أسطورة ...
يَا بِنتَ حَوَّاءَ الجَمَيلة أَرفِلِي
زَرعُ الرِّياضِ علَى سُهُولِكِ يَخصُبُ
وجَدَاوِل الأنهارِ جَاريةُ السُّرَى
رَيَّانَةٌ فَوقَ المَشَاعِرِ تَهضبُ
رُحمَاكِ فَالعَينَانِ فوق شَوَاطِئِي
سَحَرٌ يُغَازِلُهُ الضِّياءُ فَأَرهَبُ
أَبحَرتُ في مَعنَاكِ فوقَ جَوَانِحِي
وَعَبَرتُ فوقَ بِحارِ حُسنِكِ أَنقُب
يَا عَالَماً قدْ حرتُ في ألغَازِهِ
فَوَقَفتُ فوقَ هِضِابِ سِرِّكِ أَقَلبُ
فاللَّيلُ جُزءٌ منْ غموضِكِ مظلِمٌ
والصُّبحُ لَونٌ في وضُوحِكِ يُعرِبُ
وخدودُكِ البِيضُ المَجَرَّاتُ التِي لنُجُومِهَا الكبرَى تَجرُّ وتَسحَبُ
فالسَّيفُ خِصرٌ في ضلوعِكِ أهيَفٌ والظَّبيُ حسنٌ في عيونِكِ يلهِبُ
والشَّمسُ ضَوءٌ في جَبِينِكِ مشرِقٌ
والبَدرُ نُورٌ فوقَ وجهِكِ يخلبُ
جَيشَانِ مُحتَرِفَا المَعَارِكِ عنوَةً
بالحَاجِبَينِ علَى جفونِكِ يَنشبُ
كُلُّ الحَياةِ مُنَايَ فِيكِ خَريطَةٌ
تَحتَ النُّحُورِ علَى كعُوبِك تُكتَبُ
نَهرُ الفُرَاتِ علَى رُبوعِكِ جَدوَلٌ
والنِّيلُ في بستانِ صَدرِكِ يسكبُ
وكؤُوسُ ثَغرِكِ بالعَطَاءِ تجُودُنِي
فَأَظَلُّ أرشفُ منْ كؤوسِكِ أشرَبُ
هلْ أنتِ بَحرٌ ؟ أمْ سَمَاءٌ ؟ أمْ دُجَىً؟
أمْ رَوضُ بستَانٍ يظِلُّ ويعشِبُ ؟
آيَاتُكِ العُظمَى وسِرُّكِ والهَوَى
والحُبُّ فيضٌ فيْ المشَاعِرِ يسلبُ
ِ
إبراهيم القيسي