بين ديدن القلب والعقل موجة طمأنينة
في هدوء قلبٍ يَنبض نبضات التُّقى على وتر الخوف من الله، بداخل فكْرِ عَقلٍ فيه وجدانٌ باطن يُفكِّر في الأحسن والأجمل والأنفع والأدْوَم، لستُ أرى في وجدان العقل ما يدعو للسؤال إن كان للعقل وجدان؟ نعم؛ له وجدان يَطرب له القلب، بين دَيدنِ أني أبحث وأريد ودًّا لامتداد بصري فيما تُخفيه حقيقة الوجود من صعب وسهل، مِن خير وشرٍّ، مِن حقٍّ وباطل، مِن ألم وفرحة، بالمرَّة لم تكن منغصات بقدْر ما كانت أثوابًا نَرتديها عن قناعة في أن الحياة هكذا، هي امتداد لسيرورة كونٍ واسِع بمجرات لا متناهية، لم تكن مُكرهة أو مؤلِمة بالتصور الذي نرسم به طريقنا؛ لأن الطريق أصلاً مرسوم، لكن التردُّد فينا والخوف متأصِّل، ربما لم نتدرب بعدُ أنَّ طعْم النجاح يأتي بذَوق المرار، ثم لم نُدرك بعْدُ أن حياة العباقرة مُحزِنة ومُميَّزة؛ لأن العبقرية تُفرز الحلول في كل مكان، وتُسهِّل الصعب في لمحة بصر، لكنها تَجلِب المتاعب والمُطاردات؛ حبًّا في امتلاك عبقرية الضمير قبل عبقرية العقل، لكني أرى في عبقرية العَباقرة رسالة موحَّدة، أن دَيدن العقل لا يرضى بغير ديدَن القلب مُرافقًا، لماذا؟
لا لشيء سوى انسجام النبْض والفكر في أن يكونا على سياق التوحيد في فكْر الوجودية بربانية الضمير وأنّه لا شيء يَسمو فوق الآخِر.
هو المنان، هو الرحمن، سيد الأكوان؛ هو الله.
هو الصادق، النعمة المهداة، السراج المنير؛ هو الرسول - عليه الصلاة والسلام.
لا إله إلا الله، محمد رسول الله، خلاصة وزبدة ديدَن القلب والعقل؛ لتكون موجة طمأنينة على صدى مسامع البرَكة والرِّضا والخشوع، لكن هل بلغ بنا الدَّيدن أن نفهم حقيقة الوجود؟
هل بسبَّابة الشهادة والتوحيد عددْنا نِعَم الله علينا؟ هل ببصيرة الحقيقة استخلَصْنا اللغْز مِن بواطن عقد الإنسانية على مرِّ سنَوات بل قرون الغُموض؟ تتساءلون أي غُموض؟ أعني به غموض التِّيه والضياع في ما نريد، وهل حقَّقنا ما نطمَح إليه؟ أم هو مجرَّد أحلام بِقِيعة على مشارب من كؤوس الظمأ غير المنتهي؛ ظمأ العقيدة واليقين؟!
ما أحلاها مِن موجة طمأنينة عندما يكون القرار بأيدينا! ما أحلاها مِن لذَّة عيش عندما يكون اليقين مِن يَنبوع في عهد الوفاء في أن الأمانة مُصانة والكرامة مَستور ومُتستَّر عليها برِداء العزة في أن لا شيء يُضعِف لغة الحق، ولا شيء يَعلو فوق صوت الحقِّ! فقط سأترك لدَيدن القلب أن يُشارك ديدَن العقل، وعلى موجة الطمأنينة أن الله حقٌّ يُحب الحق.
ارفَع بصرَكَ عاليًا، هل مِن صدى لعقْم الروح حول آذانك في كل مكان؟
هل لروحانية القلب أذًى في الجسد؟
اترك لدَيدن القلب متَّسعًا؛ كما لديدن العقل حقٌّ في المُتَّسع، وعلى موجة الطمأنينة طفَت كلمة الحق في سكينة.