مستشفياتنا...ماذا عن لغتها ؟
لا أعرف لأي حضارة سأنتمي حينما انطلق الركب الضعيف في شن حرب علي في احدى مناسبات الاحتفال بيوم علمي..لم أفهم هل فيه مشكلة حينما تكلمت بالعربية في احدى المحاضرات على جموع أعجبت بالمضمون و استغربت اللغة ؟ شعرت من على المنصة أني غريبة و لكن حرفي آنسني في احساسي فكنت في كل مرة أكمل الشرح تلو الشرح بالصورة و القلم و الرقم ، أشعر ككل مرة بتعب شديد و أنا أرد على الأسئلة و قد اقرت في نفسي مفارقة منذ البداية ، لغة غير مفهومة ثم أسئلة كالمطر ، اعتذرت عن نصفها لأني فعلا تعبت لتهافت السائلين و اضطررت للنزول من على المنصة و انا أطوي اوراقي في هدوء ، لأجد بعض الحضور قد اخذ عني مقعدي و كان الغرض للسؤال و التقرب من الجواب مني عن قرب ، فعدت أدراجي و جلست في ركن وحيدة أكتب اجابات لباقي الأسئلة و باختصار حتى لا اجحف حق السائل من السؤال ...
هو حديث عن واقع مستشفياتنا ، و مخلفات فرنسا في استعمارها ، تركت بصمة كبيرة للغة الفرنسية و نبهت أن لا مخالف لمن أحبها بالأمس أن يغير النطق بغير لغتها .
لا علينا على مخلفات هي آيلة للزوال مع الوقت و لكن بشرط ان نقحم اللغة العربية عمدا وسط ركام باقي اللغات ان كنا فعلا ندافع عنها عن حب ، ثم نكهة العربية أنها الفكر و الكنز و الميراث و حينما ننطق علوما بها و قوانين تحتوي ثغرات الجهل نصبح سفراء بامتياز..
لا اعرف لما الادارة الجزائرية لا زالت تعمد على وثائق بكلا اللغتين و أحيانا تغلب الفرنسية على النسبة الكبيرة في التحرير للوثائق ؟ ، طيب ان كنا نتبع منهجا مفروضا علينا و نعود ألسنتنا عليه فمتى نفرض لغتنا ان لم تكن المحاضرات و المؤتمرات هي الفرصة ؟
سيقول بعض الغير فاهمين للعربية أنه لا يستوعب معناها ، هذا ليس عيب بل من المفروض أن الشعور بعدم النطق باللغة الأم يفرض على من لا يتقنها تعلمها و من ثم ممارستها في كل شيء ، حتى في تحرير وصفة الدواء ، اليس الاستقلال عن مستعمر يوجب استقلالا و تحررا في كل شيء ؟..اذا لما نفخر بلغة لم نولد و على ألسنتنا تعود في التكلم بها ؟ ، لما الشعور بمركب النقص لكل من لا يفهم اللغة العربية ؟، ليس عيبا بل العيب أن نتمادى وتتمادى الأجيال فيما بعدنا بالتكلم بالفرنسية و كأنها هي اللغة الأم.
ثم ما المانع أن يتناقش الأطباء فيما بينهم بحوارات بلغة القرآن ؟ و ما المانع من وصف حالة المريض باللغة العربية و لما لم تطبع بعد قواميس للمصطلحات العلمية و الطبية باللغة العربية و توضع في مكاتب الأطباء و على رفوف المكتبات للإطلاع و التعلم ؟ لماذا يتهافت الطلاب الأطباء بمآزرهم البيضاء على تعلم اي شيء يمت للطب و بكل اللغات ماعدا العربية ؟ هل في ذلك عيب؟...فان لم نفخر بلغتنا فلن يفخر بها أحد سوانا ، و لا داعي لاتهام الغير في أنهم اغتالوا اللغة العربية بل نتهم أنفسنا لأننا لم نصر على التكلم و العمل و المحاضرة بها في مواطن كان لابد من توظيفها ، اذا العيب فينا و ليس في غيرنا.
