انتشر الإسلام في نيجيريا فعليا في أواسط القرن العاشر الميلادي على أيدي الفقهاء الأندلسيين، وساهم الطريق التجاري مع السودان في تعزيز الدين الوافد،وتأثر النيجيريون كثيرا بالتجار العرب وبسلوكهم وأخلاقهم الإسلامية فأقبل كثيرون منهم على الإسلام ، وقد كان في ’’كانم بورنو’’ منذ وقت طويل أمراء مسلمون يحكمونها، وأمير دويلة ’’كانو’’ في القرن الخامس عشر محمد رمفا (3641 ـ 9941م) كان مسلما يحكم بالإسلام، وحين زاره الشيخ ’’عبد الكريم المغيلي التلمساني’’ طلب الأمير منه أن يكتب له كتابا عن الحكم والإدارة في ظل الإسلام وقد استجاب الشيخ التلمساني بكتابة رسالة بعنوان ’’تاج الدين فيما يجب على الملوك’’ وقد زار هذه المنطقة أيضا الإمام الجليل ’’عبد الرحمن السيوطي’’ ونشر فيها العلم والإسلام.
ومن العلامات الفرقة في تاريخ نيجيريا هو جهاد الشيخ ’’عثمان بن فودي’’ ، وما أشبهه بجهاد الأوائل في مراحله، من دعوة عامة وإعداد الكوادر واضطهاد المؤمنين ثم الهجرة ثم الجهاد وتأسيس حكم الله على المنطقة تحت قيادة الشيخ عثمان، وقد استمر وجود هذه الخلافة المعروفة بـ’’’’خلافة سوكوتو’’ من وقت تأسيسها في 1804م إلى وقت تغلب قوات المستعمرين على جيوش الخلافة في 1903م ـ استمرت لمدة قرن كامل تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم وكانت اللغة الرسمية هي اللغة العربية للمنطقة وهذا ما يدل على صلة المنطقة بالعالم العربي والإسلامي حينذاك.
ومع مجيء الاستعمار البريطاني تغيرت الكثير من الأوضاع في البلاد حيث شن الاستعمار حملة شرسة تهدف إلى محو الإسلام من هذه البلاد نهائيا ولا تزال هذه الحملة مستمرة على الرغم من استقلال نيجيريا علم 1960م، حتى أصبح للنصارى النفوذ الأكبر في البلاد على الرغم من أنهم أقلية.
ويشكل المسلمون أكثر من 70% من عدد سكان نيجيريا والبالغ أكثر من 130 مليون نسمة، ويمثل المسلون الأغلبية المطلقة في 19 ولاية في الشمال النيجيري من أصل 36 ولاية تتألف منها الاتحادية النيجيرية، فيما يعيشون بنسب متفاوتة في الولايات السبع عشرة الأخرى.
ويحكم هذا البلد ذي الأغلبية الإسلامية المطلقة رئيس مسيحي هو الجنرال أولوسيغون أوباسانجو الذي أعيد انتخابه مرة أخرى في انتخابات شككت المعارضة والاتحاد الأوروبي والكثير من المراقبين في نتيجتها.
ونيجيريا واحدة من أكبر بلاد العالم تصديراً للنفط ، وهي تأتي بعد العـراق مباشرةً في إنتاج النفط ، وتتمتع بحصة في أوبيك تصل إلى مليون برميل .
ويحد نيجيريا من الشمال تشاد والنيجر وبنين غرباً ، والكاميرون شرقاً وخليج غانا جنوباً ، وهي في معظمها دول قليلة السكان مقارنة بنيجيريا . حيث يعادل عدد سكانها سكان 20 بلداً مثل النيجر وساحل العاج ، وثلاثون بلداً مثل توجو وبنين .
وعقب انتهاء الحكم العسكري في نيجيريا قامت 12 ولاية شمالية بتطبيق الشريعة الإسلامية ، لكن النصارى عارضوا هذه الخطوة وصعدوا من أعمال العنف والاضطرابات في البلاد ، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن عشرة آلاف شخص.
وفي ظل هذه الأجواء يعاني المسلمون خاصة في جنوب البلاد من اضطهاد داخلي وحرمان من حقوقهم المشروعة يصاحب ذلك تشجيع وتوطأ غربي وتجاهل عربي وإسلامي ، الأمر الذي يهدد المسلمون هناك.
