يا أهل مخلاف السلامْ
من أين أبدأ والرصاصُ حديثُكم
والقتلُ فيكم لا يموت ولا ينامْ ؟
والسحابة لونها لونُ الدماءِ
من الغبارِ من الدخان من الحطامْ
والحصى جثثٌ
وآبارُ المياهِ مذاقها مرٌّ
وخبزكموا زؤامٌ .. وانتقامْ
والمروءاتُ التي كانت كأنفاسِ الصباحْ
أصبحت بيتَ سلاح
والطيورُ تنِزُّ دمعاً كلما نظرتْ لأعشاشِ الغرامْ
لم تكن من قبل ترجو أن تغادر أو تُضامْ .
البنادق لم تكن يوما لنشر الرعب في وطن الوضاءة
لم تكن يوماً لتدمير الديارْ
لم تكن يوما لتشريد النهار
فارفعوها عن شفاه الورد والحب وأطفال البراءةْ .
يا أهل مخلاف السلام
هل عدتموا لعصورِ ما قبل الرسول المرسلِ ؟
لعصور قطاعِ الطريق ؟
لعصورِ ثاراتٍ وغاراتٍ ونهبٍ وحريقْ
يالأوجاعِ العروبةْ !
مالها برٌّ ولا بحرٌ ولا فجرٌ جديدْ
مالها قبرٌ فتفنى
مالها رأي رشيدْ .
أيها الناس على ماذا صعدتم للجبال ؟!
صارت الوديانُ حقلاً من رصاصْ
والمدارسُ والمنازل والمساجدُ كلها ..
ضاقت بكم ترجو الخلاصْ
أيها الناس على ماذا صعدتم للجبال ؟!
ليتكم ثرتم على أحقاد أحفاد الإمامْ
واحتكمتم للكتاب المنزلِ
كم شهيدٍ كان كالبدرِ اختيالاً واكتمالاً واقتدارْ
كانت الأمُّ بهِ جَذْلى وأبناءُ العمومةِ
والأبُ الفلاحُ يرجو اللهَ أن يحميهِ من إثمٍ وعار
آهِ من إثمٍ وعارْ
كانت الأحلامُ في عينيه تسكن في وقارْ
ثمّ - واحزني الذي يشبه أحزان الرمالْ - عاد للبيت ولكن ..
فوق أكتاف الرجالْ
والرياحُ تصيحُ : واويلاهُ من قهر الرجالْ
يا أهل مخلاف السلامْ
يا أهل مخلاف السلام