مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/11 21:22
اكراما لجرح..كلمات اعتذار
اكراما لجرح..كلمات اعتذار
 
قطعت عني فاصل التفكير و الركون لراحة قصيرة بعد ان بكيت سوريا و بكيت فساد النخبة المثقفة و قد يئست من الوصال معها و مع حدود دول ضعيفة جدا من الوهن لكنها قوية بما ستناله غدا من تكريم ، وضعت قلمي جانبا و ارتميت بكلي  على أريكتي في حزن عميق لكنه لم يكن بالضار بقدر ما كان ملازما لشخصيتي و عنفوان اصراري على شيء ما لطالما أتعبني كثيرا في حياتي ، انه الحق ، هذا الثائر المنافس لي..بل الملازم عفوا لطيبة قلبي و لاصرار عقيدتي في ان لا ابدو بغير شكل من أشكال الغضب حينما يلفني اياما بل و مناسبات كثيرة نصرة لظلم مهما تنوع حجمه و سببه ، و لست أهدأ حتى يبث الله في نفسي طمأنينة هانية برحمة شافية  ،  لطالما أغلقت باب غرفتي بإحكام و قررت في نفسي أن لا كتابة بعد أيام لأني شعرت بتعب يوقف في كل عزيمة ما لم يظهر لي موقف عميق يمزق صمتي  في ذاك العناد قطعا متناثرة حتى أراها تتساقط كأوراق الخريف من أمام عتبة بيتي ، لكن المحبين خاطبوني من ان صمتك يثير فينا رغبة في سؤالك عن سر الغياب ، عفوا لا أملك جوابا و لا خطابا بالمرة ، عفوا فاني أركن في صمت عميق الحزن الى أن ارى نور الحق ساطعا امام نافذة غرفتي المرتبة بإحكام و بإصرار مني ان لا ارى الفوضى و لو في تعب ، مصرة على أن يبدو الحق منجليا ليفجر في جنح الظلام قولا جارحا ، عفوا ان لم اكتب لأني لا استطيع نقش و رسم الابداع و كلي حزن عميق لست اعرف عمره ، فالرجاء ان لا تسألني عن سره فضلا لأني لن أبوح بشيء ما لم أرى طول هامتي قد ارتفع من جديد ليستقبل قبلة الصلاة على سجاد الطهارة ثم يهوي رمح الدمع قطرات تذللا لله ...لا أعرف  ما حصل فعفوا ارجوه لضعف يبدر مني ، لكن ما أعيه في ادراك جزئي مني  ان حقا ما اريده ان يعود لي مهما طال الزمن ، فالجارحون كثر و الساخرون كثر و الحقودين على نص الرحمة متعددون لكني أعي جيدا أن ثقافة تجاهله لديهم ستؤول الى تعب ، و ما غلفه الوهن لا يزينه الوثن  لأنه لا يعقل ان يتعب نص ليس مكتملا في التعبير و قرائه يناشدونه التمام في رد الاعتبار مناصفة و مواساة لقلم ثائر  ، هي هكذا شخصيتي المبدعة تنفصل تماما عن كيان المهنة المكتبية، فلا يلتقيان إلا ليتعارفا على شخص واحد هو أنا ، مادمت حية لن يخيب ظني أن ما هو آت مختلف تماما عما هو الآن..
دعني يا طيف الزمان الجميل أقول لك سرا في قلبي أني لا أستطيع أن لا انتظر فرجا مقبلا و قد تغاضت المعارف عن ذكر ضحكاتي بالأمس ، دعني يا حاضر أعيش الماضي و لكني هذه المرة ليس لأغرق في قسوته بل لأعقد الانتظار أنه طبيعي جدا أن ما كان منتظرا من زمن هو آت عما قريب ،فقط أيها القارئ لا تمل من صمتي أحيانا لأنه لغتي المفضلة حينما تنطلق الحناجر الكاذبة لتصدح بقرار اسمه الحق ، فحينما نطقت تلك الأفواه الكاذبة قلت لضميري هون عليك فموعد نومي سيطول نوعا ما بقدر عزمي على أن ميزان الاعتدال يعود لنصابه و عليه لن اقدر على أن أبدو بنفس اكثر انتعاشا و في جبلي المثقل بالرهانات حقائق  تكاد تتساقط من علاه حجرا موازيا و لن تصل الى ما أردت له التوقف  ..الحمد لله أن كتبت هذه الأسطر و أنا جالسة مجلسا قد يؤذي الكثير و قد يرحم الكثير فشتان بين محب لي بإخلاص و بين كاره له ..فتلكم هي كلمات الاعتذار حينما أكرم جرحا بقدر عال من الاحترام و كما يقال الصمت و الحزن أجمل زينة للمرأة المميزة، و اني على العفو اكتب  أبياتا طيبة من فوق هضبة الصمت :

لا معتذر منك ولو كنت معذور
نعم معك بالذات لي طبع ثان بل آخر
لا تتحير لصمتي فهو رصاصة نائمة
ان خرجت أصابت هدفي بكل صائبة
 
أضافة تعليق