وإزاء هذه الأوضاع نهض المسلمون وبدأوا في إعادة ترتيب صفوفهم وتجميع كلمتهم وبذل الجهود لمواجهة هذه التحديات ، والمرأة المسلمة النيجيرية ليست بعيدة عن هذا الميدان ولكنها تشارك الرجل وتقف إلى جانبه ، غير أن هناك العديد من العقبات التي تعترض قدرة المرأ ة المسلمة النيجيرية للقيام بهذه المهمة.
عقبات تواجه المرأة المسلمة النيجيرية:
1-انتشار الأمية: المرأة المسلمة في نيجيريا تحب دينها وهي متعلقة به وتريده وترغب بالالتزام بتعاليمه، لكن الذي ينقص الكثيرات منهن العلم ، إذ أن منهن الجاهلات بالدين الإسلامي، مع رغبتهن القوية بتطبيق تشريعاته، إذ أن هناك أشياء كثيرة خاطئة وغير صحيحة يقمن بها، وذلك لعدم توفر سبل طلب العلم، وعلى الرغم قدم التعليم العربي الإسلامي - نسبيا- في نيجيريا وانتشاره بدرجة لابأس بها، فإنه لا يزال مقصورا على أوساط الرجال فقط دون النساء، وقد تمخض عن ذلك سلبيات كثيرة، حيث شهدت الأوساط النسائية غيابا تاما للنشاطات الدعوية والعلمية والتوعوية التي تتزعمها قيادات نسائية على غرار الدعاة والعلماء والفقهاء الرجال من النيجيريين، والسبب الرئيسي في ذلك قلة حظ الإناث من التعليم العربي الإسلامي الذي يعد مفتاحاً ومدخلاً طبيعيا لهذا المجال الحيوي0ويعد تعليم الفتيات للعلوم العربية والإسلامية من المشكلات التي تتحدى مسلمي نيجيريا عامة.
2-الحركات النسوية ومحاولات التخريب: تشهد المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة تنامي ظهور وإنشاء المنظمات والمراكز الجديدة العاملة في مجال ما يسمى ’’حقوق المرأةومن أبرز هذه المراكز مراكز ’’الحق في الصحة’’ و مركز ’’تنمية المصادر والأبحاث القانونية’’ و’’منظمة صحة المرأة النيجيرية’’ و’’ مشروع تقوية المرأة’’ وتعمل هذه المنظمات والمراكز بدعم غير محدود من الوكالات الغربية والمنظمات الدولية اللا حكومية؛ إذ تؤمن للنشطاء في هذا الاتجاه مساعدات مالية ومصادر تمويل دائمة،وتهدف هذه المنظمات في الأساس لتحرير المرأة من سلطة الأسرة أو الارتباط بالدين ومنح مزيد من التحرر للنساء وتطالب كذلك بالتعليم المختلط، وإلغاء حالة الفصل بين الجنسين الموجودة في بعض المدارس
وللأسف فإن الأسلوب الذي تعتمده المنظمات لتحقيق هذه الأهداف هو أسلوب مموّه قد لا ينتبه إليها أو يدرك مغزاها ودلالاتها العميقة إلا القلة، ترفع هذه المنظمات شعارات براقة جذابة، وتخفي بداخلها جرثومة فتّاكة من دون إثارة الضجيج. إنها بذلك تنقل السموم الغربية والقيم النصرانية المتناقضة لقيم الإسلام.
3- التنصير: يستغل النصارى حالة الفقر والجهل والأوضاع المزرية التي يعيشها المسلمون في محاولة لإغرائهم للتنصر، و المنصرون الآن لا يتخفون بأنشطتهم كما كان الحال في السابق، وقد بلغوا ا من القوة والإمكانات المادية مبلغا ملحوظا، ويعلنون عن مؤسساتهم بشكل واضح ، حتى إنك تستطيع أن تسير في مدينة جوس مثلا فتقع عيناك على لافتة تحث على إتباع الدين النصراني، وتشير التقديرات إلى تضاعف أنشطة النصارى في المنطقة بشكل لافتا وغير مسبوق ، وساعد على هذا النشاط سيطر النصارى على الجانب الإعلامي ، تتجلى هذه السيطرة شبه الكاملة على وسائل الإعلام المختلفة من راديو وتلفزيون وصحافة.
