التقليد في الابداع..غيرة أم منافسة؟
في الدنيا أناس يضيئون درب الحياة بأقلامهم المميزة، ليس لهم أي هدف و أي رغبة في اقتصاص شيء من الكتابة سوى ايصال الكلمة الطيبة الى مستقرها من قلوب الناس ،و في سياق المقدمة يقول علماء الاجتماع ان قوة الكلمات تفوق أي قوة توصل لها الانسان كالكهرباء او الطاقة النووية ،لذلك
كانت كلمات العلماء و الأدباء و المشاهير و الشعراء و النقاد و المبدعين أقوى و أحر من لهيب الجمر في اليد ،لأن الكتابة عندهم كانت مقتطفات من عصارة أفكارهم ، و بنظري أن أصعب ميدان في الكتابة هي الكتابة المبدعة لأنها تحتاج لمحيط هادئ مكفول الشروط من الراحة و الطمأنينة و الكفاية اللازمة من انسجام الروح مع العقل لكي تستخلص تلك العصارة الثمينة من عمق الحرف و ليس بالأمر السهل .
فهناك شيئان نصوب عليهما في هذه الحياة آمالنا ،الأول أن نحصل على ما نريد و الثاني أن نتمتع به ، و أجد في وصف جبران خليل جبران للمبدع شرحا لكلامي حيث يقول أن الكيميائي الذي يستطيع أن يستخلص من عناصر قلبه الرحمة و الاحترام و اللهفة و الصبر و الندم و الدهشة و العفو و يدمج هذه العناصر في عنصر واحد يمكن أن يخترع هذه الذرة التي تسمى الحب ، و أرى أن ذرة الحب تختلف من مخترع لآخر و من مبدأ لآخر و كل في سلسلة النجاح لها متسلقون ، فالحكمة بالنية من الكتابة و القصد من الابداع و الهدف من ايصال ذلك الى الناس ليس لنيل تشريف دنيوي أو لنيل مدح من جموع الناس و عوامهم ، انما هو عمل خالص لوجهه تعالى ، و أرى أن القصد المشرف فعلا هو زرع الخير الموصل للنجاح في زمن كثر فيه المقلدون للحرف و الصورة و النموذج من الابداع ، فالمبدع قبل أن يكون كاتبا يكون قد احترق ألما و سعادة و حزنا و فراقا و كل أحاسيس الدنيا يكون قد عاشها بنفسه ، فانسجم معها قلبه و سبحت في ثناياه دموعه و انسكب المداد يترجم لسان الحال ، و الكثير من يعتقد أن الابداع في أي مجال هو تعلم و قراءة، و الحق أنه موهبة تصدق معها النية كثيرا..
ثم على المقلدين أن يعرفوا أن الكاتب المبدع له رسالة نبيلة لا تساويها أي رسالة على وجه الأرض سواء ما كان لمصلحة دنيوية أو لرمز من رموز الشهرة ، و لو تخلل شيء من هذا القبيل صدقا لن يطمئن القراء لما يقرؤون و لن يمتعوا أنظارهم بما يلمسونه من سحر في الحرف و عطاء كبير في انسياب القيم من الكتابة المبدعة ، خاصة تلك المحافظة على نسق فنياتها فلا تقبل لها تغيرا و لا تضفي لها رونقا بغير الصدق و الاخلاص لوجه الله تعالى ...ثم الكاتب المبدع يكون قد صقل شخصيته على القيم الاسلامية بداية متخذا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نبراسا و فانوسا لدربه فلا يبالي بمن يقلده من الكتاب الآخرين و لا يهتم لغيرة و منافسة ممن يترصدون لنجاحه ، لأن الأمر في النهاية هو توفيق بيد الله و على قدر النية يرزق العبد و ليس على قدر المنافسة و السعي للظهور بغرض الظهور.لا ليس هكذا علمنا الاسلام ، و لن نطبق هذا الدين كما ينبغي على هذا النحو من السلوك ، فأن تحب لنفسك ما تحبه لأخاك هو قمة الصدق مع الله ، أما أن تكون المسميات دينية و ما يضمره القلب شيء آخر ، فهذه هي مفسدات الاخلاص و النجاح في آن..بل مفسدات العقيدة في صلبها .
