إن فيما يُحدِثُه الله جل وعلا في ملكه لعبرة لأولي الأبصار الذين مَنَّ عليهم سبحانه بنور اليقظة وعمق الاستيعاب، فهم لا يقفون من الأحداث موقف المتفرج بل يغوصون في أعماقها بحثا عن الحكمة واستمدادا للفهم السليم المنشئ للعمل الصالح. وما تعيشه أمة الإسلام في فلسطين، منذ بدء ملحمة طوفان الأقصى، حدث عظيم شَدَّ إليه اهتمام العالم بأسره وصار محط بحث واستقصاء ودراسة من قبل الكثير من المتخصصين في مجالات السياسة والعسكرية وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها. وأوْلى من يجب عليه التعمق في الحدث علماء الشريعة والدعاة والمربون لأن مهمتهم إيقاظ المسلمين وشحذ عزائمهم ورص صفوفهم لنصرة إخوانهم المظلومين أولا، ثم لاستثمار هذه الملحمة في فضح أعداء الإسلام واستقطاب متعاطفين ومناصرين من كل الملل لقضية فلسطين المشروعة ثانيا، وخدمة مشروع إقامة الدين الإسلامي والتبشير بفضائله أخيرا.
وحين نتدبر حدث طوفان الأقصى وعطاء الله سبحانه وتعالى للمجاهدين، نصرا وتثبيتا لهم وخذلانا لأعدائهم، نتساءل عن موجبات هذا الدعم الإلهي وشروط استحقاقه، وهذا ما تجيب عنه خمس آيات من كتاب الله عز وجل تحدد دعامات استمطار نصر الله ومدده، وهو ما نرصده في سلوك عباد الله الصالحين المجاهدين في غزة وسائر فلسطين. فكل آية، من هذه الخمس، تفصح عن دعامة أساسية للنصر وتكشف شرطا ضروريا لتحققه، وهي كالآتي:
إخلاص النية لله تعالى:
قال المولى جل وعلا: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ (سورة النساء الآية 76). قال الطبري في تفسيره: “قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: الذين صدقوا الله ورسوله، وأيقنوا بموعود الله لأهل الإيمان به “يقاتلون في سبيل الله“، يقول: في طاعة الله ومنهاج دينه وشريعته التي شرعها لعباده،“والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت”، يقول: والذين جحدوا وحدانية الله وكذبوا رسوله وما جاءهم به من عند ربهم “يقاتلون في سبيل الطاغوت“، يعني: في طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله”. وقال الرازي في مفاتيح الغيب: “واعلم أنه تعالى لما بَيَّنَ وجوب الجهاد بَيَّن أنه لا عبرة بصورة الجهاد، بل العبرة بالقصد والداعي، فالمؤمنون يقاتلون لغرض نصرة دين الله وإعلاء كلمته، والكافرون يقاتلون في سبيل الطاغوت”. وحين نتأمل شعار المعركة الحالية مع أعداء الله الصهاينة وداعميهم، نجد أنه يركز على نصرة المسجد الأقصى والتصدي للانتهاكات المتكررة لحرمته من قبل قطعان المستوطنين. وفي هذا الشعار إعلان عن الدافع الأساس لتحرك المجاهدين وهو نصرة الله ورسوله وحماية أحد مقدسات المسلمين.
التوكل على الله جل وعلا:
قال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾(سورة المائدة، الآية 22)، وفي مقام الجهاد قال سبحانه: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (سورة آل عمران، الآية 159). وقال النبي عليه الصلاة والسلام: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً” (رواه أحمد). ولما قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “أعقلها وأتوكل أم أطلقها وأتوكل؟ قال: “بل اعقلها وتوكل”. (رواه الترمذي). والتوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المنافع ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة والاعتقاد بأنه لا يعطى ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى.