كما أنهم يسيطرون على الناحية الصحية فيسيطرون على كل المستشفيات سواء حكومية أو أهلية، فأكثر من 99% من المستشفيات في الجنوب على سبيل المثال ، تحت سلطة الكنائس التي تسعى لتنصير المسلمين مقابل تلقي العلاج اللازم!.
وتتعرض المرأة أكثر من غيرها لهذه الحملات والأنشطة ، إدراكا من الغرب وأذنابهم للدور الرئيس الذي تلعبه المرأة في أي مجتمع.
4- انعدام التقدير: المرأة المسلمة محرومة من أشياء كثيرة نتيجة لسيطرة عادات وتقاليد بعيدة عن الإسلام ، هي ترغب على أن يكون لها وضع خاص في المجتمع، وأن يؤخذ برأيها وأن تحترم شخصيتها، خاصة وأنها تشعر بأن ذلك حق من حقوقها التي منحها لها الإسلام. فالمرأة في أيام الرسول – صلى الله عليه وسلم – كانت مقدرة، قدرها الإسلام، وكان رأيها يسمع في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤخذ به.
لكنها الآن- للأسف- لا تجد هذا التقدير، وإذا تكلمت أو أبدت رأيها لا تسمعها الأمة ولا تأخذ برأيها وإن تكلمت لا أحد يسمعها ولا أحد يأخذ برأيها أو يعطيها الفرصة لتدافع عن نفسها ودينها.
وتعود هذه الظاهرة إلى استشراء الجهل بين المسلمين وانتشار البدع والخرافات في أوساطهم وسيطر عادات وتقاليد بعيدة عن الإسلام على سلوكهم.
انعدام التقدير هذا انعكس على الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع ، إذ نتيجة لهذه النظرة تمنع المرأة للقيام بأي جهود دعوية أو أنشطة داخل المجتمع النيجيري.
5- أوضاع اجتماعية مزرية: يسود المجتمع النيجيري الفقر وتدني الأجور بشكل مرعب على الرغم من أن نيجيريا بلد نفطي وأحد دول منظمة أوبك ، ومن الأوضاع الاجتماعية المزرية كذلك شيوع الدعارة حتى أصبحت تشكل ظاهرة مع ما تستتبعه من أمراض مثل الإيدز، كما تنتشر آفات أخرى كالاغتصاب والسرقة والسطو والقتل خاصة في المدن الكبرى ، لكن هذه المظاهر بدأت تختفي من الولايات الشمالية بعد تطبيق الشريعة الإسلامية.
المرأة وتطبيق الشريعة :
في ظل تطبيق الشريعة بدأت الولايات النيجيرية ذات الأغلبية المسلمة تحقق العديد من النجاحات خاصة في مجالي الأمن والتكافل ، كما يقوم علماء مسلمون في شمال نيجيريا بحملة لتحسين أحوال المرأة بالبلاد وتمكينها من الحصول على حقوقها من خلال أحكام الشريعة الإسلامية التي أكدوا أنها توفر حماية للمرأة أكبر مما توفره الممارسات التقليدية.
ويقول ’’إبراهيم نايا سادا’’ مدير مركز الدراسات القانونية الإسلامية في جامعة ’’أحمدو بيلو’’ بولاية ’’زاريا’’ النيجيرية، : ’’من المؤكد أن الشريعة الإسلامية تحمي حقوق المرأة بصورة أفضل من نظمنا التقليدية’’.
وأوضح قائلا:’’الشريعة الإسلامية تشتمل على مجموعة مبادئ متماسكة للعدل الاجتماعي يمكنها أن تدخل تحسينا على وضع النساء لو تم تطبيقها بشكل صحيح’’ ، ويرأس سادا فريقا من القضاة والعلماء ومتخصصي علم الاجتماع من المسلمين، يشكل قاعدة لحملة التوعية التي تهدف إلى منح المرأة حقوقها التي كفلتها لها الشريعة. ويعمل هذا الفريق على توسيع قاعدته من أجل توسيع نطاق الحملة.
