أقوام السيجارة..
مررت من ساحة المستشفى أنقل خطوات سريعة نحو المصلى فإذا ببهو الادارة يرتفع فيه دخان عالي و قد كنت غادرت مكتبي على رفس سيجارات مرمية على الأرض برجلي .. و انا ألتقي بصديقة لي طبيبة أمراض الكلى يمر طبيب ليلقي السلام و في يده سيجارة و لتوه خرج من غرفة العمليات ، سالت صديقتي المختصة : ألسنا في مكان أمين و انساني بالدرجة الأولى و تمنع فيه السجارة ووقع منبه السيارة ، قالت بلى ، قلت ماهذه الفوضى اذن ؟ اشعر باختناق و برداءة كبيرة ، فقالت لي لا تهتمي لأن كل شيء متناقض الآن ، فودعتها على أمل ان أستنشق هواءا راقيا فكان ان انتهيت من صلاة الظهر و ارتميت أرضا على عشب أخضر مقابلة احدى المصالح و في يدي جريدة اليوم ، فإذا بطبيب يشرح لمريضه ملفه الطبي و في يده سيجارة فكان ان تساءلت في نفسي : أيعقل أن من يعالج هو نفسه من يتناول الضرر لنفسه؟.
أكملت استراحتي و أنا أراقب الساعة من حين لآخر لحين تصل الواحدة و النصف لأعود لمكتبي ، و قد متعت نفسي بلمحات رومانسية مع الطبيعة ، نهضت من على العشب و استقمت جيدا ثم أكملت الطريق لأكمل عملي ، فإذا بطابور من مواطنين جاؤوا ليشتكوا تأخيرا في مواعيدهم الطبية و جلهم يدخن من الغضب ، فقلت يا حسرتي على قصة السيجارة فهي تصاحب المتعلم و المثقف و الميسور الحال ، يا ترى هل السبب مشترك ؟ ام أن ضغوطات الحياة هي من تؤثر على ارادة هؤلاء الناس .
سمعت مؤخرا أنه وزارة الصحة ستسن قانونا لمنع التدخين و تقنين عقوبة بغرامة مالية على كل من يخالف القانون ، فقلت في نفسي : الصحة هي ما يسعى اليه الأطباء لعلاجه مع المرضى و المستشفى مكان راق و يجب أن تحترم تعليمات القانون في ذلك ، أأظف الى خصوصية المكان أين يرقد المرضى و يتألمون لجراحهم و آلامهم ، لكن المواطن في حد ذاته لا يأبه بشيء اسمه القانون و لا يعير اهتماما لصحة الغير ، ثم الملاحظ للمطارات الأجنبية يلاحظ تخصيص غرفة مغلقة خصيصا لأصحاب عادة التدخين ، لكن ما يحيرني هو كيف أن اخاطب طبيبا بمأزر النبل و في يده سيجارة ؟ انه تناقض و قد يحز في نفسي رغبة في العلاج عند آخرين من لهم قيم و مبادئ و تربية رفيعة، فمن المفروض أن لا نكتفي بان تسدى لنا الخدمة و فقط بل لا بد أن نكون جيدي المظهر و الهندام ، فالمريض تتحسن حالته الصحية كلما احسن الطبيب الحديث معه و كان متسقا في مقام الطب و الانسانية ، لكم أحب الجمال و النظام في كل شيء ، لكم أحب أن تسود الأخلاق حوارنا و نقاشنا و تبادلنا لأفكارنا النيرة و حتى و ان اختلفنا فالمهم أن جونا بريء و نقي و معطر بالصفاء ، أبحث عن حقيقة الاستقامة و أبحث عن حقيقة الجمال و أبحث عن حقيقة النظافة و الاتقان لكن اصطدم بواقع يجعلني أشعر بغربة و كأنه قذف بي من فضاء خارجي ، و من يدري فحتى أصحاب الفضاءات الغريبة لهم نظام خاص بهم في علم الخيال بتصور مفترض..
متى نرتقي الى مصاف الروعة و النظافة و الاخلاص و الإبداع ؟ ، متى نرتقي الى أن يكون الطبيب طبيبا و المهندس مهندسا و المزارع مزارعا و السائق سائقا ، فالمزارع ان ما توسخ هندامه بالوحل منطقي أن مصاحبته للأرض تركت فيه آثار الكد و التعب و لكن ان يصاحب طبيب او طبيبة سيجارة و في المستشفى فأظن ان الأمر فيه كثير من اللخبطة..
و ربما و الأرجح أن صاحب السيجارة يعاني مشاكل و اضطرابات نفسية هذا أكيد ، فالمتزن في عواطفه و اخلاقه يشرب قهوة أو شاي ، و ان احتد زحام المشاكل يركن للصلاة و الاستغفار لا الى نيكوتين مدمر للرئة و مفسد للصحة و الهيئة..دمتم أصحاء ..و بمعنى راق فيه التقوى و الخلق الرفيع...