قد أتساءل كثيرا و في مناسبات عدة ، هل يصلح أن يتجدد الاسلام فينا ونحن لم نعي بعد ثقافة التراحم و العفو و التسامح و الصلح و التجاوز عن الهفوات ؟..لم أفهم بعد لما ينتقل بعض الأشخاص من عدم تصحيح الذات الى منافسة الذات الأخرى التي ركنت للتسامح و فرشت بساط العفو على أعلى مستوى من عدد المارين عليه ، ثم هل نية التقليد هي التعلم؟ ان كان ذلك فهو شرف و اضافة جديدة في سجل الاصلاح و ان كان التقليد بسبب المنافسة ، فيحظرني اللحظة سؤال : هل تنافسنا في أن نتصدر مقدمة التسامح أولا و الأجر لمن ابتدأ بالسلام.؟ و أن نلقى بعضنا بوجه طلق بشوش منير لوضاءة القلب الطيب ، أظن أننا بعيدون جدا عن بلوغ مرتبة الصدق وصدق ابراهام لنكولن حينما قال :
اذا استطعت أن تكسب رجلا الى قضيتك أقنعه بداية بأنك صديقه المخلص .
أصل الى نتيجة من بعض السلوكات التي أتصادف معها بشكل يومي أن مشكلة الانبعاث الحضاري تكمن هنا في عدم تقبل الآخر للرأي الآخر و عدم التغلب على هوى النفس في التسامح و الاحتكام الى التقليد للظفر بمرتبة الظهور لتصبح الظاهرة مرضية أكثر منها صحية..
هذا ونسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الصدق و السعي للخير و درء الشر بأشكاله و منافسة جيل الصحابة في موروثهم الذي تركوه لنا عبر سنة عريقة رسم أبعادها خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلم...فكان القدوة في القيادة و المشورة و النصح بأدوار كان فيها مرة قائدا لمعركة و مرة معينا للصحابة في بناء مسجد و مرة خطيبا من على منبر و مرات عديدة زوجا وفيا و صديقا مميزا و أبا بارا و أخا وفيا بكاه الصحابة و لا زلنا نبكيه في يومنا هذا لتدهور حال المسلمين و تشرذم وحدتهم و انكفافهم على ملذات الدنيا و نسيانهم الآخرة ، فان لم يغفر لنا الله بسرعة بعد توبة نصوح لن نحقق شيئا مما نقوم به من جهد ، فما كان بالتفاف السواعد باركه الله و ما كان لتفرق بسبب حسد أو غيرة أو ضغينة زينه الشيطان و مآله الفشل و الخيبة طال الزمن ام قصر .
فهل من عودة صادقة الى الله؟بدل التقليد لسبب التقليد.
في الدنيا أناس يضيئون درب الحياة بأقلامهم المميزة، ليس لهم أي هدف و أي رغبة في اقتصاص شيء من الكتابة سوى ايصال الكلمة الطيبة الى مستقرها من قلوب الناس ،و في سياق المقدمة يقول علماء الاجتماع ان قوة الكلمات تفوق أي قوة توصل لها الانسان كالكهرباء او الطاقة النووية ،لذلك
كانت كلمات العلماء و الأدباء و المشاهير و الشعراء و النقاد و المبدعين أقوى و أحر من لهيب الجمر في اليد ،لأن الكتابة عندهم كانت مقتطفات من عصارة أفكارهم ، و بنظري أن أصعب ميدان في الكتابة هي الكتابة المبدعة لأنها تحتاج لمحيط هادئ مكفول الشروط من الراحة و الطمأنينة و الكفاية اللازمة من انسجام الروح مع العقل لكي تستخلص تلك العصارة الثمينة من عمق الحرف و ليس بالأمر السهل .
فهناك شيئان نصوب عليهما في هذه الحياة آمالنا ،الأول أن نحصل على ما نريد و الثاني أن نتمتع به ، و أجد في وصف جبران خليل جبران للمبدع شرحا لكلامي حيث يقول أن الكيميائي الذي يستطيع أن يستخلص من عناصر قلبه الرحمة و الاحترام و اللهفة و الصبر و الندم و الدهشة و العفو و يدمج هذه العناصر في عنصر واحد يمكن أن يخترع هذه الذرة التي تسمى الحب ، و أرى أن ذرة الحب تختلف من مخترع لآخر و من مبدأ لآخر و كل في سلسلة النجاح لها متسلقون ، فالحكمة بالنية من الكتابة و القصد من الابداع و الهدف من ايصال ذلك الى الناس ليس لنيل تشريف دنيوي أو لنيل مدح من جموع الناس و عوامهم ، انما هو عمل خالص لوجهه تعالى ، و أرى أن القصد المشرف فعلا هو زرع الخير الموصل للنجاح في زمن كثر فيه المقلدون للحرف و الصورة و النموذج من الابداع ، فالمبدع قبل أن يكون كاتبا يكون قد احترق ألما و سعادة و حزنا و فراقا و كل أحاسيس الدنيا يكون قد عاشها بنفسه ، فانسجم معها قلبه و سبحت في ثناياه دموعه و انسكب المداد يترجم لسان الحال ، و الكثير من يعتقد أن الابداع في أي مجال هو تعلم و قراءة، و الحق أنه موهبة تصدق معها النية كثيرا..