أخيرا ، بعد هذا العرض السريع لأوضاع المرأة المسلمة في نيجيريا والعقبات التي تواجهها للقيام بدورها المنشود داخل المجتمع ، نريد أن نشير إلى أن المجتمع النيجيري المسلم يشهد حالة من العودة الحميدة للتمسك بالدين ، لكن هذه العودة تحتاج إلى من يدعمها من المسلمين والبلاد العربية.
*لهاأون لاين
ومن العلامات الفرقة في تاريخ نيجيريا هو جهاد الشيخ ’’عثمان بن فودي’’ ، وما أشبهه بجهاد الأوائل في مراحله، من دعوة عامة وإعداد الكوادر واضطهاد المؤمنين ثم الهجرة ثم الجهاد وتأسيس حكم الله على المنطقة تحت قيادة الشيخ عثمان، وقد استمر وجود هذه الخلافة المعروفة بـ’’’’خلافة سوكوتو’’ من وقت تأسيسها في 1804م إلى وقت تغلب قوات المستعمرين على جيوش الخلافة في 1903م ـ استمرت لمدة قرن كامل تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه سلم وكانت اللغة الرسمية هي اللغة العربية للمنطقة وهذا ما يدل على صلة المنطقة بالعالم العربي والإسلامي حينذاك.
ومع مجيء الاستعمار البريطاني تغيرت الكثير من الأوضاع في البلاد حيث شن الاستعمار حملة شرسة تهدف إلى محو الإسلام من هذه البلاد نهائيا ولا تزال هذه الحملة مستمرة على الرغم من استقلال نيجيريا علم 1960م، حتى أصبح للنصارى النفوذ الأكبر في البلاد على الرغم من أنهم أقلية.
ويشكل المسلمون أكثر من 70% من عدد سكان نيجيريا والبالغ أكثر من 130 مليون نسمة، ويمثل المسلون الأغلبية المطلقة في 19 ولاية في الشمال النيجيري من أصل 36 ولاية تتألف منها الاتحادية النيجيرية، فيما يعيشون بنسب متفاوتة في الولايات السبع عشرة الأخرى.
ويحكم هذا البلد ذي الأغلبية الإسلامية المطلقة رئيس مسيحي هو الجنرال أولوسيغون أوباسانجو الذي أعيد انتخابه مرة أخرى في انتخابات شككت المعارضة والاتحاد الأوروبي والكثير من المراقبين في نتيجتها.
ونيجيريا واحدة من أكبر بلاد العالم تصديراً للنفط ، وهي تأتي بعد العـراق مباشرةً في إنتاج النفط ، وتتمتع بحصة في أوبيك تصل إلى مليون برميل .
ويحد نيجيريا من الشمال تشاد والنيجر وبنين غرباً ، والكاميرون شرقاً وخليج غانا جنوباً ، وهي في معظمها دول قليلة السكان مقارنة بنيجيريا . حيث يعادل عدد سكانها سكان 20 بلداً مثل النيجر وساحل العاج ، وثلاثون بلداً مثل توجو وبنين .
وعقب انتهاء الحكم العسكري في نيجيريا قامت 12 ولاية شمالية بتطبيق الشريعة الإسلامية ، لكن النصارى عارضوا هذه الخطوة وصعدوا من أعمال العنف والاضطرابات في البلاد ، ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن عشرة آلاف شخص.
وفي ظل هذه الأجواء يعاني المسلمون خاصة في جنوب البلاد من اضطهاد داخلي وحرمان من حقوقهم المشروعة يصاحب ذلك تشجيع وتوطأ غربي وتجاهل عربي وإسلامي ، الأمر الذي يهدد المسلمون هناك.
وإزاء هذه الأوضاع نهض المسلمون وبدأوا في إعادة ترتيب صفوفهم وتجميع كلمتهم وبذل الجهود لمواجهة هذه التحديات ، والمرأة المسلمة النيجيرية ليست بعيدة عن هذا الميدان ولكنها تشارك الرجل وتقف إلى جانبه ، غير أن هناك العديد من العقبات التي تعترض قدرة المرأ ة المسلمة النيجيرية للقيام بهذه المهمة.
