متى تصبح اللغة العربية لغة المستقبل؟
ان الأرضية التي وجدت عليها و فيها اللغة العربية كانت متينة و ذات امتعة صلبة من ذرات التعريب ، اذ لم تكتف لها بمجرد ان يملك ناطقوها حق النطق و الامتثال طواعية و ليس كرها لكل فنيات اللغة خاصة للمهتمين بفنونها و دراساتها ، طواعية لأن ما كان أصل اعتناقه فلا سؤال و لا جدال في مضمونه اما كرها ، فليس منطقيا أت تكره شخصا ان يتكلم لغة هو لا يحبها حتى لو كانت تلك اللغة في صدارة اللغات ، و من هنا نفهم بعد أن نستنتج أن القوامة اللغوية هي حرية واسعة النفاذ و النطاق يمارسها كل فرد وفق ما نشأ عليه في البيئة التي لقنته النطق السليم و باللغة التي يحبذها والديه ، يعني ما فطر عليه الانسان و فرضته جينات الوراثة من ضرورة اتباع النسق الانتمائي وفــــق ميولات العقيدة و القانـون ( الدستور) و تتقوى تلك الفترة بالاكتساب و التلقين و التعلم ، أما ما كان لأجل التعلم و اكتساب رصيد لغوي جديد فذاك طموح مستقيم و شرعي ، كيف لا و نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على تعلم لغات القوم لنتقي شرهم ، هنا مكمن الحكمة من تعلم اللغات الأجنبية و هو المعرفة و تطوير أساليب التخاطب بين مختلف اجناس البشر في السفريات و مبادلة الممارسات التجارية و كذا التبادل التعليمي في اطار التبادل الثقافي و التحصيل الدراسي.
لكن ما يهمنا من باب حبنا للغة العربية بل عشقنا للحرف العربي هو تساؤل قد يطرحه كل غيور على قدسية هذه اللغة و هو كيف تصبح هذه اللغة لغة المستقبل ،و ما أقصده بلغة المستقبل هو ان تحتل صدارة الاولوية و التفوق و التوسعة ، يعني تلك العالمية التي اشتهرت بها اللغة الانجليزية ، فهل بإمكان العربية ان تزيحها من مكانها بقوة فرضها من قبل محبيها و بفضل كنزها و موروثها الأدبي الذي جال امخاخ المستشرقين و الغيورين منها ليتحولوا الى غيورين عليها و القائمة كثيرة تشهد بها شواهد امهات الكتب العريقة و الأسماء طويلة لمن اعترفوا بنبل هذه اللغة و نذكر على سبيل المثال و ليس الحصر المستشرقين منهم :
قال المستشرق الفرنسي رينان :
"من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، وحسب نظام مبانيها ، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائب".
أما المستشرقة الألمانية زيفر هونكه فقد قالت :
"كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى من سحر تلك اللغة".
قال المستشرق الألماني اوجست فيشر:
"وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب أخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب".
أما الفرنسي وليم مرسيه فقال:
"العبارة العربية كالعود ، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور".
انها شهادات و اقرارات مختلفة لمن أعجبوا بزخم اللغة العربية ، فما بالك باهلها الحقيقيين من العرب ، فضلا عن تبيان أثر القرآن الكريم في تطور هذه اللغة و غلبتها على باقي اللغات في شكلها و مضمونها.
و من هنا جاءت فرضية أن تكون اللغة العربية هي لغة المستقبل في صدارة منافسة لغات العالم و العالم هذا اكيد سيعجب بالتدريج بجمال هذه اللغة و لن يسعه الا الاستسلام لهيمنتها الجريئة و الارتجالية من غير حاجة لدعم مدافعيها عنها ،اذ يكفي انها لغة القرآن و الذين يدخلون الاسلام افواجا عديدة هم كثر الآن و يكفي أنه عامل مبشر بالخير لهذه اللغة .
و قد تدوم الدراسة الى تقديم رؤية مستقبلية تهدف الى وحدة اللغة من أجل عدم تشتت الجهد و الهدر في الوقت و المال الذي يسببه عدم الركون الى لغة عالمية موحدة ، و قراءة المستقبل او التمني له من أهم علوم العصر ، و هو ما يطلق عليه :
علم المستقبل.futurology
الذي أخذ ينمو و ينتشر بعد الحرب العالمية الثانية بخاصة ، و أصبح يتميز بصفته العلمية و أسلوبه المنطقي الاختباري على أن هذا العلم لم يظهر في عالم العلوم فجأة ، و انما جاء ليرث ميراثا طويلا من تاريخ البشرية (1).
