د.عبد الكريم بكار
أيها الإخوة الكرام أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نكاد نجلس في مجلس فيه فئة من الصفوة والمتخصصين إلا ويثور خلاف حول وضع الأمة وسبل إصلاحها، وفي الغالب ينجرف الحديث في اتجاه بحث دور الغرب في تخلفنا عن ركب الحضارة، وينقسم الناس عادةً إلى فريقين:
- فريق يقول: إن الغرب هو سبب كل مآسينا، ولو أن الغربيين تركونا وشأننا لكان لنا وضع آخر مغاير تماماً لما نحن عليه.
- فريق ثان يقول: المشكلة فينا وفي أخطائنا، وليس في الغرب. وينتهي المجلس في الغالب إلى انقسام وشعور بالارتباك. هل نستطيع في هذه الرسالة وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة؟ سنحاول:
1- لا يصح أن نقول: إن الغرب لم يستغلنا ولم يرتكب الكثير من الجرائم في حقنا، فهذا حقيقة ماثلة في الماضي والحاضر.
2- ستظل العلاقات القائمة بين الدول تتردد بين التنافس والصراع وبين التعاون، ومن الواضح أن كثيراً من منطلقات الغرب ومعتقداته مختلف عما لدى المسلمين، كما أن مصالح الشعوب الغربية مختلفة عن مصالح شعوبنا، ومن الذي يشك في أنهم يعملون على الحصول على الطاقة والمواد الخام منا بأرخص الأسعار، ومن الذي يشك في أنهم يسعون إلي بيعنا ما لديهم من سلع وخدمات بأعلى الأسعار، ويسعون أيضاً إلى الانفراد بأسواقنا وملئها بمنتجاتهم؟
3- السؤال الذي يجب أن نجيب عليه بوضوح هو: هل ضعفنا هو سبب تسلط الغرب –وغداً الشرق- علينا، أو أن تسلط الغرب علينا هو سبب ضعفنا؟
الجواب في نظري هو أن ضعفنا الذي ورثناه عبر القرون هو سبب تسلطهم علينا، وتسلطهم علينا زادنا ضعفاً، والحل في مقاومتهم هو أن نصبح أقوياء.
4- لدينا شريحة واسعة من المسلمين يعتقدون أننا لا نملك أي هامش للمقاومة، وأننا مسلوبو الإرادة تجاه الغرب، والغربيون هم الذين يتصرفون في شؤوننا سراً وجهراً، وموقف هذه الشريحة هو موقف الجبرية الذين يعتقدون أن الإنسان أشبه بريشة تميلها الرياح يمنةً ويسرة، وهؤلاء قد وسعوا دائرة المؤامرة، وسلبونا حرية الإرادة، وجعلونا عاجزين عن فعل أي شيء.
5- أنا أعتقد أن تخلف الأمة يعود في 80% منه إلى ما جنته أيدينا وإلى أخطائنا وخطايانا، و 20% يعود إلى مؤامرات الأعداء.
6- العدو مهما كان شرساً، فإنه لا يملك الأدوات للتأثير في حياة كل مسلم، وكما قيل: ما علاقة الأعداء بما يقوم به بعض المسلمين من شرب المسكرات وأخذ الرشوة وأكل حقوق بعضهم وتقصيرهم في أداء الصلوات وإعراضهم عن القراءة...... لا شك أن كل ذلك بسبب الانحراف الشخصي والقصور الذاتي.
7- توسيع دائرة المؤامرة يلحق بنا العديد من الأضرار، من أهمها احتقار الذات والشعور بالإحباط، وحرمان النفس من الأوبة والمحاسبة والمراجعة، والتنصل من المسؤولية عما آلت إليه أوضاعنا.
8- على صعيد الإصلاح والعمل والعطاء دائماً هناك إمكانات لم تستخدم، وفرص لا تستغل، والعمل وحده هو الذي يجعلنا نستفيد منها، بل يوسعها على مبدأ: إذا عملنا ما هو ممكن اليوم صار ما هو مستحيل اليوم ممكناً غداً.