عقبات تواجه المرأة المسلمة النيجيرية:
1-انتشار الأمية: المرأة المسلمة في نيجيريا تحب دينها وهي متعلقة به وتريده وترغب بالالتزام بتعاليمه، لكن الذي ينقص الكثيرات منهن العلم ، إذ أن منهن الجاهلات بالدين الإسلامي، مع رغبتهن القوية بتطبيق تشريعاته، إذ أن هناك أشياء كثيرة خاطئة وغير صحيحة يقمن بها، وذلك لعدم توفر سبل طلب العلم، وعلى الرغم قدم التعليم العربي الإسلامي - نسبيا- في نيجيريا وانتشاره بدرجة لابأس بها، فإنه لا يزال مقصورا على أوساط الرجال فقط دون النساء، وقد تمخض عن ذلك سلبيات كثيرة، حيث شهدت الأوساط النسائية غيابا تاما للنشاطات الدعوية والعلمية والتوعوية التي تتزعمها قيادات نسائية على غرار الدعاة والعلماء والفقهاء الرجال من النيجيريين، والسبب الرئيسي في ذلك قلة حظ الإناث من التعليم العربي الإسلامي الذي يعد مفتاحاً ومدخلاً طبيعيا لهذا المجال الحيوي0ويعد تعليم الفتيات للعلوم العربية والإسلامية من المشكلات التي تتحدى مسلمي نيجيريا عامة.
2-الحركات النسوية ومحاولات التخريب: تشهد المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة تنامي ظهور وإنشاء المنظمات والمراكز الجديدة العاملة في مجال ما يسمى ’’حقوق المرأةومن أبرز هذه المراكز مراكز ’’الحق في الصحة’’ و مركز ’’تنمية المصادر والأبحاث القانونية’’ و’’منظمة صحة المرأة النيجيرية’’ و’’ مشروع تقوية المرأة’’ وتعمل هذه المنظمات والمراكز بدعم غير محدود من الوكالات الغربية والمنظمات الدولية اللا حكومية؛ إذ تؤمن للنشطاء في هذا الاتجاه مساعدات مالية ومصادر تمويل دائمة،وتهدف هذه المنظمات في الأساس لتحرير المرأة من سلطة الأسرة أو الارتباط بالدين ومنح مزيد من التحرر للنساء وتطالب كذلك بالتعليم المختلط، وإلغاء حالة الفصل بين الجنسين الموجودة في بعض المدارس
وللأسف فإن الأسلوب الذي تعتمده المنظمات لتحقيق هذه الأهداف هو أسلوب مموّه قد لا ينتبه إليها أو يدرك مغزاها ودلالاتها العميقة إلا القلة، ترفع هذه المنظمات شعارات براقة جذابة، وتخفي بداخلها جرثومة فتّاكة من دون إثارة الضجيج. إنها بذلك تنقل السموم الغربية والقيم النصرانية المتناقضة لقيم الإسلام.
3- التنصير: يستغل النصارى حالة الفقر والجهل والأوضاع المزرية التي يعيشها المسلمون في محاولة لإغرائهم للتنصر، و المنصرون الآن لا يتخفون بأنشطتهم كما كان الحال في السابق، وقد بلغوا ا من القوة والإمكانات المادية مبلغا ملحوظا، ويعلنون عن مؤسساتهم بشكل واضح ، حتى إنك تستطيع أن تسير في مدينة جوس مثلا فتقع عيناك على لافتة تحث على إتباع الدين النصراني، وتشير التقديرات إلى تضاعف أنشطة النصارى في المنطقة بشكل لافتا وغير مسبوق ، وساعد على هذا النشاط سيطر النصارى على الجانب الإعلامي ، تتجلى هذه السيطرة شبه الكاملة على وسائل الإعلام المختلفة من راديو وتلفزيون وصحافة.
كما أنهم يسيطرون على الناحية الصحية فيسيطرون على كل المستشفيات سواء حكومية أو أهلية، فأكثر من 99% من المستشفيات في الجنوب على سبيل المثال ، تحت سلطة الكنائس التي تسعى لتنصير المسلمين مقابل تلقي العلاج اللازم!.