مررت من ساحة المستشفى أنقل خطوات سريعة نحو المصلى فإذا ببهو الادارة يرتفع فيه دخان عالي و قد كنت غادرت مكتبي على رفس سيجارات مرمية على الأرض برجلي .. و انا ألتقي بصديقة لي طبيبة أمراض الكلى يمر طبيب ليلقي السلام و في يده سيجارة و لتوه خرج من غرفة العمليات ، سالت صديقتي المختصة : ألسنا في مكان أمين و انساني بالدرجة الأولى و تمنع فيه السجارة ووقع منبه السيارة ، قالت بلى ، قلت ماهذه الفوضى اذن ؟ اشعر باختناق و برداءة كبيرة ، فقالت لي لا تهتمي لأن كل شيء متناقض الآن ، فودعتها على أمل ان أستنشق هواءا راقيا فكان ان انتهيت من صلاة الظهر و ارتميت أرضا على عشب أخضر مقابلة احدى المصالح و في يدي جريدة اليوم ، فإذا بطبيب يشرح لمريضه ملفه الطبي و في يده سيجارة فكان ان تساءلت في نفسي : أيعقل أن من يعالج هو نفسه من يتناول الضرر لنفسه؟.
أكملت استراحتي و أنا أراقب الساعة من حين لآخر لحين تصل الواحدة و النصف لأعود لمكتبي ، و قد متعت نفسي بلمحات رومانسية مع الطبيعة ، نهضت من على العشب و استقمت جيدا ثم أكملت الطريق لأكمل عملي ، فإذا بطابور من مواطنين جاؤوا ليشتكوا تأخيرا في مواعيدهم الطبية و جلهم يدخن من الغضب ، فقلت يا حسرتي على قصة السيجارة فهي تصاحب المتعلم و المثقف و الميسور الحال ، يا ترى هل السبب مشترك ؟ ام أن ضغوطات الحياة هي من تؤثر على ارادة هؤلاء الناس .
سمعت مؤخرا أنه وزارة الصحة ستسن قانونا لمنع التدخين و تقنين عقوبة بغرامة مالية على كل من يخالف القانون ، فقلت في نفسي : الصحة هي ما يسعى اليه الأطباء لعلاجه مع المرضى و المستشفى مكان راق و يجب أن تحترم تعليمات القانون في ذلك ، أأظف الى خصوصية المكان أين يرقد المرضى و يتألمون لجراحهم و آلامهم ، لكن المواطن في حد ذاته لا يأبه بشيء اسمه القانون و لا يعير اهتماما لصحة الغير ، ثم الملاحظ للمطارات الأجنبية يلاحظ تخصيص غرفة مغلقة خصيصا لأصحاب عادة التدخين ، لكن ما يحيرني هو كيف أن اخاطب طبيبا بمأزر النبل و في يده سيجارة ؟ انه تناقض و قد يحز في نفسي رغبة في العلاج عند آخرين من لهم قيم و مبادئ و تربية رفيعة، فمن المفروض أن لا نكتفي بان تسدى لنا الخدمة و فقط بل لا بد أن نكون جيدي المظهر و الهندام ، فالمريض تتحسن حالته الصحية كلما احسن الطبيب الحديث معه و كان متسقا في مقام الطب و الانسانية ، لكم أحب الجمال و النظام في كل شيء ، لكم أحب أن تسود الأخلاق حوارنا و نقاشنا و تبادلنا لأفكارنا النيرة و حتى و ان اختلفنا فالمهم أن جونا بريء و نقي و معطر بالصفاء ، أبحث عن حقيقة الاستقامة و أبحث عن حقيقة الجمال و أبحث عن حقيقة النظافة و الاتقان لكن اصطدم بواقع يجعلني أشعر بغربة و كأنه قذف بي من فضاء خارجي ، و من يدري فحتى أصحاب الفضاءات الغريبة لهم نظام خاص بهم في علم الخيال بتصور مفترض..
متى نرتقي الى مصاف الروعة و النظافة و الاخلاص و الإبداع ؟ ، متى نرتقي الى أن يكون الطبيب طبيبا و المهندس مهندسا و المزارع مزارعا و السائق سائقا ، فالمزارع ان ما توسخ هندامه بالوحل منطقي أن مصاحبته للأرض تركت فيه آثار الكد و التعب و لكن ان يصاحب طبيب او طبيبة سيجارة و في المستشفى فأظن ان الأمر فيه كثير من اللخبطة..
و ربما و الأرجح أن صاحب السيجارة يعاني مشاكل و اضطرابات نفسية هذا أكيد ، فالمتزن في عواطفه و اخلاقه يشرب قهوة أو شاي ، و ان احتد زحام المشاكل يركن للصلاة و الاستغفار لا الى نيكوتين مدمر للرئة و مفسد للصحة و الهيئة..دمتم أصحاء ..و بمعنى راق فيه التقوى و الخلق الرفيع...