شخصيا حدثت لي مواقف عديدة عن اللغة العربية مع غير الناطقين بها بثت في نفسي حزنا و اسى لكن تركت بصمة في القلوب و العقول من حاول الهجوم عليها و فهم مع مرور الوقت أنه عيب على كل عربي يلغي من على لسانه لغته الأم و يتباهى بلغة المستعمر..صراحة اسير مثقلة الخطى و لكن بيقين كبير أني امر في وسط ألسنة لا تجيد اللغة العربية و أنطق بالعربية بدءا بالسلام أنها رسالة أن هذا هو الأصل فينا و منا ...
ثم ما شد انتباهي في مستشفياتنا هو المنشورات الاشهارية للأيام الدراسية كلها بالفرنسية و ان ما وجدت بالعربية أراجع موقعي ان ما كنت في مكاني المألوف...
نشعر بالغربة أي نعم و نشعر بالأسف أي نعم لكني شخصيا لا أشعر بأي تقصير حينما أحاضر باللغة العربية من على أي منصة وسط هكذا مفارقة مجتمعية ، لأني انقل رسالة في نفس الوقت بغض النظر عن رسالة المضمون للمحاضرة في أن العربية هي تاجي و لن ألبس تاجا آخر يزين فكري بخلاف العربية..نعم الأصالة و الهوية و المبادئ هي كياننا فان نقص واحد منها تزعزع كياننا و ربما انهار مع الوقت و لن يبقى لنا تعريف واضح لانتمائنا...عساه في المستقبل تتحول لغة مستشفياتنا الى عربية بامتياز و لما لا ما دامت الأسئلة كثيرة عن لب المحاضرة باللغة العربية فهذا ان دل على شيء انما يدل على فضول في تعلمها و حب في سحر معانيها ...و ما ذاك التهجم عليها الا لشعور بالنقص لعدم اتقان التكلم بها لدى البعض ...
لا أعرف لأي حضارة سأنتمي حينما انطلق الركب الضعيف في شن حرب علي في احدى مناسبات الاحتفال بيوم علمي..لم أفهم هل فيه مشكلة حينما تكلمت بالعربية في احدى المحاضرات على جموع أعجبت بالمضمون و استغربت اللغة ؟ شعرت من على المنصة أني غريبة و لكن حرفي آنسني في احساسي فكنت في كل مرة أكمل الشرح تلو الشرح بالصورة و القلم و الرقم ، أشعر ككل مرة بتعب شديد و أنا أرد على الأسئلة و قد اقرت في نفسي مفارقة منذ البداية ، لغة غير مفهومة ثم أسئلة كالمطر ، اعتذرت عن نصفها لأني فعلا تعبت لتهافت السائلين و اضطررت للنزول من على المنصة و انا أطوي اوراقي في هدوء ، لأجد بعض الحضور قد اخذ عني مقعدي و كان الغرض للسؤال و التقرب من الجواب مني عن قرب ، فعدت أدراجي و جلست في ركن وحيدة أكتب اجابات لباقي الأسئلة و باختصار حتى لا اجحف حق السائل من السؤال ...
هو حديث عن واقع مستشفياتنا ، و مخلفات فرنسا في استعمارها ، تركت بصمة كبيرة للغة الفرنسية و نبهت أن لا مخالف لمن أحبها بالأمس أن يغير النطق بغير لغتها .
لا علينا على مخلفات هي آيلة للزوال مع الوقت و لكن بشرط ان نقحم اللغة العربية عمدا وسط ركام باقي اللغات ان كنا فعلا ندافع عنها عن حب ، ثم نكهة العربية أنها الفكر و الكنز و الميراث و حينما ننطق علوما بها و قوانين تحتوي ثغرات الجهل نصبح سفراء بامتياز..
