ماتقوم به إيران وأذرعها المسلحة في المنطقة هو نوع من "الإرهاب" الذي يحتمي بالقانون وتقبل به الكثير من دول المجتمع الدولي ومنظماته وتتعامل معه كأمر "مشروع" وواقع...
فالمجرم المطلوب قاسم سليماني أحد قادة الحرس الثوري الإيراني يصول ويجول في المنطقة ويقوم بقيادة الحروب ضد أهل السنة ويمارس القتل والتعذيب ويقدم خدماته للمليشيات الطائفية في العراق وسوريا تحت أعين وعدسات العالم أجمع دون أن تتحرك دول الغرب التي تنتشر جنودها في المنطقة و تزعم أنها تحارب "الإرهاب" لكي تقبض عليه بل على العكس فهناك تنسيق بين القوات الأمريكية والمليشيات التي يقودها سليماني في العراق بحجة محاربة داعش..
إذن الإرهاب الذي يحاربه الغرب هو إرهاب يتم انتقاؤه بعناية ويصب في مصالح معينة أما الإرهاب الذي يهدد المنطقة ودولها وترعاه دولة معروفة بالاسم وهي عضو في الأمم المتحدة فلا ضرر منه ما دام لا يتعارض مع المصالح الغربية! بل يتم غض الطرف عنه لإشعال الوضع وبقاء المنطقة العربية في حالة من السخونة لتتاح الفرصة دائما للقوات الغربية بالوجود والانتشار ومن هنا يمكن أن نفهم موضوع الحرب على تنظيم "داعش" وتضخيم قوته من جانب الغرب والتعاون معه أيضا أحيانا بشكل مباشر أو غير مباشر...
لقد خرج علينا القائد بالحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ليهدد ويتوعد سلطات البحرين باندلاع انتفاضة دموية ضدها ونشوء مقاومة مسلحة فيها إذا ما استمرت ما سماها "تجاوزات النظام ضد الشعب" وذلك عقب قرار السلطات البحرينية إسقاط الجنسية عن عيسى أحمد قاسم الذي يعتبر أكبر مرجع شيعي في البلاد والمتورط في التحريض على أحداث العنف التي شهدتها البلاد وكانت تهدف لإسقاط النظام الحالي وإقامة نظام موالي لطهران..
تصريحات سليماني وهو مسؤول في إيران تعد إرهابا بكل المقاييس وتحريضا على العنف وتدخلا في شؤون دول مجاورة بما يخالف مواثيق الأمم المتحدة... لقد قال سليماني في بيان له: إن مواصلة الضغط على الشعب البحريني ستكون بداية لانتفاضة دموية تلقي بتداعياتها على "من يشرّعون تجاوزات النظام في البحرين"..
وأضاف : إن "الاعتداء على عيسى قاسم خط أحمر لإيران، وتجاوزه يعني إشعال نار في البحرين والمنطقة، ولن يترك مجالا للشعب في البحرين غير المقاومة المسلحة"....
وانضم لسليماني في هذا الموقف أحد اهم أذرع إيران الإرهابية وهو حزب الله الذي يعد حزبا شرعيا في لبنان ويشارك في الحكومة اللبنانية المعترف بها دوليا حيث دعا حزب الله الشعب البحريني للتعبير عن "غضبه وسخطه" من قرار الحكومة سحب جنسية قاسم، وقال إن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة....
تحريض وتدخل آخر سافر لو كانت دولة أخرى فعلته أو جماعة لوصفها المجتمع الدولي "بالإرهاب والتطرف" أما وهي إيران ومليشياتها فلا تثريب عليها...
اللعب بالنار في منطقة الخليج تحديدا وصل إلى مرحلة غاية في الخطورة ولم تعد إيران تخفي ما تريده بل تتبجح به وتعلنه على الجميع وتتدخل في شؤون الدول المجاورة وتعترف بذلك وتصور مليشياتها وهي تقاتل وتعترف بعدد قتلاها..
لم يعد كافيا من البحرين وبقية دول الخليج الشكوى للأمم المتحدة ومجلس الامن من الممارسات الإيرانية فالموضوع يحتاج إلى وقفة حاسمة تشبه عاصفة الحزم باليمن قبل ان تتهور طهران وتقوم بما قام به صدام من قبل في الكويت في ظل أجواء الرضا المتبادل بين الغرب وحكام طهران.