مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/08 20:07
ليس كل من يدعي القوة قويا
ليس كل من يدعي القوة قويا
 
كنت أتصور في قول أي كلام بدافع اظهار القوة و بدافع من  قوة  ، و كنت أتصور أن من يصرخ عاليا هو قوي ، ثم ظننت أن بكاء الصغير في حضن أمه تمردا على جوع أو ألم أو رغبة في دلال زائد هو قوة ، أين أنا من أوصاف القوة يا ترى و قد بلغت من العمر ما يجعلني أثقل في الخطوة و أطيل في النظرة و لا أتسرع في امضاءة يدي على أي وثيقة تبدو لي مستعجلة ، هكذا علمتني الأيام أن القوة ليست شكلا و لا مظهرا و لا ثوبا و لا شعرا مرتبا ،  انما هي لغز محير لطالما أسكب على عقلي ألف سؤال و طرد من قلبي خوف الليالي في ظلماتها و سكون الورد في ريحانة عمرها و هي تميل يمنة و يسرة تبغي لها رقيا ، حلوة هي كلمات الابداع حينما تمزج مع فواصل القوة الغير معروفة .
يظن البعض أن صوت الرصاص قوة و صوت المدفع ثورة و صوت الدبابات لا مفر موت بعينه ثم ماذا بعد ؟ ، و يظن البعض الآخر أن القوة هي في تبادل الكلمات و قول ما يمكن قوله في قالب من قلق و هو ملاحظ في اللقاءات و المحاضرات و  اللقاءات الصحفية ، و يظن البعض الآخر أن القوة هي في تلك النظرة الحادة أو بابتسامة ساخرة فيها الكثير من التكبر ...أما أنا فاني أقول أن علامات القوة الحقيقية : هي أن تقول الحق و الكل أخرس خائف أو تنطلق على طريق فيه شوك و  البعض الآخر يختار له طريقا معبدا سهلا من غير ممهلات ، هكذا هي الحياة يختارها الناس و هم شتى في اختيارهم لكن لا يبقى  إلا الأصح من القول و الفعل و التصور ، فما تصورته حقا يبقى كذلك و ما رأيته باطلا هو كذلك ،  ستسألني عن ميزان التمييز بين هذا و ذاك ، و اني أقول أن قلبك و عقلك و تحكيم مرجعيتك الدينية هي الحكم العدل في  ذلك ، فلا يخدعنك مظهر و لا يسلبن قوتك لحن قول زائف و اثبت في حكمك حتى تحس بالقوة فعلا بسكينة من نفسك هي في تلك الحق و لو طال الزمن.فلا يغرنك قول الجبان و لو كان قويا لأن ما ناقض مبادئ دينك لا قوة فيه.
 

أضافة تعليق