و عليه ، يتطلب لتصبح اللغة العربية لغة منتجة للعلم ، لتتبوا المكانة الرفيعة بين لغات العالم ، و يوم ان كانت العربية في عصور ازدهار الحضارة الاسلامية ، لغة للعلم بمدلوله الشامل، ارتقت الى الذروة و حازت قصب السبق بين اللغات العالمية ، حتى صار طالب العلم من أي ملة أو عرق كان يتخذ من العربية وسيلة لاكتساب العلوم و الاحاطة بها و التبحر فيها و من هذه الاهمية يمكن للنخبة العربية ان تكون منقذة للعربية من أزمتها ، أزمة محاولة تهميشها في عقر دارها لأسباب واضحة و هي تطبيق المخطط الاستعماري بآليات جديدة و لكنها تعمل على تحقيق الهدف المنشود منذ قرون خلت مثل ما يحدث للغة العربية في الجزائر كمثال حي. و عليه يجب على اللغة العربية أن تحمل ر اية النهوض لأنه ليس صعبا ان ننهض مرة أخرى فقط لابد لنا من الاحتكام الى منطق العقل و الى قياس الحاضر على الحاضر و عدم الاكتفاء بالحاضر فقط بل محاولة تطويره الى ما يواكب أو يفوق درجة التقدم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ظ : اللغة العربية و الفكر المستقبلي للدكتور عبد العزيز شرف : نقلا عن الدكتور سليم عبد الزهرة محسن الجصاني ، مستقبل العربية ومؤازرة فرضية اللغة الموحدة ، من كتاب المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية ،دبي، 6-10 مايو 2015 ،ص 453
و الرقي للغات الأخرى خاصة اللغة الانجليزية و الاسبانية و الصينية ،و لابد من قياس العرف على الغرب بمراعاة الخصوصيات و حتما سيكون النهوض بل سيتحقق الرقي و التفوق و من ثم تتحقق الريادة . و اذا استطعنا الجمع بين تطوير المنهج التربوي في المدرسة مع اضافة معتبرة في
تنمية الاقتصاد و تحقيق نوع من التوان الاجتماعي بالتقليل من الآفات الاجتماعية ، و تطوير البحث العمي في الجامعة فانه بالإمكان تفعيل المؤسسات و هياكل الدولة على النحو الذي يحقق اكتفاءا علميا و اقتصاديا و بالتالي ذاتيا متشبعا بمقومات الانتماء من اللغة و الدين ، فهنا تتحقق النهضة و يستمر البناء و نصل في مجال المنافسة الى اقتحام المراتب الأولى عالميا ، فليس تقدم الدول الحديثة كماليزيا و الامارات و غيرها من لدن قدرة عجيبة انما كانت بتسطير رؤية استراتيجية بناءة على يد قيادة رشيدة و سعت في مخططاتها و حظت بالتقدم و لا زالت تواصل مسيرة البناء ، فلما لا تكون اللغة العربية هي بوصلة الرقي بل هي البرنامج الأساسي لمخطط أي تحضر؟.
فالتجارب الناجحة تحتاج لان تكون نماذج يحتذى بها بمجاراة التحديث و التجديد ،خاصة و اننا نعلم ان العربية ليست كالفرنسية التي عرفت مراحل صعبة في خطواتها التأسيسية ، لأن اللغة العربية قائمة بذاتها تنقصها فقط العقلية المسيرة لها و بأمانة الحفاظ عليها من كل شائبة من شانها التحريف بها او الحاق الضرر بها من حيث المخزون اللفظي و الأدبي ،فهي بحاجة للتمكين بها في أوطانها ثم النقل بها الى الخارج في المعاملات و التبادلات و طرق التواصل و الاستثمار ، و اشتراطية التعامل بالعربية من شانه ان يخلق لها فرضا محكما من التكلم بها و الا فلا تمام لأي صفقة من الصفقات فتصبح الزامية بل أن كانت فرض عين ،فمشروع الذخيرة اللغوية مشروع قوي يحتاج للدعم و التدعيم و الدفع به الى المنافسة بكل جرأة بعيدا عن الخوف من الاحباط او الفشل ، لأن ما كان له ركيزة و دعامة متينة فلن يطاله الوهن مهما تعددت الأسباب ، و عليه فان التفاؤل بان تكون العربية لغة المستقبل أمل قائم بيقين انه ستحتل الصدارة في يوم من الايام بشرط أن ندفع بها الى الأمام و لا نعود بها الى الوراء ، فما عاد للوراء اضمحل و اندثر و كتب له الفناء التدريجي و ما تقد م للأمام نال من شرف الرفعة و المهابة ما يكفيه للتفوق و الامتياز بتميز العروبة و العرب.