لا اعرف لما الادارة الجزائرية لا زالت تعمد على وثائق بكلا اللغتين و أحيانا تغلب الفرنسية على النسبة الكبيرة في التحرير للوثائق ؟ ، طيب ان كنا نتبع منهجا مفروضا علينا و نعود ألسنتنا عليه فمتى نفرض لغتنا ان لم تكن المحاضرات و المؤتمرات هي الفرصة ؟
سيقول بعض الغير فاهمين للعربية أنه لا يستوعب معناها ، هذا ليس عيب بل من المفروض أن الشعور بعدم النطق باللغة الأم يفرض على من لا يتقنها تعلمها و من ثم ممارستها في كل شيء ، حتى في تحرير وصفة الدواء ، اليس الاستقلال عن مستعمر يوجب استقلالا و تحررا في كل شيء ؟..اذا لما نفخر بلغة لم نولد و على ألسنتنا تعود في التكلم بها ؟ ، لما الشعور بمركب النقص لكل من لا يفهم اللغة العربية ؟، ليس عيبا بل العيب أن نتمادى وتتمادى الأجيال فيما بعدنا بالتكلم بالفرنسية و كأنها هي اللغة الأم.
ثم ما المانع أن يتناقش الأطباء فيما بينهم بحوارات بلغة القرآن ؟ و ما المانع من وصف حالة المريض باللغة العربية و لما لم تطبع بعد قواميس للمصطلحات العلمية و الطبية باللغة العربية و توضع في مكاتب الأطباء و على رفوف المكتبات للإطلاع و التعلم ؟ لماذا يتهافت الطلاب الأطباء بمآزرهم البيضاء على تعلم اي شيء يمت للطب و بكل اللغات ماعدا العربية ؟ هل في ذلك عيب؟...فان لم نفخر بلغتنا فلن يفخر بها أحد سوانا ، و لا داعي لاتهام الغير في أنهم اغتالوا اللغة العربية بل نتهم أنفسنا لأننا لم نصر على التكلم و العمل و المحاضرة بها في مواطن كان لابد من توظيفها ، اذا العيب فينا و ليس في غيرنا.
شخصيا حدثت لي مواقف عديدة عن اللغة العربية مع غير الناطقين بها بثت في نفسي حزنا و اسى لكن تركت بصمة في القلوب و العقول من حاول الهجوم عليها و فهم مع مرور الوقت أنه عيب على كل عربي يلغي من على لسانه لغته الأم و يتباهى بلغة المستعمر..صراحة اسير مثقلة الخطى و لكن بيقين كبير أني امر في وسط ألسنة لا تجيد اللغة العربية و أنطق بالعربية بدءا بالسلام أنها رسالة أن هذا هو الأصل فينا و منا ...
ثم ما شد انتباهي في مستشفياتنا هو المنشورات الاشهارية للأيام الدراسية كلها بالفرنسية و ان ما وجدت بالعربية أراجع موقعي ان ما كنت في مكاني المألوف...
نشعر بالغربة أي نعم و نشعر بالأسف أي نعم لكني شخصيا لا أشعر بأي تقصير حينما أحاضر باللغة العربية من على أي منصة وسط هكذا مفارقة مجتمعية ، لأني انقل رسالة في نفس الوقت بغض النظر عن رسالة المضمون للمحاضرة في أن العربية هي تاجي و لن ألبس تاجا آخر يزين فكري بخلاف العربية..نعم الأصالة و الهوية و المبادئ هي كياننا فان نقص واحد منها تزعزع كياننا و ربما انهار مع الوقت و لن يبقى لنا تعريف واضح لانتمائنا...عساه في المستقبل تتحول لغة مستشفياتنا الى عربية بامتياز و لما لا ما دامت الأسئلة كثيرة عن لب المحاضرة باللغة العربية فهذا ان دل على شيء انما يدل على فضول في تعلمها و حب في سحر معانيها ...و ما ذاك التهجم عليها الا لشعور بالنقص لعدم اتقان التكلم بها لدى البعض ...