بقلم الأستاذ حشاني زغيدي
اصبحت شريحة الغاب تحكم عينة من البشر ، و أصبح حق الحياة الموهوب من صاحب الخلق الإله الواجد يستحله المجرمون . إن الله أرسل الرسل وأنزل الشرائع السماوية لتصون كرامة الخلق، و تحمي المقاصد الكبرى التي ترعى الحقوق و تضمن حقوق المكتسبة التي تشترك فيها الإنسانية جمعاء ، فهي مقاصد لا تختلف عليها الشرائع السماوية حتى الوضعية منها إلا ما شد منها ، إن هذه الضروريات الخمس المرتبة حسب أهمية كل مقصد ابتداء بحفظ الدين ثم النفس، ثم العقل ثم ، العرض ثم والمال فالمساس بهذه المقاصد يعد أمرا خطيرا فلهذا حصنت هذه المقاصد بقوانين ملزمة و رادعة حتى لا تعبث اليد الفاسدة أو اليد التي أهدرت حرمة هذه المقاصد .
إن سكوت منظمات حقوق الإنسان و السلطات الحاكمة بدوافع أن المنظمات الدولية تعمل على إلغاء عقوبة الإعدام بلا استثناء فإن منع العقوبات الرادعة في الجرائم ضد الإنسانية و في حق حفظ النفس يعد جريمة لا تغتفر و إن المنظمات الدولية التي امتهنت بكاء التماسيح بدموع كاذبة . لا يهمها أن تختطف البراءة ثم تغتصب فيمثل بالجسم الناعم فيرمى للوحوش أو بلوعات الصرف الصحي إن هذا فعل فضيع . إن القوانين التي تشرع للقاتل الحماية و تضمن لهم إقامات خمس نجوم و تحت الحراسة مع الخدمات في ظل توفير الحياة الإنسانية لهؤلاء المجرمين . إن إعدام البراءة أمر مستباح في عقيدة الإجرام فمن يرد حق الموءودة - الطفلة - نهال سي محند الطفلة الصغيرة ذات أربع سنوات و غيرها من الأطفال الذين اختطفوا في عمر الزهور إن هذه الجريمة شغلت الرأي العام و شبكات التواصل الاجتماعي معا لهول المصاب بعدما تأكد خبر إعدامها من قبل وحوش بشرية
من يطفئ حسرة لوعة كبد الأم و من يصرف الهوس و الكوابيس فيمن عقول شقائق نهال و أثرباها و كل من قرأ قصتها المروعة هل يكفي أن يقبض على الجناة أو أن تقام لهم محاكمات أو يزج بهم في سجون ناعمة ذات خمس نجوم أو يحكم عليهم بسجن مؤبد مدى الحياة أحسب أن هذه الإجراءات كلها لا تحل المشكلة فقد يكون لأمثال نهال مصير محتوم مع هذه الوحوش المتعطشة للدماء المتعطشة للجرائم إن الحل في اعتقادي لو أرجعنا الحق لأهله و استمعنا نحيب صوت الأم المكلوم سيكون بكلمات معدودة محددة " أريد القصاص العادل " .
إن جرائم الوحوش الأدمية طالت الأطفال و الأمهات و لإخوة و الجيران و الشيوخ بدوافع متعددة سواء جراء تعاطي المخدرات او السموم القاتلة أو بدوافع عقائد منحرفة شرعت لنفسها سفك دماء الأبرياء ستظل دماء هؤلاء الأبرياء تطاردهم إن لم تقتص لهم عدالة الأرض فإن عدالة السماء لا تسقط عنهم هذه الجرائم و وسيسألون عنها أمام الملك الديان . إن الإسلام في مبادئه لم يشرع لهؤلاء إراقة الدماء ، فمبادئ الإسلام واضحة أجلت الغموض في آيات قطعية لا تحتمل التأويل يقول الله عز و جل : “منْ قتَلَ نفْساً بغيْر نفْسٍ أو فَسَادٍ في الأرضِ فكأنّما قتلَ النَّاسَ جميعاً، ومَنْ أحْياها فكأنّما أحيا الناسَ جميعاً” (سورة المائدة/الآية 32) فإلى أي شريعة يستند هؤلاء ؟ إن قتل النفس البريئة جريمةٌ بكلِّ المقاييس ، و إن ارتدى أصحابها العباءات المختلفة .
إن استفحال مثل هذه الجرائم يحتم على كل الفاعلين في المجتمع أن يكون لهم دور واضح من خلال التحصين التربوي و التكفل الاجتماعي من خلال الأسرة كمحضن تربوي و من خلال المؤسسات التعليمية و التربوية و مراكز التكوين و الجامعات غرس القيم الإسلامية في النفوس وفق منهج الاعتدال و التوسط و فضح مظاهر التطرف و الغلو و محاصرته كأساليب وقائية ، مع تفعيل منظومة القوانين بسن عقوبات ردعية و هي مقررة في كتاب الله و سنة رسوله و قد وكل بها الحاكم صاحب السلطة التنفيذية لتطبيق الأحكام العادلة في حق المخالفين حفظا لسلامة المجتمع و حماية المقاصد الكبرى .