قال سعيد بن جبير:” التوكل جماع الإيمان”. ولو أن المجاهدين في غزة لم يتوكلوا على الله عز وجل حق التوكل، لانكفأوا على أنفسهم ولما تجرؤوا على مواجهة قوة همجية غاشمة ومدعومة بقوة من حكومات العالم المسيطرة. ولولا توكلهم على الله عز وجل لما رفعوا لواء الجهاد في سبيل الله وهم يعلمون أن غالبية أقوياء العالم سيقفون ضدهم وسيدعمون استئصال شأفتهم، لكن هؤلاء الصالحين تمثلوا قول الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (سورة آل عمران الآية 173).
الثقة في نصر الله:
قال الله عز وجل: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾. (سورة الحج الآية 39). قال الإمام ابن كثيرما ملخصه: قوله: “وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” أي: هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكنه يريد من عباده أن يبلوا جهدهم في طاعته. وقال الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾. (سورة الروم، الآية 47). قال السعدي في تفسيره: ” أي: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” أي: أوجبنا ذلك على أنفسنا وجعلناه من جملة الحقوق المتعينة ووعدناهم به فلا بد من وقوعه”. وقال سيد قطب رحمه الله:” وسبحان الذي أوجب على نفسه نصر المؤمنين؛ وجعله لهم حقا، فضلا وكرما. وأكده لهم في هذه الصيغة الجازمة التي لا تحتمل شكا ولا ريبا. وكيف والقائل هو الله القوي العزيز الجبار المتكبر، القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير. يقولها سبحانه معبرة عن إرادته التي لا ترد، وسنته التي لا تتخلف، وناموسه الذي يحكم الوجود.. وقد يبطئ هذا النصر أحيانا – في تقدير البشر – لأنهم يحسبون الأمور بغير حساب الله، ويقدرون الأحوال لا كما يقدرها الله. والله هو الحكيم الخبير. يصدق وعده في الوقت الذي يريده ويعلمه، وفق مشيئته وسنته. وقد تتكشف حكمة توقيته وتقديره للبشر وقد لا تتكشف. ولكن إرادته هي الخير وتوقيته هو الصحيح. ووعده القاطع واقع عن يقين، يرتقبه الصابرون واثقين مطمئنين”. وإن جميع المتتبعين لمعركة طوفان الأقصى ليسهل عليهم رصد ثقة المجاهدين الفلسطينيين بنصر الله لهم، فما ثباتهم وصمودهم وأداؤهم الباهر في مواجهة العدو الصهيوني الفاجر، وقوة خطابهم إلّا تعبير فصيح عن هذه الثقة العظيمة في نصر الله ومعيته.
الإعداد الكامل والاستعداد الكافي:
قال الباري جل وعلا: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ (سورة الأنفال الآية 60). قال الشيخ السعدي في تفسيره: “أي “وَأَعِدُّوا” لأعدائكم الكفار الساعين في هلاككم وإبطال دينكم. “مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ونحو ذلك مما يعين على قتالهم، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة والآلات … والرأْي والسياسة التي بها يتقدم المسلمون ويندفع عنهم به شر أعدائهم، وتَعَلُّم الرَّمْيِ، والشجاعة والتدبير. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إن القوة الرَّمْيُ)، ومن ذلك: الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال ولهذا قال تعالى: “وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”، وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان، وهي إرهاب الأعداء، والحكم يدور مع علته. فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها، كالسيارات البرية والهوائية، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد، كانت مأمورا بالاستعداد بها، والسعي لتحصيلها حتى إنها إذا لم توجد إلا بتعلُّم الصناعة، وجب ذلك، لأن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب وقوله: “تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ” ممن تعلمون أنهم أعداؤكم. “وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ”، ممن سيقاتلونكم بعد هذا الوقت الذي يخاطبهم الله به ْ”اللَّهُ يَعْلَمُهُم” فلذلك أمرهم بالاستعداد لهم، ومن أعظم ما يعين على قتالهم بذلك النفقات المالية في جهاد الكفار. ولهذا قال تعالى مرغبًا في ذلك: }وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّه{، قليلا كان أو كثيرًا ”يُوَفَّ إِلَيْكُمْ{“ أجره يوم القيامة مضاعفًا أضعافًا كثيرة، حتى إن النفقة في سبيل اللّه، تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. “وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ” أي: لا تنقصون من أجرها وثوابها شيئًا”. ومما تميزت به المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة هو عملها الدؤوب، رغم كل المخاطر والصعاب، على تحسين قدراتها القتالية عدة وتدريبا. فممّا بهر العالم، قدرة هؤلاء المجاهدين على تحدي المستحيل وابتكار وسائل متطورة لمناكفة أعدائهم والدفاع عن أنفسهم وشعبهم، إذ لم يستسلموا للحصار المُطبق المفروض عليهم من الغرب والشرق، ولم يركنوا لضعف الإمكانيات وشح الوسائل بل نحتوا الصخر وصنعوا ما يرهبون به عدو الله وعدوهم وآخرين كثير ممن لا نعلمهم.