ان الأرضية التي وجدت عليها و فيها اللغة العربية كانت متينة و ذات امتعة صلبة من ذرات التعريب ، اذ لم تكتف لها بمجرد ان يملك ناطقوها حق النطق و الامتثال طواعية و ليس كرها لكل فنيات اللغة خاصة للمهتمين بفنونها و دراساتها ، طواعية لأن ما كان أصل اعتناقه فلا سؤال و لا جدال في مضمونه اما كرها ، فليس منطقيا أت تكره شخصا ان يتكلم لغة هو لا يحبها حتى لو كانت تلك اللغة في صدارة اللغات ، و من هنا نفهم بعد أن نستنتج أن القوامة اللغوية هي حرية واسعة النفاذ و النطاق يمارسها كل فرد وفق ما نشأ عليه في البيئة التي لقنته النطق السليم و باللغة التي يحبذها والديه ، يعني ما فطر عليه الانسان و فرضته جينات الوراثة من ضرورة اتباع النسق الانتمائي وفــــق ميولات العقيدة و القانـون ( الدستور) و تتقوى تلك الفترة بالاكتساب و التلقين و التعلم ، أما ما كان لأجل التعلم و اكتساب رصيد لغوي جديد فذاك طموح مستقيم و شرعي ، كيف لا و نبينا صلى الله عليه وسلم يحثنا على تعلم لغات القوم لنتقي شرهم ، هنا مكمن الحكمة من تعلم اللغات الأجنبية و هو المعرفة و تطوير أساليب التخاطب بين مختلف اجناس البشر في السفريات و مبادلة الممارسات التجارية و كذا التبادل التعليمي في اطار التبادل الثقافي و التحصيل الدراسي.
لكن ما يهمنا من باب حبنا للغة العربية بل عشقنا للحرف العربي هو تساؤل قد يطرحه كل غيور على قدسية هذه اللغة و هو كيف تصبح هذه اللغة لغة المستقبل ،و ما أقصده بلغة المستقبل هو ان تحتل صدارة الاولوية و التفوق و التوسعة ، يعني تلك العالمية التي اشتهرت بها اللغة الانجليزية ، فهل بإمكان العربية ان تزيحها من مكانها بقوة فرضها من قبل محبيها و بفضل كنزها و موروثها الأدبي الذي جال امخاخ المستشرقين و الغيورين منها ليتحولوا الى غيورين عليها و القائمة كثيرة تشهد بها شواهد امهات الكتب العريقة و الأسماء طويلة لمن اعترفوا بنبل هذه اللغة و نذكر على سبيل المثال و ليس الحصر المستشرقين منهم :
قال المستشرق الفرنسي رينان :
"من أغرب المُدْهِشَات أن تنبت تلك اللغة القومية وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرُّحل تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها ، وحسب نظام مبانيها ، ولم يُعْرَف لها في كل أطوار حياتها طفولة ولا شيخوخة ولا نكاد نعلم من شأنها إلا فتوحاتها وانتصاراتها التي لا تُبَارى ، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللغة التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج وبقيت حافظة لكيانها من كل شائب".
أما المستشرقة الألمانية زيفر هونكه فقد قالت :
"كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم ، وسحرها الفريد ؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى من سحر تلك اللغة".
قال المستشرق الألماني اوجست فيشر:
"وإذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب أخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب".
أما الفرنسي وليم مرسيه فقال:
"العبارة العربية كالعود ، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت ثم تُحَرَّك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر مَوْكباً من العواطف والصور".
انها شهادات و اقرارات مختلفة لمن أعجبوا بزخم اللغة العربية ، فما بالك باهلها الحقيقيين من العرب ، فضلا عن تبيان أثر القرآن الكريم في تطور هذه اللغة و غلبتها على باقي اللغات في شكلها و مضمونها.
و من هنا جاءت فرضية أن تكون اللغة العربية هي لغة المستقبل في صدارة منافسة لغات العالم و العالم هذا اكيد سيعجب بالتدريج بجمال هذه اللغة و لن يسعه الا الاستسلام لهيمنتها الجريئة و الارتجالية من غير حاجة لدعم مدافعيها عنها ،اذ يكفي انها لغة القرآن و الذين يدخلون الاسلام افواجا عديدة هم كثر الآن و يكفي أنه عامل مبشر بالخير لهذه اللغة .
و قد تدوم الدراسة الى تقديم رؤية مستقبلية تهدف الى وحدة اللغة من أجل عدم تشتت الجهد و الهدر في الوقت و المال الذي يسببه عدم الركون الى لغة عالمية موحدة ، و قراءة المستقبل او التمني له من أهم علوم العصر ، و هو ما يطلق عليه :
علم المستقبل.futurology
الذي أخذ ينمو و ينتشر بعد الحرب العالمية الثانية بخاصة ، و أصبح يتميز بصفته العلمية و أسلوبه المنطقي الاختباري على أن هذا العلم لم يظهر في عالم العلوم فجأة ، و انما جاء ليرث ميراثا طويلا من تاريخ البشرية (1).
