المِيلَادُ الخَالِدْ
صامَ شِعريْ على يراعِيْ وصَلَّى
فوقَ محرابِ أحمدَ النُّورِ حَلَّا
هلهلَ الحرفَ ساجماتٍ غوادٍ
فانتحَى الغيمُ يسكبُ الغيثَ هَلَّا
كيفَ يا نجمُ ؟ يا ثريَّا استضيفِيْ
يا مجرَّاتُ رقِّصِيْ الكونَ دَلَّا
حَنحَنَاتُ الرُّعودِ شدوٌ رخيمٌ
والغضَارَاتُ في لمَى الزَّهرِ طلًّا
السَّماواتُ فرحةٌ كم شوادٍ
وامضُ الرُّوحِ بالسَّنَا كم تَدَلَّى
البِحَارُ العِرابُ مَدٌّ أريبٌ
والمحيطاتُ مَهرَجَانٌ تجلَّى
غنِّتِ الحورُ يومَ ميلادِ " طه "
غرَّدَ الحَبُّ عانقَ الخِلُّ خِلًّا
أضَحَتِ الأرضُ أنبتَ الرَّوضُ زهراً
والبساتينُ ياسَميناً وفُلًّا
الأماليدُ والجنَى راقصاتٌ
دولةُ الدُّوحِ زادتِ الظِّلَّ ظِلًّا
فوقَ أُذنِي أذانُ رجعِ المثَانِيْ
عانقَ القلبُ ناطحَاتِ المُصَلَّى
ظَلَّ وبلُ الحبيبِ ثجًّا رفيقاً
باردَ الهضبِ أشبعَ النَّفسَ عَلًّا
أرشفُ الكأسَ منهُ شهداً مصفًّى
والحلواتُ زادتِ الرُّوحَ دَلًّا
هاهُو الحرفُ في مصلَّاهُ غيمٌ
كلَّمَا ضَخَّ ودقَهُ زادَ هَلًّا
هامَ قلبي بهِ غراماً وسُكراً
قلتُ يا قلبُ : قالَ لي ألفُ كَلَّا
مرحَى ميلادُ فجرِ نورِ السَّنايَا
مِنْ ضيا الحَقِّ واقبُ الكفرِ ولَّى
كمْ طوَى اللَّيلُ بُردَهُ جاءَ فجرٌ
والنَّهارُ الجديدُ للشَّمسِ سَلَّا
كيفَ حلَّ القيودَ عن كلِّ دربٍ ؟
وافتَدَى النَّاسَ فَكَّ طَوقاً وغُلًّا
رسَّخَ الأمنَ أرسَى بالسِّلمِ مبداً
مجتبَى الحقِّ بالغِنَى كم تحَلَّى
فوقَ جنبَيهِ دعوةُ اللَّهِ عزمٌ
أينمَا لامسَ الطَّواغيتَ شَلَّا
طارَ نحوَ الإلهِ معراجَ نجمٍ
ثَمَّ أدنَى مِنْ قابِ قوسَينِ حَلَّا
عادَ مِنْ ملتقَى السَّمواتِ عزماً
عنْ خُطَى ثَورةِ الهُدَى ما تخلَّى
اسألوا كيفَ ضَمَّ بالرِّفقِ جِذعاً ؟
كيفَ بالحبِّ عمَّ سهلًا وتَلًّا ؟
في صَبَا السِّلمِ صالحَ الذئبُ شاةً
ماتَ عنفٌ ولم نجدْ قطُّ صِلًّا
يا نبيَّ الهُدَى سلاماً وحباً
كم عليكَ الإلهُ بالودِّ صَلَّى
١٨/١١/٢٠١٨م
إبراهيم القيسي