أكرِم بحمزةَ هيبةً ووقارا
ومجندل الطغيان والاشرارا
عمُ النبي فَيالَه من هَزبرٍ
الشرك ُ يخشى سيفَه البتارا
____
بدمي سأكتبُ للزّمانِ قصيدا
وأرومُ نحوَ العالياتِ صعودا
وأقيتُ حرفي منْ شعاعِ خلودِهِ
لأضيفَ في سِفرِ الخلودِ خلودا
أدري بأني حين تشعلني الرؤى
سأصيرُ في لغةِ البيانِ وَقودا
وبأنّني عنّي سأفرغ هاجسي
وأطيلُ في غرَفِ القريضِ سُجودا
قلمي الذي احتشدَتْ سوانحُ فكرهِ
صوراً سأرسمُ حُلمَهُ الموعودا
يزهو بأنوارِ البلاغةِ حرفهُ
ويمدّ سارية الرّؤى تمجيدا
مُذ صارَ هذا اليومُ منبرَ حكمةٍ
للشاعرينَ وقد أتوهُ حُشودا
وأنا انحنيتُ وفيّ تُهصرُ نفحة
وفمي يقطّبُهُ الجمودُ عنيدا
سأظلّ مُشتعلاً وتصلبُني يدي
وأنالُ من أنفاسهِ عنقودا
هذا احتشادُ النورِ يا روحي اشهدي
إنّي سلكتُ طريقهُ المشهودا
لَأحارُ كيفَ أصوغ أنفاسي التي
حُبكتْ على خصرِ الزمانِ عقودا
وبها أسبّحُ باسمِ روحِكَ شاهداً
أنّى اتجهْتُ ولنْ أكونَ جَحودا
وأضمُّ في جنبيّ نهجَ بلاغةٍ
جاءتْ بأسرارِ السماءِ شُهودا
فلأنتَ ثوبُ النورِ منكَ لبسْتهُ
منْ يستطيعُ لأمرِهِ تفنيدا
وأفاضَ بي عبقاً توحّدَ في دمي
وحوى مناقبَهُ وشدَّ بُرودا
أدنيكَ منّي حيثُ أنكَ بي أنا
وشبكتَ في حبلِ الوريدِ وريدا
يا أبا عماره وفارس كلّ مُلمةٍ
لو أرزمتْ واستقطبتكَ عميدا
هذه الأرض تشلّهُ عثراتُهُ
والحاكمونَ بهِ تشدّ قيودا
والساقطونَ على بساطكَ أسقطوا
حقّ الفقيرِ وزاولوا التشريدا
قمْ منْ مقامِكَ يا (أسد الله) وخذهُمُ
واعملْ بهمْ في سيفكَ التبديدا
وانهضْ بعزمِكَ ثائراً متألباً
وأطلْ على عرْشِ الطغاةِ قعودا
فنزع (الزهور) بهِ توضّأتِ الألى
وتناهبوهُ وصيّروهُ بديدا
وانهضْ بها فالعدلُ أقفلَ بابَهُ
والحقُّ أمسى في البلادِ طريدا
يا أنتَ يا أوْلى بنا مَنْ ذا لنا
عادَ البلاءُ وجدّدوهُ جديدا
سادَ العمى وبنا استبدّ بجورِهِ
ولنا أعدَّ سلاسلاً وقيودا
أبا عماره وَبرِيقُ سيفكَ يانعٌ
ما زالَ يملأ عمرَنا توريدا
مُذْ قلتَ للشمسِ العليّةِ أنْ قفي
وهواكَ يسبكُ أضلعي توحيدا
مالي إذا ذكرو حينَ حديثِهمْ
يَشتدّ بي وجدٌ إليكَ شديدا
أمشي بلا وجهٍ ووجهُكَ وجهتي
وهواكَ قطّبَ حبلَهُ المشدودا
لِأظلّ فيك وليلُ ليليَ أليلٌ
فرداً لأذكاري أقيمُ وحيدا
وإليك أركضُ في ظَمايَ لعلني
منْ ماءِ كفكَ أستزيدُ وُرودا
يكفيكَ أنّ الدهرَ أصبحَ عاقراً
منْ بعدِ العزة واستزادَ رُكودا
وتخارسَتْ حتى محاريبُ التقى
وغدا الزّمانُ منَ البكا مفؤودا
بكتِ المنابرُ في ألعرب حالَها
وغدَتْ لياليها وراءكَ سُودا
أنا هاجسُ الأوجاعِ سبّحَ مقلقاً
بدمي وثغري رتلَ التحميدا
يا غيمتي الحُبلى عطاشى أهلنا
حيرى تجابهُ وعدَها الموعودا
صوْتُ الأيامى واليتامى قد علا
سيكونُ في سِفرِ الحياةِ وليدا
فلنا السماءُ تزيّنتْ أقطارُها
ولأجلِهم مدّ الإلهُ بريدا
آتٍ هو الأعصار مفتولُ القوى
صلداً ويقتلعُ الحريقُ سدودا
منْ موتِنا فينا تقومُ قيامة
ومنَ الدّما نسقي الهوى الأملودا
فالقادمونَ على صهيلِ جراحِهم
صنعوا إلى النصرِ الجديدِ زرودا
يا رسولي عفواً وعفوُكَ سيّدي
جنحَ البيانُ وعنكَ حدْتُ بعيدا
هبني ولو شيئاً أكحّلُ أحرفي
منْ بحرِ علمِكَ كي أقولَ قصيدا
*نقلاً عن موقع منار الإسلام للأبحاث والدراسات*