وتتعرض المرأة أكثر من غيرها لهذه الحملات والأنشطة ، إدراكا من الغرب وأذنابهم للدور الرئيس الذي تلعبه المرأة في أي مجتمع.
4- انعدام التقدير: المرأة المسلمة محرومة من أشياء كثيرة نتيجة لسيطرة عادات وتقاليد بعيدة عن الإسلام ، هي ترغب على أن يكون لها وضع خاص في المجتمع، وأن يؤخذ برأيها وأن تحترم شخصيتها، خاصة وأنها تشعر بأن ذلك حق من حقوقها التي منحها لها الإسلام. فالمرأة في أيام الرسول – صلى الله عليه وسلم – كانت مقدرة، قدرها الإسلام، وكان رأيها يسمع في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤخذ به.
لكنها الآن- للأسف- لا تجد هذا التقدير، وإذا تكلمت أو أبدت رأيها لا تسمعها الأمة ولا تأخذ برأيها وإن تكلمت لا أحد يسمعها ولا أحد يأخذ برأيها أو يعطيها الفرصة لتدافع عن نفسها ودينها.
وتعود هذه الظاهرة إلى استشراء الجهل بين المسلمين وانتشار البدع والخرافات في أوساطهم وسيطر عادات وتقاليد بعيدة عن الإسلام على سلوكهم.
انعدام التقدير هذا انعكس على الدور الذي تلعبه المرأة في المجتمع ، إذ نتيجة لهذه النظرة تمنع المرأة للقيام بأي جهود دعوية أو أنشطة داخل المجتمع النيجيري.
5- أوضاع اجتماعية مزرية: يسود المجتمع النيجيري الفقر وتدني الأجور بشكل مرعب على الرغم من أن نيجيريا بلد نفطي وأحد دول منظمة أوبك ، ومن الأوضاع الاجتماعية المزرية كذلك شيوع الدعارة حتى أصبحت تشكل ظاهرة مع ما تستتبعه من أمراض مثل الإيدز، كما تنتشر آفات أخرى كالاغتصاب والسرقة والسطو والقتل خاصة في المدن الكبرى ، لكن هذه المظاهر بدأت تختفي من الولايات الشمالية بعد تطبيق الشريعة الإسلامية.
المرأة وتطبيق الشريعة :
في ظل تطبيق الشريعة بدأت الولايات النيجيرية ذات الأغلبية المسلمة تحقق العديد من النجاحات خاصة في مجالي الأمن والتكافل ، كما يقوم علماء مسلمون في شمال نيجيريا بحملة لتحسين أحوال المرأة بالبلاد وتمكينها من الحصول على حقوقها من خلال أحكام الشريعة الإسلامية التي أكدوا أنها توفر حماية للمرأة أكبر مما توفره الممارسات التقليدية.
ويقول ’’إبراهيم نايا سادا’’ مدير مركز الدراسات القانونية الإسلامية في جامعة ’’أحمدو بيلو’’ بولاية ’’زاريا’’ النيجيرية، : ’’من المؤكد أن الشريعة الإسلامية تحمي حقوق المرأة بصورة أفضل من نظمنا التقليدية’’.
وأوضح قائلا:’’الشريعة الإسلامية تشتمل على مجموعة مبادئ متماسكة للعدل الاجتماعي يمكنها أن تدخل تحسينا على وضع النساء لو تم تطبيقها بشكل صحيح’’ ، ويرأس سادا فريقا من القضاة والعلماء ومتخصصي علم الاجتماع من المسلمين، يشكل قاعدة لحملة التوعية التي تهدف إلى منح المرأة حقوقها التي كفلتها لها الشريعة. ويعمل هذا الفريق على توسيع قاعدته من أجل توسيع نطاق الحملة.
أخيرا ، بعد هذا العرض السريع لأوضاع المرأة المسلمة في نيجيريا والعقبات التي تواجهها للقيام بدورها المنشود داخل المجتمع ، نريد أن نشير إلى أن المجتمع النيجيري المسلم يشهد حالة من العودة الحميدة للتمسك بالدين ، لكن هذه العودة تحتاج إلى من يدعمها من المسلمين والبلاد العربية.
*لهاأون لاين