و عليه ، يتطلب لتصبح اللغة العربية لغة منتجة للعلم ، لتتبوا المكانة الرفيعة بين لغات العالم ، و يوم ان كانت العربية في عصور ازدهار الحضارة الاسلامية ، لغة للعلم بمدلوله الشامل، ارتقت الى الذروة و حازت قصب السبق بين اللغات العالمية ، حتى صار طالب العلم من أي ملة أو عرق كان يتخذ من العربية وسيلة لاكتساب العلوم و الاحاطة بها و التبحر فيها و من هذه الاهمية يمكن للنخبة العربية ان تكون منقذة للعربية من أزمتها ، أزمة محاولة تهميشها في عقر دارها لأسباب واضحة و هي تطبيق المخطط الاستعماري بآليات جديدة و لكنها تعمل على تحقيق الهدف المنشود منذ قرون خلت مثل ما يحدث للغة العربية في الجزائر كمثال حي. و عليه يجب على اللغة العربية أن تحمل ر اية النهوض لأنه ليس صعبا ان ننهض مرة أخرى فقط لابد لنا من الاحتكام الى منطق العقل و الى قياس الحاضر على الحاضر و عدم الاكتفاء بالحاضر فقط بل محاولة تطويره الى ما يواكب أو يفوق درجة التقدم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) ظ : اللغة العربية و الفكر المستقبلي للدكتور عبد العزيز شرف : نقلا عن الدكتور سليم عبد الزهرة محسن الجصاني ، مستقبل العربية ومؤازرة فرضية اللغة الموحدة ، من كتاب المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية ،دبي، 6-10 مايو 2015 ،ص 453
و الرقي للغات الأخرى خاصة اللغة الانجليزية و الاسبانية و الصينية ،و لابد من قياس العرف على الغرب بمراعاة الخصوصيات و حتما سيكون النهوض بل سيتحقق الرقي و التفوق و من ثم تتحقق الريادة . و اذا استطعنا الجمع بين تطوير المنهج التربوي في المدرسة مع اضافة معتبرة في
تنمية الاقتصاد و تحقيق نوع من التوان الاجتماعي بالتقليل من الآفات الاجتماعية ، و تطوير البحث العمي في الجامعة فانه بالإمكان تفعيل المؤسسات و هياكل الدولة على النحو الذي يحقق اكتفاءا علميا و اقتصاديا و بالتالي ذاتيا متشبعا بمقومات الانتماء من اللغة و الدين ، فهنا تتحقق النهضة و يستمر البناء و نصل في مجال المنافسة الى اقتحام المراتب الأولى عالميا ، فليس تقدم الدول الحديثة كماليزيا و الامارات و غيرها من لدن قدرة عجيبة انما كانت بتسطير رؤية استراتيجية بناءة على يد قيادة رشيدة و سعت في مخططاتها و حظت بالتقدم و لا زالت تواصل مسيرة البناء ، فلما لا تكون اللغة العربية هي بوصلة الرقي بل هي البرنامج الأساسي لمخطط أي تحضر؟.
فالتجارب الناجحة تحتاج لان تكون نماذج يحتذى بها بمجاراة التحديث و التجديد ،خاصة و اننا نعلم ان العربية ليست كالفرنسية التي عرفت مراحل صعبة في خطواتها التأسيسية ، لأن اللغة العربية قائمة بذاتها تنقصها فقط العقلية المسيرة لها و بأمانة الحفاظ عليها من كل شائبة من شانها التحريف بها او الحاق الضرر بها من حيث المخزون اللفظي و الأدبي ،فهي بحاجة للتمكين بها في أوطانها ثم النقل بها الى الخارج في المعاملات و التبادلات و طرق التواصل و الاستثمار ، و اشتراطية التعامل بالعربية من شانه ان يخلق لها فرضا محكما من التكلم بها و الا فلا تمام لأي صفقة من الصفقات فتصبح الزامية بل أن كانت فرض عين ،فمشروع الذخيرة اللغوية مشروع قوي يحتاج للدعم و التدعيم و الدفع به الى المنافسة بكل جرأة بعيدا عن الخوف من الاحباط او الفشل ، لأن ما كان له ركيزة و دعامة متينة فلن يطاله الوهن مهما تعددت الأسباب ، و عليه فان التفاؤل بان تكون العربية لغة المستقبل أمل قائم بيقين انه ستحتل الصدارة في يوم من الايام بشرط أن ندفع بها الى الأمام و لا نعود بها الى الوراء ، فما عاد للوراء اضمحل و اندثر و كتب له الفناء التدريجي و ما تقد م للأمام نال من شرف الرفعة و المهابة ما يكفيه للتفوق و الامتياز بتميز العروبة و العرب.