لَا تُذَكِّرْنِي بالمواجع يا أَخِي, فَقَدْ عِشْنَا سَوِيَّا أياما كُلّهَا جَمَالِيَاتٍ, لَيْتكَ تَتَذَكَّرْ يَوْمَ كُنَّا نَجْلِسُ معا فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّةِ فِي حَلِقَاتِ الْعَلْمِ نَرْتَشِفُ أُزْكَى الْعَوَاطِفِ, أَتَذْكُرُ تِلْكَ الْأسْمَارِ الَّتِي كَانَتْ تَجْمَعُنَا فِي لَيَالِي الشِّتَاءِ و الصَّيْفِ و الْخَرِيفِ و الرَّبِيعِ فَكَمْ كَانَتْ لَيَالِيهَا ملأَى بِعوَاطفِ الأخوة أَتَذْرِي يَوْمَ كُنْتُ تَقْصِدُ بَابِي يَوْمًا مَا لَا قَصْدَ لَكَ إلا اِلْتِمَاسَ لِقَاءَ الْإِخْوَانِ فَكَمْ كَانَ الشَّوْقُ يشدنا فَيُزِيحَ عَنَّا ذَلِكَ اللِّقَاء الهموم و الْأحْزَانَ و كَمْ.. و كَمْ عِشْنَا أياما لَا تَنْسَى لَيْتكَ رَاجَعْتَ شَرِيطَ الذِّكْرَيَاتِ الْجَمِيلَةِ .