مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/05/04 19:26
سينقضي عمر الاحتقار..
سينقضي عمر الاحتقار...
 
عام بعد عام تكلمت كثيرا ..سنة من ورائها سنة قاومت كثيرا ، أتقنت فن الكفاح بكل مظاهره ، لك اليوم يا كياني أن لا تقهر بعد اليوم ، انزل مراتبا كنت بالأمس تخشى تصادم الحضارة فيها ، انزل و لا تخش لا ضبابا و لا سوادا ، هي فرصتك يا جرحي ان تنسكب على مرأى من خذلك بطيش منه ، لا تلمن أحدا و قل قولا كريما ، ابق كما أنت رفيع المستوى من الجمال ، فتلكم الشخصية التي أحبها و أتمنى ان لا تزول من قاموس اعجابي ...لست انا بالأمس لكني انا في الآن و اعوذ من اناة الهوى و الاعجاب...بعيد عني لأني ظلمت نفسي كثيرا و قد استحيت أن ارد الاعتبار لي..لا لشيء سوى أنه لي.
سأحكي حكاية و البدء أن كل دولة مهانة تدافع عن ترابها انه ملكها و ليس لأي ظالم حق أن يمشي من فوق بساط الكرامة ، هذا كلام دولة مهضومة الحقوق ، و ماذا عن انسان شاعت منه  انسانية الانشغال بمن هو أوفر  مالا و مكانة ، قالوا لي أنه يسير على رتبة المتفوقين عمدا و أبدا ، ناله من التشريف الكبير ما أسكت فيه خذلانا و لا مبالاة..عجبا لأمة تبكي و تنوح و هي لم تكن قادرة على ابداء رفضها أن لا قرار بعد اليوم  لشيء اسمه العذاب ، طيب و ماذا عن أقوام سكنت ثم هاجرت رفضا لأساليب الاستعباد ، هي كذلك تمردت في آخر ساعة من عمر التحمل ، و عجباه لمن يسكت ثم ينصرف قائلا قولا قد يبيد كل أشكال العنف و الكبرياء..
هو حواري الذي أردته تلقائيا و عفويا و ارتجاليا فلا خشية من ظلم حرفي في أن لا يعرف قدره من نصاب الحقيقة ،لم نكن في يوم من الأيام نخشى هبوب ريح من غير سكون لزوارق قست على مشوارها بالركون لفترة من الزمن ، كل شيء يبدو هائما و يفرض على نفسه السكون ترقبا لانطلاقة جديدة قد تحمل معها التغيير و التجديد ، و لما لا و كل ما نريده مستقبلا لنا ضحينا لأجله  و صبرنا و تجاوزنا فيه عيوبا كثيرة  و حتى أننا  خاصمنا لأجله أناسا كثر ، لما رفضنا  الخنوع لمطالب الذل اذا ؟ ، لم يكن العدد كثيرا لمن أراد أن يتشبه مثلنا بل فيهم قليل أو كثر من فضلوا ان يسترقوا لحظاتنا و نحن بعد نقاوم في شمولية تامة للفكرة و المبدأ و المصير...
واجب أن يكون الالتزام حدا أضع به فواصلا باحترام ، لن يخدعني أي مظهر و لن يكسر ارادتي أي حرف طائش نبع من قلب لا يخشى الله ، هكذا نطقت به أفواه جائعة ، ليست جائعة اللقمة انما جوع الكبرياء و العزة و الأنفة ، فيه جيل من البشر يحب النفاق و يداري المنافق و بريق كذبه و هلم جرا لكل من يريد سلطة  او امتيازا  ،او هكذا تنالون تشريفكم في آخر  جولة من مذلة ؟ لا أظن ستصلون الى مبتغاكم و أنا بعيدة كل البعد عمن أخاطب ، و اني لمرسلة لهم تقويما مني واضح المعالم فلا تحتقروا  ألوانا من الضعاف و الفقراء و المرضى ، يكفي أنهم لا يسألونكم ودا و لا طمعا ، هم ركنوا للصبر منذ مدة و لم يطالبوا أحدا أن يمدهم  ببريق أمل لأنهم يعرفون حقيقتكم جيدا أنكم ان أعطيتم فلغرض و إلا فإنكم تمتنعون  ، كانت صلاتهم تكفيهم و تسبيحهم يغنيهم و حلمهم مع أمثالهم يعطيهم دفعا و راء دفع ، كلماتي هكذا هو وزنها و هذا هو مقاسها ، هي لهم تزيدهم فرحا و طمأنينة أن حرف الدفء الصادق يبعث فيهم نشوة الأمل حقا  ، لا أمدح و لا أبالغ ، بل أزن الأمور بميزان منطقي كلفني الكثير من العناء...لكن لا يهم ، فالمهم هو أن تصل فكرتي الى أعمق محيط .
فعن أي مساواة تتكلمون و عن أي تنافس تتبارزون ؟ ، ان كنتم من تقصدونه هو محتقر في قرية المظالم فاني أقولها لكم بصريح العبارة أن زمن الاحتقار ولى و صار المحتقر سيدا  ، و ان كنتم تقصدون ايامى بكين أزواجا نالوا الشهادة ،فاني أعلن مراسيم الانتصار من ديارهن لأنهن تاج الشرفاء لمن لم يعرف بعد معنى العزة  ، فماذا بقي لكم يا من انفجر غرورهم  بركان جمر حارق ، بل جارف للأخضر اليانع ؟... بداية  من أنتم حتى تطرقوا أبواب السلام و هي ليست لكم ؟ ثم من خلتم أن ظلهم وراء تهوركم سيسامح فيكم غروركم ؟ ..  لم يكونوا  لا ظلا و لا سرابا لأن الكل رحل و ترك الماء و الرغيف فوق طاولة الجوع و سافر الى أن يحين موعد العودة ، هم سيعودون الى أوطانهم و الى ديارهم حينما يتأكدون من أن عمر الاحتقار لن يتكرر ...أبناء سوريا الجميلة...عائدون الى أوطانهم بعد أن ينسكب الألم تحت التراب و يرحل الغدر فوق السراب لينكف الابن على لعبه بشوق و ببراءة تلبسه لباس القوة من جديد...نعم سينقضي زمن الاحتقار الى الأبد و لن ينفع لا جبروت و لا ظلم بل سيتمكن الحق فوق أرضه و يعود الغريب الى أهله و تدق أجراس المدينة ايذانا بانفتاح بوابة النصر العتيق..

         فقط افتحوا قلوبكم ليوم موعود سيكون الغرباء عليه شهود ...و للحرية من غير شروط هم  أسود...و للمهاجرين لأوطانهم بلا قيود...و لشهداء حلب دعاء لله ان يرحمهم و يسكنهم فسيح الجنان ..و للنائمين عن جرح الأمة أقول : ليس منا من لم يؤلمه جرح أخيه.

أضافة تعليق