ثم على المقلدين أن يعرفوا أن الكاتب المبدع له رسالة نبيلة لا تساويها أي رسالة على وجه الأرض سواء ما كان لمصلحة دنيوية أو لرمز من رموز الشهرة ، و لو تخلل شيء من هذا القبيل صدقا لن يطمئن القراء لما يقرؤون و لن يمتعوا أنظارهم بما يلمسونه من سحر في الحرف و عطاء كبير في انسياب القيم من الكتابة المبدعة ، خاصة تلك المحافظة على نسق فنياتها فلا تقبل لها تغيرا و لا تضفي لها رونقا بغير الصدق و الاخلاص لوجه الله تعالى ...ثم الكاتب المبدع يكون قد صقل شخصيته على القيم الاسلامية بداية متخذا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم نبراسا و فانوسا لدربه فلا يبالي بمن يقلده من الكتاب الآخرين و لا يهتم لغيرة و منافسة ممن يترصدون لنجاحه ، لأن الأمر في النهاية هو توفيق بيد الله و على قدر النية يرزق العبد و ليس على قدر المنافسة و السعي للظهور بغرض الظهور.لا ليس هكذا علمنا الاسلام ، و لن نطبق هذا الدين كما ينبغي على هذا النحو من السلوك ، فأن تحب لنفسك ما تحبه لأخاك هو قمة الصدق مع الله ، أما أن تكون المسميات دينية و ما يضمره القلب شيء آخر ، فهذه هي مفسدات الاخلاص و النجاح في آن..بل مفسدات العقيدة في صلبها .
قد أتساءل كثيرا و في مناسبات عدة ، هل يصلح أن يتجدد الاسلام فينا ونحن لم نعي بعد ثقافة التراحم و العفو و التسامح و الصلح و التجاوز عن الهفوات ؟..لم أفهم بعد لما ينتقل بعض الأشخاص من عدم تصحيح الذات الى منافسة الذات الأخرى التي ركنت للتسامح و فرشت بساط العفو على أعلى مستوى من عدد المارين عليه ، ثم هل نية التقليد هي التعلم؟ ان كان ذلك فهو شرف و اضافة جديدة في سجل الاصلاح و ان كان التقليد بسبب المنافسة ، فيحظرني اللحظة سؤال : هل تنافسنا في أن نتصدر مقدمة التسامح أولا و الأجر لمن ابتدأ بالسلام.؟ و أن نلقى بعضنا بوجه طلق بشوش منير لوضاءة القلب الطيب ، أظن أننا بعيدون جدا عن بلوغ مرتبة الصدق وصدق ابراهام لنكولن حينما قال :
اذا استطعت أن تكسب رجلا الى قضيتك أقنعه بداية بأنك صديقه المخلص .
أصل الى نتيجة من بعض السلوكات التي أتصادف معها بشكل يومي أن مشكلة الانبعاث الحضاري تكمن هنا في عدم تقبل الآخر للرأي الآخر و عدم التغلب على هوى النفس في التسامح و الاحتكام الى التقليد للظفر بمرتبة الظهور لتصبح الظاهرة مرضية أكثر منها صحية..
هذا ونسأل الله العلي القدير أن يلهمنا الصدق و السعي للخير و درء الشر بأشكاله و منافسة جيل الصحابة في موروثهم الذي تركوه لنا عبر سنة عريقة رسم أبعادها خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلم...فكان القدوة في القيادة و المشورة و النصح بأدوار كان فيها مرة قائدا لمعركة و مرة معينا للصحابة في بناء مسجد و مرة خطيبا من على منبر و مرات عديدة زوجا وفيا و صديقا مميزا و أبا بارا و أخا وفيا بكاه الصحابة و لا زلنا نبكيه في يومنا هذا لتدهور حال المسلمين و تشرذم وحدتهم و انكفافهم على ملذات الدنيا و نسيانهم الآخرة ، فان لم يغفر لنا الله بسرعة بعد توبة نصوح لن نحقق شيئا مما نقوم به من جهد ، فما كان بالتفاف السواعد باركه الله و ما كان لتفرق بسبب حسد أو غيرة أو ضغينة زينه الشيطان و مآله الفشل و الخيبة طال الزمن ام قصر .
فهل من عودة صادقة الى الله؟بدل التقليد لسبب التقليد.