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
231430
أيها الإخوة الكرام أيتها الأخوات الكريمات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نكاد نجلس في مجلس فيه فئة من الصفوة والمتخصصين إلا ويثور خلاف حول وضع الأمة وسبل إصلاحها، وفي الغالب ينجرف الحديث في اتجاه بحث دور الغرب في تخلفنا عن ركب الحضارة، وينقسم الناس عادةً إلى فريقين:
- فريق يقول: إن الغرب هو سبب كل مآسينا، ولو أن الغربيين تركونا وشأننا لكان لنا وضع آخر مغاير تماماً لما نحن عليه.
- فريق ثان يقول: المشكلة فينا وفي أخطائنا، وليس في الغرب. وينتهي المجلس في الغالب إلى انقسام وشعور بالارتباك. هل نستطيع في هذه الرسالة وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة؟ سنحاول:
1- لا يصح أن نقول: إن الغرب لم يستغلنا ولم يرتكب الكثير من الجرائم في حقنا، فهذا حقيقة ماثلة في الماضي والحاضر.
2- ستظل العلاقات القائمة بين الدول تتردد بين التنافس والصراع وبين التعاون، ومن الواضح أن كثيراً من منطلقات الغرب ومعتقداته مختلف عما لدى المسلمين، كما أن مصالح الشعوب الغربية مختلفة عن مصالح شعوبنا، ومن الذي يشك في أنهم يعملون على الحصول على الطاقة والمواد الخام منا بأرخص الأسعار، ومن الذي يشك في أنهم يسعون إلي بيعنا ما لديهم من سلع وخدمات بأعلى الأسعار، ويسعون أيضاً إلى الانفراد بأسواقنا وملئها بمنتجاتهم؟
3- السؤال الذي يجب أن نجيب عليه بوضوح هو: هل ضعفنا هو سبب تسلط الغرب –وغداً الشرق- علينا، أو أن تسلط الغرب علينا هو سبب ضعفنا؟
الجواب في نظري هو أن ضعفنا الذي ورثناه عبر القرون هو سبب تسلطهم علينا، وتسلطهم علينا زادنا ضعفاً، والحل في مقاومتهم هو أن نصبح أقوياء.
4- لدينا شريحة واسعة من المسلمين يعتقدون أننا لا نملك أي هامش للمقاومة، وأننا مسلوبو الإرادة تجاه الغرب، والغربيون هم الذين يتصرفون في شؤوننا سراً وجهراً، وموقف هذه الشريحة هو موقف الجبرية الذين يعتقدون أن الإنسان أشبه بريشة تميلها الرياح يمنةً ويسرة، وهؤلاء قد وسعوا دائرة المؤامرة، وسلبونا حرية الإرادة، وجعلونا عاجزين عن فعل أي شيء.
5- أنا أعتقد أن تخلف الأمة يعود في 80% منه إلى ما جنته أيدينا وإلى أخطائنا وخطايانا، و 20% يعود إلى مؤامرات الأعداء.
6- العدو مهما كان شرساً، فإنه لا يملك الأدوات للتأثير في حياة كل مسلم، وكما قيل: ما علاقة الأعداء بما يقوم به بعض المسلمين من شرب المسكرات وأخذ الرشوة وأكل حقوق بعضهم وتقصيرهم في أداء الصلوات وإعراضهم عن القراءة...... لا شك أن كل ذلك بسبب الانحراف الشخصي والقصور الذاتي.
7- توسيع دائرة المؤامرة يلحق بنا العديد من الأضرار، من أهمها احتقار الذات والشعور بالإحباط، وحرمان النفس من الأوبة والمحاسبة والمراجعة، والتنصل من المسؤولية عما آلت إليه أوضاعنا.
8- على صعيد الإصلاح والعمل والعطاء دائماً هناك إمكانات لم تستخدم، وفرص لا تستغل، والعمل وحده هو الذي يجعلنا نستفيد منها، بل يوسعها على مبدأ: إذا عملنا ما هو ممكن اليوم صار ما هو مستحيل اليوم ممكناً غداً.
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
231430