مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/11/03 18:11
في ذكرى ملتقى الشيخين
Description: 8843.jpg الكثير لا يفرق بين الخطاب السياسي و المشاركة في الحكم فالأولى هي أسلوبك الذي تقارع به الخصوم و تعزز به موقعك و نستميل به الأنصار   و أما الثانية هي رغبتك لتولي الحكم و إدارة دواليب الحكم سوى بنيل الأغلبية و التفرد بالحكم أو المشاركة التشاركية أي الحصول على نسبة أقل 50 بالمائة زائد صوت فتكون المشاركة بواسطة التحالفات أو المعارضة من داخل قبة البرلمان .فليس هناك أي تعارض أن تشارك و أنت في قمة المعارضة للمشاريع و البرنامج التي تخالف توجهك أو المصالح الحيوية للأمة و هناك طريق ثالث و هو المقاطعة أي الخروج من كل فضاءات و انتهاج الأساليب الخاصة بها .
و هناك جمهور يعد الخطاب الحاد مقاطعة و هو مفهوم به شطط كبير فلو تأملنا   سيرة الشيخ محفوظ  رحمه الله  لا وجدنا الأمر في غاية اليسر فالشيخ انتهج في خطابه أساليب عدة تنوعت بحسب المقامات و الظروف و الأحوال  فكان منها الخطابات اللينة و منها  ما   جنح فيها  لأسلوب التطرف الحاد  في القضايا التي تؤلم الأمة و في الظروف العصية التي  عاشها   الوطن  في محنته و هي خطابات طبيعية إذا ما وضعت في نصابها   و هناك خطابات أخرى نحى فيها من الليونة حتى صورها  البعض بالمداهنة و هي من الدهاء السياسي .
       فيرحمك الله  أيها الشيخ المربي و السياسي المحنك  الذي ما اختلف عليه اثنان  في رجاحة عقله  و نبل خلقه  و صلابه عوده وجرأته  التي تفرد بها  و كثرة تحمله و سعة اطلاعه  و ما زاده  رفعة معرفته للأقدار و المقامات  فكانت البشاشة و طلق  الأسارير سجية ميزت الشيخ محفوظ  فلا تعجب  لرجل أثر الدعوة حليلة ثانية  فكانت شغله الشاغل فخصها  بعزيز الوقت و عزيز الجهد  فكانت مقولته التي ما زلنا نحفظها و لن نساها  "  الله الله في دعوتكم  " فكان خير وصية يوصي بها المقبل للقاء ربه وصية دونها الحمر النعم  .
  فيرحمك الله شيخنا محفوظ رحمة واسعة ترقى بها   في الرتب في عليين مع الأنبياء و الشهداء و الصالحين .و حسن أولئك رفيقا  .

أضافة تعليق