لا وَاَلَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ وَاقْسِمْ
بِالتِّينِ ، بِالزَّيْتُونِ ، لَنْ يَنْسَانَا
حَقًّا عَلَى اللَّهِ لَئِنْ سَارَ الْعِدَى
وَاسْتلت السَّيْفُ وَبِأَنَّ رَحَانَا
يَهْدِينَا نَصْرًا وَالْجِنَانِ مَفَازَةٍ
وَالْيَوْمِ نَصْرِ اللَّهِ هَا قَدْ حَانَ .
أَسَفِي عَلَى غُذْرَ الزَّمَانُ وَضَرَّةُ
أَسَفِي عَلَى عَرَبٌ تَلَوُّمٍ هَدَانَا
فَالْثار أَضْحَى لِلْعَدُوِّ خِيَانَةٌ
وَالرَّقْصِ فَوْقَ شَهِيدنا إيمَانًا .
___
على فم الشعر صاحت فيك أسئلةُ
وقد تعامت عن الاوراق أجوبةُ
هذي مرافيء اسفار بنا رحلت
وودعتنا بباب الحزن أضرحةُ
بعض المسافات فيها مر شارعنا
وبعضها ضاع فاحتارت به الضفةُ
فهل سابقى بباب الدار اسالني
وهل تجيد لمعنى الحيرة اللغةُ
ايقنت اني نبي الشعر يسالني
عن معجزاتي التي فيها امتلت رئةُ
اني فم الشعر تقراني ملامحه
وانني في زمان القحط معجزةُ
مذ جئت كنت بوادي الجوع سنبلة
بها تدار على الافواه أرغفةُ
انا الجياع وكف الأرض تمنحني
ملح الجنون به تقتات معضلةُ
انا نديم ضياعي لست اشربني
الا بكاسي به روحي منزّلةُ
شفاهنا قلق الإيحاء الهبها
وعطلتها خيارات مشوشةُ
لا وحي يتبعني الا يد امراة
كانت تلملمني والوقت مسالةُ
عذرا لروحي نسائي ودعت مدني
ومقلة الدمع بالتوديع مرسلةُ
عذرا لبعضي فمرآتي رأيت بها
بعضي وفرّت إلى المنفى بها شفةُ
قادت خطاي وفيها ما أزال أرى
مزارع اليأس ما اخضرت بها فئةُ
لأنني لم أجدني حين زوّرني
ظلي واقصت خطوط الروح بوصلةُ
لأنني لم أجد غيري يلاطفني
وان وجهي له العميان ما التفتوا
مذ كنت وحدي وعهر الحرب دنسني
والبستني ثياب الليل مطحنةُ
مذ كنت وحدي أساريري محطمة
تبيعني كي تقيت الجوع أرملةُ
في بوحها كان صوت الناي يفهمني
وتنثر السر في الحارات حوقلةُ
هنا على الجرف شمع الخضر طاف بنا
وشالُ أمي به من نوره صفةُ
في خيمة الحزن كان الموت يركض بي
مع الرصاص لتبكي الأرض مجزرةُ
الميتون أرى في موتهم وطني
على الطريق به تحتار أرصفةُ
قد يسألون الردى عن سر رحلتهم
وقد تسد غبار الدرب أقنعةُ
يستاذنون البكا من فرط طيبتهم
متى تذيع نبا التوديع مئذنةُ
وهم الإياب وصوت النعي يجلدني
وبي تشد إلى الإغواء سلسةُ
فهل نعود إلى الاقصى ثانية
لتصدح الآن في الشطان أغنيةُ
مسافرون وما تدري حقائبهم
بأنهم في ضمير الله قد ثبتوا
وأنهم مذ أعاروا الله شهقتهم
لهم أقيمت بباب العرش منزلةُ
وأنهم ما دروا في الباب تنطرهم
عيون ثكلى بها تعتاش أخيلةُ
إذ طالما حلموا يوما يهدهدهم
رمل الضفاف وتنفي الماء معركةُ
توحّدوا في ثرى القدس واجتمعوا
لكي يكونوا وتقرا الدرس مدرسةُ
صاغوا من الماء معراجا لمبدئهم
وأنهم من جذور البؤس قد نبتوا
نادوا على الجوع ان قم والتمس مطرا
فإننا في طريق الريح اجنحةُ
وكلموا القمح كن للخير مزرعة
من الحنان لتنعى الفقر سنبلةُ
فهل تراني كمثل الناس لي وطن
به أقيم وتبني البيت اعمدةُ
وهل نعود نعاني من تشتتنا
وهل تعود لهذي الدار تجزئةُ
لنا السلام ولا سلم لمن قتلوا
خضر الطيور وفرّت منه مزرعةُ
فقل لمن باع للطاغي مروءته
غدا نعود وان عن موتنا سكتوا
نحن الهدايا أضأنا الليل في دمنا
وقد أمدت سراج الجرح معصرةُ
مغامرون ركبنا هولها علنا
لمّا رمتنا لناب الموت مسغبةُ
مغامرون وما زالت طفولتنا
لنا تصلي وتنفي العمر زوبعةُ
منّا انطلقنا وظلُّ الموت يحرسنا
وما ثنتنا عن التبشير زلزلةُ
لئن مشينا وما عدنا لقريتنا
سيقرؤون بوجه الصبح من خفتوا
ويعلمون بان الموت باغتنا
وأننا لم نمت والناس قد بُهتوا
نعم رحلنا وقد ظلت قداستنا
للسالكين منارا سوف ينفلتُ
قولوا سلاما لمن ظلت تؤازرهم
خيل الدماء وما عاثت بهم سِنَةُ
بلى سنبقى وهذي الأرض تلعنهم
على فم الشعر للاتين أسئلةُ
نقلا عن موقع منار الإسلام للابحاث والدراسات