على فرض أن الأرض يوما ستغتلي
وتلفظ من قد كان يظلم فوقها
يقينا ستكتظ الرحاب فلم يعد
على غربها من كان قد ساد شرقها
__
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أيها ( الطفل ) أنا لن أعتذر !
ما أنا موسى ولا أنت الخضر
…
ليس ينسى ( يوم) أن حملته
في مهـاد من جـلال معتـبر !
سـار في ركب تهادى نوره
ساطعا والموج محمود الأثر
فـوق أمـواه يجلـي وجههـا
مطلع الشمس ولألاء القمر !
بعض آبائي القدامى دينهم
أنك المعبود تخزي من كفر
قد رأوا من بعض ما أعطيتهم
أنك المولى وتجزي من شكر
ثم جاء ( الدين ) والبشرى به
ماحيـا ما كان ( أديانا ) أخر
فاستقام الناس في أخلاقهـم
بعضهم والبعض أخفى ما مكر
كنت يا (أقصى) وكانت أعصر
في سماء العز والمجد الأغر
قبابك الأصفى نور بدره
من جنان الخلد وضاء الصور
كيف تبكي من أهـانوا شيبة
للحبيب محمد وأزروا بالعصر ؟
والتي ما أحصنت من فرجهـا
والذي في الخلق كذاب أشر ؟
الأعراب شاركت الذي في جرمه
عاند الحق … تمارى بالنذر
لو أنا منك … لما مالأته
مثله : يلقى بأقـذار الحفر
نقطة سوداء في تاريخنا
ربما فاقـت خزايانا الأخـر !
يا صفي الدهر ماذا يا ترى
رد عنك العقل جانبت الحذر
أين ما علمت من أنبائه ؟!
سوأة يا (طفل) ما إن تغتفر
بؤ بها .. واحمل بقايا وزرها
إن ما تلقاه .. من بطش القدر
ضعت ضعنا أنت من ضيعتنا
واحتوانا في رؤى العيش الخطر
في همـوم خالجتنـا … والأسـى
ربمـا مـا عـاد يسـقينا المطر !
من ترى يأسى لـ (شعب) بائس
سيق كالأنعام ما سيق البشر ؟!
هم رقـود فوق أشـواك فهـل
يسلم النـوام من وخز الإبر؟
و (الليالي ) غافلتهـم .. ليتهـم
أشربوا التنزيل فهما والسـير
رب درس سـطر التاريخ في
سـفره أوعى .. وتال مدكر !
ارضك الخضر غشى منهمـا
شؤم ما استبقيت من وال قذر !
أين لـ ( المملوك ) ما ناصحته
بارتضاء الذل حتى يستمر ؟!
ثم لا عيش صفـا .. أو خاطـر
ظل في منأى ومـا ذاق الكـدر
عد لنا يا ( أقصى ) مجلو الرؤى
كلما مـرت ( بنيـات ) الدهـر
وابعـث الإيمـان فينـا .. أمتي
صورت غرقى بقيعان البحر
*نقلاً عن موقع منار الإسلام
