طارق السكري
12/10/2019
ليس صوتٌ كصوتٍ يموجُ ويُلقي
على جانبِ السَّطْرِ منه صداهْ
ليس صوتٌ يُثيرُ كَوَامِنَ حِسِّ الْـ
وُجودِ ويوقظُ فيها رُؤَاهْ
ليس صوتٌ كصوتِ هديركَ يابحرُ
يملؤني رغبةً في الحياه
غير أنك -يوميَ- تبدو غرِيـ
بَاً وصخرُك بادٍ إلينا أساه
كلُّ شيءٍ أمامك يمتدُّ جِسْـ
رَاً إليك لتمشي إلى منتهاهْ
**
يا أبا اليُتمِ والليلِ "والإغترابْ"
هل أصابك من زوْرتي ما أصاب ؟
ما أتيتُ لألقي عليك همومي
فكيفَ ملأتَ صِماخي عتابْ ؟
هل شَكَتْكَ رمالُ الخطى قبْلَ آ
تِي ارْتِحَالي وزلزلتي في العذاب ؟
كم حرثتُ الخطى تلك بالصبر صبراً
وأسقيتها من جبين الهضاب
لست أدري وقد مرَّ قبلي أناسٌ
أما زال في الرّملِ وشمُ الغياب؟!
**
قلْ .. فإنِّي تعوَّدتُّ أصغي لِصَوْ
تِك مذ كنتُ في اليمِّ مُلقىً وحيد
كان خلفي عجيجُ الشقاء بأرضي
وكنتُ على لوحِ حرفٍ شريد
كنتُ حلماً بكفَّيْك حلماً وديعاً
فرحتَ تلقِّن روحي النشيد
صرتَ توقد بين خلايا دماغي
هتافك مِن ضرباتِ الوريد
كلُّ نجمٍ تهادى بموجك ليلاً
أحسُّ تَكَسُّرَهُ مِن بعيد
**
أيُّها البحرُ "يابو اليتامى" أجبني
وقد ألهبتك رياحُ الحنينْ
كلَّ يومٍ على صفحاتك كان السَّ
حابُ يُدوِّنُ شعراً حزين
يتراءى على صخر روحي صهيل الـ
حُروفِ ولكنها لا تبين
لستُ أدري تناهيدُنا تلك عادتْ
إلينا نَذيراً بمرِّ السنين؟
كيف رحتَ تُترجِمُ حزنَ البرايا
صراخاً وَلَمَّا تضِق بالأنين ؟!