدسات المسلمين ، حسبهم أنهم الطائفة المنصورة ، والفئة المسرورة ، يوم تدور الدائرة ، ويوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
" فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " [الانشقاق : ٣٤-٣٦]
نعم هم الطائفة المنصورة ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم وهم على ذلك ، صحيح مسلم
لا يضرهم من خذلهم : لا يضرهم من خذلهم ، ليس من عاداهم ، فالعدو معروف وظاهر ، ويمكن التعامل معه ، أما المتخاذلين المنتشرين في الطوق حول فلسطين ، والمخذلين الموزعين حول العالم ، هم كُثُر ، الله يعلمهم من حيث لاتعلمون ،
ويراهم من حيث لا ترون .
أهل فلسطين ، مجاهدي غزة ، من لم يهتم بهم فقد خذلهم ، من لم يشعر بآلامهم فقد خذلهم ، من لم يدعو لهم فقد خذلهم ، من لم يتعاون معهم فقد خذلهم ، من لم يدافع عنهم فقد خذلهم ، من لم يركن إليهم فقد خذلهم ، ومن لم ينحاز لهم فقد خذلهم ، أما من انحاز إلي الفئة المعتدية الباغية الفئة الكافرة الظالمة فقد خانهم ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .
الواقع المرير وقلب الموازين : إنه واقع مرير في عالم ممتلئ بالظلم والخذلان، مجرد من الإنسانية، خال من العدل والقسط ، منزوع المروءة والشهامة ، وگأن الناس في غابة، القوي يأكل الضعيف، والمجرم يتهم الشريف، والغني يلتهم الفقير، الضحية أمسى جلاد، والجلاد أصبح ضحية، واختلط الحابل بالنابل.
بين الإبتلائين : الابتلاء إبان رحلة الإسراء كان عظيما ، حيث اضطهاد النبي من أقرب المقربين وعلى رأسهم أبو لهب وزوجته أم جميل ، والحصار حتى أكلوا أوراق الشجر ، وضعوا عليه وهو ساجد -صلى الله عليه وسلم - سلا الجزور ، ورموه كذلك بالحجارة في الطائف ، وغيرها من الابتلاءات ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، فها هم المجاهدون على أرض فلسطين ، تخلي عنهم الأقرباء والجيران ، بل منهم من تعاون مع العدو على خيانتهم والخلاص منهم ، حوصروا ليس ثلاث سنوات وإنما سبعة عشر سنة ، حتى لم يجدوا طعام ولا شراب ، تدمير ، تهجير ، كل يوم يستشهد منهم الأطفال والنساء والكبار علي مسمع ومرأي من عيون العالم ، العالم الذي قتل الإنسانية ، خاصة في البلاد الاسلامية ، ونشر الظلم في البرية عمدا متعمدا ، نفس الابتلاءات ، بل ربما اكثر و اعظم ، لكنهم صامدون كما صمد الأولون ، صابرون كما صبر السابقون ،
، للأسف المصلحجية يريدون أن يصرفوا المسلمين عن دماء إخوانهم الزكية التي تسيل في فلسطين الأبية!! وليس هم لهم سوى التربح ولو على حساب الشهداء ، المدافعين عن مقدساتهم ، و دينهم ، وعروبتهم ، وأمن قومهم !!
ولنبلونكم ( صنوف الابتلاء ) : إنه الإبتلاء للمجاهدين علي أرض الجهاد ، فوق ميادين الصراع ، إن الابتلاء سنة من سنن الله في الكون: قال ربنا "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" [البقرة:155-157].
اشتد الابتلاء في أرض الإسراء ، حتى تربعت هذه الآية الكريمة على أرضهم ، وتحققت في دورهم وأولادهم وذويهم ، فمن أراد أن يعرف تفسير الآية ، أوشرحها شرحا مفصلا ، واقعا على الأرض ، ماثلا في الأرواح والأشخاص ، فلينظر إلى غزة العزة ، ليلتفت إلى فلسطين ،
أخبر الله في هذه الآية أنه سيبتلي عباده بصنوف الإبتلاء ، كيف ؟!
( بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ) : لقد سري الخوف هناك سريان النار في الهشيم ، لكن هذا الخوف ما زادهم إلا قوة وصلابة ، وما راعهم إلا شهامة وشجاعة ، وما ترك فيهم الا شموخ وإباء وصمود ،
( وَالْجُوعِ ): أي: بشيء يسير منهما، لأنه لو ابتلاهم بالخوف كله، أو الجوع كله ، لهلكوا، والمحن تمحص لا تهلك، وهذا ما حدث في فلسطين جراء الحصار المضروب منذ سبعة عشر عام!! لاطعام هناك ولا شراب ، اضطروا لأكل أوراق الشجر ، وكأنهم يستنون بسنة المصطفى في كل شئ ،
،لقد بلغ الجوع منهم مبلغا عظيما ، لكنهم صابرون ، مرابطون ، عن مقدساتهم وأرضهم وعرضهم مدافعون !!
( وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ) : لا رواتب ، ولا مصانع ، كله توقف نتيجة الحرب الظالمة ، غير المتكافئة ، هذا كله حدث في غزة من المعتدين والمتآمرين والمحاصِرين!!
(وَالأنْفُسِ ): أي: ذهاب الأحباب من الأولاد، والأقارب، والأصحاب، بل أسر بكاملها، وعائلات تحت الأنقاض!! ما يقرب من ٣٠ ألف شهيد و أضعافهم من الجرحى والمصابين ، نقص الأنفس بطريقة متزايدة نتيجة العدوان الوحشي ، من الصهاينة وأذنابهم في كل مكان ،
( وَالثَّمَرَاتِ ) : أي: الحبوب، وثمار الزيتون، والأشجار كلها، والخضر، وهذا ما اجهز عليه الصهاينة واعوانهم في حرق الارض ومحو البلاد وقتل العباد !! فيما يسمى بالأرض المحروقة !! لكن شجر الغرقد خارج هذه الدائرة ، ضارب بجذوره في الأرض ، وها هو مع المقاومين ، يعاون المجاهدين ، يقول يامسلم ، ياعبد الله : هذا يهودي خلفي تعال فاقتله . كيف ؟!
نعم هي ابتلاءات ،
والناس أمام هذه الابتلاءات نوعين: الأول : جازعين خارج الميدان ايديهم مرتعشة، وقلوبهم منافقة، ومواقفهم مفعمة بالخذلان، والثاني : صابرين في ارض الميدان، فلسطين الوفية وغزة الأبية،
(الجازع ) حصلت له مصيبتين، فقد المحبوب، وفوات ما هو أعظم منها، وفقدان الأجر بعدم امتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط، قولا وفعلا، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه، لأنها صارت طريقا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا قال تعالى:
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) : أي: بشرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب.
والثابتين الصابرين، في فلسطين وغير فلسطين هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الكبيرة، ثم وصفهم بقوله : " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ" وهي كل ما يؤلم القلب أو البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.
( أُولَئِكَ) : الموصوفون بالصبر المذكور
(عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ) : أي: ثناء وتنويه بحالهم
(وَرَحْمَةٌ) : عظيمة، ومن رحمته إياهم، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر،
(وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) : الذين عرفوا الحق، وهو في هذا الموضع، علمهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعملوا به وهو هنا صبرهم لله.
لابد من الصبر : لله تعالي يقول في آخر سورة آل عمران: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200] يا أهل الإيمان ، يا أهل الاقصي ، يا أهل فلسطين ، يا أهل غزة : اصبروا على النعماء، وصابروا على البأساء والضراء، ورابطوا في دار الأعداء، واتقوا رب الأرض والسماء؛ لعلكم تفلحون في دار البقاء، في جنة عرضها السموات والأرض، أُعِدَّت للمتقين.
أما الأمة فهي في سُبات ، الا مارحم رب الأرض والسموات ، اللهم يامجيب الدعوات ..
اللهم انصر جندك ، واهزم عدوك ، واكشف الكرب عن الأمة ، اللهم نصرك الذي وعدت يا ارحم الراحمين