في زيارة خاطفة للبردوني
ألا زلتَ في الحَيْرةِ المُجدِبة ؟!
تــرجِّــي نَـوَامِـيـسَنا الـمُـعـطِبة
تـسـرِّح عـيـنيك فــي الـمَاوراء
كــأنــك تـسـتـطـلعُ الأحــجـبـة
يـبـاكـرنـا كــــل يـــوم صـــداك
ويـــهــوي بـأجـنـحـةٍ مــرعـبـة
وتـلـوي عـلـينا بـنفس الـسؤال
“إلـى أيـن هـذا بـذاك اشتبه”؟
كَـبـرنا .. وهـبّـت ريــاح الـبنين
تـطـالـبـنا : أيــنـهـا الأجــوبـة؟
ودرنـــا كـسـاقيةٍ فــي الـفـراغِ
تُـــردّدنــا الـنـغـمـةُ الـمـتـعـبة!
: ( إلـى أيـن يـا آخر التجربة)
وصــرنـا إذا لاح قـــشٌّ هـرعـنا
إلـــى طــور أحـزانـنا الـمـعشبة
نصلي إلى الوهمِ حتى المغيب
ونـطـفـئ مــن نــارهِ الـمـسغبة
ولــكــنْ .. تـنـبّـهَ روحُ الـقـتـيلِ
وثــــار عــلــى قــبــرهِ وانـتـبـه
وكــان “مـغـنّي الـغـبارِ” طـريداً
فــعــاد وفـــي يـــده الأسْـلِـبـة
ودوَّى “هـشيمُ الـدّماءِ” وأغرى
بــغـاصـبـهِ الــبــيـد والأتـــربــة
كــأنّـا عــلـى مــوعـدٍ بـالـزمـانِ
الْـجـديدِ ! بـلـى ثـورةٌ مُـغْضَبة
أكـــان لَــديـك ارتـيـابٌ بـهـم ؟
كـشـفـناهمو الـنـخـبةَ الأرنــبـة
يُـنـادون قَـيْـلاً ويُــرْدُون قَـيْـلاً
وبـاسـمـهـمو كــانــتِ الـذَّبـذبـة
يَـقـلِّون عـنـد احـتدامِ الأيـادي
ويـقـتـتـلـون عــلــى الــمـأدبـة
رأيـنـاهـمو يـخـنـقون الـزّبـيري
بِـدَعـوَاهُـمـو الــمُـرَّةِ الأشــربـة
يـشـقّون وَحْــدةَ صَـفِّـي كـأني
أنـا الـخصمُ لا الطُّغمةُ المُجْربة
خِـــفــافٌ بــروحـهـمـو ثــــورةٌ
ولــكـنـهـا ثـــــورةُ الـشَّـقـلـبـة !
مـعاً فـي الـصّباحِ وعندَ المَساءِ
تَــنِـدُّ بــهـم “سُـبْـلـةُ” الـثـعلبة !
(وتــرنـو الـمـرايـا كـمُـستغرِبة)
سـتـنفضُ بـلـقيسُ هـذا الـرّكامَ
وتـسـقط فــي الـهُـوَّةِ الأغـربـة
سـتـمضي بـنـا رايــةٌ ثـم نـأوي
إلــى فـجـرِ وَحْـدَتـنا الـمخصبة
ما بين الأقواس للبردوني
طارق السكري
ماليزيا 21 فبراير 2020