إبراهيم القيسي
كتبنَا القهرَ والمأسَاةَ حتَّى
بكَى المعنَى ووَلْوَلَتِ الحروفُ
وسجَّرنَا بحورَ الشِّعرِ ناراً
وأغرقَ دوحةَ النَّثرِ النَّزيفُ
فلا مزنُ الكلامِ لهُ دجونٌ
ولا ثجُّ اليراعِ لهُ صريفُ
نكيلُ معاجمَ الفُصحَى صُوَاعاً
وكم غادِي البلاغةِ نستَضِيفُ
فلستُ أرَى الكلامَ رباطَ حلٍّ
إذا حلَّ الظَّلامُ هَمَتْ صُرُوفُ
ومهمَا هَلَّ تعبيرٌ ولفظٌ
فللمأسَاةِ والبلوَى جُرُوفُ
تكاثرتِ الكوارثُ غيرُ مُجد ٍ
عقيقُ الحرفِ إنْ هَضَبَ الخسُوفُ
فكم جَارَ الزُّؤَامُ فلا ضميرٌ
ولا عقلٌ ولا قلبٌ نظيفُ
على خبتِ الضَّلالِ جرَى الحيَارَى
وفي حقلِ الرَّبيعِ جَثَا الخريفُ
هُنَا نِقَمٌ وجبَّارٌ أصَمٌّ
ووضعٌ أبكمٌ ومدَىً كفِيفُ
نفرُّ من الرَّدى نحوَ المنَايَا
ومافتِئَ الدَّمارُ هُوَ العسيفُ
نُجَرْجِرُ في المصائبِ كلَّ وحلٍ
وكم بلَعَتْ بوارقَنَا الكهوفُ
حصَادُ حصادِنَا في كلِّ عامٍ
... خراباً لم تُعَدِّدْهُ الألوفُ
ضريعُ جهنَّمٍ حلَّ الحنايَا
لظَى الغِسْلِينِ في الهيجَا حليفُ
فهلْ من صحوةٍ ؟ فالخطبُ ضارٍ
وفي نادي الصَّبَا تغزُو السُّيوفُ
8/9/2018م
إبراهيم القيسي