على مرْفإٍ في الروح بالخيرِ قدْ رسا
وحلّ كوحْي اللــه فينا مقــدّســا
أتــى مــن ينــابــيع الإلــهِ مــسافرا
وفي بابه الريّــان صــومًــا تنفّسـ
ســلاما على أفيــاء روضــك مــــزهرا
على ضامئات الروح قد هلَّ مؤنــسا
هو الصوم درب اللــه يبْــسط كفّــه
يشــدُّ من الأرواح ما كــان أبْــلــــسا
يوزّعُ في عتْــمِ النــفوسِ .. بــيــاضــه
ويــغْسلُ بيــن النفسِ والنفسِ أنْــفُــسا
فهــذا تجــلّي النور قد مــدّ بــاسطــا
يجــودُ إذا ما الــشحُّ للــنفسِ ألْــبــسا
يــوزّع في العطْشــى قداح سحــابــه
يغيثُ إذا ما القطْــر في الأرضِ غلّــسا
فكمْ باخلٍ في الأرضِ يــحيا ببــخْلــه
ويــحْــسب ضــمّ الـمال حــبًّــا مكدّســا
ترى عرْيــه، في كلِّ شيءٍ سوى الريــا
فكمْ بالــريا مــارى وكــم فيـه دلّــــسا
فعاش على صــوت المدائحِ أشْــعثا
ويحســبُ كالمــرآةِ قد صار أمْــلســا
هو الديــنُ أرواحا تَــرى دون أنْ تُــرى
تشــعُّ إذا ما الليــل في النــاس عسْعسا