طلب الشهادة وعدم الخوف من الموت:
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾. (سورة النساء، الآية 69). من مقتضيات سنة الله عز وجل أن يختار من عباده، ممن سبقت له منه الحسنى، فيرفع درجاتهم ويعلي من قدرهم بين خلقه. ولا شك أن مقام الشهادة في سبيل الله من أعلى مقامات الاصطفاء وأرفع درجات الاجتباء وهو من مِنَنِ الله تعالى على عباده يتفضل بها سبحانه على من يشاء. وللشهيد في الإسلام منزلة عظيمة؛ وكيف لا وقد تمنى النبي صلى الله عليه وسلم أن يموت شهيدا في سبيل الله، فقد روى الشيخان أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَل”. وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم قوله: «ما أحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا وله ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ إلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ”. (رواه البخاري عن أنس بن مالك). أما عن عطاء الله تعالى للشهيد فيشرحه النبي صلّى الله عليه وسلّم بقوله: “للشهيدِ عندَ اللهِ سبعُ خِصالٍ: يُغفَرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ من دَمِه، ويُرَى مَقعدَهُ من الجنةِ، ويُحلَّى حُلَّةَ الإيمانِ، ويُزوَّجُ اثنينِ وسبعينَ زوجةً من الحُورِ العينِ، ويُجارُ من عذابِ القبرِ، ويأمَنُ الفزعَ الأكبرَ، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الوقارِ، الياقُوتةُ مِنهُ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ويُشفَّعُ في سبعينَ إنْسانًا من أهلِ بيتِهِ” (حديث صحيح). وقد تكرم الله المنان على إخواننا فلسطين بكرم الشهادة في سبيله، وحببها سبحانه إليهم، بحيث صارت مطلبا عزيزا لدى المجاهدين والدعاة منهم، بل لدى عامتهم. وهؤلاء الصالحون، بهذا الإقبال على الاستشهاد في سبيل الله، إنما يقدمون شهادة سلامتهم من المرض العضال الذي استشرى في أمة الإسلام وجعلها مرتعا لأعدائها، والذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه أبو داود وأحمد عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ”. فهي إذن معادلة مفادها أن حب الدنيا وكراهية الموت هي السبب الرئيس في ضعف المسلمين وهوانهم على أعدائهم، وأن البرء من هذا الداء يعطي للأمة منعة وقوة عظيمة لا تقهر، وهو ما تجسد لدى هذه الطائفة الصادقة من المسلمين.
إن أمة الإسلام موعودة بالنصر والتمكين، مهما بلغ منها الضعف، ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (سورة النور الآية 55)، فهي أمة تضعف ولكن لا تموت، لكن عليها أن تتحقق بشروط النصر والتمكين التي هي من سنة الله الثابتة في حق خلقه، ولنا في غزة وفلسطين عبرة وأية عبرة.
*نقلاً عن منار الإسلام للدراسات والأبحاث*