مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2017/02/03 19:53
و تألق بي فيض الحياء شكرا

وتألق بي فيض الحياء شكرًا
سميرة بيطام

 

عقبات وعقبات، كانت لي معارك ضارية في أن أنتصِر على ضعفي، على مرضي، لأُخلِّص نفسي من بكائي وحزني وألمي، كان الخيار أمامي في أن أبدو إما مُنتصِرة أو مُنهزِمة، لم يكن الرهان سهلاً على الإطلاق، فغدوتُ في سرعة البرق أنافس الأعداء من كل صوب، حتى مع نفسي التي لازمَتني ركون الضعف مرات ومرات، لكني استقمتُ على مفهوم أن الحرب سجال فيما بيني وبين مَن أعلنَها لي بلغة الفضاضة في الخلاص.

 

كلِّمني الآن عما أشعر به وأنا أرقد رقاد الراحة والطمأنينة في أن الهمَّ والتعبَ والعذاب هم لي في طلاق مستمر وللأبد، بل لي معه تَطليق بالثلاث، بإرادتي وبقراري، وبتصميم حرفي وكلماتي ومدادي الذي منحني مواصلاً لعبق النجاة، فلك أن تكلمني الآن قبل الغد، اللحظة قبل الآونة الآتية، هكذا تتسابق الأوقات فيمَن يظفر مني بفشل ذريع، لكنها إرادة الله أولاً، ثم قوة إصراري من فوق مصاعد لطالما ألزمتني توقُّفًا لصعوبة المعبر أن الخلاص في سكنٍ مني الآن، اترك عني ما ستُناقشني فيه، امحُ عن قصائدي همزة الوصل بين ما كنت أعيشه بالأمس وبين خلاص اليوم، هي فرحتي، فاتركني أنتعش من فيض الحياء مني لله الواحد الأحد في أن جازى صبري واحتسابي بما لم يكن يَستوعِبه عقلي بالمرة.

 

فالمشهد بدأني بنوم العوافي في سكتة لي من كل شيء، فلا زفير نفسي في ترتيلة للمُتنفس، ولا انقلاب الظهر على مرقد الهناء في انزعاج المُنقلب؛ لأن المآل في خير وعلى خير وبخير طالما لازمت الخير بنيتي في أن أرى مَن أُحبُّ في خير وعلى خير، وحتى مَن لا أعرفه كان لي التمني أن يعيش سعيدًا ليكون الجزاء أوفر وأقدر على أن ينسيني نوبات التألم عبر مقاطع ازدادت حدتها حتى كدتُ أَلفِظ آخر محاولاتي وألزم الوقار صمتًا وكفاية عن التحدِّي، لكن في ابتلاء الأمثل فالأمثل رداء العزة والرفعة إلى مرتبة التُّقى، فكان لي مسرد إنجاز بأفضل المسيرات نهجًا وطبعًا وخلقًا وحكمة وفهمًا لحياة كنت قد أغفلت منها جانب ما بعد العسر يُسر، نعم ما بعد العسر يُسر، كلمني الآن برفق عن مجريات اليوم إن ما كان يومي خفيف الوزن على أكتافي، صدقًا أشكرُك على تصويبك البارع في سؤالك عما شغَل بالي من زمن، ولكني في حياء من ربي ألا أَفي الشكرَ كماله لمن طوع في نفسي الخنوع وربَّى بداخلي كرم الصبر والمصابرة.

 

لست أقدر على الإفصاح عن قمة النشوة في طمأنينة اليُسر، فلطالما جاء اليسر بما لم يتوقعه العقل ولم تستوعبه التخمينات من أن جزاء الصبر بغير حساب، وهل للحساب ميزان عند مَن صنَع الكون والعباد والسموات والبحار بقدر وبميزان؟

قد يَسكُت صوتي اللحظة، وقد يَمتنِع القلب عن تمني أي شيء، إنها رحمة الرحمن في سعة الرزق والرضا بقدر حجم الابتلاء، فلا تلزمني أن أشرح ما أشعر به؛ لأني في عجز منقطع النظير، وما أبكي لأجله الآن أني في تألق بتملك الحياء لرصيد مشاعري المتوقفة عن الإدلاء بكل تصريح، لست مُجبَرة أن أتكلم وأبدي شرحًا مُفصلاً؛ لأن الموقف في أصله لا يُترجَم هكذا، إنما هو تألق في ثنايا سعة الله لوسعة خاطري في أني لا أفكر في أحد، ولا أحب أحدًا، ولا أشتهي شيئًا سوى أن أتمتع بذاك التألق الذي رفعني في سمو الرفعة، وكان في نومي ابتعاد عن نسَق حياتي المألوف.

 

أتمنى أن تكون قد فهمتَ عني مكامن السعادة في البحث عما يُسكِت صراخ الفرحة الممزوج بعبرات الأمل، أن يا ألله قولك حق ونصرك حق، وكل هذا للمؤمنين لهم حق، فكان مني الحياء أن يا ألله لا أقدِر على إيفاء عظمتك من الرأفة، لستُ أَقدِر ولن أَقدِر، ربما هو عَجزي أو ربما هو تسليمي لذاك العجز مني أن التعبير عن لذة الفرَج لا يكون بالكلام، وإنما بالشعور بالسكينة في امتزاج للهدوء في كل شيء يُحيط بي، بل بدءًا بنفسي.

 

شكرًا إن تفهَّمتَ عجزي عن التعبير عن سعادتي، وتقديرًا إن استوعبت مني شرح التألق بفيض الحياء من الله في الإحساس باليُسر والفرَج، وتحياتي إن شاركتني فرحتي، ولك في ذلك كل الحرية أن تختار ما يناسب مشاعرك وردة فعلك أثناء مشاهدتك لي وأنا في طول السجود؛ لأني باختصار:

 في تألق بفيض الحياء من الله، فلا تحدث ضجيجًا حتى لا يغيب التركيز عني في قمة التألق حياءً وشُكرًا للواحد الأحد.

 



أضافة تعليق